وهم دولة الزغاوه الكبرى

ردا لمقال المدعو نورين الطاهر صبي بعنوان

( ايهما الاهم رفع معناة اهل دارفور ام المؤتمر العام )

للكاتب / نورين الكاهر صبي – تشاد- انجمينا

بتاريخ 22/9/2005م صحيفة سودانايل .

تناول المدعو نورين الطاهر صبي في موضوعة بعنوان ايهما الأهم رفع معاناة اهل دارفور ام المؤتمر العام واتانا با فتراء( دولة الزغاوة الكبري) فانى لا ادري بماذا اصف عقلية المدعو نورين لضحالة عقلة ام بالبلاده والجهالة وعدم الادراك . لعلة لم يطلع علي تاريخ سيناريوهات المؤامرات على دارفور الاقليم الذى ظل يترنح في بحر من مؤامرات حكومات المركز بداءا من عام 1983م. وذلك على خلفية انتفاضة دارفور (1980-1981) بعد تعين نميرى حاكم الاقليم من خارج ابناء الاقليم ( الطيب المرضي) علما بانة علي خلاف مع المحافظ شمال دارفور آن ذاك المهندس محمود بشير جماع وهو من ابناء الزغاوه ، وهو من العناصر الاساسية في تحريك انتفاضة دارفور. فالزغاوه كقبيلة لها تاريخ طويل وعميق وجزورها مرتبطة بالممالك النوبية القديمة وهذا لا ينكره احد وكانت لها سيطرة على اقليم جنوب الصحراء الكبرى ( السودان الاوسط بما فية دارفور وكردفان ) وهذا تاريخ ولكن اذا نظرنا للواقع الان في ظل المقتضيات الاقليمية والدولية فما هى دور القبلية ؟ وهل تكون لها تاثير؟

فالحقيقة هناك من يسعى لبيع نفسة بابخس الاثمان . ولكن ليعلم نورين فمن باع امه وابيه في سوف النخاسة فلا يمكن ان يفكر في كيف يتم رفع معناة اهل دارفور ، فهولا يعنية اهل دارفور لانه لا علاقة له بدارفور . بل اني اشك في انتمائه للزغاوه . فمهما كانت وإدعاؤه فهذه ليس من سمعات الشرفاء المناضلين ، وحتى النفع منهم لا يمكن ان يكتب مثل هذا المقال. فني اسال المدعو نورين فكم من المال دفع لك لتكتب هذا المقال ؟

سياسيا للدولة معايير فهل تتوفر معايير الدولة على مستوي القبلية ؟ الشى المحير حقا لا ادرى ما الهدف من كتابة مثل هذا المقال ؟ فاذا كان الهدف هو افشال المؤتمر العام لحركة تحرير السودان وتفكيكها من خلال زرع الفتنة . فان قيادة حركة التحرير اكبر من ان تتأثر بمثل هذه الادعاءات ، واعتقد انها ادري بواقع دارفور والحقائق التى تدور فيها ولماذا حملت السلاح ؟ وماهى علاقة انعقاد مؤتمرها بالمفاوضات الجارية الان في ابوجا .

فالزغاوه كقبيلة لها تاريخ طويل في النضال ضد المركز ، وهى من اوائل القبائل التى استهدفت من قبل المركز بعد انتفاضة دارفور الشهيره ، حيث تم تصنيف القبائل الى زرقه وعرب تم تصنيف الزرقه الى عده مجموعات بابعاد سياسية فاولي المستهدفين كانت الزغاوه لمعايير يدركه المركز كانت فتبنى سياسة فرق تسد فكانت بين الزغاوه والفور 1986م من خلال الصادق تهمة النهب المسلع للزغاوه وغرس مفهوم ان الزغاوه لديها اطماع في اراضي الفور في منطقة جبل مره فكانت احداث 1987 في علاونه – الضعيين – مؤتمر قسة جمت وقيام التجمع والعربى (27 قبيلة عربية) وما ترثب على ذلك من انفجار الوضع في جبل مرة بين الفور والعرب ولا يغيب عن ذاكرتنا الدور الذى لعبة الصادق المهدى زعيم حزب الامه في مسالة تسلح المليشيات العربية ، وقبلها حكوم سوار الذهب .

اما اذا ولجنا سفينة انقاذ الجبهجية فتحدث ولاحرج الدور الذى لعبة اللواء ابو القاسم ابراهيم محمد الحاكم العسكري لاقليم دارفور آن ذاك واحدات ودع 1990 ومجازر الزلط شرق شعيرية اولائك الذين دفنوا احياء بعد اقتيادهم من المسجد يوم الجبهة نهارا جهارا وما صاحبها من البرامج تجميع القرى في مناطق خزان جديد وشعرية ، كما لا يفوتنا ذكري مسلسل منطقة المتورت شمال الضعين التي امتدت على مودى عشرة سنوات وانتهى باحداث الضعين 1996م- 1997م بين الزغاوة والرزيقات . وفوق هذا نذكر المدعو نورين عام 1993م مؤتمر رهد الجنيك في منطقة ام راى شمال كتم (انكا) التي اقيمت تحت اشراف الزبير محمد صالح الذى خصص لتسليم اراضى دار زغاوه لتجمع العربى ، فانك لا تدري كيف تم اهباط تلك المؤامرة . وما ترتب على ذلك من انفجار للحرب الذى دار فى شريط (دور- كتم – كرنوي- ام حراز – اب قمرة ) في السنوات التى اعقبت تلك المؤامرة واستمرت حتى 1995م والادوار التى لعبتها قيادات التجمع من خلال برامج قريش 3,2,1 وعمليات الفرسان التى تمت تحت اشراف الطيب ابراهيم محمد خير في افشال حردكة بولاد ، وادوار الطريفي 3,2 في دعم القرشيين بدارفور . فوفقا للاستراتيجية تمحورت المؤامرات في 3 محاور رئيسية ( جبل مره مع الفور – شمال دارفور مع الزغاوة - غرب دارفور مع المساليت– بالاضافة الي محور فرعى في منطقة الضعين بين الزغاوة والرزيقات).

باعتبار ان هذه القبائل الثلاثه يمثلون راس رمح الكتلة السوداء ( الزرقة ) علما بان هذا البرنامج لها امتدادات خارجية من خلال منظومة العروبة والاسلام .

المدعو نورين فاظنك غائب عن الساحة. فان كنت من الذين بيعوا في سوق النخاسة ، فانك سوف لن ترضع عنك السيد باقل من إبادة الزغاوه بل كل الزرقة في دارفور لكي لا يبقى احد في ارض دارفور . فرغم ادراكي بتفاهة الوهم الذى عشعش في عقلية المدعو نورين الا اني مازالت ابحث عن المنطق الذى استند علية نورين لتبرير قيام هذه الدولة – وكم يساوى الزغاوه في ( السودان – تشاد – افريقيا الوسط ) مقارنة بالمجموعات الاثنية الاخرى الموجوده في تلك الدول اذا كان في السودان وحدة اكثر من 570 اثنية .

فهذا من السراجة ان تكون للقبيلة دولة . والاطرف يقول نورين في مقاله ( نحذر وبشده المنتفعين الذين يصفقون لقيام تلك الدولة مقابل مبالغ مالية ضخمة . فاني اسأل نورين من الذى تم شراءه انت ام الحالمون ؟ ولا اعتقد ان تكون هنالك حالمون لان العقلاء لا يحلمون بمثل هذه الاوهام .

اما علاقة الزغاوه بالمجموعات الاثنية في دارفور وخاصة الفور فهي علاقة اعمق من ان تتأثر بمثل هذه القطرفات ، اما الميدوب فالتاريخ يشهد بل انهم ادري يمسثوي علاقتهم مع الزغاوه وأقول لك هذا المثل ( سمح القول من خشم سيدو).

المدعو نورين الطاهر صبي فاني انصحك بدلاً من الكتابة في مثل هذه المواضيع التى لا تخدم لك القضية ولا لدارفور لانك لا تعرف شئ عن الزغاوه ولا عن دارفور لكي تحدد اين تمكن مصلحة اهله ، فاني اقول لك ان الزغاوه قبيلة تدرك خطورة تبني مثل هذه الافكار الوهمية ، وهي اكبر من ان تكون مثل تلك الدولة هدفها مهما كانت وضعية تلك الدولة الوهمية .

فهي لها القدره علي المساهمة بفاعلية في اعادة دارفور الي وضعها الطبيعي داخل حظيره دولة السودان الجديد التي تتوفر فيه ح كل مقومات العدالة والمساواه والحرية ، دولة تقوم علي اساس الحقوق و الواجبات ، وشكل الانتماء فيها هي المواطنة وليست قبيلة او طائفه او ايديولجية معينة .

وإني اكتب هذا الرد البسيط ومن خلال اضطلاعى عرفت بانك اعمي واطرش وابكم وفوق ذلك غائب الوعي بما يدور من حولك بهذا غابت عنك ما هو المشروع الحضاري و الاستراتيجية القومية الشاملة التي تنصهر في محتواه برنامج القريشيين . فاني انصحك بالاضطلاع ، لان المثل يقول ( خير جليس في الدنا كتابه) حتي تصل الحقائق وبعدها يمكنك الكتابة .

اخيرا لا يسعني الا ان اقدم الاعتذار للاخوة الأشقاء رفقاء النضال اهلنا الفور والميدوب من غطرفة المدعو نورين الطاهر صبي بسبب ادعائه بانه من الزغاوه ، ولكم العتبي حتى ترضوا ،فنحن وانتم في درب النضال سائرون حتى ياخذ كل فرد من اهل دارفور حقه ويعود الى بيته سالما امنا كريما مرفوع الراس .

فنحن على وعد مع اهلنا في دارفور بكل اثنياتهم . والنضال مستمر ولا نامت اعين الجبناء.

وللحديث بقية.

احمد عبدالله محمد عثمان

السودان – جنوب كردفان

كاودا (قبيلة الزغاوة)