تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الجغرافيا والعقل ‚‚ دعوة لتقسيم العالم لفسطاطين! بقلم: هاشم كرار

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/5/2005 3:14 م


الحليم يغضب وليس هنالك من هو اكثر حلما من الطبيعة لكن تلك مسألة اخرى!

المسألة «تلك التي ليست اخرى» ان غضب الطبيعة واحد في الشرق وفي الغرب ‚‚ في الشمال والجنوب على المسلم والكافر وهو في النهاية «غضب خير»‚

ما بين القوسين اجتهاد مني من باب «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»‚ الخير في غضب الطبيعة انه ينشط العقل والعقل النشيط كريم عند الله‚

منذ الازل كان الصراع‚

صراع بين الانسان والطبيعة والانسان في صراعه هذا مع هذه القوة الهائلة ما كان اصلا الا ليستعمل عقله ذلك لأن الطبيعة لا يمكن منازلتها اطلاقا بالعضل‚

الامثلة كثيرة:

في صراعه مع المطر وللريح تشحذ الانسان عقله فكانت البيوت في تطوراتها عبر التاريخ وفي صراعه مع الزلازل شحذ الانسان عقله فكانت التصاميم تلك التي تخفف من آثارها المدمرة على البنايات وفي صراعه مع الفيضانات كانت السدود وكانت الجسور وكانت الخزانات‚

بالطبع لا تزال الطبيعة في معاركها ضد الانسان تكسب اكثر مما يكسب هو لكن العقل لا يزال حديدا وهو مع كل كارثة يزداد حدة وشراسة اكثر على المنازلة‚

أغامر واقول ان الجغرافيا تلعب دورا اساسيا في تشكيل العقل تماما مثلما تلعب دورا اساسيا في تشكيل الجسد‚

في الجغرافيا الجهمة نجد الجسد جهما والعكس تماما بالطبع هو الجسد بين الجغرافيا المتراخية والسهلة‚

ايضا في الجغرافيا الصعبة - تلك التي فيها زلازل او براكين او فيضانات مدمرة او رياح عاتية نجد العقل الصعب ذلك الذي «يعرق» باستمرار وهو في مثابرته «التاريخية» لابتداع الحيل وابتداع الحلول وابتداع اطواق النجاة‚

من هنا اغامر واقسم العالم الى فسطاطين: فسطاط العقل الخامل وفسطاط العقل النشيط‚

الاطلس امامي وانا انتظر: اين يا ترى يمكن ان يكون موقع عالمنا العربي في هذا الاطلس الجديد؟

مساحة الصحراء هي المساحة الاوسع في هذا العالم العربي‚ هذا ما يقول به الاطلس القديم و‚‚‚ في الصحراء كما تستريح العين من «المطبات» البصرية يستريح العقل من المطبات الذهنية: الصحراء‚ رمل وريح تجري مولولة تلوذ بأكتاف الجلاميد‚ وقمر ‚‚ وآه يا ليل‚ ونباح كلب‚ وقافلة تسير‚ ووقع خطى رتيب جدا و‚‚ هدوء‚

الهدوء نعمة لكنه آفة في الوقت ذاته وحيث كان الهدوء كان ضمور العقل وهزاله ‚‚ وكان تخلفه ‚‚ وكان في كلمة واحدة جموده!

أغضب أناسا كثيرين جدا وانا اصل بهم الى النتيجة المحزنة: عقلنا متخلف ‚‚ وليس من سبب وراء هذا التخلف الا لأن الطبيعة لم تنازلنا‚ الا لماما ‚‚‚ وفي اضيق نطاق!

هل «المسألة» وصلت؟

إذن دعونا ندعو: اللهم ابتلي عقولنا بما ابتليت بهم عقولهم‚‚ ابتليها بكل كاترينا وريتا وزلزال وتسونامي ‚‚ ابتليها بما هو عسى ان يكون خيرا لنا!


هاشم كرار

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved