تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مصطفي عثمان كشف اختلاف الرئيس البشير مع الترابي من غزو صدام للعراق بقلم محمد طه محمد احمد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/14/2005 4:06 ص

في أوراقه التي يعكف على تنظيمها وتسليمها لوسائل الإعلام وقبل أن يغادر مصطفى عثمان موقعه كوزير للخارجية فإن مصطفى يكشف تفاصيل اختلاف الشيخ الترابي والرئيس البشير من غزو العراق للكويت ويقول مصطفى أن الترابي الذي كان يحسب خطورة موقف السودان من دعم صدام حسين وأنه سيغضب أمريكا فقد قال يجب أن نحتاط لمواجهة هذا الغضب بسياسة ( نبع ، زرع ، رفع ) وأوضح ذلك بقوله : ندرب آلاف الشباب على حمل السلاح للدفاع عن النظام في السودان والذي تطور لاحقاً لفكرة قوات الدفاع الشعبي ، وتكثيف زراعة القمح حتى لا يعتمد على دقيق أو قمح يأتي من الخارج ، وبالتالي جاء مقترح زراعة القمح في مشروع الجزيرة الذي أنشئ قبل أكثر من ثمانين سنة خصيصاً لزراعة القطن وتصديره ، ومن وقتها لم تقدم للمشروع قائمة بالنسبة لشهرته في زراعة القطن ونجتهد في إستخراج البترول حتى يتمكن الاقتصاد من تحمل تبعات الحصار المتوقع على السودان ، ولقد كان مثيراً للانتباه أن الدكتور الترابي عرف مبكراً مغبة القرار وأثره على السودان بما فيه الاقدام على محاصرته .
قال الدكتور مصطفى عثمان في شهادته ، أنه في تلك الفترة 1990 – 1991م كانت الخرطوم تعبر عن الشعارات الرسمية والشعبية ، حيث كان هناك تداخل شديد بين ما هو رسمي وما هو شعبي ، وما هو مطلوب وما هو متجاوز ، وما كانت الفواصل في الحكم الجديد قد وضعت بصورة واضحة ، وبالتالي فإن القيادة السياسية غير المعلنة ممثلة في الدكتور حسن الترابي وأعضاء الجبهة القومية الإسلامية غي المشاركين في الحكومة ، أو الاطار الرسمي الممثل في رئيس مجلس قيادة الإنقاذ الفريق عمر حسن أحمد البشير وأعضاء المجلس العسكري وكانوا معاً يشكلون أساس القرار السياسي في القضايا المختلفة ، ولكن الدكتور الترابي بإعتباره المفكر الذي وقف وراء النظام كانت لديه دائماً آراء ورؤى خاصة في القضايا الفكرية التي تطغى على سواها وتتجاوز أحياناً الموقف الرسمي المطلوب .
ويذكر الدكتور مصطفى في مذكراته جاءت قناعتي واضحة بعدالة قضية الكويت وأهل الكويت الذين احتلت أرضهم وأخرجوا من ديارهم من دون وجه حق وفي سابقة خطيرة ليست لها نظير في المنطقة . كما أن هذا الموقف كان منسجماً تماماً مع الموقف الذي اتخذه الرئيس عمر البشير في قمة القاهرة العربية والذي طالب فيه بخروج القوات العراقية من الكويت وعدم الاعتراف بأي نظام أو حكم في الكويت سوى النظام الشرعي القائم بقيادة الشيخ جابر الصباح حاكم الكويت ، وكان من رأي الرئيس البشير في القمة العربية اتاحة الفرصة لامكانية معالجة القضية عربياً ، وسحب القوات العراقية فوراً من دون إبطاء من الكويت في إطار ومفهوم البيت العربي .
ويقول مصطفى عن موقفه هو ورغم الاشارات التي نبهتني لخروجي على القرار السياسي ، لكني في الواقع انسجاماً مع الحق والشرعية والمبدأ ورؤية الرئيس عمر البشير وهي مغايرة تماماً لرؤية وموقف الدكتور حسن الترابي اتخذت ثلاث مواقف ، أولها : أنني شاركت في مؤتمر نصرة الكويت الذي عقد في الشارقة بعد أشهر قليلة من احتلال العراق للكويت ، وألقيت خطاباً عبرت فيه بإسم شعب السودان عن المعاني التي ذكرتها برفض الغزو العراقي واحتلال الكويت ووجوب انسحابه وعودة الشرعية الكويتية للوطن الكويتي ، ثانياً : بعد أقل من شهرين من انعقاد مؤتمر نصرة الكويت في الشارقة دعوت وفداً كويتياً شعبياً وكان يضم وزير الدولة بالخارجية سعود العصيمي والنائب في البرلمان الكويتي خالد الدويلة وقد استقبل الوفد الكويتي استقبالات شعبية حافلة لدى وصوله الخرطوم ، وأقيم له احتفال في المجلس الوطني في أمدرمان حضره ألوف السودانيين وخاطبه رؤساء نقابات سودانية وهي نقابات الأطباء ، المهندسين ، والأدباء ، والمعلمين ، وجاءت كلماتهم داعمة لرفض الاحتلال العراقي ومطالبته بجلائه ومساندة الشرعية الكويتية والشعب الكويتي ، ورتبت لهذا الوفد الكويتي لقاء مع المسؤولين الرسميين ومع النائب الأول اللواء الزبير محمد صالح والعميد عثمان أحمد حسن رئيس اللجنة السياسية لمجلس ثيادة الإنقاذ في ذلك الوقت ، وكذلك بصفتي وزيراً برئاسة الجمهورية وأميناً عاماً لمجلس الصداقة الشعبية العالمية استقبلت وفد الأسرى الكويتيين وتبنيت قضيتهم وشكلت لجنة برئاسة المشير سوار الذهب رئيس المجلس العسكري السابق والسيد أبيل لير نائب رئيس الجمهورية الأسبق .
ويقول مصطفى عثمان وكانت تلك الجهود بارزة للعيان في تلك الفترة بينما قاد الدكتور حسن الترابي محوراً آخر خاصاً بالعلماء ورؤساء الحكومات الإسلامية حيث قاموا بجولة في المنطقة للتعبير عن رفضهم لدخو لالقوات الأجنبية ، الأمر الذي لم يكن موضع رضى أو ارتياح أو قبول من جانب حكومات دول الخليج ، وجاء تفسيرها آنذاك أن موقف السودان هو بجانب العراق وليس مع الموقف الخليجي والكويتي ولأنهم لم يكن يقبلون بأنصاف الحلول أو أنصاف المواقف فإما معهم وإما ضدهم ولذلك اعتبروا السودان من دول الضد .

محمد طه محمد احمد

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved