تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رسالة اتحادي الى الاتحاديين بقلم د/ عمر عبد العزيزالمؤيد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/9/2005 5:03 م

ظل الأمل وعلى مدى السنون الجافة القاحلة يراود نفوسنا نحن الاتحاديون سواء أعضاء التيار أوجماهيره بأن يتبدل الحال وينصلح الوضع في السودان الغالي . مرت علينا خلال هذه السنون العديد من المشاكل ومررنا بمنعطفات حادة الزوايا ومنحدرات شديدة القسوة ولكن ورغم كل ذلك تجاوزنا وسنتجاوز باذن الله كل الخلافات والانقسامات التي تم خلقها بين أفراد وقيادات الاتحادي. منطلقين من أن قياداتنا في الاتحادي انما اختلفت في وجهات النظر والتقييم ولم تختلف أبدا في المبدأ والمسلمات.

ونفاخر نحن كاتحاديين بأننا أصحاب ماضٍ مجيد بدأ من مؤتمر الخريجين والأشقاء مرورا باعلان الاستقلال على يد القائد الشهيد اسماعيل سيدأحمد الأزهري. هذا الماضي الذي يغبطنا عليه الكثير من أفراد الحركات السياسية الوطنية الأخرى. وعلى الرغم من كل العقبات الكأداء التي عصفت بنا خلال تاريخنا الطويل الممتد فاننا نجد أننا أصحاب مواقف تاريخية مشرفة وثابتة , ماسبقنا اليها أحد سواء في الماضي أو الحاضر, كانت هذه المواقف مثالا في الالتزام بالمباديء والقيم التي من أجلها أصبحنا من جماهير هذه الحركة. وعلى مر تاريخ السودان الحديث كانت الحركة الاتحادية عدو الديكتاتوريات الأول, منذ أول حكم عسكري مر على البلاد بقيادة المغفور له الفريق ابراهيم عبود , ومرور بالطاغية جعفر النميري ومن ثم بالطغمة الحاكمة الآن في الخرطوم.

وحتى ايماننا بالديمقراطية ,كان دوما منعقدا بكونها عنوانا لحرية رشيدة مسؤولة قائمة على احترام حق الانسان السوداني في أن يسمع صوته ويبدي رأيه دون قيد أو شرط ودونما خوف من أن يجلب له تصريحه برأيه المتاعب والعواقب.و يوم أن تحولت الديمقراطية الى فوضى وتحولت الحرية الى اعتداء على حقوق الناس وتحول ابداء الرأي الى تجريح وتشويه للآخرين , ماوجدنا الا الشريف زين العابدين الهندي الرمز الاتحادي العملاق يقف داخل قبة البرلمان لينقل جهارا نهارا الى الملأ العبارة الشهيرة عن عدد من زملائه (الديمقراطية دي كان شالها كلب ما بنقوليهو جر)

مايميزنا نحن كاتحاديين هو أننا نملك فكرا مرنا قابلا للتطور والتأقلم مع الاحداثيات الجديدة في عالم السياسة والحكم, وذلك دون المساس بالمباديء الوطنية التي قامت عليها الحركة على يد رعيلها الأول. فالاتحادية لاتتقوقع خلف فكر متصلب رجعي يرى أنه هو وهو وحده على صواب وأن ماعداه خطأ على خطأ.

اقتصاديا نجد أننا قد نكون كاتحاديين أصحاب فكر يميل الى الاشتراكية على استحياء, ولكن حتى هذا الفكر الاشتراكي اذا جاز لنا قول ذلك نجده نبيلا في ثناياه غير متطرف ولا متدثر بلباس التعصب والمغالاة بحيث ينكر حق الآخرين في الابداع والنجاح والتملك بحجة أن ما يملكه الفرد ملك للمجتمع والدولة .فكرنا الاقتصادي قائم على مبدأ التكافل بين أبناء المجتمع ولايقوم على مبدأ سلب الحقوق وهضم نجاحات الآخرين بحجة اشراك أفراد المجتمع الآخرين في هذا النجاح, ولكننا لانتوقف حيث ذاك بل نجد أيضا أننا كجماهير اتحادية دعاة ومناصري حركة اقتصادية انفتاحية تشجع حرية السوق وتدعم المنافسة الشريفة بين جنباته وثناياه وهو الأمر الذي سيؤدي بالضرورة الى تنمية اقتصادية مؤسسة ومدروسة علميا و متنية ومنسقة.

أما سياسيا فاننا كاتحاديين نجد أنفسنا تيارا وسطا يلبي طموحات قطاعات واسعة من أبناء الشعب السوداني, فكاتحاديين عرفنا على مر تاريخنا أننا حزب الحركة الوطنية الأول وأننا حزب الوسط, وتسوقنا هذه النقطة الى مواقف شتى بدأت العديد من التيارات السياسية السودانية في تبنيها مؤخرا , حيث أخذت هذه التيارات تزحف على اتجاهات سياسية بعيدة عن اطروحاتها الأساسية وذلك بهدف كسب قواعد وأراض هي بالنسبة لنا كاتحاديين أقرب ميولا وتوجهات. وعلى صعيد متصل بذات السياق ,يحس كل اتحادي بالغصة ويعتصره الألم وهو يرى عدد الفرص الضائعة الكبيرة التي فاتت وتسربت من بين أيدينا ومن خلفنا نحن معاشر جماهير الاتحاديين, فرص يعتقد جمع كبير منا أبناء هذه الحركة وجماهيرها أنها كانت جديرة بأن تضع الحركة في المكان المناسب والصحيح الذي تنطلق من خلاله لتنفيذ برامجها وأطروحاتها, جمعا لشتات الوطن الذي مزقته الحروب شرقا وغربا وحماية للسودانيين الذين أضحت تفترسهم المهاجر والمنافي ومعسكرات اللجوء. لابد لنا من استذكار الانشقاقات التي حدثت ابان انتخابات الديمقراطية الثالثة والتي استفاد منها عدد غير قليل وخاصة من كوادر الجبهة الاسلامية في دخول الجمعية التأسيسية. فدخل البرلمان قوم ماكان لهم أن يدخلوه ولا أن يحلموا بذلك, ومحمد الحسن الأمين مثالا على ذلك.

نرغب وبصدق كقواعد للحركة الاتحادية في ترشيد تفاعلاتنا السياسية وترقيتها وجعلها أكثر تخصصا لتتماشى مع تطورات الأوضاع الراهنة. وفي هذا المجال لابد من الاشارة الى الرعاية الكريمة التي يوليها السيد محمد عثمان الميرغني للتيار الاتحادي , هذه الرعاية التي كان لها دور رئيس في لملمة أجنحة الحزب في وقت كنا أحوج مانكون فيه لذلك. وكما أن السيد محمد عثمان الميرغني قام بدوره تاما كاملا في رعاية التنظيم فيأتي بعد ذلك أن على البقية من أعضاء وقيادات الاتحادي القيام بدورهم على أكمل وجه من أجل استغلال الفترة القادمة أحسن استغلال. فلتسعى قيادات الاتحادي لبلورة خطط اقتصادية وبرامج تنموية هادفة وذات جدوى. ولتبدأ لجان الاتحادي في تطوير فكر سياسي يماشي المرحلة ويواكب العصر, وهنا لابد من ذكر أن القيادة كانت بعيدة عن الالتحام المباشر مع القواعد لما يربو عن العقد والنصف من الزمان.

لقد كان قرار انضمام الاتحادي الى الجهاز التشريعي دون التنفيذي قرارا صائبا وموفقا جدا وهو بلاشك خطوة في الاتجاه الصحيح, وهنا لابد من الاشارة الى حجم المسؤلية الملقاة على الكادر الاتحادي المناط به العمل كأعضاء برلمان في أخذ دور المبادرة في اثارة العديد من النقاط الهامة التي كانت ولاتزال محل توجس الشعب. ان الكوادر الاتحادية داخل البرلمان ستلعب دورا هاما بلاشك في جذب اهتمام جماهير الشعب المتعطشة اساسا لرؤية برلمانيين يحملون هموم مواطنيهم الى داخل قبة البرلمان.

وليكن أداء هذه الزمرة الكريمة من البرلمانيين الاتحاديين امتداد للأداء الرائع الموجز الذي نهضت به لجنة التجمع في صياغة الدستور الانتقالي, كان أداء اللجنة بقيادة مولانا الرجل الفاضل الأستاذ علي محمود حسنين أداء رائعا رغم قصر فترته, أحس الناس من خلاله أن الاتحاديين حريصون على انتزاع حقوق الشعب انتزاعا.

و علينا أن نلجأ للنقد الذاتي, فهذا ليس خطأ بل هو دليل عافية ونضج سياسي, نراجع مواقفنا ,نكشف أخطاءنا, نصحح زلاتنا , سواء تلك التي ارتكبها التيار الاتحادي منفردا أو تلك التي ارتكبت مساهمة مع الآخرين, ان وصول الجبهة الاسلامية للحكم في السودان واكتواء الشعب السوداني بنارها لمدة ستة عشر عاما كان نتيجة لأخطاء الديمقراطية الثالثة والتي كنا نحن كاتحاديين طرفا فيها.

لقد أتى على الشعب السوداني زمان فقد فيه أمله في الأحزاب والتنظيمات السياسية لما لاقاه في فترات حكمها على قصرها من التعب والمعاناة, والآن تواتينا الفرصة مجددا بعدما ذاق الشعب مرارة الديكتاتوريات والحكم الشمولي, وعليه فعلينا فعلا أن نسعى لأخذ هذه الفرصة وأن نستغلها خير استغلال وأقومه.

وعلينا الالتفات الى الداخل الآن وصدقوني اذا ذكرت أن المواطن السوداني المنهك التعب لاتعنيه السياسات الخارجية بقدر مايعنيه سعر رغيف الخبز و تكاليف العلاج والتعليم لابنائه. ان هذا المواطن الحبيب الحر صاحب الكرامة لايطمع في أكثر من العيش كريما في وطن كريم. فلذلك وبعد أن كانت الأولوية في السنين الماضية للعلاقات الخارجية, فلنلتفت الآن للداخل , ولكن وفي نفس الوقت فلنسعى لأن يملك السودان علاقات ممتازة في فضاء عربي وافريقي رحب يرنو الى السودان كأخ أكبر أصابه داء عضال وبدأ يتعافى منه, بل حتى لنسعى الى حل قضايا السودان الدولية والاقليمية مع الحكومة القائمة الآن دام أن في ذلك صالح البلاد.

فلينتشر رجالات الاتحادي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا, فلتنتشر كوادر الاتحادي في كل ربوع السودان, جنوبا من نمولي وكايا , شمالا حتى حلفا وبورتسودان وحلايب. وليكن هدفنا السودان الغالي وشعبه الحبيب أولا وثانيا... وأخيرا.

اننا كاتحاديين نطمع وبلاشك في أن تكون مواقه ريادة وقيادة تربو عن 14% بكثير في أي انتخابات حرة ونزيهة قادمة. وليس هذا ببعيد على الاطلاق باذن الله تعالى.

متعكم الله بالصحة

د/ عمر عبد العزيزالمؤيد


--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved