تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

امكانية تحقيق الوحدة في ظل حكومة الوحدة الوطنية بقلم: عقيد حقوقي-م-عبد المنعم حسين عبد الله -حلفاية الملوك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/18/2005 12:43 ص

بسم الله الرحمن الرحيم

عودة الى حالة الرئيس المخلوع – جبهة الانقلاب
وتلميع الصدأ


الاخ الصديق:- يسين
السلام عليكم مصحوبا بتحيه وطنيه صادقه
هكذا هبط علينا موضوع تلميع الصدا ليكون مدخلا لمخاطبتكم للمره الاولى بعد عودتنا من المهجر الطوعى الذى كنا نقيم فيه معا وكعهدى بك رائدا يصدق قومه دوما منافحا وحاملا لواء الاستناره والانعتاق لابناء شعبه واصدقك القول بانه لولا اثارتك لموضوع تلميع الصدا لم يكن يتسنى لاولئك الفاعلين من المتصدين للشأن العام معرفه محاوله تلميع الصدا لان هؤلاء قلما يتعاطون مع تلك الاصدارات والنشرات التى تصدر من دائره السلطان او تلك التى تدور فى فلك تلك الدائره
وباطلاعنا على ماده تلميع الصدا وجدناها هى نفس البضاعه الكاسده والتى تراهن بها جبهةالانقلاب على ضعف الذاكره الوطنيه بيد انه يجرى عرضها فى هذا الوقت للحصول على المبادأه فى اعقاب هذا الاستقطاب الحاد فى ساحه العمل الوطنى والذى افرز عن قيام جبهتان متميزتان ولاوجود لمنطقه رماديه او رجال يقفون على الاعراف
الجبهه الاولى هى جبهه القوى الوطنيه الحيه بفصائلها وتنظيماتها وهى التى تنصر الحق وتنتصر به وتسعى جاهده للحصول على اسباب القوه لتكون رديفا للحق اما الجبه الاخرى فهى جبهه النقلاب ((جبهه الصدأ)) والتى تغتصب ادوات فرض الهيمنه وتستمد وجودها بتسخبرها ولكن يجافيها الحق وتفتقر الى الشرعيه المعنويه والاخلاقيه وهذا هو داب هذه الجبهه منذ فجر التاريخ والى يومنا هذا
استميحك عذرا على هذا الاسترسال –اخى ياسين-
والعوده الى حاله الرئيس المخلوع ومحاوله تلميع الصدا وفى هذا الصدد نذكر القارئ الكريم بمقالك القيم فى اعقاب اعلان التؤامه والاندماج بين طرفى الانقلابيين وقيام جبهه الانقلاب والى ذلك الحوار الذى داربين استاذنا محجوب عثمان - شفاه الله وعافاه واعاده الى ساحه العمل الوطنى مناضلا ومرشدا –وصديقه فيما يتعلق باسباغ صفه السفاح على الرئيس المخلوع من عدمه
انطلاقا من هذا استاذنك وقارئك الكريم فى التعقيب على هذا مجتمعا واقول بانه كان متاحا للرئيس المخلوع وقد فر بجلده من قبضة الشعب كان متاحا بل فى مقدوره ان يختار لنفسه ركنا قصيا يخلد اليه يذاكر فيه النفس ويسترجع ماحدث منذ البدايه ويستلهم العبر وصولاالى الانابه وتطهير النفس وتزكيتها بيد انه لم يبتدر ثمه شئ من هذا بل امعن فى تعمق الاستنكاف والمكابره والعزه بالاثم وصدع بانه سيقتل محمود محمد طه مره اخرى وسيعدم عبدالخالق محجوب وربما اذا ذكر له فاروق حمد الله- صفيه والذى قام بتنصيبه- لقال فى حقه مثل ذلك القول الخاسر
ليس هذا فحسب بل كان متاحا له ان ياخذ العبره ويقتدى برصفائه من الطغاه الطواغيت الذين اطاحت بهم شعوبهم وذهبوا الى تلك الاركان القصية ليقضوا ماتبقي من حيواتهم الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا لقد فعل هذا عيدى امين ومات مؤخرا فى جده لم يعلم الناس عنه الابعد موته---وفعل هذا يعقوب قارون وذهب للدراسه فى هدوء وكذلك منقستو هيلا مريام وموبوتو وشاه ايران الى ان قضى نحبه
لم يقتفى اثار هؤلاء الذين طمرهم موكب النسيان بل حزم امره واصر على معانده قانون الحياه وحكم التاريخ واراده الشعب وسارع الى استفزاز المشاعر الوطنيه بدخوله ساحه العمل العام مره اخرى عن طريق بوابه نظام يبز نظامه فى فرض الهيمنه والاستئصال والبعد عن الحس الوطنى والتاريخى وقد تضافرت عده عوامل اسست وهيات الارضيه لسلوك الرئيس المخلوع نذكر اهمها على سبيل المثال
1\العامل الاول: مرده الى اداء و ممارسات السلطه الانتقاليه(بشقيها العسكرى والمدنى ) والتى قذفت بها الاحداث فى اعقاب سقوط النظام المايوى وما اتسمت به من عجز وتهافت وتقاعس عن القيام بواجبها الوطنى ويكفى ان نقول بأن ماجرى من تخطيط وتامر فى هذه المرحله نتج عنه فى النهايه الاطاحه بالدمقراطيه الثالثه المقهوره وقد ازف الوقت ليقوم الاخوه الذين اضطلعوا بمسؤليه التسجيل والتوثيق لتلك المرحله باستحدام كافه وسائل النشر والتداول المتاحة وتمليك الحقائق والوقائع للوطنيين من أبناء وبنات شعبنا واذا كان هذا واقع مرحلة الانتقال وممارساتها فقد نتج عنه اغراء الرئيس المخلوع ودفع به للاعتقاد الذي لا يكتنفه الشك بأن الذي حدث لا يعد انتفاضه شعبيه بل هو في مضمونه انقلاب قصر قام به جنرالاته ومن هنا بدأ أستخفافه بالحدث وتنظيم فلوله للعوده للحكم
2\ العامل الثاني: يرجع الى احتواء النظام المصري للرئيس المخلوع تحت زعم استضافته وهذا هو الظاهر المعلن أما الباطن المستتر فيكمن في استخدام ورقه الرئيس المخلوع في مزايدة وابتزاز النظام الديمقراطي وذلك طبقا لسلوك انظمة الحكم المصرية المتعاقبه مع انظمة التفويض الشعبي الديمقراطيه خلال فتراتها القصيرة
3\ العامل الثالث: يبدو واضحا في قيام من هم على شاكله الرئيس المخلوع من الذين يتقمصهم الطغيان وفرض الهيمنه والجهالة بتزين الامور له ومن ثم الدفع به مره اخرى الى معترك الحياة العامة اعتقادا وظنا منهم بان هذا يشكل سابقه للاقتداء بها مستقبلا خاب ظنهم واعتقادهم فقد انتهى عهد الاقتداء بمثل تلك السوابق.
وبالعودة الى محاولة تلميع الصدأ نجد بأن محصلته النهائيه تتبلور في الاستهانة والمراهنة على ضعف الذاكرة الوطنية من قبل جبهة الانقلاب وللتاكيد على هذا – وعلى سبيل المثال- نطلع ونشاهد كل عام قيامها باحياء الذكرى السنوية لانقلاباتها وتقويضها لصروح الديمقراطيات وخيارات أهل السودان في الحريات وسيادة حكم القانون وتكافؤ الفرص ومجتمعات الشفافية المفتوحة في الوقت الذي تقوم فيه بتكوين أحزابها وتزينها بالأسماء ألجاذبه الرنانه وتدعي بإعادة التعددية والحريات وحكم القانون هذا هو دأب جبهة الانقلاب والتي لم يكن أحدا من عناصرها يوما من أهل الديمقراطية أو أصلا أهلا لها فقط يتقنون الانخراط في كنف الديمقراطية والاستفادة من مزاياها وخيراتها توطأت للانقضاض عليها ومن ثم فرض الهيمنة والاستكبار .
في مواجهة هذا في مجموعة يظل لزاما بل واجبا وطنيا ملحا على تلك الثلة الخيرة من القوى الوطنية الفاعلة والتي نذرت نفسها للتصدي لإيقاظ الذاكرة الوطنية وتنشيطها منذ سنوات خلت أن تقوم بهزيمة تغييب الوعي والذي فرضته جبهة الانقلاب بشقيها السابق ونشر وتداول الحقائق والوقائع واللاحق وكل ما جرى في الخفاء والعلن عسكريا ومدنيا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وما فعلته تلك الأقليات الحاكمة من تحطيم الأصول والمقدرات الوطنية وتفتيت للنسيج الاجتماعي وكافة الوسائل التي استحدثت للإذلال والاضطهاد والتشريد والمحاكمات الصورية...الخ
كذلك يبقى واجبا وطنيا لا يحتمل التجني او التشهير القيام بنشر ما تم رصده من ممارسات وأفعال وجرائم نتج عنها إفساد المعتقدات وانتهاك الحريات والحرمات وتخريب المقدرات الاقتصادية وتوريث الإفقار والفاقة للسواد الأعظم من المواطنين مع العلم بأن أبطالها ومقترفوها ما انفكوا في ساحة العمل الوطني منهم يشغل المناصب العامة ومنهم من يتطلع لشغلها لا يحول بينة وبين ذلك ثمة حياء أو وازع من خلق أو ضمير .
وفي هذا السياق غنى عن البيان التأكيد بل العض على النواجذ على تلك الاستحقاقات واجبه السداد والتي لم ولن تسقط بالتقادم ولا يملك احد التنازل عنها بتوقيع اتفاق أو تعهد
في ختام هذا التعقيب أستأذنك – أخي يس والقارئ الكريم السماح لي بفقرة أخيرة تأتي متسقة مع ما ذكرناه هذة الفقرة تتعلق بتلك القوى السياسية والاجتماعية والتي ظلت في ذلك الموقع المتقدم في مواجهة الطغيان والاستكبار خلال حكم جبهة الانقلاب السابقة واللاحقة وحصدت النصيب الأكبر من العنت والمكابدة تقتيلا واغتيالا وسجنا وتعذيبا وتشريدا وظلت في مواجهة كل هذا تسترشد وتستهدي بفطرتها السليمة وبحسها الوطني وتتلمس طريقها إلى التسامح وعدم الركون إلى أساليب مبتكرة من العنف المضاد اعتقادا وإيمانا منها بأن مثل هذة الممارسة وذلك الفعل يؤسس لنشوء سابقة جديدة تضاف إلى رصيد السوابق التي استحدثتها جبهة الانقلاب وعادت على أهل السودان بالخذلان والدمار وبالنظر الى واقع حال هذة القوى الآن نجد بأنها صارت قسمان قسم تخلى عن بعض ثوابتة وأسبغ على سلطة الانقلاب شرعيه معنوية وينخرط ألان في التفاوض معها وإزاء هذا لا نملك إسقاط صفتي الوطنية والنضال عن هؤلاء بل نملك الحق في القول بأن محصلة هذا التفاوض – إذا افترضنا استكمالها – لن تغير شيء من واقع شعبنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي
اما القسم الاخر – الذي يمثل الاغلبية – فهو الاكثر رسوخا وتمسكا بالثوابت الوطنية والاعمق تفهما واستيعابا للموروث النضالي ومقاومة طلائع شعبنا لأنظمة الأقليات التي تفرض هيمنتها بالعنف وقوة السلاح لذا يحرم على هذه الطليعة – وهي تحمل تلك الخصائص الوطنية العالية – أن تساوم أو تصل الى كلمة سواء مع سلطة الانقلاب –وغض النظر عما تقوم به من توقيع اتفاقيات واتخاذ مواقف وقرارات تصب في أجندتها وأستئصالها وتحصين مواقعها واقامة الحصون لحمايتها على حساب حياة شعبنا وتطلعاته واستحقاقاته ومستقبل اجياله .
ليس هذا فقط بل يتعداه الى علم هذه الطليعه اليقين والمطلق باستمرار هذه الخصومة السياسية والاجتماعية السائدة وبأتساع مداها وبحدة الاستقطاب الذي ينتظم ويشكل ساحة العمل الوطني وازدياد وتيرة ضراوته حتى يستقرعند نهايته الحتمية والمنصوص عليها منذ الأزل كنهاية لكل صراع وبالوصول الى هذه يبقى على الأرض ما ينفع الناس وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون


عقيد حقوقي "م"
عبد المنعم حسين عبد الله
حلفاية الملوك

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved