تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

«التهديد النووي»‚‚ ليلة الشعر المرثية‚‚ والمأساة! بقلم هاشم كرار _ جريدة الوطن – الدوحة / قطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/14/2005 12:01 م

«التهديد النووي»‚‚ ليلة الشعر المرثية‚‚ والمأساة!
هاشم كرار _ جريدة الوطن – الدوحة / قطر
ليلة التهديد بالاسلحة المدمرة لم انم ‚‚ لو كنت شاعرا لقضيت الليلة انظم اطول مرثية في التاريخ‚ الذين تلظوا بالقنبلة في هيروشيما ونغازاكي لو كانوا يدركون المصير لكانوا اذن قد سبقوني بالمرثية الطويلة والموجعة‚
يا شعراء العالم من منكم يكتبني في مرثية اذن ومن منكم يكتب هذا العالم الذي ينحدر بعنف في الفوضى الشاملة وفي الموت بالجملة؟
ليلة التهديد بالأسلحة المدمرة لعنت الاشرار في الجماعات المتشددة مليون مرة ولعنت في المليون الثاني‚ اولئك الاشرار الذين كتبوا الوثيقة التي خرجت للعلن من البنتاغون‚
قرأت‚ التقرير عن الوثيقة حرفا حرفا‚‚ وكان شعر رأسي يقف شعرة شعرة مع كل حرف‚‚ ونقطة و فاصلة‚
و‚‚ قرأت تهديد جيش «المنصورة» في العراق‚ باستعمال «الكيماوي المتطور» ضد الاحتلال والجيش العراقي‚ اذا لم يتوقف قتل «المجاهدين» في تلعفر!
وقفت كلي‚ وليس فقط شعر رأسي‚
ماذا اذا ما نفذ «الأشرار» وعيدهم‚ ورد الاشرار بالنووي؟
تذكرت روبرت ماكنمارا وزير الدفاع الاميركي في الستينيات حين هدد نيكيتا خروتشوف باستعمال الذرة كانت لهجة خروتشوف خشنة وكانت تهديداته جدية‚ وكانت الحرب الباردة في تمام تسعرها‚
كان ذهن ماكنمارا في تلك الليلة بائسا جدا وحزينا وتسكنه اضغاث آلام‚ خرج يتمشى في حي جورج تاون وذهنه المكدود يقول له انها آخر مشية ربما في هذا الحي ‚‚ راح يتأمل البنايات التي ستتحول الى انقاض والاشجار التي ستذروها الرياح رمادا وكاد يوشك أن يدق على الابواب‚ بابا بابا ليعانق كل من يفتح العناق الأخير؟
لست ماكنمارا و«المنصورة» ليست جورج تاون‚ لكن الاحساس الذين استبد بي قلبا وذهنا وروحا واعصابا‚ هو ذات الاحساس الذي استبد بوزير الدفاع‚ الذي كان مجرد نطق اسمه في المذياع‚ يبعث السكينة في افئدة «الكاوبويز» وفي كل «أفئدة» أبقار أميركا‚
لم اكتب المرثية بقلم‚ في كتاب‚‚ غير اني كتبتها بنظراتي: حملت أطفالي واحدا واحدا وهم نيام الى حيث امهم كانت تغط في النومة السابعة كومتهم الى جوارها و‚‚ رحت أنظر‚
هذا العالم الصغير‚ الجميل جدا الى اين يريد هؤلاء الاشرار ان يذهب؟
رميت دمعة‚
ولماذا يريده هؤلاء الاشرار‚ أن يذهب هذا الذهاب المتلظي‚ وهم ان عاجلا او آجلا‚ قد كتب عليهم منذ الأزل ان يذهبوا؟
رميت دمعة أخرى‚‚
عبرت بذهني‚ صور اجساد كانت قد تلظت ذات شر‚ بالأسلحة المدمرة‚‚ تطابقت الصور مع الاجساد التي كومتها في سرير واحد‚ و‚‚‚ رحت اختنق بالبكاء المرير‚
فجأة‚ هتف فيّ هاتف‚ من مكان ما: ولماذا تبكي يا «زول» وانت اذا ما وقعت واقعة الاشرار لن تقف مثل وقفتك تلك لأنك انت بنفسك ستستحيل الى رماد مثل رماد اشجار جورج تاون‚ تلك التي ستذروها الرياح الملوثة بالنووي‚
كفكفت دموعي‚‚
غير اني لم استطع ان اكفكف دموع امرىء غيري‚ ربما يأتي ذات يوم بباقة ورد ليحيي ذكراي‚ وذكرى عيالي وأمهم‚‚ وذكرى مئات الآلاف غيرنا تحت لافتة كبيرة تندد بالنووي!
في صبيحة اليوم التالي‚ كان صدري مبللا بالدموع‚ وكنت احتضن عيالي‚ وكان الاشرار والأسلحة المدمرة‚ لا تزال في ذهني اضغاث صحو اعيشه ويعيشه هذا العالم‚ يوميا!


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved