تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

تضامن أبناء دارفور--- من هم وماذا يريدون بقلم:مهندس/ آدم هارون خميس

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/28/2005 2:16 م


email: [email protected]

29/10/2005 م

تبرز من بين فينة وأخرى بيان من ما يسمى بتضامن أبناء دارفور على المواقع الإلكترونية، وهنالك دائما تشابه كبير بين البيان والأخر، ان لم نقل تكرار لنفس البيان واغلب جملها هي( اذا عطيت حملة السلاح في دارفورأي حق في التفاوض في أبوجا فإن الآخرين سيحملون السلاح- أو أن حاملي السلاح في دارفور لا يمثلون الا انفسهم--- الخ.

وعادة قبل أن أفرغ من قراءة بياناتهم يتبادر الي ذهني أسئلة كثيرة مثل-- من هم التضامن؟ وأين يوجدون؟ وماذا يريدون؟ ومن هم الآخرون الذين سيحملوا السلاح والمخاطبون في صيغة الغائب؟ وضد من سيحملوا السلاح ؟ هل ضد حاملي السلاح الذين يكنون لهم العداوة والبغداء أم ضد الحكومة حتي يجبروها للجلوس معهم للتفاوض من أجل إنتزاع حقوقهم مثلما يفعله المتمردون الذين حملوا السلاح بعد مقولة البشير المشهورة بأنه لا يفاوض الا من يحمل السلاح، وعن ماذا سيفاوضون ؟ وهل يجوز التفاوض مرتين من أجل دارفور؟. وحتى كتابة هذا المقال لم أجد اجابة لواحدة من هذه الأسئلة فالجسم مجهول والآخرون لازالوا مجهولون والمستهدفون بأسلحتهم أيضا مجهولون. لقد سألت عدد كبير من الأخوة وغالبا ما تكون أجاباتهم على سبيل التخمين ( هم جنجويد ) وهذه غير مقنعة بالنسبة لي : لأنهم قالوا أن الآخرين سيحملوا السلاح وليسوا هم من سيحملوا السلاح أما الجنجويد فهم أصلا أول من حملوا في دارفور ولكن ضد من؟. ثانيا أن الأخوة عادة ما يبنون إجاباتهم بناءا على بيانات هذا التضامن. أما الأمر الذي يثير دهشتي أكثر هو أن نفس الجمل التي ترد في بياناتهم يرددهاا الجنرال آدم حامد الذي يتهمه الرأي المحلي والإقليمي والدولي بأنه زعيم الجنجويد، ولكن يردد هذا الكلام من خلال جسمه الخاص المسمى بمنبر أبناء دارفور ولم يقل تضامن أبناء دارفور.

يمكن أن يصح فرضية ان هذا الجسم صنيعة حكومية واحدى أذرعها الأمنية في دارفور ليضعف بها الموقف التفاوضي للمفاوضين في أبوجا باثارة البلبلة بين الوسطاء وفي هذه الحالة يمكن أن نقول بأنه جسم متكامل لجسم آدم حامد والذي يلعب دور المأجور، حيث ذهب الجنرال الى أبوجا في الجولة السادسة وبتوجيه وتسهيل من الحكومة وقدم ورقة للوسطاء يحمل نفس الكلام ( المتمردون لا يمثلوا الا أنفسهم واذا أعطوا أي حق فالآخرين سيحملوا السلاح ). هذا بالتبع ألاعيب ساذجة في نظر المجتمع الدولي الذي يعرف دوره وماذا يجب أن يفعل ولا يحتاج الى أمثال آدم حامد ليعطيهم درس عصر. الأمر الذي يجب على الجميع معرفته أن أي حق تم إعطاءه للمتمردين في التفاوض لم يستطيع أحد التصرف فيه الا بعد اجماع أهل دارفور عليه أمام المجتمع الدولي، كما أن من سيحاول أن يحمل السلاح بعد التوصل الى حل لمشكلة دارفور سيضرب من قبل المجتمع الدولي ضرب غرائب الإبل وسيكون دارفور منطقة خالية من السلاح أسوة بما حدث في كثير من الدول مثل بوسنا والهرسك والبلقان ومن قبل في نيكاراقوا وبالأمس القريب في الجنوب والذي قام فيه بعض الجنوبيون بتوجيه تهديدات لسلام الجنوب فحذر الراحل المقيم الدكتور جون قرنق بأن الذي يحاول حمل السلاح بعد إتفاقية الجنوب سيكون منتحرا.

نعم قد تمر الحركات المسلحة المسمى ب(غوريلا) ببعض المشاكل الداخلية والخلافات وفي أغلب الحالات يتم إحتواء الخلاف إذا كان موضع الخلاف لم يكن في الهدف الذي قامت الحركة من أجلها وهذا ما حدث داخل حركات دارفور فالأمر لا يعدو أن يكون سحابة عابرة وتنتهي ان لم نقل انها قد انتهت. ولا يمكن لأحد أن يراهن على هذه السحيبات العابرة بأنها نهاية المطاف لها.

على أي حال، انا لا أرى أن هناك أخرون، فأهل دارفور-- عربهم وزرقاهم كلهم مستهدفون من قبل حكومات الجلابة في المركز وهذا أمر يعرفه القاصي والداني فكلهم في الهوى سوا، كما أن أرض دارفور لهم جميعا وللكل حواكير معروفة يجب حمايتها بواسطة الكل, اذا مسته خير فهو للجميع واذا مسته شر فسيعم الجميع أيضا فالمصير مشترك وليس بالضرورة من سيأتي بحق أهل دارفور المغتصب فلا فرق بين زيد وعبيد طالما كلهم أبناء دارفور. ولا ارى ما يستدعى هذا العداء من الأخوة في التضامن ضد حملة السلاح الذين يستحقون حقا لقب الثوار لوقوفهم ضد الطاغية المستبد وجعلوه ينام على كوابيس جحر صدام حسين ويهرول طالبا السلم. إذا كان أهل التضامن حقا حريصون لدارفور و يريدون الخير لأهله فعليهم وضع كفهم على كف إخوانهم الثوار ، بل أن هذا هو الوقت الذي يجب أن يقف فيه زيد مع عبيد لإنتزاع حقوق أهلهم بدلا من المناكفات والمهاترات الجوفاء والذي من شانه أن يؤدي الى مزيد من الدمار والخراب.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved