تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مرة اخرى :عمليات ابعاد وتمكين في اجهزة الاعلام من دقوا طبول الحرب كيف يروجون للسلام ??اطفال الانابيب يسيطرون على تلفزيون اهل السودان بقلم نادر احمد علي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/10/2005 9:36 ص

مرة اخرى :
عمليات ابعاد وتمكين في اجهزة الاعلام
من دقوا طبول الحرب كيف يروجون للسلام ??
اطفال الانابيب يسيطرون على تلفزيون اهل السودان
بقلم نادر احمد علي
[email protected]
اصدر الرئيس عمر البشير، قراراً عين بموجبه ابراهيم الصديق علي مديراً للقناة القومية في قطاع التلفزيون القومي.. وكان ابراهيم يتولى ادارة الأخبار والبرامج السياسية في القطاع نفسه.. وقبلها تدرج في سلك الصحافة حتى بلغ مدير التحرير في صحيفة «السودان الحديث». عمر كاهن نقل الخبر في الراي العام , والتلفزيون احتفل بمديريه الجدد وبنقل محمد حاتم الى سونا وقد انتفخت اوداجه في الفترة التي قضاها في التلفزيون مديرا وبمدير هيئة التلفزيون الجديد عوض جادين الذي بادر كلمته باشارة سخيفة الى قناة فضائية قال انها تمارس الفرقة بدون ان يسمها , وبرجال الدين الذين تشتريهم القنوات الفضائية بالدولار ما يكشف دواخل هذا الشخص الذي سيتولى في الفترة القادمة موقع مدير تلفزيون السودان , حكى جادين نكتة عن قناة فضائية مثيرة للفرقة ( وكأني به يقصد قناة الجزيرة وآمل ان اكون مخطئا ) ورجل دين سألته القناة حول موضوع الزواج العرفي وفي نهاية اللقاء مدت اليه القناة بظرف مملوء بالدولار فما كان من مولانا الا ويقول : يا أفندم ما أولتليش عايزنو حلال أم حرام ؟ , قالها هكذا باللهجة المصرية ,, من هذا العوض جادين وكيف يملأ فمه بهذه الوقاحة في جهاز اعلامي لا يملكه ولا يملك الحق في ادارته كأنه مقاطعة خاصة ,, شعرت بالالم لحال بلدي وأكاد اقول انني لمحت ضيقا في عيني عبد الدائم الخطيب وهو احد القلائل من الاسلاميين الذي يتسمون بالتهذيب والتعامل الحضاري .
قال جادين ان تلفزيون السودان ان لم يكن الافضل في المنطقة العربية والافريقية فهو كذلك على نطاق العالم , ونفس هذا الكلام قاله يوما ما محمد حاتم اثناء لقاء جمعه مع بعض ضباط الشرطة , وكما تراه حديثا اخرق لاناس لايرون ابعد من ارنبة انفهم .
وقد تحدث في الحفل الذي نقل وقائعه التلفزيون مساء الجمعة 9/9 الجاري الدكتور احمد عبد العال عن هوية التلفزيون , قال كلاما كثيرا من النوع الذي يصب في تمكين المشروع الحضاري , هذا هو عبد العال نفسه الذي سرق شعار شبكة تلفزيون ايرن الايراني وصمم عليه شعار تلفزيون السودان الحالي .
هذه هي نفس المجموعة الكريهة التي قادت الاعلام في مرحلة الحرب , يعاد تكريسها في غياب غريب للشريك الرئيسي , الحركة الشعيبة لتحرير السودان , هنا أعيد نشر مقال سبق لي نشرته سيبرونيا مؤكدا ذات الرؤية التي حاول امين حسن عمر نفيها في السهرة السخيفة التي تم بثها تكريما ووداعا .
كان البشير قرر تعيين قيادات الأجهزة الإعلامية, انتقل بموجب القرار وبالترتيبات الخاصة به مدير وكالة السودان للأنباء ربيع عبد العاطي الى جنوب أفريقيا كملحق إعلامي . وفي مكانه مديرا للوكالة تم تعيين المدير السابق للتلفزيون محمد حاتم سليمان , فيما جئ بمدير الإذاعة السابق عوض جادين الى التلفزيون مدير , وفي مكانه عين معتصم فضل مديرا للإذاعة . هي لعبة كرسي الحلاق كما يسميها امين حسن عمر , لماذا لا يجرب هو نفسه القيام والقعود وقد مرر اصباعه المدمرة على عدد من اجهزة اعلام الانقاذ .
ومن النظرة الأولى للتنقلات الإعلامية الداخلية , فإن عملية ابعاد وتمكين استباقية واسعة جرت في هذه الأجهزة , وهي العملية الثالثة الكبيرة التي جرت حتى الآن في الاعلام السوداني بعد مجئ الإنقاذ . فعقب انقلاب الجبهة الاسلامية في 30 يونيو 1989 ارسلت الجبهة بعض شبابها للعمل داخل الاجهزة الاعلامية في مرحلة ما قبل كشف الوجوه , وكان بعضهم يكتب باسماء مستعارة في الصحف اليومية , فلم يكن محمد طه محمد احمد مثلا ليجرؤ وقتها ليكتب باسمه في السودان الحديث والانقاذ الوطني ,لذلك كان يكتب تحت اسماء مستعارة , وتركت امور التسيير اليومية تدار بواسطة صحفيين معروفين بعدم انتمائهم للجبهة الاسلامية , وبين المكاتب ظل عدد من المحررين يدورون بين المكاتب في سونا والاذاعة والتلفزيون وصحيفتي الانقاذ والسودان الحديث , الى ان تمكنت الانقاذ بعد حين فبدأت الاسماء الحقيقية في الظهور .
كان هؤلاء المحررون جاءوا الى هنا بلا معرفة سابقة بالعمل الاعلامي بل وفيهم من هو أمي لا يقرأ ولا يكتب مثل المحرر والناقد والصحفي الرياضي ميرغني يونس . وفوجئ الذين ساعدوهم في البداية بأنه لم يعد لهم مكان هنا فمات من مات عندما وجد آخر قد هبط على كرسييه من الفضاء وسرق منه موقعه بدم بارد , وأقرأوا قصة وفاة الراحل حسب الرسول بانقا . حتى وزير الاعلام وقتها ضايقوه بعد ان تمكنوا وجاءوا بتلاميذه .
ثم توالد اطفال الانابيب في الصحيفتين وفي داخل حوش الاذاعة والتلفزيون وفي الاعلام الخارجي , لم ير بعضهم في حياته مبنى التلفزيون واصبح مديرا ورئيسا للتحرير , ابتدءا من محمد حاتم سليمان مدير التلفزيون السابق الى عوض جادين الذي صور خطاب البشير وهو يتلو البيان الأول في استديو منظمة الدعوة الاسلامية وكانت هذه أهم محطة في حياته ساعدته في الصعود عاليا واحتلال مواقع لم يكن يحلم بها في حياته , مرورا بربيع عبد العاطي الذي عمل داعية بمساجد جبرة يدعو الناس الى الصلاح , ومنظرا سياسيا يستمد قوته من قرابته للنائب الثاني والرجل معروف بفساده , ومجموعة الشباب الذين يديرون التلفزيون لصالح الجبهة الاسلامية من نوع ابراهيم الصديق , وهو شاب رقيق العود والمعرفة , مكنوه منذ الأيام الأولى للانقاذ لينال لقب طفل الانبوب الاول في مجال الاعلام , ثم نصبوه مسئولا عن الشأن السياسي والاخباري في التلفزيون وهو لا يستطيع كتابة تقرير إخباري بالمواصفات التلفزيونية ولا هو قادر على قراءته , ومن حوله أيضا مجموعة الشباب الذين في مثل تجربته مثل علام عمر وصالح عجب الدور وخالد لقمان ويسين ابراهيم ومحجوب محمد احمد وعلي يسن وغيرهم . يمسك هؤلاء بمفاصل التلفزيون ويتميزون عن زملائهم كأنهم ملائكة من السماء وليسوا مثل باقي السودانيين . لقد جاء هؤلاء في مرحلة التمكين الثانية التي تولى فيها الطيب مصطفى رئاسة التلفزيون ومثلهم عبد الوهاب الدريري في تلفزيون ولاية الخرطوم وهو فنان تشكيلي يختلط عنده الخاص بالعام مثل كل من فرختمه الحركة الاسلامية وقد مثل تلفزيون ولاية الخرطوم بالنسبة له فرصة للهبر وشراء الاصوات الصحفية وتقريب الجنس اللطيف الى الشاشة مثلما كان يفعل حسن فضل المولى الذي كافاته الإنقاذ بإدارة الملحقية الاعلامية في القاهرة , التي كأن يديرها عبد العظيم عوض وما ادراك ما عبد العظيم عوض .

ان نتيجة وجود هؤلاء على قمة البناء الهيكلي للاعلام في السودان هو مدخل للاستمرار في استفزاز جميع اهل السودان بما في ذلك القيادة التي تديرهم من امين حسن عمر الى عبد الباسط سبدرات , وقبل اسابيع قدم التلفزيون برنامجا لجماعة ساحات الفداء استضاف فيه اسحق احمد فضل الله ومجموعة من نوعه , تحدثوا بشوق شديد عن ايام الجهاد وعن الفاروق واحد والفاروق اثنين , قالوا ان امجاد الدفاع الشعبي لم تمت وانهم عائدون للحفاظ على السلام , وبعدها بأيام مات نائب الرئيس جون قرنق وخرج الاف الجنوبيين وحرقوا وقتلوا وخربوا . الا يمكن ان يكون اعلام الانقاذ هو مساهم كبير في ما حدث . لا يمكن لمن تربى على الحرب ان يزكي ثقافة السلام .

إن على الحكومة الجديدة مراجعة هذا الوضع جيدا لما له من تأثيرات سلبية بالغة على مجمل اتفاق السلام ولا يجب أن ينظر إليه في إطار قسمة الوظيفة بين الجبهة الاسلامية والحركة الشعبية , فالاعلام يجب ان يكون ملكا للجميع في المرحلة الانتقالية ولا يجب ان يترك لهؤلاء وقد سبق وروجوا للحرب , فمدير وكالة السودان للانباء الجديد كان كادرا عسكريا في الشرطة الشعبية , وابراهيم الصديق كان كذلك وهذا شان الوضع في الملحقيات الاعلامية , فالملحق الاعلامي السوداني بالسفارة السودانية في عمان عادل عبد الرحمن وهو كادر معروف في الجبهة الاسلامية ظل في موقعه منذ حوالي عشر سنوات تقريبا , وقد نسج في أيام الإنقاذ الأولى علاقات مع وجوه لها علاقة معروفة بالتنظيمات الارهابية وحاليا مع جهات تتعامل مع اسرائيل ما جعل السفارة السودانية في عمان وكرا للتجسس وبناء الصلات السرية مع الدولة العبرية من ناحية ومع المنظمات الارهابية التي تعمل في العراق من ناحية أخرى .

نادر احمد علي



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved