تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إسرائيل الكبرى بقلم: حنان باشري

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/1/2005 3:22 م

بسم الله الرحمن الرحيم
إسرائيل الكبرى
في زيارته الأولى للجنوب بعد توليه مهامه رسمياً كنائب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة جنوب السودان طلب سلفا كير من جيش الرب اتخاذ خطوات جادة للعودة لأوغندا وفي حال عدم ترك الأراضي السودانية لوَّح باتخاذ إجراءات لم يحددها كما فعل من قبل د.جون قرنق وقال حينها : " من أولى أولوياته بسط الأمن في جنوب السودان ولا يتم ذلك إلا بمغادرة جيش الرب للأراضي السودانية " , لكن كيف كانت رد فعل أوغندا والذئاب التي تنتظر الفريسة , فنحن نعلم علم اليقين حينما أيَّدت أمريكا وابنتها إسرائيل مفاوضات وتوقيع السلام , توقَّعت من د.جون أن يكون لعبة شطرنج تحركه لمصالحها في السودان لكن حينما تأكدَّت من صدق نواياه وتوجُّهه للسودان فقط تصرفت وما أتعسه من تصرُّف , ربما كان الرجل يتحرك قبلاً بدبلوماسية أسمع حتى تصل وعندما وصل المكان الذي يتخذ منه القرار أصدر قراره , الوحدة والتنمية والسلام فأغضب إسرائيل وأهلها أمريكا وأبناء آوى من الدول الأخرى .
وحينما ذهب في زيارته غير المعلنة هل كان يعرف العالم أنه يجتمع في العاصمة الأوغندية مع الرئيس موسفيني وسفراء كلاً من إيطاليا وأمريكا والسويد وإسرائيل ودولاً قد تظهر فيما بعد؟! وماذا دار بينهم؟ لقد كان د.جون صادقاً في وعوده التي قطعها للسودان في السلام , وانخرط في تشكيل حكومته ووضع خطط التنمية لأنها تمثل أرضية تحقيق السلام على الواقع , لكن حينما شعر أعداء السودان وصيَّادي الفرص ضياع خططهم استدعوه! وماذا قالوا له ؟ هذه أسئلة أجوبتها طي الكتمان كصمت جون قرنق في لحده , لكن المتتبع لمجريات الأحداث لا يمكن أن تفوته قراءة تفاصيل المؤامرة على سلام السودان وهل تنام لإسرائيل عينٌ والسودان يشرئب من ثباته الطويل ؟؟ بعد أن خرست الحرب , هل ننسى كيف تفعل إسرائيل بمن يضرب استراتيجياتها الاقتصادية البعيدة المدى ؟ وكيف فعلت في بنك الاعتماد ودمَّرت اقتصاد كثير من دول آسيا وأفقرت الملايين بين يوم وليلة وصار آخرون مطاردون من القانون .
وقد قالها الشيخ العلامة الطنطاوي رحمه الله وهو سوري مقيم في السعودية حتى وفاته وكان يرددها مقولة دائمة : " يا معشر المسلمين أفيقوا من ثباتكم تتناحرون في توافه الأمور وتنامون ملء عيونكم وأعداء الإسلام وعلى رأسهم إسرائيل تدفع الملايين ولا يغمض لعلمائهم جفن في وضع الخطط لهدمكم والاستيلاء على المناطق الإستراتيجية في العالم إجمع وبناء إسرائيل الكبرى " , ويتحدث الناس عن أمريكا أقوى وأكبر دول العالم ولا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال وما أمريكا إلا عصا موسى في يد اللوبي الصهيوني لتطبيق إستراتيجيتهما معاً .
سوف تكشف الأيام عن مقتل د.جون بيد الموساد الإسرائيلية لأن دولة إسرائيل الكبرى حسب زعمهم سوف تبتدئ من منابع النيل ( وابن النيل الأسمر سوف يفوِّت عليها الفرصة فتعاملت معه ) وحتى الفرات , والآن الفرات في قبضتها , فهل يستوعب السودانيين الدرس قبل فوات الأوان وهل كل قيادة جنوبية صادقة سوف تلقى نفس المصير؟ هل يخفى على أحد أن أمريكا بكل ترسانتها التكنولوجية ومحطات ناسا الفضائية لم تكن تعلم بوجود مواد كيماوية وأسلحة بيولوجية في العراق؟ أم أرادت أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن ؟ فالعاقل يسأل ويحلل ويربط الأحداث ببعضها فكلها كلعبة المُركبات إذا اكتملت جاءت إسرائيل , وما جيش الرب إلا ذريعة كالشيعة والأكراد بين العراق وإيران وتركيا , فالمؤامرة أكبر من لقط السودانيين وأحداث قتل وسرقة وشغب في الخرطوم , ودخول الترابي والميرغني الحركة وحكومة الجنوب , كان من الأجدر أن يذهب مع الصندوق الأسود وفد رفيع المستوى من السودانيين لمتابعة نتائجه في روسيا منشأ الطائرة الرئاسية الأوغندية , واتضح بها صندوقين وليس واحد فهل يظهروا لنا الحقيقة , أم تكون كمعلومة تفجير رفيق الحريري في لبنان , أو نتائج تحاليل أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في باريس , أم تكون ورقة جوكر تلعبها روسيا مع أمريكا لصالحها في الوقت الذي يناسبها, ويتعلَّب السودان ليكون وجبة الدول الكبرى.
بعد معرفة أمريكا لقوة العرب في بترولهم وسلاح يلوحون به في وجهها , وانتصروا به في حرب العبور أكتوبر ورضخت أمريكا حينها لكن سرعان ما وضعت الخطط حتى استولت على كل مناطق البترول وأجبرت مصر على تطبيع العلاقات الإسرائيلية المصرية وجعلت باقي الدول تدفع الثمن .
أين إسرائيل الآن وبترول السودان ثالث أغلى خامة في العالم والسودان به النيل, وسوف تكون الحرب القادمة من أجل مياه الشرب في العالم والتحكم في منابعها.
هل يعيد السودانيين قراءة ما بين السطور حتى لا يكون بعضهم أداة في يد من يريدون لأنفسهم ونحن للجحيم.
هل أتى عهد انتهاء عفوية وطيبة السودانيين الذين تبرعوا بحلفا أعرق مدن السودان لجارتهم مصر وغرَّقوا المآذن والحياة فيها لحضارة شعب أقدم من فراعنتهم ؟ هل انتهت سذاجتنا والتناحر فيما بين أحزاب يتقاتلون على كراسي المناصب والحقائب الوزارية والناس حولهم تدفع الملايين لحكم الزمام عليكم لو استطاعوا من أجل مصلحتهم ؟
هل نقرأ ونربط الأحداث ؟ ونحلل خارج دائرة الأحزاب ونرى السودان بعيون الآخرين فنفهم نظرتهم ومآربهم فينا, ليتنا نتعلم.


بقلم/ حنان باشري .

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved