أمل احمد تبيدي

[email protected]

ما يهمك هرش اليانكي مهما نهرو
ما يهمك منى المتشابي للماقدرو
ما يهمك علما قلة مهما كترو
ما يهمك رجال عابوا فيك ما انستروا
قطبي المهدي

هذا المسدار يمثل الفهم الذي جاءت به الإنقاذ وسرعان ما تنازلت عن كل شيء سواء بالضغوط الخارجية أو الداخلية وهذا لا يهمنا كثيرا بقدر ما تهمنا المالآت التي ألت إليها البلاد وحال العباد وأصبح الوضع الاجتماعي سيئا للغاية...تفاءل المواطن خيرا بالبترول الذي لا أثر له في حياته فمازالت الرسوم التي ابتكر المسئول في مسمياتها والضرائب تخنقه والزيادات متواصلة وترتفع معدلات المعاناة مع ارتفاع معدلات العمارات والعربات الفارهة والشركات التي عليها فئة محدودة والمواطن يتفرج علي قيادات تلهث وراء السلطة وتبيع نضال وكفاح سنين بوزارات هامشية أو مناصب صورية أنهم اختزلوا المعارضة التي كانت من أجل كشف الفساد وفتح ملفاته ومحاسبة الذين أجرموا في حق هذا الشعب وأحالوا الأغلبية إلي الصالح العام...الذين جعلوا كبار التجار يعلنون إفلاسهم وأدخلوا المزارعين السجون وشردوا الأسر وأهملوا قضايا وهموم المواطن التي تفاقمت وتزايدت نسبة الفقر... أنهم اختزلوا كل هذا في استرجاع الممتلكات الخاصة وصيانتها مع حفنة من الدولارات والمناصب.أنهم كانو يخدعون الشعب ويجعلونه مطية لتحقيق أهدافهم ومصالحهم الذاتية...سلم مفاتيح البلد تسلم......تحولت ألي سلمنا ممتلكاتنا ومناصبنا (نرجع).هل التحالفات والاجتماعات والمواثيق والعهود والشعارات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية...................والخ كلها من اجل أشياء واهية.....ما أبشع الساسة والسياسة في زمن كل الأشياء تباع وتشتري كما قالها والي ولاية الخرطوم بصريح العبارة (أنحنا في سوق الله واكبر) أنهم يقودون البلاد ألي الهاوية ويستغلون ضعاف النفوس ويحولون القيادات السياسية ألي مسخ مشوه يهرب منه الجميع بعد أن كانوا يلتفون حولها...انه المؤتمر الوطني الذي وجد المال والسلطة وتم تغيب القوانين المالية والإدارية والشفافية وكل الأشياء تطبخ في مطابخ مظلمة....في ظل قوانين غير مفعلة (الثراء الحرام...من أين لك هذا....) وتأزمت الأوضاع ليجد ضعاف النفوس وأصحاب المصالح الشخصية بؤرة خصبة يمارسون فيه كافة أنواع الفساد وحتما لا احد يستطيع مساءلتهم...لذلك نجد بروز الانتهازيون والمنافقون والمتملقون والنفعيون....
ماذا حصد المواطن من كل هذا ؟فقر ,جوع , مرض وأصبح داخل هذا الثالوث متوجه نحو القبلة ورافعا يديه للعلي القدير أن يزيح عنه البلاء ويرفعه ....فالمواطن يجد نفسه أمام حكومة تضعه في آخر اولوياتها تقف الميزانية عاجزة أمام صيانة مدرسة أو مستشفى أو رفع المعاناة عن كاهله ولكن بنود الصرف في المناسبات الرسمية وغير الرسمية تكشف عن صرف بذخي وميزانيات غير محدودة أن افتنا أن المسئول يهتم بالقشور ويترك بواطن الأمور يتجاهل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي أصبحت واضحة في المعدلات المرتفعة للمشردين والمشردات والمتسولين والمتسولات ويتحدثون عن الاستثمارات بالمليارات وبيع مؤسسات وهيئات تمثل العمود الفقري للدولة ويتحول كل شيئا ألي (سوق الله اكبر ) حتى القيم والمبادئ والاطروحات الفكرية تدخل في دائرة المريدات السياسية...وأضاعوا البلاد والعباد..
ومع كل هذه القضايا المتأزمة وسقوط الهمم وانكسار الرجال وانغماس الاغلبيه في ملذات السلطة والمال وانجراف قياداتنا التي كنا نحسبها رمز للنضال والكفاح وراء مغريات الحزب الحاكم وتفاقم قضية دار فور التي تهدد بتمزيق البلاد نردد قول الشاعر محمود بابكر:

أنا لا أخاف من المنون وريبها
مدام عزمي يا كنار مهندي
سأذود عن وطني واهلك دونه
في الهالكين فيا ملائكة أشهدي