تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حكومة للوحدة الوطنيّة أم لتوطين الإحباط ؟ ( 1/2) بقلم محمد خير عوض الله

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/13/2005 9:49 ص

حكومة للوحدة الوطنيّة أم لتوطين الإحباط ؟ ( 1/2)
محمد خير عوض الله
[email protected]

بعد (صراع طويل مع المرض) ، جاء التشكيل الوزاري الأخير ـ بحسب الرصد والمتابعة ـ مخيّباً للآمال ، ومُناصراً للإحباط الذي لم يفارق الساحة الوطنيّة منذ فجر تشكيلها وحتى اليوم ، وهو ما عبّر عنه د. منصور خالد بمؤلفه الشهير (النخبة السودانيّة وإدمان الفشل) ، جاء التشكيل الوزاري الأخير بمسمى (حكومة الوحدة الوطنيّة) بحسب اتفاقيّة السلام ، لكنّه جاء أيضاً كتعبير فاقع لإدمان النخبة السودانيّة وعشقها للفشل ، ولو كان د. منصور أحد المستشارين الكبار فيها !! والخلفيّة التي تسوق مثل هذا الزعم لا تحتاج لإضاءة ، فالجميع كان يتابع المخاض العسير الذي ولدت به هذه الحكومة ، بعد المخاض الشاق والعسير الذي ولدت به نيفاشا (الداية التي ستولّد الحكومة) والمخاض الممل الذي تولّدت به اتفاقيّة القاهرة ، والتشاور الممل أيضاً الذي أتى بزعامات التجمُّع إلى الخرطوم ثمّ تمخض عن فراغ !! بعد كل هذه المخاضات العسيرة ـ إذا تجاوزنا معضلة وزارة الطاقة وأشياء أخرى ـ جاء (التغيير الوزاري) أو (كشف التنقلات) ليزيد من إحباط النّاس وهم يصطفون في صفوف الوقود والغاز ويقرأون الصحف في قطوعات الكهرباء المبرمجة والعشوائيّة ! إحباطات بعضها فوق بعض إذا أخرج الشعب يده لم يكد يراها ، فكيف نُسمى هذه الحكومة (حكومة الوحدة الوطنيّة ) ؟ حزب الأمة والحزب الاتحادي والمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي كل هذه الأحزاب الأساسيّة خارج التشكيلة ، فكيف تسمى بحكومة الوحدة الوطنيّة ؟ إنّها ـ في أحسن حالاتِها ـ كشف تنقلات رغم أنف الديباجة التي تصدّرتها !
السلوك القديم السقيم
مظاهر سلوكيّة سيئة جاءت في مناخ التغيير الوزاري، وصاحبت مسيرة حكومة الإنقاذ طيلة عمرها ، و ظلّ الصادقون فيها يرفضونها سرّاً وعلانية ، منها (شهوة تبديد المال العام) في الاحتفالات والكرنفالات ومنافقات باسم إدارات العلاقات العامة ، وقد تجلّ هذا السلوك القديم السقيم في الأيّام التي أعقبت تعيين الولاة ، وأترككم مع قلمين نبّها لضرورة الكف عن هدر مال ووقت الشعب ، يقول الأستاذ عثمان ميرغني في عموده بصحيفة الرأي العام 9/9/2005م : (.... تفرجوا على هذا المشهد السعيد الذي ينذركم ببشائر العهد الجديد .. وزارة الزراعة في ولاية الخرطوم وليومين متتاليين أمس الأول وأمس جفت من الموظفين والعاملين فيها.. فقد تم ترتيب رحلة جماعية في وفد كبير لتوديع العريس حتى بيت العروس العريس هو السيد وزير الزراعة لولاية الخرطوم السابق الدكتور فيصل حسن إبراهيم .. والذي اختير لشغل منصب والي ولاية شمال كردفان .. عروس الرمال مدينة الأبيض عاصمة الولاية أعدت احتفالا جماهيريا ضخما لاستقبال الوالي الجديد.. ولم يجد موظفو وعمال الوزارة هنا في الخرطوم بدا سوى الذهاب مع وزيرهم للاحتفال به في الأبيض .. وتوقفت مصالح الجمهور في وزارة الزراعة لأن الجميع مشغولون بتوديع العريس في موكب يقطع المسافة من الخرطوم حتى الأبيض ذهابا وإياباً ) !! بعد أربعة أيام نشر في عموده رد المدير الإداري ومدير العلاقات العامة بوزارة الزراعة بولاية الخرطوم الذي استنكر قول عثمان في أنّ عمل الجمهور تعطّل يوم الخميس ، وحجّته أنّ يوم الخميس (يوم إداري) ..!! واستنكر عليه انتقاده لسفر العاملين بوزارة الزراعة بولاية الخرطوم لاستقبال الوالي ـ وزيرهم (سابقاً) ـ بكردفان وحجّته أنّ العدد كان قليلاً ، فالذين سافروا فقط كانوا (40) مسؤولاً !! يا للعجب !! وعقّب عثمان وسأله : ماهو النصاب القانوني لاختلال العمل في الوزارة إذن ؟ (الرأي العام 13/9/2005م) هذا المسؤول الإداري لم ير ما يدعوه ل(الاختشاء) كما نعبِّر في مثل هذه المواقف ،والسبب يشرحه دكتور البوني في عموده حاطب ليل بهذه الصحيفة ، حين قال : (زفة الولاة القدامى المتجددين وكرنفالات الحب والأعياد التي أقيمت لهم في ولاياتهم، لم تكن أمراً عفوياً من قلوب تهيم بهم ، إنما الأمر كان مصنوعا صناعة بدليل أنّ أي من الولاة كان يعود من الخرطوم بوفدٍ من قيادة حزب المؤتمر الوطني «كبيرهم الذي علمهم السحر». فان يكون هنالك والٍ على ولاية معينة وعلى حسب الدستور انتهت ولايته ثم أصبح والياً مكلفاً وأعيد تعيينه على ذات الولاية ثم جاء الخرطوم لأداء القسم وعاد بنفس السيارة وعلى ذات الطريق ومعه ذات السائق ومدير المكتب، ليجد في استقباله ذات الوجوه التي كانت تحيط به صباحاً ومساء فلزوم الذبائح والكيتة والقادمين من الخرطوم شنو؟ قد يقول قائل إنّ الإنقاذ أدمنت الاحتفالات والاحتشادات، وأصبحت هنالك جماعات مصلحة ومتعهدون في هذا الأمر، لذلك لن يسمح له بالاختفاء أما التبريرات لهذه الظاهرة فعلى قفا من يشيل، ولكن في تقديري إنّ للأمر بعداً نفسياً فهؤلاء الولاة قد رشحتهم فئة قليلة جداً من أعضاء الحزب الحاكم في الولاية، ولا نستبعد إطلاقاً أن يكون الترشيح تم بإيحاء من الخرطوم و هناك إحساس بانّ الشرعية منقوصة لان المواطن العادي حتى ولو كان عضواً في المؤتمر الوطني لا ناقة له ولا جمل في هذا الأمر، لذلك كان لابد من أن تحاط إعادة التعيين وإعادة التوزيع بالبهارج والكاميرات والزفات، وان يكون هنالك مودعون وهنالك مستقبلون) (صحيفة الصحافة 22/9/2005م) هذه واحدة من الإحباطات في (التعيين وإعادة التعيين) !
إرهاصات محبطة
كان من المفترض أن يتم تشكيل حكومة (الوحدة الوطنيّة) في الأيام التي أعقبت الاحتفال بتوقيع السلام في 9/1/2005م ، كان مفهوماً التأخير بسبب
طول (المسافة القريبة) بين الحكومة والتجمع !! والتي توسط الراحل قرنق لجسر هوّتِها ، ثمّ مات ، ليكون موته سبباً إضافيّاً في تأخير تشكيل (حكومة الوحدة الوطنيّة) كفاجعة حلّت بالشريك ، وكقائد له قدرته في تقريب المسافة بين الحكومة والتجمُّع .. هذان سببان مفهومان ، لكن التأخير الذي تطاول لشهرين بعد ذلك ، وكان بسبب الصراع حول وزارة الطاقة ، وحول تحسين وضعيّة التجمُّع في المشاركة ، وتزامن مع ندرة احتياجات المواطن مع غلاء طاحن ، لم يكن مهضوماً بل أعطى مؤشراً لا يبشِّر بالتوفيق والسداد ، وأنقلكم هنا مُباشرةً لجزء من كلمة الأستاذ عادل الباز قبل عشرة أيام من إعلان التشكيلة ذلك حيث قال : (الرسالة التى بعث بها طرفا نيفاشا إلى جماهير الشعب السوداني (لا تحلموا بغد سعيد)، رسالة محبطة تذهب بالآمال أدراج الرياح، ليس في سودان جديد فحسب، بل في السودان نفسه قديما وجديدا . ذات العك السياسي ونفس الصراع حول الكراسي والمغانم ونفس الشئ، ضياع الفرص وإهدار الزمن وتبديد الطاقات بلا مسئولية . لقد ظلت الصحف لاهثة تتسقط أخبار الوزارة، وأضحى البحث عن أنصبة الشريكين واتفاقهما أو اختلافهما يأخذ أولوية قصوى في صدر صفحاتنا . نعم لقد أضعنا نحن أيضاً زمن الشعب السوداني لاهثين خلف هذا السراب الذي يسمى «حكومة الوحدة الوطنية» ونستحق العقاب... لو أعلنت الحكومة اليوم أو لم تُعلن يا ترى ما فائدتها بعد هذه الصورة والانطباع ؟)
( عادل الباز ـ بؤس الشراكة ـ الصحافة 10/9/2005م)هذا نموذج واحد من نماذج كثيفة بين يدي تنقل لنا ـ وللتاريخ ـ الحال التي عاشها هذا الشعب ولا يزال ! صحيح تمّ إنجاز السلام وقبله البترول وغيره من أعمال في طريق التنمية لكن : لماذا الإحباط في السياسة ؟ أنت أخذت الداخليّة والأمن والدفاع والماليّة والطاقة والولاة ووزارة رئاسة الجمهوريّة ، بل ورئيس الجمهوريّة ثمّ تتخوّف من أنصبة الآخرين ؟ لتأتينا بمثل هذه التشكيلة ؟ وتصر على أنّها : ( حكومة الوحدة الوطنيّة) ؟ وكأنّ النّاس أغبياء لدرجة لا يفرّقون فيها بين عبد الرحيم محمد حسين وعلي محمود حسنين .... !!


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved