تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

قضـية الشــرق و سياسة امريكا الخارجية . بقلم د. ابومــحمد ابوآمــنة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
11/6/2005 1:32 م


د. ابومــحمد ابوآمــنة
EAST SUDAN AND USA FOREIGN POLICY

Dr. Abu Amna

تعكس زيارة روبرت زوليك نائب وزيرة خارجية الولايات المتحدة إلى الســودان
اهتمام بلاده الشديد والأولوية التي يوليها الرئيس بوش وحكومته لموضوع السودان وخاصة الاوضاع المتأزمة في الغرب والاستثمارات البترولية المرتبطة بالاستقرار والسلام

في خطابه الضافي الذي القاه امام لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي يوم 29 سبتمبر الماضي ــ وكما كان متوقعا ــ حلل السيد زولك الازمة السودانية بوجود صراع بين مسلمين من اصل عربي وبين مسيحيين ووثنيين من اصل افريقي, فينما المسلمون العرب يسيطرون علي الحكم والاقتصاد فمصير المسيحيين والوثنيين كان التهميش والاهمال, مما ادي الي نهوض تلك الحركات المسلحة.
اما الوضع المتأزم في الشرق فلم ينل اي اهتمام في ذلك الخطاب الضافي. فكلمة ـ بجاـ ذكرت مرة واحدة فقط. بينما كلمة ـ دارفورـ ذكرت 26 مرة والجنوب 14 مرة.

كل العالم يعترف بوجود مشكلة في شرق السودان بما في ذلك كل الدول الاوروبية ونذكر منها علي سبيل المثال انجلترا وايطاليا والنرويج, اذ تقوم هذه الدول بجهود لحلها, وكذلك المنظمة الافريقية, اذ تقوم الان الجماهيرية الليبية وكذلك الدول الارترية بدور الوساطة بين السلطة وجبهة الشرق . بل ان الامم المتحدة نفسها تعترف بوجود تلك المشكلة وهاهي تبذل مساعيها لوضع حل لها.

ان سكان الشرق كلهم مسلمون و افريقييون وان كان لونهم يختلف بعض الشئ عن اخوانهم في الجنوب والغرب, ويعانون من نفس المشاكل التي يعاني منها اخوانهم في الجنوب والغرب. فما هو موقعهم من الاعراب في تحليلات زولك؟ لقد حددت المشكلة السودانية وكانها صراع بين عرب مسلمين وافارقة مسيحيين ووثنيين.

وسكان الشرق ليسوا من هذا الطرف او ذاك.


لكن للشرق مشكلة كبيرة. فمن ناحية التهميش هو الاكثر تهميشا, والاكثر عرضة للمجاعات, والامراض ومنها السل القاتل, والاقل تعليما وتحضرا, والاقل توظيفا في دواوين الحكومة ابتداء من القصر الجمهوري ونزولا للمراسلة والغفير في الدواوين الحكومية.
رئاسة القصر الجمهوري مرت عليها كل القوميات السودانية اما من الشرق فحتي ولا مراسلة. وكذلك الخارجية التي لم يكن من بين دبلوماسييها احد من اصل بجاوي. هذا ينطبق علي كل الوزارات والبنوك والهيئآت الحكومية. عدد وزراء البجا منذ الاستقلال وحتي الان لايفوت أصابع اليد الواحدة.


ان تقارير المنظمات الانسانية الدولية كاوكسفام ومنظمـة الغذاء العالمية وانقذوا الاطفال البريطانية تشير جميعها الي ان نسبة سوء التغذية بين الاطفال في جبال البحر الاحمر هي الاعلي في العالم.
وان نسبة الهموقلوبين هي الادني في العالم
ان نسبة الاصابة بالسل هي الاعلي في العالم
وان العمي الليلي متفشي هناك
وأن المجاعات صارت مستوطنة هناك
وان 20% من السكان يحتاجون لعون غذائي عاجل
ان نسبة وفيات الحوامل تبلغ 2248 بين كل 100,000وهذا رقم صاروخي لا ينافسهن فيه احد في العالم.

السنا الاكثر تمهمشينا يا زولك؟

لهذه الاسباب نهض ابناء الشرق يطالبون بحقوقهم والمتمثلة في المشاركة المركزية في الحكم وتاسيس حكم ديموقراطي فيدرالي حقيقي, وبان يحكم ابناء الشرق انفسهم بانفسهم, وان تترك لهم موارد الاقليم الطبيعية, وبان تحترم ثقافتهم وثراثهم, وان تتاح لهم فرص الدراسة والعمل مع الاخذ في الاعتبار بعامل اللغة في المنافسات الاكاديمية والتأهيلية, ووضع حد للمجاعات والمعاناة الانسانية.

رغم تلك المعاناة التي تفوق التصور فان قضية الشرق لا تجد الاهتمام الخاص في السيلسة الخارجية الامريكية, وهي التي بذلت جهودا جبارة تمثلت في الضغط المتواصل علي سلطة الانقاذ حتي ارغمتها علي توقيع اتفاقية السلام.
يقول زولك في خطابه المشار اليه ان اتفاقية السلام الشامل تضع الخطوط الاساسية لحل مشكلة دار فور ومناطق اخري. فيا ليته حدد تلك المناطق بالاسم وياليته يسعي للتضامن مع جبهة الشرق والمناضلين بالغرب لارغام ساطة الانقاذ لتطبيق تلك الهداف تماما كما فعلت الولايات المتحدة مع الجنوب, حتي يعم السلام والديموقراطية والمساواة والرخاء والنمو كل السودان .

هذا السلام المنشود لم يتحقق حتي الان, والديموقراطية صارت سرابا, الحكومة القومية صارت سلطة الانقاذ, وزارات السلطة والثروة في ايدي الاسلاميين, القتل والدمار يتواصل في دارفور, وقوانين الطوارئ لا زالت معلنة في الشرق والغرب, والتجمعات الطلاببة تمنع حتي في العاصمة. ان الاتفاقية لم تحقق كل تلك الآمال.

لكن لماذا التراخي في سياسة الولايات المتحدة اذاء الانقاذ؟ ألها أجندتها الخاصة؟ هل يلعب البترول دورا فيها؟

ان علي المجتمع الدولي البذل المزيد من الضغط لحل مشكلة الشرق والغرب ,وبل كل السودان لتنفيذ بنود اتفاقية السلام حتي يتحقق تحول ديموقراطي حقيقي وتذوب قبضة سلطة الانقاذ الحديدية.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved