تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

قبلة فرنسية لإرهابيى دارفور بقلم:الصحفى/ سعيد مراد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
10/10/2005 9:08 م

قبلة فرنسية لإرهابيى دارفور

الصحفى/ سعيد مراد

[email protected]

إذا علمنا أن قوات الإتحاد الأفريقى ذات أصل فرنسى وأنها إنما أنشأت للتصدى للبرنامج الأمريكى Acri ؛ وذلك فى إطار المحاولات الفرنسية لمواجهة المنافسة الأمريكية فى القارة الأفريقية ؛ فسنعلم لماذا جاء تصريح الممثل الخاص لمفوض الإتحاد الأفريقى بالسودان بابا كينغبى فى الوقت الذى صدر فيه تقرير زوليك.

فبعد أن فشلت فرنسا فى رواندا والكونغو برازافيل والكونغو الديمقراطية وضعت فرنسا فى عام 1997 برنامجها المسمى recamp والذى تمخضت عنه هذه القوات الأفريقية . حيث رصدت فرنسا له فى ذلك الوقت قرابة 180 مليون فرنك ، يمثل فى ذلك الوقت 20% من مجمل ميزانية التدخل العسكرى الفرنسى فى أفريقيا .

فقد أحست فرنسا ؛ وهى التى فقدت العديد من قواعدها العسكرية فى أفريقيا لتبلغ ست قواعد فقط ؛ أحست بأن البساط ينسحب رويدا رويدا من أفريقيا لا سيما بعد أن بدأت الولايات المتحدة فى إختراق وسط وغرب أفريقيا ، ثم ازدادت حموة الوجود السياسى الأمريكى بدعم أمريكا لإتفاقية السلام فى السودان ، واتجاه السودان إلى الإنفراج فى الإقتصاد الذى لازمه التدهور بحرب الجنوب وكان هذا بمثابة تهديد لرغبات فرنسا فى السيطرة على بترول هذه المناطق ، وبالتنسيق مع راعى الإرهاب الأول " القذافى " بدأت فى دعم الإرهابيين فى منطقة دارفور .

لماذا صدر إعلان بابا كينغبى فى هذا الوقت :

أولا : إفتقاد الجماعات الإرهابية فى دارفور للمصداقية ؛ حيث بدأت عملياتهم تتسم بالإعتداء على العاملين بالمنظمات الإنسانية ؛ على سبيل المثال لا الحصر ؛ ماتم من إختطاف لست سيارات من منظمة أى آر سى من قبل حركة تحرير السودان .

ثانيا : تفكك هذه الحركات ، حيث يسعى كل فرد فيها لتزعم المفاوضات بحيث يحصل على نصيب الأسد .

ثالثا : بدأت البيانات من الحركات الإرهابية فى التضارب ؛ ففى حين إدعى نورين مناوى إنضمام " حوات " إلى العدل والمساواة ؛ نفت الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية ذلك ، لتتجدد الإقصاءات بين حركات الإرهاب فى دارفور .

رابعا : لم تعد الحركات الإرهابية قادرة على التمسك بالتطهير العرقى فالملاحظ أننا لن نجد إسما أفريقيا واحدا لإرهابييى هذه الحركات ، اللهم إلا إسم " منى أركوى " إذا اختصرناه هكذا دون ذكر الإسم رباعيا .

كما أن هذه الحركات تقيم فى دولة تسمى نفسها بالجماهيرية العربية الراعية الرسمية للإرهاب فى أفريقيا .

خامسا : أن الجيش النظامى أوقف عملياته تماما ، لأنه لم يعد قادرا على معرفة المطلوب منه ؛ هل يقوم بعملية نزع السلاح بطريقة قسرية فيتهم بالتطهير العرقى ، أم لا يتدخل فيتهم بتقصيره فى حماية أمن المواطنين .

أنظر تقرير خفير سولانا فى الخرطوم والذى طالب فيه بحماية القوات الأفريقية . ولا أدرى هل سيحمى الجيش السودانى النازحين أم يحمى قوات حفظ السلام أم يحمى كما يزعمون " الجنجاويد " ؟؟؟؟؟؟

سادسا : التحول فى الصراع بين إرهابيى دارفور ، من صراع إقصائى سلمى إلى إقصاءات دموية ، مثل ماحدث من إختطاف لقوة حفظ السلام " الآفروفرنسية " ومعها ممثل لحركة العدل والمساواة ، ولا أدرى ما الأرضية التى جمعت بين قوة حفظ السلام وممثل الحركة فى وقت الإختطاف على الأقل .....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سابعا : أثارت التصريحات الأمريكية بإقتراب تدخل " الناتو " فى دارفور ، أثارت قلق فرنسا ونحن نعلم لمن ينتمى الناتو .

ثامنا : الأساس التاريخى للحروب فى دارفور ، لا يدعم القول بعنصرية الجيش السودانى ولا حكومة البشير ؛ فبعد سقوط نميرى عام 1985 إنتهزت ليبيا الفرصة وقامت بتسليح القبائل الدارفورية ، ويدعى البعض أنها كانت القبائل العربية ( مع ملاحظة أن ليبيا الآن هى الراعى الرسمى للحركات الإرهابية فى دارفور والتى تدعى أنها أفريقية ) وكذلك قامت ليبيا بدعم المتمردين فى تشاد لمنازعتها فى منطقة "أووزو " ، وقد وفر الصادق المهدى الممر الآمن لدعم المعارضة التشادية ، كمقابل لدعم ليبيا له .

قبلة فرنسية فى توقيت خاطئ :

لم تكن فرنسا موفقة حينما حاولت وضع توازن بين الحركات الإرهابية من جهة وبين الجيش النظامى من جهة أخرى ؛ وذلك للأسباب السالف ذكرها ( بالرغم من أنها سببا لها ) ، إضافة إلى أن تحركات الجيش النظامى أضحت مرصودة أكثر من ذى قبل ، وقد تبين أنه صائم عن الحركة حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود بتبين مواقف ورؤى المجتمع الدولى المتضاربة ؛ ومن ثم ليتبناها بالتفعيل المناسب .

كذلك ؛ فإن تاريخ فرنسا اللا أخلاقى بدعمها لإدريس دبى المتواصل منذ إنتخابات 1995 ليكون اليد اليمنى لها فى تشاد " المحتلة " .

أنظر تقرير جهاز الإستخبارات الفرنسى الصادر فى 1995 والذى من ضمن ماجاء

فيه :

1- جل الثروة الإقتصادية فى أيدى الشماليين .

2- تقديم كل المساعدات لإدريس دبى ، فى الإنتخابات لكى يفوز فيها .

3- بعد فوزه ، تمارس عليه بعض الضغوط حتى يعطى جرعة مناسبة من الديمقراطية للشعب لكى تستقر الأمور .

4- مساندة إدريس دبى فى حل المشكلات التى تثيرها فصائل المعارضة .

5- العمل على سرعة إستخراج البترول .

6- ترصد المخابرات الفرنسية المحاولات الأمريكية لمساعدة الجنوبيين على التمرد .

كل ذلك ولم تعط فرنسا إهتماما يذكر لمسألة الديمقراطية بالرغم من أنه – أى دبى – يحكم البلاد بقدر كبير من التسلط .

وهذا الدور اللا أخلاقى لفرنسا ، لا يؤهلها لإثارة القلاقل بإسم الديمقراطية أو غير ذلك من المسميات .

إضافة إلى هذا فإن تواجد الحركات الإرهابية بليبيا ، لا يعطيها سوى السمعة السيئة المستعارة من سمعة ليبيا السيئة فى مجالات الإرهاب ، والأسلحة النووية ، وحقوق الإنسان . فللقذافى تاريخ حافل بالدموية ، أنظر شهداء الجبهة الوطنية للإنقاذ والذين بلغوا 1700 قتيل فى عام 1982 ، و400 آخرين توفو تحت التعذيب مثل الفقيد الشهيد مصطفى مقتاح بن عمران ، نورىمحمد الودانى ، عبد اللطيف المانى وقرابة 200 تم إعدامهم شنقا منهم : محمد سعيد الشيبانى ، ساسى على ساسى زكرى ، أحمد على سليمان .... وآخرون تم إغتيالهم مثل ؛ صالح أبو يزيد الشطيطى والذى تم إغتياله فى أثينا باليونان فى عام 1984 ، جبريل عبد الرازق الدينالى والذى أغتيل فى بغداد بالعراق عام 1985 ، يوسف صالح خربيش والذى أغتيل فى روما بإيطاليا عام 1987 ، محمد على يحى معمر وتم قتله غرقا فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 ..... ألخ .

وبالرغم من المحاولات اليائسة التى تقوم بها الحركات الإرهابية فى دارفور لتشويه سمعة الجيش السودانى إلا أنها لم تسطع ذلك ، فالجيش السودانى ؛ وهو جيش نظامى بكل ماتعنيه هذه الكلمة ؛ إستطاع أن يثبت للعالم ، قدرته على ضبط النفس فى مواجهة فسيفسائية الحركات الإرهابية . بل وقدم العون الكامل للمنظمات الإنسانية ، فى الوقت الذى ضل فيه سعى الحركات الإرهابية فمنهم من خرج إلينا يقول بماركسية الحركة أو ماركسية أفرادها بكلام فلسفى أجوف ، ومنهم من إدعى أنها حركات ديمقراطية ( وهذا ما نلاحظه تماما فى إقصاءاتها الدائمة لأعضائها ) ، ومنهم من إدعى بأنها حركات مناهضة للعروبة ونحن الذين لم نجد إسما واحدا أفريقيا ولا حتى سحنة أفريقية مثل سحنة إخوتنا فى جنوب السودان ظاهرة الأفريقية . كما أن الحركات الإرهابية تجد مأواها فى دولة تعلن أنها دولة عربية بالرغم من أنها فى الحقيقة منبوذة عربيا وأفريقيا .

حتى بات إرهابيوا دارفور ؛ كالشعراء ؛ يقولون ما لا يفعلون ، بل تراهم فى كل واد يهيمون ، وكيف لا ، وهم لا يتبعهم إلا الغاوون .......؟


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved