تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

جدلية الوحدة و الانفصال بقلم ذال مريال رونق

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/3/2005 1:26 م

ظلت قضية الوحدة و الانفصال فى السودان قضية محورية منذ مؤتمر جوبا 1947م و حتى قيام ثورة الانانيا الاولى ، و من ثم قيام الحركة الشعبية لتحرير السودان برؤى جديدة حول السودان الجديد، و تتمثل تلك الرؤى فى تحليل التنوع و الثراء التاريخى الذى يتمتع به السودان مع استصحاب التحولات الاجتماعية و السياسية التى حدثت فى السودان خلال العقود الماضية ، و كذلك التنوع المعاصر للسودان فكان السؤال ، هل يمكن تقسيم السودان الى دولة فى الجنوب و دولة فى الشمال ؟ ؟ !! ، فتوصلت الحركة الشعبية الى ان السودان بهذا التنوع يمكن ان يشكل دولة محورية فى افريقيا و العالم سواء كان علىالصعيد الاقتصادى او السياسى !! لكن ما هى الوسائل لبلوغ هذه الغاية ؟ فكان فكرة نقد السودان القديم الذى تركه الاستعمار و الذى قام الساسة بتصنيف الاقوام السودانية من حيث الانتماء الجغرافى و العرقى و الدينى و كان نتيجة لذلك التخلف المريع فى بعض مناطق السودان و الذى اطلق عليها المناطق المهمشة ، و قيام الحرب فى بواكير استقلال السودان . الامر الذى حدا بالحركة الشعبية الى تأسيس نظرية جديدة تتمثل فى رؤى السودان الجديد الذى يقوم ليس على انقاض السودان القديم بل بترسيخ المفاهيم الجديدة للسودان ، و الذى يتركز على تعريف السودان من جديد . ان الشهيد الدكتور جون قرنق كان صادقاً مع نفسه عندما قال علينا ان نكونوا سودانيين اولاً و اخيراً ، لماذا اولاً لان السودان عرف خلال التاريخ الطويل على انه دولة عربية اسلامية فأين مكان الاخرين الذين لا هم عرب و لا مسلمين ؟ ؟ ثانياً عرف السودان كونه جسراً للتواصل العربى الافريقى ، لماذا يكون جسراً ؟ و لماذا لا يكون السودان القلب العربى الافريقى النابض ؟؟؟ لان الجسر جسم مادى صلب لا يتحرك و لا يتفعل مع الاحداث ، اذن النقطة المركزية فى هذه الاطروحة هى الهوية السودانية ؟ ان الجنوب قد حسم مسألة الهوية و لم تكن قضية الهوية تشغل بال الساسة الجنوبين لان الانتماء الافريقى متجزراً لدى الجنوبيين . لكن قضية عروبية و اسلام السودان هى محور كل تفكير الاخوة الشمال فى محاولة لاثنات هوية السودان العربية، لا ننكر و جود العرب فى السودان لكن فى ذات الوقت لا نقبل أن نكونوا عرباً لان هناك من غير العرب فى السودان .إذن عندما تتحدث الحركة الشعبية عن السودان الجديد فإنها تتحدث عن العودة إلى منصة تأسيس السودان على الاسس التى من أجلها قامت الحركة الشعبية ،القضية المحورية الثانية هى التوزيع العادل للسلطة و الثروة فى السودان منذ الاستقلال تركزت ثروات السودان فى أيدى قليلة مما أدى ذلك إلى وجود فوارق فى البيئة الاقتصادية و الإجتماعية و التنموية فخلقت تلك المناطق المهمشة و هى تلك المناطق التى تقع على أطراف السودان جنوباً و غرباً و شرقاً و نسبة لتركيز الثروة فى أيدى تلك الجماعة كان لابد أن تتركز السلطة أيضاً على مستوى المركز لأن المال و السلطة شيئان لا ينفصلان و نتيجة لتلك الفوارق ظهرت على المسرح السياسى و الاجتماعى السودانى لوحة أُخرى اكثر فرقة وهى الإستعلاء الثقافى و بذلك وجد دعاوى العروبة و إسلام السودان طريقة إلى العقل و أذهان الكثير من أبناء السودان و أصبحت الدعوة صارخا ًو سافراً فى نفس الوقت ، و نسبة لكل ذلك كان لابد للحركة الشعبية أن تدعو إلى قيام السودان الجديد رغم من منطلقاتها الجنوبية إلا أن أغلب الساسة الشماليين رفضوا تلك الدعو ، نتيجة لسيطرة العقلية الاستعلائية أولاً و لان الخطاب أى خطاب الحركة الشعبية قام بتصنيف الخطاب الاستعلائى الذى ضُخ فى أذهان الناس منذ فترات ليست بالقصيرة .فإتهم الحركة تارة بالعنصرية و تارة أخُرى بالعمالة و الا رتزاق ، و لأن الحركة إنطلقت من الجنوب على رأسها زعيم جنوبى و لا يملك أن يأتى التغير من جنوب السودان .

و بعد مفاوضات طويلة و شاقة توصلت الحركة الشعبية و مؤتمر الوطنى إلى إتفاق سلام شامل الا ان الذين ينظرون و لايبصرون لم يروا سواء حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان فانتقدت الاتفاقية و إتهم قادة الحركة الشعبية بالانفصاليين . أن حق تقرير المصير كحق أصيل و ديمقراطى قد اعترفت به كل أحزاب التجمع الوطنى سواء فى مقرارات اسمرا للقضايا المصيرية أو علي مستوي الداخل . و بما أن هذا الحق ,هو الحق الذي يعطي الجنوبيين الخيار ما بين الأنفصال او الوحدة. وإن الوحدة المطلوبة لابد أن تقوم علي أُسس جديدة أي بمعني أولاَ فصل الدين عن الدولة , ثانياَ التقسيم العادل للسلطة و الثروة و الأعتراف بالكيانات السودانية الأخري, وبذلك يمكننا أن ننتحدث عن الوحدة الطوعية علي أًسس جديدة .. و في الأونة الأخيرة دأب الأعلام السوداني بصفة خاصة , والأعلام العربي بصفة عامة علي دمغ الجنوبين بالانفصالين .أولاً: لجنوبي الحق في الانفصال لأن الجنوب عاني و لفترات طويلة في سعيه نحو الوحدة , اليوم لسنا مطالبين بتقديم النوايا الطيبة والحسنة نحو الوحدة وعلي الذين يرون أن قيام دولة الجنوب سيشكل خطراً علي الشمال ,العمل من أجل الوحدة . ثانياً: إن الاحداث التي صاحبت رحيل الدكتور جون قرنق , أثبت هشاشة النسيج الاجتماعي السوداني , لذلك فإن الظروف مواتية و مشجعة علي إنفصال الجنوب إلا أن الأمل معقود علي قبول نظرية السودان الجديد بحيث لا يكون هناك مواطناً من الدرجة الثانية وأن لا يكون هناك صوراً نمطية مرسومة عن الجنوبين و النوبة وأبناء الفونج في جنوب النيل الأزرق . إذن الوحدة في محك حقيقي لأن مهدداتها لا زالت جاسمة في الصدور و أولها وجود الدولة الثيوقراطية و الأمويين الجدد و الهرولة نحو العروبة بما أن العروبة لم تعط لهؤلاء سوي التوكيل بالحرب نيابةً عنها في السودان .

ذال مريال رونق


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved