ولاية مين

الولايات المتحدة الامريكية

فى البداية اود ان اعرب عن اسفى الشديد، هذا الاسف ما هو الا بمثابة الحس الوطنى، فلولاه لما كتبت هذه المقالة المختصرة.

السؤال الموجه لكل من الاب فلب عباس غبوش و الاستاذ محمد حماد كوة و البروفسير الامين حمودة و الاستاذ يوسف عبدالله جبريل و الاستاذ محمد سليم كيم و الاستاذ عيسى حامدين حسابا كأبناء النوبة قبل كل شىء، حقيقة لقد فوجئت و بالطبع ليس هذا بغريب بأن يتفاجأ كل من هو متابع فى الساحة السياسية فى اروقة جبال النوبة، بأن الاب فلب قد تم تعيينه، او بالاحرى بأنه قد اصبح احد المعينين و ليس من المنتخبين قاعديا بتذكية، من احزاب التجمع ان صح التعبير و من قبل حفنة من الذين كانوا مندسين و هم كانوا يعملون خلف الكواليس تحت مظلة التجمع بأسم الحزب القومى السودانى المعارض و لكنهم فى واقع الامر حزب متوالى بمثابة ان خرقوا اجماع كاودا التأريخى الذى كان يعد كمرجعية اساسية لوحدة النوبة بمختلف الوانهم الحزبية و القبلية و الاثنية، هل انتم فعلا مقتنعون بأختيار الاب فلب عباس غبوش فى هذا البرلمان، ام ان لكم مارب اخرى غير مرئية من هذا الاختيار؟ اليس من الاجدى اختيار احد الشباب و تدريبه للمستقبل القريب ام ان هنالك امر اخر لا ندرى به؟

اود ان، و من باب التزكير فقط للاب فلب و اقول له بأن التأريخ هو سجل زمن و ليس بهذه السهولة ان تكون متواليا لنظام له سجل اشبه بسجل حكومة جنوب افريقيا العنصرية السابقة و التى ذهبت ادراج التأريخ، و انت شخصيا تدرك ذلك فى مضمار التأريخ النوبى عبر النضالات المشهودة دون هوادة. كنت اتمنى او على الاقل ان تحفظ ماء وجهك بمجرد ان رأستم النوبة فى اجتماع كاودا التأريخى بعد ان كن لك جماهير جبال النوبة كل الود و الاحترام و جعلوك بأن تتبؤ رئاسة الحزب القومى السودانى المتحد. و لكن للاسف الشديد انك لم تكن الود ايضا لشعبك الذى كان حريصا بأن لا يفقد واحدا من كوادره القيادية، و لكن سرعان ما تغلبت المطامع على مصالح شعب جبال النوبة و بدأت الاغراءات من صناع اللعبة على رقعة الشطرنج، فهذه هى زمانك يا مهازل فأمرحى " حزب التوالى ". "يعنى مشيت معاهم طوالى عشان يوصلوك وين يا فلب؟" دون ان ترجع للذين ولوك امر رئاسة الحزب القومى السودانى المتحد، و بذلك تكون قد اثبت لشعب جبال النوبة بأنه مهما كان من دورك البطولى فى تلك الايام الخوالى، الا انها كانت زعامة فى نهاية المطاف فى التوالى، فما هى هذه الزعامة المزعومة ياترى؟

لعمرى لم اسمع و لا حتى فى احدى الانظمة البرلمانية العالمية بأن شخصا قد بلغ ما فوق سن التقاعد، بدلا من ان يكون زعيما روحيا فخريا و مكرما و عزيزا وسط شعبه، بل ظل و ظن انه هو الوحيد الذى يقرر مصير جبال النوبة عن طريق التوالى، نا هيك عن التمثيل الوهمى فى البرلمان المبرمج و القصد منه شراء الذين كانوا يحلمون بالمناصب ولم يكتب لهم النجاح، فمن باب اولى ان يتفقوا مع الذين سوف يحققون لهم احلامهم بعد اشعال نار الفتنة فى اوساط ابناء جبال النوبة كى تخلى الوظائف الشاغرة ليتم احتلالها على حسب انهم خير ثلة للثمتيل بالنوبة و ليس تمثيلهم. فالامر و الناهى هم قوم ابن تيميه و ابو الاعلى المودودى كخير امة اخرجت لادارة و زعزعة امن و وحدة جبال النوبة و هذه هى الحقيقة المرة.

اليس من النفاق ان يبرق الاب فلب عباس غبوش برقية لابناء النوبة فى مؤتمرهم الثالث بأمريكا الذى انعقد بمدينة سنسناتى بولاية اوهايو فى السادس من نوفمبر الجارى متمنيا لهم النجاح و التقدم و فجأة يظهر اسمه من ضمن الذين تم تعيينهم فى البرلمان القومى؟ اذا من هو الذى سيقوم بتكاليف السفر و الرعاية الصحية من و الى؟ بمعنى اخر بأن القضية قد تم طرحها فى المزاد التامرى و الغدرى، فكان فى ذلك المزاد تقدم قوم ابن تيميه و ابو الاعلى المودودى بأعلى عرض قدم لشراء الشعب النوبى مما جعل الغير يعجز عن التقديم بعرض يفوق عرض ابن تيميه، فهكذا ضرب جرس المبايعة. " يعنى بالدارجى كدة " الجماعة باعوا النوبة فى سوق النخاسة". بل من هم عملاء القضية؟ هم فلب عباس غبوش و محمد حماد كوة و البروفسير الامين حمودة و يوسف عبدالله جبريل و محمد سليم كيم و عيسى حامدين حسابا". فهل هؤلاء هم الذين سيقررون مصير جبال النوبة بعد اربعة سنين سواءا كان بالبقاء او الفناء؟

تأكدوا بأنكم سوف تدفعون ثمنا باهظا قبلتم ام ابيتم، كوصمة عار على وجوهكم. و على شعب جبال النوبة ان يعوا دورهم الوطنى قبل القبلى قبل فوات الاوان، لان فوات الاوان يعنى الرجوع الى المربع واحد. فعلى كل ابن من ابناء جبال النوبة ان يدرك ما هو المقصود بمربع واحد. ليس من المستبعد ان يشهد شعب جبال النوبة او يرى تطورا غريبا لم يشهده من قبل بالرغم ان ما شاهدوه خلال زمن الحرب فى العشرين سنة الماضية كان مرعبا، الا ربما يكون القادم افظع من ذلك. فهل سوف تصبح جبال النوبة غدا "رواندا الثانية؟"

الله وحده هو العليم.

اللهم جنبنا خطر الهلاك.

بولس كوكو كودى

ولاية مين،