تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الديمقراطية نصرة للحاكم قبل المحكوم بقلم: الاستاذ/ أبو فاطمة أحمد أونور محمود

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/1/2005 3:27 م

بسم الله الرحمن الرحيم
الديمقراطية نصرة للحاكم قبل المحكوم
نرجح حسن الظن في خام النوايا التي ولجت بها أغلب القيادات الحالية المعترك
السياسي علي أمل منهم لبسط العدل والرخاء وممارسة أعلي درجات الايثار والحلم
لمن يخالفهم الرأي، وما سبق يكاد يمثل الدستور النظري والمثالي لكل من يريد أن
يتصدى للعمل العام، ولكن كل الشواهد التاريخية أثبتت عمليا أنه ما من أحد أو
حزب أو كيان اختلى بالسلطة إلا وكان الشيطان ثالثهما!! مما يؤكد استحالة تطبيق
المثاليات النظرية بالرقابة الذاتية للجهة الاعبتارية المنفردة بالقرار وذلك
ببساطة لأنها تحتوى في شفرتها الفطرية علي غرائز الخير والشر وهما في صراع
محموم غالباً ما ينتصر فيه الشر ما لم يتم تحيده بالرقيب الخارجي الذي يفضح أي
جنوح شهواني لا يرخصه مشرع المجتمع مما يكسب الحاكم حاسة حذرة ومتقدة تجنبه
الشبهات بدوافع ذاتية مسنودة بلوازم خارجية لا ترحم عوارته لذلك لا غنى عن
إحياء الرقيب الخارجي من معارضة وصحف حرة ومنظمات مجتمع مدني وحقوق إنسان لتقوم
مقام المواد الحافظة المضافة للمركبات الغذائية المعلبة وإلا لفسدت من الوهلة
الأولي لاحتوائها علي عناصر فنائها الذاتي من فطريات وبكتيريا ورطوبة!! ومن
المفارقات المشاهدة عن أنظمة الحكم الشمولي علي المستوى العالمي نجدها لا تظل
علي تشديد قبضتها علي كل المجتمع فحسب بل تضيق حتي بنفسها فتتصلب وتنكمش
بإستمرار حتي تنتهي إلي أحادية فردية بمعنى الكلمة وهي المحطة القبل الملكية
الصريحة وما حالة بعض الدول في محيطنا الاقليمي عنا ببعيدة التي صار فيها
لابناء الرؤساء أدوار مؤثرة وحساسة أكثر من قدامى مناضلي النظم الحاكمة الذين
لم يبق لهم سوى وحل التابعية البكماء مما جنت أيديهم!! لذلك نجد أشد أعداء
النظم الشمولية هم مؤسسيها ممن لفظتهم وضاقت بهم حلقات الهرم السلطوي المنكمشة
دوماً!! ونذكر أن نظم القطب الأوحد تشترك في تعصبها الايدلوجي والذي لا يخلو من
قيم رسالية علي المستوي النظري ولكن أول من يهزم تلك القيم غياب عنصر القدوة
لانزال النصوص إلي أرض الواقع من قبل القيادات التي تجد نفسها في أحضان الملذات
لا يحجبها إلا ضميرها والنفس الامارة بالسوء وتتكالب عليها شواطين الغواية من
زوجات يتلهفن علي حياة الرغد بعد أن اعياهن عهد وسنين النكد!! وأقارب تقطعت بهم
السبل يتوسلون باحتياجاتهم وكأنهم الوحيدون من بين جموع الفاقة!! وبطانة متخصصة
تتفن في عرض وتزيين المباهج وإثارة الغرائز المكبوتة نضالاً أو إحتساباً!! فكل
هذه وغيرها من قوي الجهاد الأكبر المتضامنة لا تقوي علي مقاومتها منفردة إلا
نفس رسول معصوم مثل سيدنا محمد (ص) الذي نزعت منه كوامن الشر بعملية جراحية منذ
الصغر، وعليه لا سبيل أمام الآخرين ممن يحملون جيفة الشر في احشائهم إلا مصل
الرقيب الخارجي (المعارضة) رغم أنها ليست ملاك منزه إلا أن فوائدها أكثر من
اضرارها لأنها تعين علي مصداقية العمل لما وقر في القلب من قيم وسلوكيات نظرية،
وغالباً ما تتحايل النظم الشمولية علي الفطرة الاجتماعية بصناعة هياكل لمجالس
تشريعية مبرمجة ببغائياً لتصبح ديكوراً لحرية محدودة ولكن سرعان ما تضيق بها
عندما تأخذها لهفة العزة بالإثم فتقضي عليها رغم القداسة التي تلبستها في بادئ
الأمر مثل صنم العجوة لسيدنا عمر بن الخطاب الذي إضطر لأكله عندما أصابه الجوع
وهذا طبعاً قبل إسلامه!!
وعموماً لا أحد يستطيع إدعاء العصمة ولو من جرثومة تحامل ثقافي أو سياسي أو
عنصري ما لم يعمل تحت كشافات الشفافية الديمقراطية، فحتي الحكومات الغربية منبع
الديمقراطيات يشكل عندها وازع ورادع الرقيب الخارجي نسبة كبيرة جداً مقارنة
بالرقيب الذاتي وعليه يعتبر غرور الاعتماد علي العصمة الذاتية التي لا تأخذها
سنة ولا نوم!! فيه قدر عالي من مجازفة التواكل والتهاون بذمم المجتمع لذلك نحسب
أن إفساح المجال أمام المعارضة الحرة هو عين التوكل المطلوب، وننبه توجسنا تجاه
مصطلح المعارضة والديمقراطية (المرشدة) لما تنطوي عليه من تفخيخ شمولي واعراض
الجمرة الخبيثة (عداد الانذار المقدم) الذي أصاب معظم البيوت السودانية (غير
المتوالية) بالعمى الليلي والكتمة النهارية!!
وأخيراً نفيد بأن الانقاذ رغم انجازاتها المادية غير المسبوقة فإن صحائف
اخفاقاتها غير المبررة حجبت كل إشراقاتها فقط بسبب سلوكها الشمولي الذي دفعها
بغرور إبليسي إلي قاع اخاديد سحيقة يصعب انتشالها منها!! وما كان ينبغي أن تقع
تلك الاخفاقات في وجود الرقيب الخارجي رغم ضريبة ضوضائه المبلوعة!!

الاستاذ/ أبو فاطمة أحمد أونور محمود

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved