كنت احبك ذي ما أحب الزمن الحاضر
و أتمناك ذي لحظات القدر الجاسر
و أوصل ليك قبل أسافر
و قلبك مخبأ ضباب الأمل الهادر
كنت بعيد عن أمل الجيل القادم
موبؤة مدارج جيل الأمل الحالم
عشتها ذي تعطيش النيل للصحراء
و كنت حريص بتوكأ بتيجان الوردة
و موسقة أوتار النغم الشاخص
و صدري ضلوع البوتق هادر يغلى
و جوفي خصوبة جرف يضم البذرة
و عشقي رذاذ من سموات الفداء للتربة
مقلوبة الصورة
من شبكية الصبح .. الزهرة
مجبور المطر الهامر ينزل
يغسل دم الميتة
و يشتل وردة
يدون في ذاكرة الأرض البكرة
خضرة ..و سنبلة ..و مسرح طفلة
مأجور البشر الصادق نزق الروح الجور
مسكينة اللحظة .. الفكرة الحالمة
ما في مكان غير أشواك الغابة الشائكة
و ما في الكون من فرض علينا
يشبه لحظة شبق النار للعود الناشف
و يشبه نزق العِرق اليافع
في ذاكرة التربة الخصبة
و لسة بحبك ذي ما بحب الزمن الحاضر
يشبه حبك قصر النظر الحاسر
و امتديتي معاه مدائن
و أرياف و أمصار و منازل
و اتحديتي محارب شايل روحه
ذي ترجيع الخاسر
و اتعديتي علي الأنفال
و أنت بكامل و عيك
توهني عظمه الكاسر و جارح
يخنع ذي ياقوتة في كف أميرة
و تسرعي بيه نشوة حب
أمير لأميرة
عاجز يترجاك تراعي أسيرك
و يفضل نادل يعشق ظلمك
و يفضل حاجب بين أحلامك
و شوق الشعب لحلمك
ما يتعدى حدودك
و لسه بحبك
و ما يستحمل لما تلوحي بالمنديل الأحمر
و يحمى وطيس الحرب
لما يسمع قعقعة أسياف الصلف الغاير
و صوت السهم الشارد
يلبس بزة داحث و الغبراء
و لما تذوب ذرات التربة
و تشرب من أوعية البسلاء
تتفتق زهرة
مؤلفة من جريان الترع الأحمر
تتفتق ورقة
تنبض خلية مشبعة بجريان الدم القاتم لونه
و لسه بحبك .
احمد يوسف حمد النيل - الرياض