تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

تاريخ العالم الوجيز .....الطبعة الأولي 2012م بقلم مصعب أحمد الأمين

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/15/2005 3:12 م

تاريخ العالم الوجيز .....الطبعة الأولي 2012م

مصعب أحمد الأمين [email protected]

اليوم هو الرابع من شهر نوفمبر من عام 2012م

المناسبة التي يترقبها كل العالم يوم الانتخابات الأمريكية....

الشعب الأمريكي يحبس أنفاسه توقعا لمن سيكون ساكن البيت الأبيض!

هل سيكون هو نفسه الرئيس الرابع و الأربعون جون كيري...أم سينتفض الجمهوريين؟ هل سيغامر الأمريكيون بانتخاب رئيس جمهوري علي خلفية الخسائر المادية و المعنوية التي ألحقها بهم الرئيس الأسبق أو ربما السابق بوش الابن؟ وإن فعلوا ذلك و صوتوا (لجيم بوش) هل يضمنوا كيف سيكون سبتمبر عليهم؟هل كما كان علي أيام بوش الابن تفجيرات و أعاصير و هم مازالوا يتذكرون إعصار كاترينا!!! و حتى الآن لا يدون من هو نحس علي الآخر : بوش علي سبتمبر أم سبتمبر علي بوش!! نترك هذا الباب و نقلب بعض فصول كتاب (تاريخ العالم الوجيز ....الطبعة الأولي 2012م) و أول ما نبدأ بأحداث العالم في سنة 2011م العام الذي شهد قيام دولة الأماتونج التي انشطرت مما كان يعرف بجمهورية بالسودان إذ أن شعب الأماتونج و الذي كان قد منح حق تقرير المصير قد صوّت بأغلبية مطلقة لصالح الانفصال من الدولة الأم. غير أن المراقبين يرون أن هذه الدولة الناشئة , و التي يسيطر عليها بقبضة من حديد أفراد الجيش الشعبي , و الذي تحوّل عقب تقرير المصير إلي الجيش القومي لجمهورية الأماتونج الاشتراكية( هذا الجيش الذي يتكون غالبيته من أبناء القبيلة الأكبر ) يرون أنها أي هذه الجمهورية الفتية التي تبلغ الأمية أرقاما خيالية و يتمسك أفرادها بقيم القبلية , يجعل من الممكن القول بأنها تجلس علي برميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة. و تنبع صدقية هذه الفرضية من مصير جيش القبيلة التي تلي القبيلة الحاكمة الذي يلفه الغموض . خاصة و انه احتفظ بوجوده في الفترة التي سبقت تقرير المصير. و مما يزيد أجواء الأماتونج تلبدا بالغيوم علي غيومها الاستوائية التي تسود سمائها معظم أيام السنة ,هي المحاولة الفاشلة لاغتيال احد شركاء الحزب الحاكم . و بحسب المراقبين لم تكن هذه هي ليست المرة الأولي . إذ سبقتها محاولة في فترة سنوات ما قبل تقرير المصير.

و في جمهورية أخري من دول ما كان يعرف بالسودان و الذي تحول لجمهورية سنار قامت دولة دارفور الاتحادية و التي تكونت من قوميتين كبيرتين في تلك الجمهورية. غير أنها, وفقا لمراقبين , ليست أفضل حالا من جمهورية الأماتونج . فشبح الاحتراب ماثل في كل لحظة من تاريخ هذه الجمهورية الوليدة. و يذهب بعض المراقبين للحد الذي يتخوفون فيه من انفجار الوضع لصورة قريبة من الوضع في رواندا في تسعينيات القرن الماضي. خاصة و أن القوي الرئيسة في توليفة هذه الجمهورية, كل منها تحدوه طموحات الانفراد بالسيطرة علي السلطة في الجمهورية. و يرجع الخبراء ذلك لصراع حول حدود أراضي تلك المجموعتين . إذ تزعم إحداها أنها استضافت المجموعة الكبرى علي أراضيها لفترة تاريخية طويلة و لكن ذلك _ برأيها _ لا يعطي المجموعة الأخرى كل النفوذ الذي تطالب به.

و بنظرة إلي الجمهورية الثالثة التي انشطرت مما كان يعرف بالسودان , تقوم علي شواطئ البحر جمهورية الأمرأر الشعبية الديمقراطية و عاصمتها سواكن. لا تبدو الصورة زاهية هناك أيضا. إذ تتقاسم قوميتين كبيرتين السلطة و الثروة التي تقع في الجانب الذي تقطنه الاثنية المطلة علي البحر. و التي تريد أن تستثمر هذه الميزة النسبية بالاستئثار بالقسم الأكبر من السلطة. فضلا عن أنها القومية التي كافحت من اجل الاستقلال عن الدولة الأم السابقة. غير أن البيئة القاسية و شح المياه تقعدان باقتصاديات جمهورية الأمرأر . خاصة إذا ما نظرنا إلي أن جمهورية سنار , و التي كانت تمثل مركز جمهورية السودان السابقة, قد اختارت استخدام موانئ مصر في صفقة تكامل تعود جذورها لفترة قديمة من تاريخ ما كان يعرف بالسودان السابق مع مصر. زد علي ذلك أنها أي جمهورية سنار تخشي من التعامل مع دول جوارها حتى لا يتهمها المجتمع الدولي بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية لتلك البلدان. و هذا بدوره حرم دول إقليم ما كان يعرف بالسودان من التكامل الاقتصادي و التبادل السلعي

و بنظرة سريعة علي اقتصاديات تلك الدول , نجد أن اقتصاد جمهورية الأماتونج الذي لن يكون له فضاء سوي جواره من إقليم البحيرات, نجده قد فقد صفة التميز و التنوع بين تلك الدول, و التي تشترك في سمات الإنتاج المحكومة بعنصر المناخ المتشابه. و بسبب ذلك يشبه بعض المحللون الاقتصاديون, اقتصاديات تلك الدول باقتصاديات دول الخليج التي لا يجمعها النفط و حسب, إنما أيضا عنصر التماثل في المناخ. و من ناحية أخري يتخوف محللون محليون من خطر و وقوع جمهورية الأماتونج في نفس الفخ الذي وقعت فيه بلدان شرق أفريقيا التي قام فيها أخطر حلف بين النخب الحاكمة و الشركات عابرة القارات بأحلام الثراء الذي دغدغت به ثوار الأمس أمراء اليوم و بشقراوتها اللائي كما قال شاعر الحقيبة مخاطبا مَن دونَهن حسنا( يهواك الجنوب و إليك ينقاد الشمال) .صراحة أنا لا اسلم مع حبي ل (بت بلدي)مع المغربي في قوله( إيه زرق العيون للعيينيهو سود) (علي اية ذوق!!) من ذا الذي يعصي لهن أمر؟ و أبو فراس الحمداني يقر إذ يقول ( بدوتُ و أهلي حاضرون **** لأني أري أن دارا لستِ من أهلها قفر) و حتى و إن كان بها العم و الخال و الجد يا أبا فراس؟؟!! ربما كان سيقتبس : وانن!! . فهم أي المحللون المحليون يخشون مصير الأمم التي تركتها حكوماتهاا لخماسي الرعب الإفريقي الرهيب: الحرب و الفقر و المرض و الجهل و مرض نقص المناعة المكتسب .

و الصورة لا تختلف في جمهورية دارفور الاتحادية . فاقتصادياتها تعاني من وطء القطيعة الكبيرة بين دول إقليم ما كان يعرف بالسودان . فالعمق الخارجي لتجارة جمهورية دارفور يمر بنفس الأزمة التي تكلمنا عنها لدي كلامنا علي اقتصاديات جمهورية الأماتونج الاشتراكية . فهي أي جمهورية دارفور لا تجد منفذاً قريباً للبحر سوي الموانئ الليبية و مع ارتفاع تكلفتها فهي لا تجد قبولا كبيرا في محيطها المتوسطي . فضلا عن ملاحظة إن اقتصاديات أوربا الزراعية تضيّق الخناق علي اقتصاديات الجمهورية الناشئة. زد علي ذلك أن التداخل الإثني مع جارتها تشاد , يسِم علاقة البلدين بالحذر و التوجس و عدم الحماس للانخراط في تطبيع اقتصادي علي نطاق واسع. و بذلك تُحرم جمهورية دارفور من العمق الاقتصادي الفعّال مع دول جوارها.

و علي التخوم الشرقية من جمهورية ما كان يعرف بالسودان تقوم جمهوريةٌ بأدنى مقومات الدولة. إذ تعتمد اقتصاديات الجمهورية الوليدة علي إنتاجها القليل من الغاز الطبيعي الذي لا يكاد يفي بالقليل من التزامات الدولة الناشئة. فمن جهة , الميناء لم يعد يضج بالحياة كما كان العهد به في السابق . إذ كان المنفذ لكل أجزاء جمهورية السودان السابقة. و لم تنشط السياحة كما كان متوقعا . إذ اصطدمت بطبيعة المجتمع المحافظ و المتدين و الذي لا يستجيب لكثير من متطلبات اقتصاديات السياحة . تماما كما كان الحال في الدولة الأم!! و ثالثة الأثافي مُني اقتصاد الدولة الوليدة بنكسة عظمي لدي تطبيع العلاقات بين ارتريا و أثيوبيا, و الذي كان ينشِّط حركة تجارة الترانزيت بينها و بين أثيوبيا.

أما الدولة الأم فتركت بعد انفصال الجمهوريات الثلاث لتتأمل أخطاءها القاتلة التي ارتكبتها من سِني استقلالها عن الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس . المغيب الذي لم تعتبر منه جمهورية السودان السابقة.و بحسب العارفين يكفيها أي جمهورية سنار أسيً ,أنها تُركت تحت رحمة صديقتها اللدودة مصر. الدولة التي اتسمت علاقاتها دوما بشيء من التنافس و حب السيطرة من الأخيرة. إذ بحسب بعض المعلقين السياسيين, أنها كانت تري في ما عُرف بالسودان جزءا لا يتجزأ من أراضيها. و يذهب البعض الآن لأبعد من ذلك بالقول بان ممارسة الضغط و التميز الذي تمارسه مصر علي جمهورية سنار ما هو إلا المحاولة العملية لتذويب الدولة المكلومة في خطوة أولي نحو استرداد الأقاليم الأخرى في سياسة نفس طويل تحسنها مصر .

و بعد أعزائي القراء لابد لي من تذكيركم أن العام هو 2005م عام تحقق فيه سلام محاط بحقول ألغام صنع بعض أهل الطموح بشقيه المشروع و غير المشروع . و أخري وضعتها قوي أجنبية لا تخفي أطماعها و قلقها من السودان بل خوفها إن شئت. إذن إذا لم يرعوي لوردات الحرب و الجهويات وأصحاب الملك العضوض في السودان, و إذا لم تنتبه جموع جماهير السودان في كل أجزائه , و رفضت ترك نفسها وقود و سلاح بأيدي اللوردات , ستكون الصورة ربما أقتم مما رسمتُه في الجزء السابق من المقال و لا استبعد أن يقع أقرب من التاريخ الذي افترضته. و أخيراَ إذا أمد الله في الأيام سأطالعك عزيزي القارئ بمقال بعنوان (بالقلم الورديّ و ألوان فِرحة أخري.....المؤتمر الجامع و الوحدة :عناصر القوة في السودان المتحد ) حتى نكسب رهان الوحدة و المستقبل. و حتى ذلك اللقاء استودعك الله و اعتذر عما سببته لك من جزع علي حِبك و حِبي الأول : السودان . لكن الرائد لا يكذب أهله فان قلت لكم إن وراء الأكمة ما وراءها و تحت الرماد نار لا تبقي و لا تذر.

أخيراَ اكتبوا لي انطباعاتكم و تعليقاتكم علي هذا المقال علي البريد: [email protected] أو [email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved