تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بمناسبة نيله لجائزة نوبل للآدب ما أحوجنا لهرولد بنتر سودانى !! بقلم : د.أبو القاسم قور

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/31/2005 1:13 م

[email protected]

بمناسبة نيله لجائزة نوبل للآدب ما أحوجنا لهرولد بنتر سودانى !!

فى يوم الخميس 14 أكتوبر تم الاعلان رسميا عن نيل الكاتب الانجليزى هارولد بنتر Harold Pinter لجائزة نوبل للآداب.هذا شيئ هام جدا بالطبع لكافة معجبى بنتر للذين يهتمون بتوظيف المسرح فى النقد السياسى والاجتماعى.ولد بنتر فى 10 أكتوبر 1930م بشرق انجلترا.يعتبر بنتر نموذجا للكاتب الشامل فهو كاتب مسرحى مجيد، وشاعر ومخرج وناشط سياسى.كتب نحو عشرين مسرحية أشهرها ( الحارس، النادل الأخرس ، الغرفة، العوده الى المنزل الخ.. .) كما نال عدد كبير من الجوائز الابداعية مثل جائزة شكسبير ، وجائزة مولير ، وجائزة لورنس.كما تلقى شهادات تكريمية وتقديرية من نحو أربعة عشر جامعة.للمزيد عن بنتر يمكن للقاريئ الكريم زيارة الموقع على الأنترنت Harold Pinter.Org . بدأت علاقتى مع هذا الكاتب عام 1982 ، وفى عام 1986 كان مشروع تخرجى من معهد الموسيقى والمسرح بعنوان ( فى المفهوم النفسى للشخصية المسرحية دراسة فى أعمال هارولد بنتر ، والطيب المهدى محمد خير) . كان البحث قد وجد قبولا واستحسانا كبيرين من الممتحن الدكتور أحمد محمود.ثم مضى الزمن وأنا اتابع مؤلفات هذا الكاتب الفيلسوف وبعد مضى تسعة عشر عام ، علمت فيما علمت بأن الاستبصار المبكر لبنتر وفلسفته التى تكشف عن فشل العقل الانسانى فى القرن العشرين سيضعانه فى صدارة كتاب العالم ، فعدت مرة أخرى أبحث عما كتبت من بحث لأحزف عبارات الاستحواز واستبدلهم بمفردات النقد لأفيد به طلاب شعبة النقد بمعهد الموسيقى والمسرح الذى صار كلية للموسيقى والمسرح لم أجد بحثى حيث وضتعه .هذا بمناسبة نداء لذوى القلوب ( الرحيمة) فمن وقع فى يده هذا البحث يمكنه الاتصال بى على الجوال 01912282559 أو ارساله الى مكاتب جريدة الصحافة. لا أدرى لماذا تختفى البحوث بهذه الطريقة الغريبة والمريبه من المكتبات.

يتمتع الكاتب بنتر بجهاز رصد حساس جدا، وقرنى استشعار تكشفان حيل الكذابين، والمخادعين والفاسدين والمفسدين.ظل بنتر يميط اللثام عن مفاسد المجتمع ويسقط أقنعة المؤسسة السياسية الانجليزية.كانت آخر مواقفه اعتراضه على التحالف البريطانى مع الولايات المتحدة الامريكية فى حرب العراق. يجد القاريئ لأعمال بنتر تمكنه من معرفة عيوب اللغة التى تفشل فى توصيل المعانى،وتحتشد معظم مسرحياته بالهمهمات ، والصمت المعبر.ولرب همهمة مفيدة خير من ألف جعجعة بلا طجن فى هذا الزمان. هذه الهمهمات تبدو مناسبة لنا فى هذا الجزء من العالم، اذ فى الغالب الأعم ما نقف محتارين أمام الفساد والمظلمة الكذب.حتى تكونت لنا دكتاتوريات من الكذب تسير على أرجل وكل ما نملكه ازاء تلك الأمور هو شيئ من التلعثم والهمهمه الحلال نحن نهمهم أينما كنا. ان كثير من الحالات التى اسميها ( الحالات السياسية غير المعقولة ) تستدعى استزراع أمثال بنتر فى التربة السودانية فهى تربه قيل انها صالحة لاستزراع البشر ليس عن طريق الاستنساخ فقط بل (عديل تجيب جلد وعضم وتعمل كدنقار) ثم ترش ذلك بحبة ماء فينبت الزول.فترى الزول سائرا كبقية البشر فى السودان تراهم سكارى وما هم بسكارى لكن عذاب الله شديدا.لقد أكلنا تجار السوق ، من حرامية مرابيين، يحلفون بالحرام والطلاق ، وينكرون . . يأكلوننا ثم يتلمظون، لا أحد . . . أقول لا أحد يستطيع أن يكافح المرابيين والجشعين وحرامية السوق الأسود. الذين يأكلوتن كوتات وكوتات. أما أكبر عملية بنترة – من بنتر-هو ما يحدث فى المؤسسة المسرحية السودانية نفسها لقد بلغت بذنب المحتالين درجة عالية من الكذب لدرجة أخشى أن تؤثر على الثقافة السودانية وسلوك الناس فى المستقبل. .وها هى العاصمة الثقافية تبنترنا فى اليوم الواحد مليون مرة. هناك واقعة جديرة بأن تبنتر وهى أن ثلة من الشباب المسرحيين التجريبيين بلغوا شأوا من الاحباط من جيل القديم الذى سد عليهم المنافذ، كتموا أنفاسهم هؤلاء الذين أطلق عليهم لقب حراس بوابة التقليد ، فما كان من هؤلاء الشباب الا أن يأخذوا المسألة مأخذ الجد فجادت قريحتهم بفكرة رمزية رائعة تدل عن تحضر وذكاء وهى عمل مسرحية يلعب شخوصها الرعيل الأول تكون بمناسبة تكريم واسدال الستار على فترة من فترات المسرح السودانى.لأن تاريخ المسرح فى السودان لازال يفتقر للأسطرة بذنب سيولة الزمن وماضيه الذى ظل حاضرا بشخوصه، فجمع شباب التجريب القرش فوق القرشين، وهم يجلسون تحت شجرة الزهاجا ( نادى المسرحيين الذين ظلو بلا دار) منذ أن خلق ألله المسرح فى السودان.عندما أكتمل المبلغ قام العرض فظن جيل الشباب بأن الآباء والأجداد سوف يختفون أو على الاقل سوف يتراجعون الى المقاعد الخلفية ليتركوا لهم المجال فيزول الاختناق التقليدى ليتنفس المسرح السودانى هواء الحرية ونسيم الحداثة ثم يجوب فضاء التجريب العالمى. لكن المسرحية زادت من فعالية الشهوة المسرحية للجيل القديم، فظنوا أن ما قام به به الشباب – جيل التجريب- هى دعوة لهم فى الاستمرار والعطاء. ألم أقل لكم نحن أمة بلا عقل رمزى. هذه عملية مضحكة ، وساخرة مثل البكتريا التى تغذت بالمضاد الحيوى فازدادت قوة وعنفوان على الجسد المسرحى. تلك مثل حكاية البعاتى . وهى حكاية أقوم بتحويلها الى مسرحية على طريقة هارولد بنتر الساخرة : أذ تقول حينما سئم الناس من ذلك المريض مات ثم دفنوه ، ثم قاموا بكل الواجب، لكنهم أكتشفوا ان الشخص المدفون كان شخص آخر اذ لا زال المريض موجود ، أما من دفنوه كان هو أحد المحتالين والمحتارين الذين ينامون على اسرة المرضى كل ليلة بعد دفع رشوة للمرض المناوب لكن فى ذلك اليوم داهمته نوبة قلبية فاتصل الممرض فى الدورية الثانية بأهل المريض بعد أن كفنه وجهزه.

لا زالت البنترية حالة سودانية تامة. تبدأ من كشك صغير جدا لماء الليمون يبث مدائح أو اغانى هابطة بسوط عالى ، مزعج جدا. هذا الضجيج الذى تلحظه وتسمعه فى السوق العربى هو حالة بنترية. لا أدرى من أى أين جاءت عادة أن يكون هناك دائما محلا ( للحاجة الباردة) به جهاز مسجل يبث أغانى بسوط عال وبطريقة مزعجة. ولما كانت هذه المحلات قريبة من بعضها البعض ، تختلط الاصوات ، فتتكون دائرة من الاصوات والعواء.ما أحوجنا لبنتر سودانى لكشف الكذب ، والحقد ، والمؤامرات ، والاغتيال الشخصى. فى أحدى مسرحياته يصور بنتر المؤسسة السياسية بوصفها مؤسسة سرية (Mysterious Organization ) تقوم هذه المنظمة بالتعاقد مع شخصيتين عبر الهاتف كل على حده ومفرده شريطة أي يقوم العميلين باغتيال الشخصية الثالثة. هكذا أستطاع بنتر زرع الشك فى الشخصيتين التين لم تلتقيا طيلة حياتهما الا فى هذه المرة وفى تلك الغرفة التى حددتها المنظمة. أكيد أحدهما سيكون الأول ثم يأتى الثانى ، هاتان شخصيتان لن موسوستان ، يعتقد كل منهما قبل وصوله ربما كان هو الشخص الثالث فيكون مقتولا. ويظل الجمهور يرغب هاتين الشخصيتين العصبيتين اللتين لا يوجد بينهما غير الصمت المكثف للعنف. حتى المفردات فيها شكوك ، كل كلمة محسوبة. عند نهاية المسرحية تخرج أحدى الشخصيات من الباب الخلفى ، وتظل الشخصية الأخرى تنظر الى الباب بحذر ، ثم فجأة نكتشف ظهور الشخصية التى خرجت من الباب الخلفى من بوابة الغرفة فيقف زميله متحفزا ليقتله لكن فى هذه الحالة يسدل الستار بسرعة فائقة. فنظل جميعا محتارين هل سيقتل الرجل رفيقه فى هذه المهمة) هذه مسرحية بسيطة ، لكنها عميقة. فى 21 يناير كتب هارولد بنتر قصيدته الشهيرة ضد حرب العراق بعنوان ( حرب العراق غير الشرعية) وجاءت أيضا( فاليبارك الاله الاميركان) ويقول فيها :

هاهم مرة أخرى اليانكى ينفرون

بدروعهم وأسلحتهم يستعرضون

بأغانى مطربة يترنمون

وفى كافة انحاء العالم الكبير يبرطعون

ومن أجل الاله الامريكى يحمدون.

+ +

والزبد يتاطاير بالوعيد والموت

للذين رفضوا الغناء

والذين فقدوا أصواتهم

وللذين رفضوا الانصياع

وللذين نسوا النغمة

لخيالتهم سياط سنان قاطعة،

الرؤوس تتدحرج على الرمال
الرؤس تغمص بالوحل والوسخ

رأسك يلطخ بالغبار

تفقع عينيك وتجدع أنفك

لا شيئ غير رائحة الموت

كل هواء الموت مجودا هناك

برائحة الاله الأميركى الصغير.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved