تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

(ســـودان فوٌكــَس) ومحلها من الاعراب(١-٢) بقلم: د/عمر المؤيد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/30/2005 8:45 م

قرر الكونغرس الأمريكي تشكيل لجنة دائمة تختص بالأوضاع في السودان وذلك تحت مسمى (سودان فُوكَس) ويأتي تشكيل هذه اللجنة في وقت راهن فيه جميع أفراد المؤتمر الوطني في السودان على استصدار قرار من داخل الادارة الأمريكية برفع العقوبات المفروضة أصلا على البلاد. وهنا يتجلى من جديد وللأسف حجم الخلل في الفهم السياسي الذي يعاني منه حزب المؤتمر الوطني (حزب السلطة), فطريقة التعامل مع متغيرات وثوابت المعادلة السياسية الراهنة تظهر بأن السادة قادة الحزب الحاكم ليسو فقط جاهلون بقراءة الواقع السياسي بل انهم غير قادرون على فك خط هذا الواقع. ولا بقف الأمر حيث ذاك بل يتعداه ليصبح واضحا وبجلاء ألا شيء غير السلطة وفقط السلطة هو الهم الأول والأهم لهذا الحزب.

وفي هذا السياق نجد أن المؤتمر الوطني(حزب السلطة) لايزال يتعامل مع قرار مجلس الأمن بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم في دارفور بسذاجة غريبة على أساس أنه احدى وسائل الضغط عليه من قبل قوى أجنبية .وبالتالي ففي دفتر الحسابات الخاصة بهذا الحزب فان المسألة قابلة للأخذ والرد من باب أنها وسيلة ضغط. ان هذا الموقف الغريب يسوق الذاكرة سنوات الى الوراء وبالتحديد الى العشرين من أغسطس العام ٩٨ عندما تم قصف مصنع الشفاء في الخرطوم بحري, في تلك الفترة طلع علينا المسؤلون بأن هذه تعتبر نعمة في اطار نقمة حيث أن مشكلة السودان مع الولايات المتحدة تم اختزالها في منشأة صناعية واحدة.

ووقف الرئيس بعد ذلك بيوم ليخبر شعبه أنه في شوق لأخيه الزبير محمد صالح, في اشارة الى الاستعداد للمواجهة. وهذا بالطبع لايختلف عن موقف سيادته عندما أقسم بالله ثلاثا على منصة المؤتمر الوطني بأنه لن يسلم متهما واحدا لمحكة الجزاء الدولية. ويبدو واضحا للغاية من تشابه المواقف العجز الفكري و مدى قصور فهم المؤتمر الوطني أو النخبة الانقاذية الحاكمة السياسي عن التطور وحسن الاستنباط. فالمواقف هي ذات المواقف على الرغم من اختلاف المعطيات والمتغيرات للمعادلة السياسية,

وفي خضم الحديث عن الأزمات التي يعاني منها السودان يبدو من المفيد أن نـستحضر القاعدة المشـتركة لطبيعة المعضلات التي تواجه البلاد بصورة كلية خلال المرحلة الأخيرة أولاً؛ فالمتابع للساحة يجد أن القاسم المشترك مابين كل هذه المعضلات المشكلات بأبعادها السياسية أو العرقية أو الطائفية أو الصراعات المسلحة، وبداية معالم انهيار الدولة، التي قامت بالتخلي عن جميع مسؤلياتها وألقت بأعباء هذه المسؤليات على كاهل المواطن المغلوب على أمره . المتابع يعي خطورة المرحلة التي يمر بها السودان كوطن شبه قارة ويعي أن القاسم المشترك لكل هذه المشاكل ما هو الا حصيلة تراكمية لسياسات عرجاء للسلطة رافقها استشراء عارم للفساد.

ولقد حاولت السلطة (المؤتمر الوطني) يوم أن كان وحيدا على مسرح السلطة أن يعزو المشاكل التي دخلت فيها البلاد دوما الى حالة التنافس والاستقطاب الدولي الحاد , وقد تتفاوت درجات قبول المتابعين لهذا المنطق , ولكن قد يتفق الجميع على أن التنافس والاستقطاب الدولي ليسا هما العاملان الوحيدان على مسرح الأحداث فالسياسات اللامبررة التي اتبعتها الانقاذ في مراحل مبكرة من حكمها لعبت دورا هاما في استعداء أقرب الأقربين. ولكن حتى هذه النقطة وعلى أهميتها لا يمكن فصلها عن السياسة الداخلية التي كانت متبعة فالانجازات في زمن المؤتمر الوطني وعلى قلتها كانت تعزى الى الانقاذ والانجاز والاعجاز ,و أما الاخفاقات وما أكثرها فقد كانت مبررة ومدرجة مسبقا تحت بند الابتلاءات. أما على الصعيد الاجرائي , فالانسان المتابع يفاجأ بأن أسلوب تعامل السلطة وعلى أعلى مستوياتها مع الأزمات التي تواجه البلاد لم يتغير ولم يطرأ عليه أي نوع من التطور رغم الأعوام التي مرت على كوادرها في السلطة. لقد بدا ذلك واضحا في طريقة تناول الأستاذ (الشيخ) علي عثمان محمد طه. ان أقل مايمكن أن يقال للشيخ علي هو أن البلاد ونتيجة لسياسات الانقاذ اللامتغيرة والجامدة سواء غير المعلنة او المعلنة كتلك الورقة التي تم تقديمها في المؤتمر الاقتصادي لحزب السلطة عن طريق الوزير السابق عبدالرحيم حمدي قد أدت الى تآكل البلاد من أطرافها شرقا وغربا والى أن تتلاشى نعمة الاستقرار السياسي بالمرة , بل وعلى الرغم من الأمل الذي كان معقودا على الحكومة الجديدة فانها قد فشلت في جلب هذا الاستقرار وذلك بسبب طريقة تشكيلة هذه الحكومة والتي وصلت درجة السخط منها الى أن يتم انتقادها من داخلها نفسها وذلك عن طريق أعضاء من الحركة الشعبية.

ان فشل تجربة الانقاذ أو المؤتمر الوطني أو الجبهة الاسلامية أو جبهة الميثاق في السلطة هو أمر قد لايحتاج الى كثير تمحيص ودراسة وقد لايحتاج أيضا لاعتراف من الأب المغدور حسن الترابي. غير أنه من الحري الاشارة الى أن الأمور قد تسير من سيء الى أسوأ, اذا استمر هؤلاء القوم(المؤتمر الوطني) في هذه السياسة. فداخليا نجد حالة الاحتقان والسخط على المؤتمر الوطني وخارجيا نجد هناك المزيد الاجراءات المتخذة ضد المؤتمر الوطني ومن والاه, فكيف يمكن اعراب تشكيل لجنة باسم (سودان فوكس ) عن طريق الكونغرس الأميركي؟ وكيف تقرأ السلطة الوضع الراهن؟....نتابع

متعكم الله بالصحة

--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved