تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حكومة للوحدة الوطنيّة أم لتوطين الإحباط ؟ ( 2/2) بقلم محمد خير عوض الله

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/13/2005 9:48 ص

حكومة للوحدة الوطنيّة أم لتوطين الإحباط ؟ ( 2/2)
محمد خير عوض الله
[email protected]

انتهى الجزء الأول من هذه المقالة بالتساؤل الاستنكاري حول مغزى استحواذ المؤتمر الوطني على أنصبته كاملة ، وتخوّفه من أنصبة الآخرين !! أو خشيته من زيادة نصيب التجمُّع فوق العشرين عضواً في البرلمان !! ولنا أن نسأل المؤتمر الوطني : ما هو الأفضل لك وأنت تختتم تجربة الإنقاذ : أن تنهي و ( تنفِّس) ما يعرف ب(الظلامات التاريخيّة) و(فترة القمع والبطش والتنكيل ) أم تطرد من جاءك يسعى وهو يخشى وأنت عنه تلهى ، غافراً ومسامحاً ولو كانت ظلاماته (هلوسة) ألا يحق له المشاركة في الحكم ؟ أليس من الأفضل لك أن يشاركك الحمل الثقيل في هذا الظرف الدقيق الذي تحوم فيه المخاطر من كل ناحية ؟ هل الأفضل لك تسريح قيادات ارتبط اسمها بممارسات التصفية الأمنيّة و السياسيّة ؟ أم الاحتفاظ بها ـ رغم التحولات ـ في وقت تزدحم فيه قيادات مستنيرة وراشدة داخل الحركة الإسلاميّة نفسها ؟ هكذا تختلط الأسئلة حول تفكير الإسلاميين في الاحتفاظ بالعقليّة الشموليّة أثناء كنس آثار الشموليّة!! ونتيجة ذلك ما سبق ذكره (هيمنة على كل المفاصل ) و (خوف من تمتُّع الآخرين بالفتات) !! وهذا ما أربك مواعيد وتشكيلة (حكومة الوحدة الوطنيّة)!!

الشريك يشكو شريكه !
العقليّة الشموليّة التي تسكن المؤتمر الوطني ، أنست النافذين فيه حالة الانفتاح التي ينكشف فيها المستور وينشر فيها الإعلام تفاصيل التفاصيل ! وقد كان محبطاً للغاية أن تضطّر الحركة الشعبيّة و يلجأ رموز مؤثرين فيها لمخاطبة الإعلام بما يدور في الخفاء ، لأنّ الرأي العام هو أيضاً شريك ، ومؤثر للغاية ! ويمكننا التوقف عند نموذجين عبّرت الحركة فيهما عن استيائها ، الأول نقرأه في صحيفة خارجيّة (الشرق الأوسط) والثاني في صحيفة داخليّة (الصحافة) وهاك ما جاء بالحرف : (على صعيد الحركة الشعبية نسب إلى مصدر في الحركة قوله إنّ النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس الحركة، سلفا كير، ابلغ البشير تحفظات الحركة على إصرار الحزب الحاكم على حصوله لوزارة الطاقة. وحسب المصدر فان كير ذكر للبشير أن النتيجة التي انتهى إليها النزاع حول الطاقة «لا تخدم إلا دعاة الانفصال من الجنوبيين».
وفي تصريحات، عبر الدكتور رياك مشار القيادي الرفيع بالحركة الشعبية نائب رئيس حكومة الجنوب، عن أسفه البالغ لأيلولة وزارتي المالية والاقتصاد الوطني والطاقة والتعدين للمؤتمر الوطني، وقال إن الوزارتين «أصبحتا في يد حزب المؤتمر الوطني وبالتالي صارتا من ثوابت حزب المؤتمر الوطني كالشريعة الإسلامية، يعني عدم توفر حسن النوايا». وحسب المسؤول الجنوبي فإن أيلولة الوزارتين لحزب المؤتمر الوطني اختلت بنود اتفاقية السلام الخاصة باقتسام السلطة والثروة، وقال «إننا اكتشفنا أن عملية اقتسام السلطة والثروة لم تنفذ بالصورة المطلوبة حسب ما جاء في الاتفاقية». وتعهد مشار بان الحركة الشعبية ستستمر في الشراكة مع المؤتمر الوطني «من اجل مصلحة السلام والقبول الذي حظيت به الحركة لدى الشعب السوداني والثقة التي أولاها إياها»،. وعلى غرار مشار، عبَّر دينق الور الذي أسندت إليه وزارة رئاسة مجلس الوزراء، عن استيائه البالغ من أيلولة وزارة الطاقة للمؤتمر الوطني، وقال في تصريحات «إننا تنازلنا عن الوزارة... ولكننا تعلمنا في ذات الوقت بعض الدروس والعبر إبان فترة التفاوض مع شركائنا في المؤتمر الوطني حيث تكشفت لنا الحقائق حول كيفية التعامل السياسي مع القوى السياسية في السودان بما فيها الشريك». وذكر الور «كنا نعتقد أن أيلولة الوزارة للحركة لا تعني الاستثمار أو النظرة الضيقة التي كان يتصورها البعض بل كنا نسعى لإقناع الجنوبيين بصفة عامة خلال الفترة الانتقالية بضرورة الدخول برؤية جديدة للوحدة»، وأضاف «أن تنازل الحركة برهن على أن المؤتمر الوطني تحركه المصالح الحزبية فقط، وكنا نعتقد أن مصلحة الوطن فوق كل شيء وليس المصالح الحزبية»، وتابع «إن الشراكة لا تعني الأخذ فقط بل يجب أن تكون مسألة اخذ وعطاء». وفي نفس السياق وصف البروفيسور بيتر آدوك، القيادي بالحركة، التشكيل بأنه «غير موفق»، وقال إن موقف الحزب الحاكم تجاه وزارة الطاقة يعد خرقاً للاتفاقية.. وترك الخيار واسعاً أمام الحركة لإنشاء وزارة طاقة بالجنوب، ما دام أن الاتفاقية منحت جنوب السودان الحق في إقامة علاقات واتفاقات محلية ودولية. وحذر القيادي الجنوبي من تنامي لهجة الانفصال وسط الجنوبيين خاصة بعد المواقف الأخيرة التي صحبت التشكيل الوزاري .) صحيفة الشرق الأوسط 22/9/2005م ) أمّا ما جاء على لسان د.لام أكول قبل أسبوعين من تشكيل الحكومة ( أثناء المماطلة ) فقد نقلته هذه الصحيفة كما يلي: (أكد الدكتور لام أكول، القيادي بالحركة الشعبية، أن الاجتماعات مازالت متواصلة بين الحكومة والحركة لحسم توزيع الحقائب الوزارية، مشيرا إلي انه في حال استمرار الخلافات حول وزارة الطاقة، فإن اتفاقية السلام اتاحت تدخل آلية التقييم والمتابعة التي ترأسها النرويج وتشارك في عضويتها خمس من دول الإيقاد لحسم القضية علي غرار ما تم في لجنة آبيي، إلا انه أضاف أن الآلية لم يتم تشكيلها حتى الآن. وأشار د. أكول في حديثه للمركز السوداني للخدمات الصحافية إلي أن الحديث عن وجود تسوية بفصل الطاقة عن التعدين غير وارد، لان ذلك لم يرد في اتفاقية السلام التي حددت تسمية الوزارات المختلفة) ( صحيفة الصحافة 5/9/2005م)
كيف كتبت عنها الأقلام ؟
ننتقل الآن لأخذ عينات من الأقلام التي تناولت التشكيل الوزاري ، والأقلام التي سنختارها إمّا إسلاميّة وإمّا محايدة ، فهي ليست معارضة بحال من الأحوال ! ونبدأ بمستشار التحرير في هذه الصحيفة الذي قال : (أخيراً وبعد ولادة متعسرة جاء تشكيل الحكومة الانتقالية يحمل نفس الوجوه القديمة مع اعادة توزيع الادوار على الطريقة «الكوتشينية» المعروفة.
ولا ندري لماذا كل هذا الوقت الذي اهدر في الخلاف حول بعض الحقائب الوزارية، او في محاولة جر الاتحاديين بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي للمشاركة بهذه الصورة التي لا تناسب حجم الحزب وتاريخه
ثم واصل : (وما يهمنا اكثر ان تتجه الاعمال والمشاريع نحو التنمية المتوازنةخاصة في الريف وعلى الأخص في المناطق التي تضررت بالحرب، وان تتكثف الجهود لمحاصرة العطالة وسط الشباب والخريجين وان تتم معالجات عملية للآثار السالبة لسياسات التحرير الاقتصادي والخصخصة.
ولكن للأسف يبدو ان كل الامور ستظل محلك سر، بل بدأت تتقهقر بصورة واضحة، لمسناها في الاختلال الذي حدث في الامداد الكهربائي واستمرار شح المياه في بلد يجرى فيه نهر من اطول انهار العالم، وعاد توزيع السكر عبر منافذ ليتم التكالب عليه بصورة لا تشبه دولة مزقت فاتورة السكر واقامت اكثر من خمسة مصانع له
اننا لم نكن نتوقع اكثر مما حدث، خاصة في ظل القسمة الضيزى التي عززت للجماعة الحاكمة المزيد من التمكن من مفاصل السلطة والجاه في البلاد، لكي تستمر في سياساتها الاقتصادية التي وسعت من دائرة الفقر وسط قطاعات كبيرة من المواطنين.
لذلك لم يكن من الغريب ان تتطاول المشاريع الاستفزازية على طريقة الفلل الرئاسية والمشاريع العقارية الضخمة التي تمد لسانها لكل المواطنين الذين لا يكادون يعون ما يحدث من حولهم، ليس فقط من كثرة الضربات التي يتلقونها على رؤوسهم وإنما من هذا البذخ الاستفزازي، مثل صرف بلايين الدولارات على ملتقى تجاري ومجمعات سكنية وملعب عالمي للجولف !! والمضحك المبكي ان يقال للناس ان مثل هذا المشروع يأتي كنتيجة لاتفاق السلام ونقول انه اذا اتجهت الحكومة الانتقالية لمثل
هذه المشاريع الاستفزازيّة واهملت معالجة اوضاع المواطنين الاساسية وخففت من الويلات التي لم يعودوا يتحملونها فعلى السلام السلام )
(نور الدين مدني ـ عمود كلام النّاس ـ صحيفة الصحافة 22/9/2005م ) أمّا الأستاذ عثمان ميرغني فقد رسم بريشته صورة الإحباط وهو يمشي برجليه في وجدان الشعب حيث قال : ( لم يحبط النّاس من كون الحكومة الجديدة مجرد كشف تنقلات لكوادر مستديمة ، بقدر ما لأن ذلك احتاج إلى أكثر من سبعين يوماً للحصول إليه .. فأحياناً لا يبدو الفشل مشكلة في حد ذاته بقدر الجهد الذي أنفق في الوصول إليه .. وربما لا يكون نهاية الدنيا أن يثبت للشعب ضيق المساحة التي يتحرك فيها الملعب السياسي .. لكن المحبط فعلاً إذا بدأت الحكومة الجديدة عملها وكأنما طوت صفحة وفتحت أخرى بكل عنفوان العقلية القديمة .. أن يكتشف النّاس أنّه مجرد تحوُّل من الإنقاذ إلى الإنقاذ (تو) بلا جديد ..) ثمّ يقول : (الحكومة بتشكيلها الجديد نجحت في الحصول على أول نقاط النقمة الشعبية .. ولادة متعسرة أنجبت إحباطاً أعسر منها ) ( صحيفة الرأي العام 22/9/2005م ) أمّا الأستاذ الهندي عز الدين فقد أفرغ إحباطه مباشرةً دون أن يضطر للتورية ذلك حين قال : (لقد صاموا.. وصاموا وأفطروا على بصلة .. الآن وبعد أن استمعنا الى المراسيم الرئاسية التي قضت بتعيين الوزراء ووزراء الدولة والمستشارين تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أنّ قادة الإنقاذ ليسوا على قدر من الذكاء كما يتوهم أعداؤهم وخصومهم ولا حاجة .. ! إنهم ليسوا أذكياء، ولكنهم محظوظون فقط ومرزقون ..! أنا وعشرات بل ومئات آخرين، قابلوني وهاتفوني، محبطين غاية الإحباط وآسفين غاية الأسف لأننا تفاءلنا، وخاب فألنا
في زمن حكم يدوم بالحظ، ويبقى بالرزق الذي يتنزل كثيراً على الأغبياء لحكمة يعلمها الله وحده رب العالمين إنّه على كل شيء قدير ولهذا عادت صفوف السكر تتطاول على مراكز التوزيع والبقالات، رغم الاعلانات الجميلة التي أغرقت بها الصحف شركة السكر السودانية، وشركة سكر كنانة «العالمية».
* صفوف الغلابى تتطاول بحثاً عن السكر ورمضان على الأبواب، والخرطوم احتضنت قبل أسابيع اجتماعات منظمة السكر العالمية!!
* مافيا السكر تحاصر الأسواق، والأجهزة الأمنية المختصة غائبة تماماً عن ساحة الصراخ. صراخ الفقراء والمساكين من أبناء السودان.
* ولهذا أيضاً، تطاولت صفوف الغاز والجاز أميالاً في بلد احتفلت قبل أيام بالعيد السادس لتصدير النفط السوداني! أين هذا النفط الذي يتبخر في الهواء فقط، لأن مصفاة الخرطوم توقفت للصيانة الدورية.!
* لابد أن يحدث هذا، وغيره أسوأ، وغيره أشد إيلاماً مادامت الحكومة تُشكل في بلادنا على طريقة «شختك..بختك».
* إنني في هذا المقام، أحيي السيِّدين الامام «الصادق المهدي» والدكتور «حسن الترابي» اذ رفضا القبول «بالضلافين» في ذبيحة «الانقاذ» والعبارة الأخيرة للسيد الصادق! فقد جاءت الحكومة كلها «ضلافين في ضلافين». صحيفة الصحافة 22/9/2005م)
هذه نماذج وعينات فقط لآراء (الشريك) و (أقلام إسلاميّة) وأخرى (محايدة) فكيف نقرأ آراء خصوم الإنقاذ ؟

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved