تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لماذا إقترح القائد سلفا كير دمج حركة تحرير السودان مع الحركة الشعبية لتحرير السودان؟ بقلم: ذيو بول شبيت.

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/5/2005 9:58 ص


بقلم/ ذيو بول شبيت.

كما هو معلوم لكل المهمشين على إمتداد السودان الجديد (و القديم)، فالجلابة هم آخر من تعّرف على قدرات الرفيق سلفا كير ميار ديت الميدانية و الإستراتيجية، و ذلك بُعيد أداءه القسم رئيساً لجنوب السودان. فقد ظل هذا الرجل المناضل (بطيخة مقفولة) كما يقول أهل كرة القدم في السودان القديم؛ و قد ساعد ذلك في نجاهه على قيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان بنجاح تام كرئيس لهيئة أركانها العامة. و يتميِّز القائد سلفا إلى جانب قدراته التنظيمية العالية، بالقدرة الفائقة في التخطيط الإستراتيجي لمجابهة خطط و نوايا العدو. ربما ساعد بدايته القيادة في مجال الإستخبارات العسكرية على تنمية قدراته التحليلية، و لكن خبراته الميدانية و معرفته الشخصية لمعظم ضباط جيش السودان القديم و المبادئي التي تربَّت عليها الجلابة بصورة عامة كانت لها الفضل الأكبر في فهمه العميق للجلابة و مخططاتهم.

و كما ذكرت في مقال سابق، فإن قيام حركة تحرير السودان في دارفور كانت إحدى أسباب قبول حكومة الخرطوم و توقيعها على بروتكول مشاكوس لإعلان المبادئي والتي شعر معها الجلابة أن أي تنسيق بين مواقف المهمشين في الجنوب و الشرق و الغرب تعتبر بداية للعد التنازلي لإمبراطورية الجلابة التي غابت عنها الشمس عندما أشرقت إنتفاضة الغرب متمثلة في حركة تحرير السودان المنتصرة إنشاءلله في ربوع الهامش. وكانت الجلابة أسرع من الحركة الشعبية لتحرير السودان في إقناع الوسطاء في الإيقاد و أصدقائها على ضرورة الضغط على الحركة الشعبية، و بصورة خاصة الرئيس د/ جون قرنق لقبول مبدأ حل مشكلة الحرب في نطاق أن المشكلة مشكلة بين الجنوب و الشمال. و أن الحكومة مستعدة لمناقشة الظلم الذي وقع على جنوب السودان. و برفض الحركة الشعبية لهذا المبدأ، وافقت الحكومة على ضم مناطق جبال النوبة و الإنقسنا و إدخالها ضمن إطار مشكلة الجنوب بإعتبار أن الحرب الدائرة في تلك المناطق تقودها الجيش الشعبي لتحرير السودان لنفس الأسباب القائمة في الجنوب!!! و أشتكت الحكومة الحركة الشعبية لأمريكا بأنها تتعنت و ترفض حل مشكلة الجنوب!!! و قامت أمريكا بدورها بتهديد الحركة الشعبية و قيادتها بعدم التعاون و أشياء كثيرة لأ يسع المجال هنا لذكرها. و صاغت الوسطاء أسباب ضغطهم على الحركة الشعبية لقبول هذا الإطار في التفاوض (أي إطار مشكلة الجنوب) في أن أول المتضررين من الحرب هم مواطني الجنوب و أن أكثر من نصف الذين ماتوا بسبب الحرب كانوا جنوبيين وأن أكثر الظامات وقعت على شعب الجنوب!!! و بذلك ألبست الجبهة الإسلامية نفسها ثوب (المنقذ) لشعوب الجنوب و النوبة و الإنقسنا، و في نفس الوقت أخفت على الوسطاء خوفها من الهزيمة المؤكدة خاصةً بإنضمام دارفور للنضال المسلح و التحرير.

كان (كومندر) سلفا كير ميار (ديت) أول من إنتبه لمحاولات الجلابة في التهرب من الواقع، و عملها الدؤوب على تشتيت وحدة النضال و أهدافها و ذلك (بتصوير) دارفور على إنها حالة منفردة و أن تلك المشكلة هي مشكلة تهم دارفور كإقليم كما أن المشكلة في الجنوب تعتبر مشكلة لأ علاقة لها بما يدور في دارفور!!!

وفي أول إجتماعٍ لهيئة القيادة العليا للجيش الشعبي لتحرير السودان (بعد ضغوط الوسطاء للحركة لقبول المفاوضات على أساس الجنوب و الجبال و الإنقسنا)، إقترح (كومندر) سلفا مناقشة إمكانية دمج حركة تحرير السودان في الحركة الشعبية و تكوينها كالحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع دارفور) أُسوة بالحركة الشعبية (قطاع جبال النوبة)، و بذلك يتسنى لدارفور تمثيل نفسها في المحاداثات وتنال حقها كباقي أقاليم الهامش. و كان كومندر سلفا يعرف تماماً إنها ستصعب على الجلابة رفض أو إنكار حقوق دارفور في تقسيم السلطة و الثروة وحقهم في تقرير مصيرهم في حالة دمج الحركتين، و إلا فأن الحرب ستستمر وهزيمتهم ستكون أقرب مما تصوروا. و حتى إذا أصر الوسطاء في وقف الحرب في الجنوب، فإن الجيش الشعبي سيدخل الحرب في دارفور بصورة مباشرة لدعم وحداتها المترابطة في دارفور!!! وكان كومندر سلفا مثالاً في تحليله و قراءته لأفكار و خطط الجلابة في ذلك الموقف.

و بالرغم من إن ذلك لم يتحقق وقتها لظروفٍ عملية و إستراتيجية، إلا أن الجيش الشعبي لتحرير السودان توجد بينها كثيرون من أبناء دارفور شاركوا في معارك تحرير مدن الجنوب و جبال النوبة و الإنقسنا، و إستشهد كثيرون منهم في الجنوب. و القيادة العليا للجيش الشعبي لتحرير السودان تزخر بأبناء دارفور الذين كانوا في الخطوط الأمامية طوال العشرين عاماً الماضية في منطقة العمليات رقم واحد. لذلك نتوقع من القائد العام إصدار الأوامر للقوات المترابطة في الجنوب للتحرك إلى دارفور و المشاركة في تحرير الأراضي و الدفاع عن المواطنين العُزّل من عصابة الجنجويد و إحتلال مليشيات الأعراب. فلن نعرف طعماً للحرية طالما مهمشي دارفور يزالون تحت إحتلال المليشيات المستعربة و الجبهة الإسلامية تقوم بتقتيل المواطنين و حرق قراهم كما فعلوا في الجنوب المحررة. لن ننعم بالسلام ونحن نرى إخوتنا يموتون كل يوم على يد عصابة تُدرّب و تتم تسليحها بنصف عائدات بترولنا!!! كيف نحس و نستمتع بالتنمية و نحن نرى إخوتنا (من دمنا و لحمنا) يموتون بالملاريا و الجبخانة و الأنتينوف كل يوم و نحن نأكل و ننام مع نفس العدو. فلينفق القائد العام نصف عائدات البترول الذي أخذناه من الجلابة في دعم أبناء دارفور وتدريب جيش تحرير السودان و تسليحها. و ليصدر القائد العام أوامر التحرك لكل وحدات الجيش الشعبي لتحرير السودان المرابطة في كبري أربعين و كبري بو و القيسان و كاودا و حول كسلا بالتحرك بكل أسلحتها و دباباتها إلى دارفور للقضاء على آخر معاقل الإستعمار و الإحتلال حتى ننعم (كلنا) بالحرية و العدل و المساواة.

عاشت الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع دارفور، و عاشت حركة العدل و المساواة، و النصر لنضال أبناء دارفور العادلة و السودان الجديد.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved