الاسم المشهور للشاعر ( تأبط شراً ) هو حديث والدته عنه حينما سألها أصحابه عنه فقالت ( تأبط شراً وخرج ) إن الشاعر حمل خنجراً تحت أبطه وغادر خيمة الأم .
ولكن هل يمكن أن نقول أن الأستاذ التجاني الطيب الرجل الثاني ومسؤول النشاط الخارجي في الحزب الشيوعي السوداني ، هل يمكن القول ( أن التجاني الطيب الرجل تأبط شراً وغادر القاهرة قادماً إلى الخرطوم ؟) .
إن الخنجر هو منشار النجار ، إن التجاني شخصية صبورة وعنيدة وتعلم من مهنته الأولى وهي النجارة المزيد من الصبر والعناء حتى يخرق المسمار الخشب ، وحينما كتب محمد سليمان عن قيادات الشيوعيين مقالات مثيرة ونشرتها صحيفة ( الميدان ) بعنوان ( النجوم الزرقاء ) فقد أوضح أن التجاني الطيب صمم على تجهيز أثاث أبنته العروس بنفسه .
ويبدو أن التجاني في تلك المرة كان رقيقاً بفضل استخدام مسامير القلووز التي تتسلل بهدوء فلا يتشقق الخشب . إن التجاني الطيب يعود من القاهرة بعد أن فشل التجمع في تحقيق ما وعد به الجماهير وهو ( إشعال الانتفاضة المحمية بقوة السلاح وإسقاط السلطة ) .
ولكن ها هي قيادات تحالف المعارضة تعود وتقبل المشاركة في الحكومة القومية وحكومات الولايات وفي البرلمان القومي وبرلمانات الولايات وسوف يتمتع ممثلو التجمع بكل الامتيازات من سيارات فاخرة ومنازل حكومية وكهرباء مجانية ودفع تكاليف العلاج وقبض بدلات السفر ووقود مجاني .
ولكن من الواضح أن التجاني يخشي أن يقال عن التجمع أنه ( خان القضية ) ولذلك فهو قبل وأثناء وبعد المؤتمر الوطني يقول ( إن التجمع لم يشارك في الحكومة وأن شارك في البرلمانات ) وهذا غريب .
إن المشاركة واحدة ، ولم يصل أعضاء الحزب الشيوعي في البرلمان الحالي مثل المحامي صالح محمود محمد وفاطمة أحمد إبراهيم وسليمان حامد الحاج و فاروق أبو عيسي ، لم يصل هؤلاء إلى البرلمان عن طريق صناديق الاقتراع ونيل ثقة الجماهير ، ولكنهم وصلوا بقرار من الرئيس البشير ونائبه الأول الفريق سلفاكير وفق اتفاقية نيفاشا .
إن الفرق كبير بين الدخول للبرلمان عن طريق الجماهير وبين دخوله بقرار حكومي، إنه فرق مسمار القلووز وهو يتسلل إلى الخشب من المسمار الأخر وهو يقتحم الخشب .
والنجارة مهنة شريفة أتقنها نبي الله نوح عليه السلام وصبر عليها حتى أكمل صناعة سفينة الخلاص .
ولكن يلاحظ أن التجاني الطيب يريد أن يستخدم المنشار في المكاسب السياسية و( المنشار يأكل طالع ويأكل نازل ) أي أن الشيوعيين يريدون التمتع بامتيازات وحصانات المجلس الوطني وفي نفس الوقت يكسبون بريق المعارضة ، إنهم لا يريدون احتكار حزب الأمة والمؤتمر الشعبي لهذا البريق .