تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حركة تحرير السودان بين - المفاوضات - المؤتمر - مبادرة اعادة توحيد وتنظيم المقاومة بقلم:شاكر عبدالرسول-امريكا- كنتاكى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/15/2005 11:54 ص

حركة تحرير السودان بين - المفاوضات - المؤتمر - مبادرة اعادة توحيد وتنظيم المقاومة

المفاوضات


فى فندق شيراتون فى وسط العاصمة النيجيرية أبوجا ينزل فيه الفريق المفاوض لحركة تحرير السودان ، يتقدمه رئيس الحركة عبدالواحد نور ونائبه خميس عبدالله . وهذه المجموعة انتهت قبل فترة من عقد ورش عمل وسمنارات تحت إشراف الاتحاد الافريقى ومناديب من المجتمع الدولى ، وبدأت تتهيأ لمناقشة قضايا تتعلق بالسلطة والثروة ، ثم لحقهم فى نفس المكان سبع من قيادات الحركة قادمة من الميدان بعد خلاف مع الأمين العام منى اركو، ويبرز من بينهم القائد سليمان مرجان مسؤول الحركة بقطاع جبل الميدوب ، و د.صالح من مناطق البرتى والاستاذ جارالنبى عبدالكريم من منطقة انكا بدار زغاوة . يقول جارالنبى ( وصلنا من الميدان بمساعدة الاتحاد الافريقى ومجرد وصولنا اجتمعنا مع رئيس الحركة ونائبه وناقشنا الكثير من القضايا ووحدنا الرؤى وبالتالى أصبح التفاوض خياراً استراتيجياً لدى الحركة وهذا الخيار يمثل رغبتنا ورغبة المجتمع الدولى لوقف معاناة أهلنا ) وقبل ان تخرج المجموعتان برؤيه موحدة ، وصل من الميدان مجموعة أخرى يتقدمها القائد بخيت كريمة ( نائب القائد العام للحركة) وقامت هذه المجموعة بتقديم طلب لتأجيل المفاوضات ، ولكن طلبهم قد قبل بالرفض . يقول جار النبى ( هذه المجموعات الأن تجتمع فيما بينها لعقد لقاءات مكثفة لمعالجة الاشكاليات وللخروج بموقف موحد بشأن التفاوض) وقبل ان تتجه الحركة نحو التفاوض وصل الى ابوجا وفد اخر بقيادة كبير المفاوضين فى الحركة عبدالجبار دوسة وبهذا قد بلغ عدد التيارات المتفاوضة فى حركة تحرير اربع تيارات تتفاوض فيما بينها ثم ترجع تتفاوض مع النظام ، وهنالك وفد حركة العدالة والمساواة . فكبير المفاوضين تحدث قبل يومين عن ازمة القوائم التى تمثل حركة تحرير وهو يطالب بالعودة الى قائمة الارضية المشتركة التى تمثل 35 مفاوضاً تم اعتمادهم فى الجولة قبل السابقة . اى ان الحركة عادت مرة اخرى الى مربع القوائم ، مع العلم بان هذه الجولة ربما قد تكون النهائية على حسب تقديرات الوسطاء .

هل ينتظر اهل دارفور خيراً من هذه المفاوضات ؟ هل يجد اللاجئون والنازحون واطفال المعسكرات حلاً منصفاً لقضيتهم ؟ كيف تحول التفاوض من خيار استراتيجى الى ما يشبه لعبة الكراسى ؟ ولماذا اصبحت ابوجا قبلة للعسكريين والسياسيين والعاطلين عن العمل حتى وصل العدد الى اكثر من 60 مفاوضاً على حد قول عبدالجباردوسة .

يقول د. شريف حرير- كبير المفاوضيين السابق - ان الوضع الحالى للتفاوض لو نتج عنه اى شي فسوف يستمر اللجوء والنزوح وتستمر الحرب ولايقافهما لابد من ان تتوحد كل فصائل المقاومة فى دارفور فى منبر واحد ومن خلاله يتم التفاوض .


المؤتمر


ففى الوقت الذى نجد فيه بعض عناصر الحركة منشغليين بالتفاوض فى أبوجا ، ففى الميدان الأمين العام منهمك بعقد المؤتمر العام للحركة فى الأراضي المحررة ويسانده فى الرأى القائد العام جمعة حقار . فلقد وصل منى اركو إلى الميدان منذ فترة طويلة وزاره فى مقر قيادته عدداً من الوفود الدولية ، على رأسهم المبعوث الدولى يانك برونك واجتمع معهم وقيل بأنه وافق على فكرة عقد المؤتمر ووعد بدعمه مادياُ ومعنوياً ، و بعد ذلك قام مناوى بطلب تأجيل المفاوضات لحين عقد المؤتمر فأجلت المفاوضات ولكن المؤتمر لم يعقد . يقول جارالنبى (لأن الفكرة كبيرة والظروف الموضوعية لم تتوافر بعد ) ويلتف حول فكرة المؤتمر عدداً من القيادات تمثل المكاتب الخارجية وتتخذ من تشاد مقراً لها ، والعاصمة انجمينا ايضاً مثل أبوجا تشهد نشاطاً سياسياً ولكن من نوع اخر وهو السعى نحو المؤتمر. يقول قيادي من احد المكاتب الخارجية (المؤتمر قائم لاشك فيه ، وتمثل رغبة المجتمع الدولى فى تنظيم الهيكل الادارى للحركة وتوحيد مراكز اتخاذ القرار فيها وهذه الوفود ستتجه نحو الميدان فى الايام القادمة )نلحظ هنا اى طرف من اطراف الحركة ( التفاوض- المؤتمر )يرتكزعلى مقولة رغبة المجتمع الدولى فى تحقيق مسعاهم وهذا فى حد ذاته منحى خطيرلان محاولة استخدام المبعوثين الدوليين وطلبهم لزيارتهم وموافقتهم لهم فقد يصرف هؤلاء عن التركيز على القضايا الحقيقية مثل اللاجئين ، الانسانية ، ومحاكمة مجرمى الحرب وغيره . والميدان نفسه مصطلح فضفاض واذا قبلناه على علاته نستطيع ان نقول بان الاوضاع فيها لم تك قبل شهرين او ثلاثة اشهرعندما وصل اليه الامين العام لان الناطق العسكرى يطالعنا فى كل صباح ببيان عسكرى عن صد هجوم او حشود عسكرية وجنجويدية ، الاحول فيه مشتعلة او قابلة للاشتعال فى اى لحظة .

نحن لانعرف فى مثل هذه الظروف كيف تتم المفاوضات كما لانعرف كيف تعقد المؤتمر؟ وهل تستطيع حركة تحرير السودان ان تخرج اكثر قوة وتنظيماً بعد المؤتمر وتلبى رغبات جماهيرها ؟

يقول د. حرير( لوعقد المؤتمر فى مثل هذه الظروف فان الحركة قد تخرج اكثر ضعفاً وتشرذماً وذلك لعدم وجود حوار داخلى صريح حول المؤتمر ، وهنالك اقطاب مهمة قد تكون غائبة مثل ثقل جبل مرة ودار المساليت والميدوب وبالتالى قد يصبح المؤتمر بمثابة الحوار مع الذات ).


مبادرة اعادة توحيد وتنظيم المقاومة


وبعيداً عن المفاوضات والمؤتمر ، فعلى طول الشريط الحدودي بين السودان وتشاد يمشي المنسق العام للحركة شوقارفى مشهد اخرمع مجموعة من القيادات و العسكريين القدامى ، فهم لايعيرون كثير الإهتمام بالمفاوضات ولا بالمؤتمر ويقولون : بان الأولوية الأن تكمن فى ترتيب البيت الداخلى للحركة ، وهم يرون بان الحركة بدأت تتراجع عن مبادئ سودان جديد وأخذت تتجه نحو القبلية والمناطقية لارضاء نزوات بعض القيادات ، وهذة المجموعة أصدرت بياناً بعنوان - مبادرة اعادة توحيد وتنظيم المقاومة - واتهمت فى بيانها قيادات معينة فى الحركة بممارسة الديكتاتورية والسعي نحو الحرب من دون أهداف ، وبرز من بين الموقعين أيضاً اسم د. شريف حرير وهذا البيان على أهميته لم يجد رد فعل من أي طرف من الأطراف ، وعادة مثل هذه البيانات قد تقابل بسيل من البيانات المضادة وتتهم أصحابها بالعمالة وقبض الفلوس وتختم بعبارة فلان أو علان لايمثل إلانفسه وهذه عبارات يستخدمها الثوارعلى مستوى القيادة بكل سهولة . يقول د. شريف : ان هذه المجموعة قد طافت فى المعسكرات على طول الشريط الحدودى والتقت بعدد من المواطنيين والعسكريين جاؤا من المناطق المحررة ، وعرفت عن قرب ماذا يجري فى داخل كل فصائل المقاومة وبالتالي خرجت بموقف موحد وهو ضرورة توحيد كل فصائل المقاومة فى دارفورتحت مظلة واحدة أي مثل ماحصل فى جبال النوبة ، فتوحيد المقاومة بكل فصائلها هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة .

مما سبق نرى بان الثورة التى وجدت بالامس السند الشعبى الكبير والدعم العالمى اللا محدود نلحظ اليوم بان هنالك تراجعاً على المستوى الشعبي والعالمي ، فعلى الصعيد الشعبى هنالك نوع من الاحباط واللامبالاه لان الثوار انفسهم بدأ ينقسمون بين المفاوضات - المؤتمر - المبادرة هذا فى التحرير. اما فى العدالة والمساواة الحال اسوأ خصوصاً فى الميدان . وعلى الصعيد العالمى هنالك تراجع كبير للقضية ويتضح ذلك من تصريحات المبعوثين الدوليين وتقارير المنظمات العالمية ، فيانك برونك فى زيارته للميدان طلب من الثوار بتنظيم انفسهم قبل نهاية العام ، ومثل هذه الدعوة جاءت ايضاّ من خافيير سولانا فى زيارته للخرطوم ، ومنظمة ادارة الازمات العالمية فى تقريرها اتهمت الحركات المسلحة بعرقلة العملية السلمية ، والمنظمة الدولية ايضاَ اتهمت الحركات بقتل افرادها والان تدرس خيار السحب مما يذكرنا بالحالة الرواندية ، وهذا بلا شك وضع مؤلم وخطير ويحتاج للمعالجة بسرعة وحكمة

ونحن كأبناء دارفور - الثوار - جمعتنا الاقدار والتحديات تحت كلمة الثورة وباسم الثورة خضنا النضال بكل شرف وامانة وشجاعة وكان امل الجميع بأن الثورة قد تحدث فينا تغييراً بنوياً فى كل مناهج الحياة وتتوجه الطاقات نحو بناء سودان جديد . واليوم ايضاً تضعنا التحديات امام خيارات عديدة فلنختر خيار الوحدة اى وحدة فصائل المقاومة وليتم الخيار باسم الثورة فما اعظم الثورة وما اروع الثوار عندما يتوحدون فى كتلة واحدة وتنصهر عواطفهم فى بوتقة واحدة ويشكلون السياج الفولاذى الذى يستعصى خرقها على الاعداء .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved