تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رسائل مدينة الطيور و الاساطير (2) بقلم: أ/احمد يوسف حمد النيل - الرياض

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/29/2005 1:52 م





رسائل مدينة الطيور و الاساطير :
(2)
الرسالة الثانية – عزيزتي بنت الدر (بائعة البخور) :

الحياة لا تعدو ان تكون غير مجموعة خطايا يمسحها الزمن و الاستغفار . و ان تقع
في خطيئة و تطلب مسحها خير من ان تخلق شخصيات فكرية مهترئة ثم تعيد قتلها .
وتبدو ان هذه الشخصيات هشيمة تجلب عدم الارتياح . الحياة في احد اركانها تعج
بالصمت فتقتل الوضوح و الحقيقة و البوح حتى اصبح الصمت سمة بارزة من سمات
الحياة . غرقت في الاخطاء هدمنا الحياة غيرنا في ناموس الكون . فخطيئة الرجل
الذي سقطت عمامته خوفا و وجلا تصادما مع دواخله و هو يجوب دواخل المدينة يحمل
عكازته و مسبحته و يسبح خادعا نفسه نفاقا و يخدع الناس حتى يصدق الناس انه
صادق و لكن روحه مرتعده كارتعاد مسبحته و نفسه طائشة كذوائب شعيرات رأسه
المعقدة و هو يبيع مع ذلك ابتسامة صفراء و يبيع مع ذلك مكانته الانسانية . و
بذلك هو خط ّ فهرسا هذيلا لصفحات الحياة و تفاصيلها و اصبح رمزا معروف يستهزأ
منه . هذه خطيئة و لكن المجتمع لا يبرأ منها لأنها تخلد في المجتمع في مسرح
الحياة و تشكل مسرح اللامعقول . و بذلك تصبح مصادمة خالدة بين شرائح المجتمع .
لو انك كذبت مرة بلا قصد او لفعل خير فانت انسانا عاديا بلا ارتكاسات و هذه
الخطيئة يستوجب مسحها لانها اسهل من تلك الخطيئة التي تختط في الدواخل و تصبح
ديدنا و تظهر جلية في الحياة كنجمة قطبية ترتدي الحياة على اثرها هذا الضوء
الشاحب و الذي اصاب الحياة بحور في العين . فالحياة لا تحتاج لتلميعها او
اظهارها في ليلة غير مظلمة او في قلب النهار فالذين يصنعون الظلام ثم يجدون
اجسام و اجرام بنفسجة او بيضاء لتضاء الحياة هم الذين يرتكبون الخطايا .

التــــــــــــــــــــــــــــــــوقيع : ود محريب (عراف المدينة)

الــــــــــــرد : (2) الى ود محريب

انا ككائن انثوي اشد كل اوتاري و مقاوماتي لايصال نغم ما أو قوة الكترونية
لتستدير بها عجلة الحياة . لكن ربما لا اعرف متى اكون قوة تضاهي الذكور او حائط
صد للرجل . كل محاور الحياة قديمها و حديثها تشير الى تبعية المراة في الحياة
للرجل فهي ليست الا جرم سماوي يستمد قوة ضيائه من الرجل ونحن كنساء نشفق على
ضعفنا الداخلي . فانا اريدها ان تكون صرخة قوية تنادي بمحو آثار الفرقة الطبقية
و الجنسية . انا لست الا امراة ترتدي ما يميزها عن الرجل و تمشي و تتحدث و تعمل
خلافا للرجل . تقتل في دواخلها رغبات كثيرة و بحسبان الزمان هو حق لها و لكن
تحرمها الطقوس المكانية و الزمانية المعينة . فاصبحت المرأة كائن غريق مكبوت في
علبة صماء مليئة بالحصى هزتها الايدي فتسمع لها الآذان صوت صاخب او كطنين النحل
داخل اناء محكم و لكن لا يسمعها الا من اقترب من تلك العلبة . فكائن مثلي لا
يستطيع الا ان يصرخ في صوت خفيض ليخلع عنه سقطات الازمنة البعيدة . و ما احس في
نفسي الا توجس وما يبدو علي من مظهر ما هو الا ردة فعل لما يريده لي الجنس
الاخر فاصبحت البي كل طلب يطلبه مني الرجل فاترجمه الي حس داخلي مرئي بالنسبة
للرجل . و لكن من اكون انا حتى المع نفسي بطريقة لا اخلاقية للرجل حتى اصبح
كالسلعة جميلة جذابة كما تفعل شركات الانتاج الاعلاني فينظر لي الناس بافكارهم
المختلفة . اذا كانت التجارب و الوقائع تثبت ان الانسان هو المسيطر على الحياة
من غير المخلوقات الاخرى فالمراة هي انسان لكن من جنس اخر ... اذا لماذا تكون
من الدرجة الثانية .. والثالثة .. و الاخيرة ؟


التــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوقيع : بنت الدر ( بائعة
البخور)

بقلم : أ/احمد يوسف حمد النيل - الرياض
للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved