تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عبد الرحيم والدعوة الي تفكيك السودان بقلم: معتصم احمد صالح – نيويورك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/28/2005 9:33 م

بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرحيم والدعوة الي تفكيك السودان
اثار عبد الرحيم حمدي احد وزراء المالية السابقين لحكومة المؤتمر الوطني اثار قضية ارقت كافة افراد الشعب السوداني وخصوصا مناطق الهامش محور ( دارفور- الشرق +جنوب السودان) ,(( كردفان)) وقد اسس حمدي لدولة السودان المرتقبة بعد انفصال الجنوب واجبار دارفور والشرق على الحكم الذاتي. وقد بنى حمدي ورقته على افتراضات غريبة واستخدم معايير عنصرية لتبرير فلسفته الضالة ويبدو ان الرجل جامع اموال اكثر منه منظر اقتصادي. والغريب في الامر ان حمدي اقحم كرفان في هذا المحور بطريقة شاذة فقد اضاف كردفان الي هذا المحور ناسيا ان كردفان نال قسطا من التهميش لا يقل عن دارفور والشرق فضلا عن الجنوب ونسي ان يوسف كوة تمرد نتيجة لذلك واراد حمدي ان ينسج دولة في الخيال ممثلة للعرب والمسلمين حتى يضمن ان الامير الوليد بن طلال سيجود لهم بجزء من استثماراته والخليج ببعض من مدخراته وايران بخبرتها النووية والحربية حتى يمنع المد الافريقي الحبشي الزنجي من الوصول الي حدود اسوان والكفرة وجدة وعدن وفات عليه ان ذلك يعني حربا ضروسا واخلالا باهم اسباب الاستثمار ومنفرا له بدلا عن جذبه .
لقد اظهر حمدي في ورقته الشهيرة السوء الذي يضمره المؤتمر الوطني ضد السواد الاعظم من الشعب السوداني والسودان فقد اراد وزير مالية الانقاذ ان يؤصل الي تفتيت وحدة السودان لصالح استمرار حزب المؤتمر الوطني في الحكم وقد ابان عبد الرحيم بجلاء ان السودان ظل يحكم عنصريا منذ الاستقلال وحتى اليوم تحت مبررات وهمية تارة العروبة وتارة الاسلام زائدا النخبوية في محور الشر الذي رسمه حمدي. ونحن نتساءل اين موقع باقي العرب من مسلمي السودان واين موقع الشكرية والرزيقات واين حفظة القرآن واين موقع الجنجويد وقادتهم من المطبلين لسياسة الارض المحروقة التي ابتدأها المؤتمر الوطني في دارفور وغيرها من بقاع السودان واين ابناء الهامش الذين اضحوا يبررون سياسة الخراب الشامل في دارفور والشرق من امثال يوسف محمد يوسف ويوسف كبر وعبدالله صافي النور والفريق ادم حامد وهل سيحصل هؤلاء على جنسية دولة حمدي المزعومة ام سيمنحون لجوءا فيها وهي رسالة لكافة الناس وللجنجويد بشكل اكثر خصوصية فهل يفيقون .
اما اهل كردفان فقد اراد حمدي ان يجعل منهم جنوبا جديدا لدولته الشيطانية لان مفهموم الحكم في السودان ارتبط بالتهميش والفساد ولهذا فقد فطن حمدي الي حتمية ان يضم المحور ما هو مصدر ( لاكل العيش) ولمن يمارس التهميش ضدهم فعرب كردفان في دولة حمدي هم عرب (الخلاء) في الاصل وهم الانسب لوظيفة المهمش في اطار الدولة الجديدة بما لهؤلاء من نخوة العرب وكرم المسلمين داخل دولة العروبة واسلام اخر الزمن , وما فات على حمدي هو انه لم يجد موقعا على المحس والحلفاوين ربما سيكونون محور جديدا وهو محور ( الحلفاوين – المحس + السكوت) وينضمون الي مصر كما انضمت حلايب من قبل وما اكثر المحاور الثلاثية هذه الايام ربما لان الظلم والتهميش بني على ثلاثيات اما شيطانية اوانسانية فهناك مثلث ( الخرطوم –بحري + ام درمان) وهو ما يعرف بمحور ظلم السودان ومحور ( الجعليين- الشوايقة + الدناقلة ) وهو ما يعرف بمحور حكم السودان ومحور ( دارفور – الشرق + جنوب السودان), ((كردفان)) وهو ما يعرف بمحور هامش السودان ومحور ( الفور – الزغاوة + المساليت ) وهو ما عرف بمحور العصيان ومحور ( دارفور - كردفان + النيل الابيض ) محور غرب السودان واخيرا وليس اخر محور ( دنقلا – سنار + كردفان ) محور حمدي او بالاحرى محور الشيطان ويلاحظ في هذه المحاور المشابهة والاتساق النسبي ما عدا محور الشيطان وهذا المحور في الحقيقة هم الجلابة لان مزاعم حمدي في تكوين هذا المحور غير صحيحة ذلك انه افترض ان سكان هذا المحور الاكثر قبولا لفكرة العروبة والاسلام فاذا ما اجرينا مقارنة بين سكان هذا المحور وسكان محور الهامش نجد ان هناك مغالطات رهيبة , فاذا اخذنا العروبة كاحدى عوامل اختيار المحور نجد ان الشكرية والزبيدية والرزيقات والحمر والمسيرية ...الخ خارج هذه الدولة بينما الدناقلة والشايقية في الشمالية والهوسة والبرون والقمس في سنار والنوبة في كردفان لا تربطها بالعروبة عدا كونهم يتحدثون اللهجة السودانية وتجمعهم علاقة المصاهرة بالمستعربين علما ان هذه العلاقة تجمع بين كافة قبائل السودان, اما عامل الاسلام فنجد ان حفظة القرآن في جبل مرة فقط يفوقون حفظة القرآن في ( محور حمدي مجتمعين – ام ضواً بان + كدباس ) ولم يحفظ اولئك النفر القرآن من اجل مقارنة اديان بل حبا وايمان . اذن ادعاء حمدي من ان اهل محوره الاكثر قبولا لفكرة الدولة الاسلامعروبية مفندة ومردودة, اما المسكين كردفان فهو الاخر الاشد تهميشا بين المهمشين ولا يعرف حمدي عن كردفان سوى الاسم وربما لا يعرف حتى اصل الكلمة ورحم الله اهل دارفور الذين اتاحوا للجلابة فرصة التعرف على كردفان ذلك انهم يعبرون كردفان فيمرون بالسيالة وحمرة الوز وسودري وام بادرة وام قوزين وبارا والنهود والخوي والدم جمد على ظهور لواري الجموعية والبحارة ( اولاد البحر ) ومن ذلك الطريق خبر الجلابة كردفان ويبدو ان مؤثر البترول كان سببا في اقحام كردفان على محور حمدي ولا ادري هل سيفرح اهل كردفان لضمهم لفريق الجلابة ام سيبكون و يبدو انهم سيبكون كثيرا لانهم في النهاية غرّابة في نظر الجلابة حيث ان الصفوية في السودان تصنف الناس الي (جلابة – عرب جزيرة – غرّابة – فلاتة – ادروب- نوبة + جنكي) ولا يشمل هذا التصنيف جنوب النيل الازرق لعدم علم الجلابة بوجودهم كما لا يشمل النوبيون لعلاقة المصاهرة (فالنسب حسب) فلما حذف الجنكي والادروب والنوبة ونصفا من الغرابة احتفظ بالنصف الاخر منهم لتوفير الايدي العاملة والمن عليهم بخيرات البترول ونسي حمدي ان محور ( القضارف – سنار + ام درمان ) المتمم الحسابي لدارفور وسوف يقاومون بضراوة النظرة الاستعلائية ويطالبون بتقسيم عادل للسلطة والثروة في الدولة الجديدة بعد اكمال مسلسل محو دارفور من اثر البشرية وسيظل حاجز دارفور + الشرق ملاحقهم حتى يتم تاسيس دولة يتساوى الناس فيها مواطنة , حقوقا وواجبات * عرقا , دينا وجهات.
واخيرا فان ورقة المؤتمر الوطني في مؤتمره الاقتصادي تعكس بجلاء عدم اكتراث الحكومة بوحدة السودان ومستقبله بقدرما يكترثون على السلطة والمال وكذلك فان الورقة تؤكد دون مواربة ان الحكومة لا تعير اية اهتمامات بمآلات الوضع في دارفور والشرق وليس هناك مؤشرات الي ان للحكومة رغبة في تحقيق سلام شامل في السودان عموما ودارفور والشرق خصوصا فالورقة دعوة لتمزيق السودان واستمرار للحرب والقتال وعدم الاستقرار وتؤكد الورقة ايضا ان هذه الحكومة الميكافلية لا تعنيها السودان ولا الاسلام بل الحكم والدينار . ولا ادري موقف التجمع والاحزاب السودانية من هذا الامر وسيكشف الايام القادمة حقيقة هذه الاحزاب هل هي احزاب وطنية ام احزاب الجلابة خصوصا حزب الامة (حزب دارفور سابقا ) والحزب الاتحادي الديمقراطي ( حزب الشرق سابقا), الغريب ان الحزبين يعتبرا من اكبر احزاب السودان والاكثر غرابة ان معقليهما بترا من سودان المؤتمر الوطني , ويرى المراقبون ان حزب الامة ربما اقل ضررا من الحزب الاتحادي لان المتمم الحسابي لدارفور يقع داخل حدود دولة سودان المؤتمر الوطني ويتيح ذلك لحزب الامة فرصة الفوز بالانتخابات اذاما اجريت بنزاهة وفي اسوا الحالات سيكون الحزب المعارض الوحيد وهذا في حال مقاطعة حركة العدل والمساواة وتحرير السودان للانتخابات وهو امل حزب الامة الوحيد اما الاتحادي فلا خيار له سوى القبول بما يمن له المؤتمر الوطني من وظائف حتى يضمن العيش الكريم لقياداته فيما بقي لهم من اعمار وبعدئذ سيغيب الحزب لغياب الوارثين الا اذا قبلت الحركة الوطنية لشرق السودان ان تفتح لها مكتبا في دولة سودان المؤتمر الوطني وسنرى غدا ماذا سيؤول اليه الحال.

معتصم احمد صالح – نيويورك
[email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved