تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دولة محور المثلث العربي الإسلامي و إمكانية تحقيق أهداف السودان الجديد في ظلها! بقلم:ذيو بول شبيت.

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/17/2005 9:54 ص

التأريخ و التراث والثقافة هي جل ما يفخر بها كل شعوب العالم، بل تجد منهم من يقدسها و يعتبرها جزءٌ من وجود كيانه و ذاته. نحن معشر السودانيين لأ نختلف كثيراً عن شعوب العالم في ذلك بصفة عامة! و لكننا نختلف معهم بالتأكيد في إننا ننظر إلى تأريخنا ليس بإنه كان الأساس لما آلت إليه حال بلدنا من تطور و تنمية و رخاء، بل ننظر إلى ذلك التأريخ بإنه كان عصر التطور و الرخاء نفسه! فكم سمعنا و قرأنا عن العصر الذهبي في كرة القدم السودانية! – أي عندما كان السودان يحرز و يحقق البطولات! و كم سمعنا من أجدادنا (و حتى أباؤنا) عن أيام عبود و نميري عندما كان السكر و الرغيف و المواصلات في متناول يد الجميع! و كم مرة حدثنا الكبار في أننا كنا نذهب إلى المدرسة في سيارة فبل أن يأتي الحكومة الجديدة!!! و بلغة الحساب والرياضيات، فحال السودان يتطور بمتوالية (سالبة) – أي من ممتاز إلى جيد جداً ثم لأ بأس ومن ثم الجهيم بعينه!

و عندما إنتهت الحرب الباردة بين المعسكر الإشتراكي و الرأسمالي، تغير الحال عندنا في السودان أيضاً، بعدما (إنتفضت) الجبهة الإسلامية على إتفاقية السلام السودانية التي بقي من تأريخ التوقيع عليها حينذاك أربعة أيام وثلاثة ليالي بإيعاذ من لجنة الأربعين القابضة على الأمور في تنظيم الأخوان المسلمين. كان الهدف الأساسي لثورة إنقاذ التوجه الحضاري العربي الإسلامي، هو تفشيل المخطط الصهيوني الداعي لإستسلام الدولة العربية الإسلامية للمتمردين من غير العرب. و كان البند الأكثر ضرراً للحضارة العربية في تلك الإتفاقية (في نظر الجبهة الإسلامية) هو البند الداعي لعقد مؤتمراً دستورياً يشترك فيها كل السودانيين و خاصةً من أقاليم الشرق و الجنوب و الغرب! و رأت الجبهة الإسلامية أن مثل ذلك المؤتمر إذا قام، سيفتك بالتوجه العربي الإسلامي للأمة السودانية، ذلك لأن المؤتمر سيقر دستوراً جديداً للسودان يتساوى بموجبه المواطنين السودانيين في الحقوق و الواجبات ويمكن أن يؤدي لإنتخاب رئيساً من الجنوب! و حتى إذا أقر الدستور الجديد ما جاء في القرآن بأنه يحرم حكم غير المسلم على المسلمين – أي إنه لأ يجوز لأي مواطن جنوبي أن يحكم السودان، فهنالك إحتمال بأن يصوت الغالبية الإفريقية لرئيس من البجة أو الأنقسنا أو الفور! وهو أمر غير مقبول به أيضاً لدي الجبهة الإسلامية، لإن حكم (واحد فوراوي) حتى و لو إنهم مسلمين 100% غير مقبول أيضاً لإن الفور (زرق) مثلهم مثل النوبة و الأنقسنا الذين يقال أن جدهم من بني أُمية المنحدرة من سلالة الرسول من الجزيرة العربية فقد خانهم لونهم (الأسود)! و أما البجة و بقية أهل شرق السودان، و على الرغم من لونهم الأبيض (مقارنةً بعلي عثمان و الطيب سيخة) إلا إنهم ليسوا بعرب خُلص لإنهم (يرطنوا) و أقرب لتقراي إريتريا و إثيوبيا منهم لعرب شندي و الدبة.

و الجبهة الإسلامية هي الوحيدة على نطاق السودان التي تعمل بمتوالية (موجبة)، فهي الوحيدة التي تطورت في السودان ككل و أصبحت ثلاثة تنظيمات بدل تنظيم واحد، وحافظت على أهدافها الإستراتيجية بشكل أكبر.

سبق وكتبت ما مفاده أن الجبهة الإسلامية هي التنظيم الأقرب من قوى السودان القديم و الجلابة عموماً في فهم و (حضم) أهداف السودان الجديد من بقية قوى الجلابة التقليدية من أمثال أحزاب الأمة والبعث العربي! ذلك لأن الجبهة الإسلامية (الجناح العسكري بقيادة عمر البشير والجناح المدني بقيادة الترابي زائداً المتمسكين بفكر الأخوان المسلمين من أمثال نافع علي نافع و غيرهم من الذين لأ تعرف هل هم مع العساكر ولأ الملكيين؟)، تعتبر الجلابة الأوضح على الإطلاق في طرحها السياسي و الإستراتيجي! فبينما كان حزب الأمة في غاية الغموض و إزدواجية المعايير بخصوص موقع إقليم دارفور عن مشروع الدولة العربية الإسلامية في السودان، أعلنت الجبهة الإسلامية صراحةً و منز اليوم الأول إنها ترمي إلى تأسيس دولة سودانية هويتها عربية و دينها الإسلام وينتمي إليها من ينحدر من سلالة الرسول! و (الأقدمية) هنا لهوية الدولة العربية و قدمت الجبهة في سبيل ذلك مشروع حضارة الدولة العربية و من ثم طلبت دعم المسلمين في تحقيق ذلك الهدف من خلال جهادهم ضد الجنوبيين و النوبة و الأنقسنا الذين إنتبهوا منز فترة لخطة إقصاءهم من الدولة المزعومة فحملوا السلاح و إختاروا درب النضال!

و بالعودة لعنوان هذا المقال، وبعد إنقلاب الجبهة القومية، تمكنت الجبهة بفضل الدعاية الإعلامية و العوامل التي صاحبت إنهيار النظم الإشتراكية و التي إعتمدت الحركة الشعبية عليها (أحياناً) في الدعم، تمكنت الجبهة الإسلامية من زعزة ثقة بعض رفقاء النضال فإستسلم بعضهم للعدو خوفاً و توهماً من الهزيمة (الموهومة) و تخوف البعض من مصير المواطنين الجنوبيين أمام جهاد الأخوان المسلمين و سلاحهم الكيميائي المستورد من العراق. و في غضون ذلك قال القائد العام د. جون قرنق دي مبيور في مناسبة تخريج لواء الزلزال المتجهة لمناطق العمليات، بأن حكومة الجبهة الإسلامية ستكون آخر حكومات السودان القديم، و أن السودان الجديد سيتحقق في عهد هذه الجماعة العربية الإسلامية! كانت الجبهة الإسلامية سباقة في تفعيل إنشقاق الناصر التي حالت دون شن الجيش الشعبي لهجومه لتحرير مدينة جوبا و الذي كان يتوقع أن يكون البداية في نهاية و إضمحلال دولة السودان القديم البغيضة.

و دارت عجلة التأريخ و خرجت الجبهة الإسلامية في الأيام الماضية بإعلان خريطة دولتها العربية الإسلامية الشمالية، و المفاجئة الوحيدة في تلك الخريطة كانت إنضمام شمال كردفان للمشروع الحضاري، ويرى بعض المراقبين أن ذلك يعود (للإشاعة) القائلة بأن هنالك مجموعات في كردفان بدأت في التفكير في حمل السلاح و التنسيق مع ثوار دارفور في القضاء على الجبهة الإسلامية. و فوق كل ذلك، فأن الدولة العربية الجديدة في بحث لدروع بشرية جديدة تكون في المواجهة مع دولة السودان الجديد في الجنوب بعد أن إقتنعت بفقد دارفور لتلك المهمة (منطقة التماس كما تحلو للجلابة تسميتها)، و إذا تحقق ذلك – أي ضم كردفان لدولة الشايقية و الجعليين، فتكون الجلابة قد نجحت في حماية (أولادهم) من ويلات الحرب القادم من دارفور جنوباً، كما نجهت في تكوين حزاماً من الذين إستوطنهم في الجزيرة من الفلاتة و الفور و بعض الجنوبيين (الموُلدين) من الحرب القادم من الشرق.

وبخصوص إقحام إقليم كردفان في هذا المثلث المستعرب، لأ أظن أن الجلابة مقتنع بعروبة أهل شمال كردفان أكثر من إقتناعها بكفر النوبة و شعب جنوب السودان، و بالتالي سيستحيل بأن تقبل الجلابة بإنتخاب رئيساً للجمهورية العربية من البقارة أو (عرب الخلاء – كما يسمونهم)، و لأ أظن أن العرب سيقبلوا بأحد أبناء المسيرية وزيراً لوزارة الطاقة أو إحدى الوزارات السيادية في الدولة الجديدة (السودان القديم – في الواقع)! فهدف الجلابة من ضم كردفان لأ يغدو كونه ليكوت جنوباً جديداً للجلابة يسرقوا بترولها وينهبوا ثرواتها.

و خلاصةً، فبالرغم من أن الدولة العربية الإسلامية الشمالية الجديدة تهدف إلى توجيه كل الإستثمارات الأجنبية و التنمية الإقتصادية إلي دنقلا و سنار و مدني، إلا إنها تعتبر أفضل مشروع و أحسن خطة إعتمدتها الجبهة الإسلامية في مؤتمرها الإقتصادي، ذلك لإنها تساعد في رسم خريطة السودان الجديد التي ظلت الحركة الشعبية لتحرير السودان بها؛ وبذلك تكون السودان القديم قد قررت مصيرها و إنفصلت عن السودان الجديد و هو المطلب الذي ظل الطيب سيخة و منبره يتنادى بها.

فشكراً جزيلاً للجبهة الإسلامية، و هنيئاً لكم أهل شمال كردفان بموقعكم الجديد كجنوبٌ جديد لشمال العروبة و الإسلام.

عاشت السودان الجديد جامعاً لكل المهمشين و المطرودين من دولة الإستعراب و الأسلمة القسرية، و عاشت الحركة الشعبية لتحرير السودان نوراً يهتدى بها في العدالة و المساواة و الديمقراطية، سودان جديد ويييي!


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved