تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عروبة السودان هل بها حطة أو درن؟!!!بقلم مصعب أحمد الأمين

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/9/2005 5:02 م

عروبة السودان هل بها حطة أو درن؟

مصعب أحمد الأمين [email protected]

بينا تراوح مفاوضات أبوجا مكانها ينفسح المجال للتحليل العلمي في توصيف المشكلة و استشراف السيناريوهات المحتملة لآفاق الصراع علي الآماد القريبة و البعيدة. من هنا تأتي أهمية إعلاء صوت المنطق مقابل الأصوات الخراب التي أطلقت العنان لصوت الرغائب العمياء. فبينا يهتم الحادبون من أهل السودان في مؤسسة الحكم والمعارضة في إيجاد معادلة مقبولة للأطراف المتشاكسين, يطيب للكثيرين تمزيق وحدة السودان المعنوية بدم بارد بقضايا انصرافية لا تقل عبثا من جدلية أهل بيزنطة حول أيما أول البيضة أم الدجاجة!! فمن هؤلاء تجار سوق الكلام السمج و البائر الذين ما انفكوا يعيدون طرح سؤال عروبة السودان و إفريقيته كأنهم لا يحسنون غيره ,هذا إن أحسنوا القول فيه أصلا؟

نقول لهؤلاء المعقدين من حاملي هذا الإسفاف و هذا السخف : إن ما تكتبون ما هو إلا مضيعة الوقت لا جدوى مها. فمثلا لو أني اعتقد أني عربي لن تستطيع مجلدات من مثل هذا الغثاء المكتوب أن تقنعي بغير ذلك . دعوني اذهب ابعد من ذلك : هب إن الجامعة العربية أخرجت خريطة جينية تثبت فيها خواص العربي , و هبها قد أثبتت أني كعربي سوداني لست من ضمنها , ساعتها سأقول أنا العربي و ليبحثوا هم عن أصولهم .

المسالة ليست طرق قضية في وريقات بائسة لكن المسالة أعمق . فمعطيات الثقافة العربية في السودان ارسخ من جبال تهامة في الجزيرة العربية . و لن يستفزني أبدا اسمرار بشرتي أبدا فهو قد قربني من أقوام عزاز في إفريقيا و قربتني أصولي و ثقافتي و لساني و تاريخ مجيد من الإسلام و قيم العروبة و آدابها الراسخة في حداء الابالة و في دوبيت البقارة و المجادعة في ديار العروبة الماجدة في السودان : هي بطاقة هوية لا تستطيع نفس مريضة معقدة زحزحتها قيد أنملة.

و لمن يريد التوسع أكثر في موضوع عروبة عرب السودان دونه كتابين فقط : معجم العامية السودانية للبروفسور عون الشريف قاسم و لمن يجهلون من هو بروفسور عون : نقول هو يمني الأصل سوداني الملامح يمثل الالتقاء الباهر بين عرب السودان و زنجه و نوبته . و أدندن مع ود المكي

الله يا خلاسية يا بعض زنجية و بعض عربية....

و اغني مع أبي الورود:

حين خط المجد في الأرض دروبه

عزم ترهاقا و إيمان العروبة

عربا نحن حملناها و نوبة.

و كتاب آخر فائز بجائزة الدولة التقديرية لكاتبه دكتور عثمان القرشي و هو بعنوان (عادات سودانية أصولها عربية )صدر منه الجزء الأول_ فيما اعلم , تكلم فيه عن العديد من عادتنا السودانية ذات الأصول العربية ( لا اذكر انه تكلم عن أن صناعة الآبري منها ) لكن تكلم فيما تكلم علي سبيل المثال عن دق الشلوفة و دخان الكَبَريت و أحسنَ التقديم لهذه النقطة بالذات و هو يضمن الرمية المشهورة لمبارك حسن بركات التي يقول فيها :

الطابق البوخة قام نداه يهتف نام من الدوخة

ايدو عاقباه جدله مملوخة

و لمعالق الجوف موسو مجلوخة

ففي الكتابين ( للمنصف) تِبيان لعروبة عرب السودان . و لا يضيرنا أن يرفض اللبنانيين _عند تكوين الجامعة العربية _ عدم إقرارهم بعروبة عرب السودان بشيء . فنحن نعرف و المفروض أن يعرف كل المتكلمين في أصول الأجناس أنّ اللبنانيين ليسو عربا خلصا!! ففي منطقة الشام و قسم من العراق و قسم من الأردن , نجد إن سكان هذه المناطق الأصليون هم من الفينيقيين و الآشوريين و الكلدانيين و السومريين. و هل حضارة بابل هي حضارة عربية ؟ إذن فيم المزايدة ؟! فإذا اكتسب العرب الذين خالطوا هذه الأجناس البشرة البيضاء لِمَ يستكثر أقوامٌ _ من المعقدين نفسيا أو الجاهلون بالصيرورة التاريخية للأجناس في رحلاتها و هجراتها _ أن يتزاوج العُرب و الزِنج في السودان ؟ و لا اقصد السودان القطر الحالي بل منطقة جنوب الصحراء : فأهل موريتانيا مثلا تذكر مصادرهم أنهم جاءوا إلي إفريقيا من اليمن عند انهيار سد مأرب و كذا أهل افريقية و أهل الجزائر و مراكش كل هذه رحلات تاريخية معرفة للعرب أسسوا فيها أوطانا لهم في إفريقيا . و هل يعلم هؤلاء أن قسما كبيرا من العرب يسكنون اندونيسيا و بلاد الباكستان من زمن بعيد بل و حتى من زمن قريب جدا؟ و هل يعلم هؤلاء أن عاصمة الفلبين مانيلا ما هي تحريف لكلمة أمانِ الله هكذا سماها العرب المسلمون و لا تنسوا حكم اللام في اسم الجلالة عند الإضافة هو الترقيق. و حدث _ و الله علي ما أقول شهيد و أنا اكتب في شهر الصوم_ أني كنت في الشات علي الياهو قبل سنة تقريبا مع (مدرسة) فلبينية ( لاحظوا كان بإمكاني القول مدرس اتقاء الهمز و اللمز) فسألتها عن معني كلمة مانيلا فقالت لا ادرِ هل تعرف أنت ؟ فأخبرتها بما اعرف فردت إن هذا معني مقبول لأن الكلمة ليست لها أية دلالة في لغتها.

و أكثر من هذا هل يعلمون أن كلمة البرازيل اسم هو مشتق من اسم بني برزول؟ مؤسسي المدنية فيها؟ و هل يعلمون إن العرب بلغوا شأوا بعيدا في أمريكا اللاتينية , فعلي سبيل المثال وصل كارلوس منعم العربي الأصل منصب رئيس الجمهورية في الأرجنتين؟ و هل يعرف هؤلاء إن هجرة العرب أقدم بآلاف السنين مما يظن هؤلاء الجهلة ؟ كيف ذلك ؟

هل يعرف هؤلاء ماذا يُقصد بالأخدود الإفريقي العظيم ؟ أو الصدع الإفريقي في ترجمات أخرى _ ببساطة معناه إن إفريقيا و آسيا كانت جسم واحد قبل هذا الشرخ !! راجعوا موسوعة Book shelf إصدار شركة ميكروسوفت قبل اصادرتها الحالية Microsoft Encarta .و ستجدون فيها الشرح بالجرافكس لهذه الظاهرة المثيرة.

و حينما نكتب عن عروبة السودان , فإننا نُعلي من قيم إنسانية عليا لأننا كلنا لآدم و آدم من تراب . لكن تظل القيمة الأسمى هي الأخوة الإنسانية بين كل بني البشر . و أن الدين الإسلامي الذي انتشر في إفريقيا و سائر أنحاء المعمورة إنما كان بإقبال أولئك الآباء _الذين كانوا يعتقدون أن الإسلام هو موطنهم و انه هو النسب الأعلى و اقتبس قول القائل: انه الإسلام أمي و أبي_ علي دعوة و مصاهرة و مخالطة أهل السودان الكبير كما يأمر الدين بذلك .

و ستستمر هذه الرحلة المباركة بإذن الله إلي أن يرث الله الأرض و من عليها .

و نزيد المستزيد من الشعر بيوت , فعندما كان الإسلام حديثا علي الإنسانية كان قهر النصارى لشعوب الأرض باسم الدين علي أشده . و للدالة على ذلك انه أنا حلّ المبشرون _ و أجود و اصح منها المنصرون التي سنستخدمها فيما بعد متى ما جاء الكلام عليهم_ خرجت من ذلك البلد قوافل الرقيق . نذكِّر بالوثائقي الذي بثته العربية ( العبودية التي بنت أمريكا Slavery that Built America ) و حتى الآن لا يوجد دليل و احد علي أن أمريكا ندمت علي ذلك اللهم إلا في بعض الكتابات من قبيل ما جاء في رواية ( ذهب مع الريح Gone with the Wind ) في عبارة : كان ذلك _ أي أحداث تلك الرواية _جزءا من حضارة ذهبت مع الريح Part of civilization Gone with the Wind. لكن هل ذهبت مع الريح فعلا ؟اسألوا أهل من قضوا في إعصار كاترينا هل فعلا ذهب ذلك الجزء من الحضارة مع الريح؟ و هل فعلا تمت عملية الدمج Integration Racial و التي راح ضحيتها قبل زمن ليس بالبعيد مارتن لوثر كنج و مالكوم اكس. لكن حسد النصارى و المنصرين بشكل اكبر , هو ما دعا المستشرقين و القُسس _ و بالناسبة هم أول من كتب حول عروبة عرب السودان_ لأن يثيروا هذه النعرات لان الانسياب السلس للإسلام في إفريقيا هو ما أثار و يثير حنقهم و ذلك بسبب التزاوج و الألفة و المودة التي نشأت بين حاملي رسالة الإسلام و شعوب إفريقيا . لكن ناس قُريعتي راحت هل هم نادمون على أنهم دخلوا الإسلام ؟ أعوذ بالله ! إذن كيف اسلم أجدادهم؟ هل من خلال الانترنت ؟ أم إن منظمة العالم الإسلامي كانت قد تكونت آنذاك و أرسلت الدعاة فبلغا الرسالة و رجعوا لديارهم بعد انتهاء مهمتهم ؟ أم هل توطنت العربية في السودان بقيام جامعة الدول العربية بابتعاث مدرسيّ لغة عربية لهذا الجزء من العالم؟ و لماذا لم تستطع جامعة الدول العربية قبل آلاف السنيين من أن تعرب فارس الأقرب جغرافيا؟ و كذا الهند و السند و القوقاز و بخاري و نيسابور التي أسلمت و حسُن إسلامها قبل أهل السودان ؟ لن أعود_ بإذن الله طبعا_ لهذا الموضوع و لا ادر لم كتبت فيه أصلا. لا لعدم أهميته لكن لبداهته و قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ و يا له من رمد هذا الذي أنكرته عيون المرضى النفسيين !!!

إذن فطيور الببغاء التي تردد في بلاهة مزاعم المنصرين فهي إنما تغرد خارج السرب .

و حينما يستشهدون باعتراض حكومة لبنان التي أثبتنا هي الأخرى هجين , و إن المستعمر هو من نصب المارونيين علي حكم لبنان كذراع تستخدم عند الحاجة و ما أكثر ما استخدمت ( دونكم الفضائيات اللبنانية) و هل نما لعلمكم أيها الناعقون بما لا يعرفون أن حكومة اليمين المتطرف اشتكت من الخلاعة التي تبثها القنوات اللبنانية؟ و هل يدري هؤلاء أن الشوام النصارى هم الذين عملوا في استخبارات الانجليز ( قلم الاستخبارات) في السودان من أمثال نعوم شقير (صاحب تاريخ و جغرافية السودان) و ادوارد عطية كاتب ( الطليعي الأسود The Black Vanguard ) و غيرهم و غيرهم؟ و تعرفون أقاصيص الحرب الأهلية و من صفّ مع إسرائيل من أهل لبنان !! هل أذكركم لماذا قتل بشير الجميل ( تذكرون الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة في سنة 2000 و أعيد مرة أخرى على ما اذكر) ؟

إذن يا طير الرهو انتم كناطح الصخر ليوهنه كما فعل قبلكم الوعل!!

لكن عروبة السودان بهذا الفهم الذي بسطنا القول فيه , ليست صفوية استعلائية لان الرحم التي اشتق اسمها من اسم الرحمن هي التي توحد أهل السودان زنجهم الأحرار و عربهم ( لم تعد العروبة شئ لافت بين السودانيين فمن أين يأتي هؤلاء بكل هذا الخبث؟ ) و نسألهم بسؤال الله ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطِّعوا أرحامكم)؟

لكن الله يحفظ هذه الأنساب و الأرحام و وشائج الإسلام والتي ما العروبة إلا الخلفية المصاحبة للحدث الأكبر فيها عالمية الرسالة التي قربت كل بعيد و ألـَّفت كل مختلف و صنعت في السودان هذه اللُحمة الرائعة لمعجزة وحدوية الشعب السوداني الذي ما اختلف إلا ليأتلف. حتى وان ( أيقظ الدهر بينهم فتن) و حتى و إن كنا ندرك أنه (و لكم أفنتِ الورى الفتنُ) فعما قريب يطلع فجر السودان الواحد الموحد و سنغنى لبلادنا عندها :

حفِل الشيبُ و الشبابُ معا *** و بتقديسك القمين عُنوا

و نغنى مع أبي الورود و ود المكي :

و نغنى لحريق المك في قلب الدخيل

و نغنى لترهاقا , للمهدي , لعلي عبد اللطيف

و علي ذكر تلك الملاحم الفرائد و مع أكتوبر في ذكراه الثانية و الأربعين نغنى أيضا:

كان أكتوبر في امتنا منذ الأزل

وكانت أسياف العشر

ومع الماظ البطل

و بجنب القرشي حين دعاه القرشي حتى انتصر

كان أكتوبر خلف الصبر و الأحزان يحيا

صابرا منتظرا حتى إذا الصبح أطل

أشعل التاريخ نارا و اشتعل

لكنه ما أشعل السودان العزيز و لكن التاريخ!!!

تصوموا و تفطروا علي خير.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved