تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إعادة بعث جبهة نهضة دارفور هو الحل والمخرج ... بقلم عبد الرحمن الصادق محمد0-الرياض - السعودية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/2/2005 5:09 ص

بسم الله الرحمن الرحيم

إعادة بعث جبهة نهضة دارفور هو الحل والمخرج

لا شك في أن الإحباط قد أصاب الكثيرين من أبناء دارفور بعدما رأوا ما آلت إليه الأحوال في دهاليز حركة تحرير السودان والتي كانت تمثل الأمل والوعد الصادق لتحقيق آمال وتطلعات جميع أبناء دارفور المشروعة في الوصول إلى حل منصف مع المركز حول علاقته بالإقليم وتوزيع السلطة والثروة والتنمية المتوازنة والمستدامة إضافة لتعويض الإقليم عن الاستنزاف الذي تم لموارده منذ الاستقلال وحتى تاريخه. أقول إن تحقيق تلك الآمال والتطلعات كان لابد وأن يثلج صدر كل فرد من أبناء دارفور بغض النظر عن قبيلته أو عرقه وبغض النظر عن من أتى بذلك شريطة أن يكون منهجه جامعاً لأبناء دارفور ومراعياً لحقائق التباين العرقي والفسيفساء القبلية الرائعة التي ظلت تعيش هناك في سلام ووئام لقرون عديدة أللهم إلا من بعض الاحتكاكات والحروب القبلية المحدودة والتي سرعان ما يهب لهل حكماء أهل دارفور ليتم إخماد نيرانها بتفعيل الأعراف والتقاليد الراسخة بين أهل دارفور لتعود رايات السلام ترفرف في ربوع وسماوات تلك الأرض المعطاءة.
إن المتتبع لمسيرة حركة تحرير السودان بدارفور لابد وأن يلحظ القصور الكبير في منهجها لطرح قضية دارفور وأهم مظاهر ذلك القصور في رأي هو عدم وجود ذراع سياسي قوي ومتمرس لدعم الجناح العسكري للحركة لتحويل تلك الانتصارات الباهرة إلى مكاسب سياسية لتخدم القضية الأساسية والعادلة لأهل دارفور والتي أجملنا وصفها في أعلى هذا المقال وبدلاً عن ذلك نجد أن الحركة قد انتهجت سياسة أفضت إلى تقسيم أهل دارفور إلى قبائل إفريقية وأخرى عربية وتبنت هي من جانبها الدفاع عن مصالح القبائل الإفريقية ويظهر ذلك جلياً في أدبيات الحركة ومخاطبتها الرسمية للمجتمع الدولي. بالطبع فإن السبب الأساسي لذلك الخلل لا يكمن في عدم كفاءة القائمين على أمر الحركة أو المنتسبين لها كلا وحاشى وإنما يكمن في المنطلقات القبلية للحركة وتجاهلها المتعمد لحقائق الواقع الدافورى والتي ظهرت مؤخراً للعيان من خلال التراشقات الإعلامية الأخيرة بين قيادات الحركة. أما ألئك الذين يتصدون للرد على مثل هذه الاتهامات والتي ظلت تتكرر بين الفينة والأخرى قائلين أو زاعمين بأن أبواب الحركة ظلت مفتوحة ومشرعة أمام كل أبناء دارفور إلا من أبى، فإنني أقول لهم أن ذلك ليس صحيحاً البتة على الأقل في منطقة الرياض التي أعيش فيها حيث أننا بذلنا جهداً صادقاً وخرافياً خلال الأسابيع الأولى لانطلاقة الحركة ( الثورة ) مع ممثلي الحركة لفتح الباب أمام الجميع أو على اقل تقدير تحييد من لم يرغب الانضمام لها وحتى الآن مازلنا نقدم الاقتراح تلو الاقتراح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وحدة أهل دارفور ورص صفوفهم لدعم قضيتهم العادلة إلا أن كل تلك الجهود قد ذهبت أدراج الرياح واصطدمت بالتعنت أحياناً وبالتذاكي علينا أحياناً أخر. ولذلك فأنني لا أرى مجالاً لحركة تحرير السودان لاستنساخ تجربة الحركة الشعبية بالجنوب والتي انتهجت سياسة واحدة تجاه قضايا الجنوب كإقليم ولم يكن هناك مسعى للتعامل معها على أسس قبلية مما سهل عليها دعوة الآخرين للمشاركة في تنفيذ اتفاقية السلام فيما بعد.

إن خلاصة ما أود أن أقوله هو لابد لهذه الثورة ( الحركة ) من أن تتعامل مع الواقع القبلي والعرقي لأهل دارفور كما هو ومحاولة استصحابه معها في كل خطوة حتى تضمن الاستدامة للحل الذي قد تصل إليه مع الحكومة، حيث أن تغيير هذا الواقع لم يكن الدافع الأساسي للثورة وآمل أن لا يكون.

أما وقد انكشفت السوءة القبلية للحركة ثم انقسامها على نفسها، وللأسف، على أسس قبلية كذلك فإنه ليس من المأمول أن تتمكن هذه الحركات المسلحة من انتزاع حقوق أهل دارفور من هذه الحكومة المراوغة والمتمرسة، وبما أن المتطرفين من أبناء دارفور قد فرضوا على أهلهم واقع النظرة القبلية الضيقة والتفاضل العرقي البغيض، فإننا نقترح علي جميع الحركات المسلحة وقف هذه المفاوضات في الوقت الحاضر وتبنى اقتراح إعادة بعث جبهة نهضة دارفور كوعاء جامع لجميع مكونات مجتمع دارفور، خاصة بعد تبنى الحزب الحاكم للأطروحة التي قدمها المدعو عبد الرحيم حمدي والداعية إلى تكوين كيان شمالي في موازاة كيانات كل من دارفور والجنوب والشرق مما يعنى مزيد من التركيز على سياسة فرق تسد بغرض إضعاف كل القوى الحية في الإقليم وبالتالي حرمانه من أموال المانحين والمستثمرين بحجة عدم الاستقرار.

هذا ونقترح على الجميع أن تكون العضوية في هذه الجبهة الوليدة محصورة في الكيانات القائمة والفاعلة في الوقت الحاضر وهى:-
1) جميع الحركات المسلحة
2) التحالف الفدرالي
3) منبر أبناء دارفور للحوار والتعايش السلمي
4) منبر دارفور للسلام والتنمية
5) تضامن أبناء دارفور
6) التنظيمات الطلابية
7) الجنجويد

وقد يسأل سائل لماذا الجنجويد والإجابة لأنهم ينتمون لدارفور ولأنهم ساهموا مع الآخرين في فرض هذا الواقع الأليم. أما لماذا جبهة نهضة دارفور فلأن القوة الحقيقية لأهل دارفور تكمن في وحدتهم التي من خلالها يستطيعون انتزاع حقوقهم كاملة غير منقوصة ومن ثم يعطون الأمل لباقي المهمشين من أقاليم السودان الأخرى.

عبد الرحمن الصادق محمد

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved