تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حركة جيش تحرير السودان بين التوحدة والإ نشطار. بقلم المحامي/ عبدالمنعم أبو تفه-الدوحة – قطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
28/11/2005 3:42 ص

قادت حركة جيش تحرير السودان تمرد مطلبي باسم شعب دارفور ضد حكومة الخرطوم من أجل تحرير أهل دارفور من التهميش بكافة أشكاله الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي . وقد أفلحت الحركة ومعها حركة العدل والمساواة في خلال فترة وجيزة من أن تسمع العالم مظالم أهل دارفور، وأن تستقطب دعم ومساندة المجتمع الدولي, لإجبار حكومة الخرطوم على الاعتراف بها كحركة مسلحه, تسعى لتحقيق أهداف مشروعه, والجلوس معها على طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع سلمياً وتحقيق مطالب أهل دارفور في القضاء على التهمش.

هدأت الأوضاع الأمنية نسبياً في مناطق دارفور المختلفة خلال النصف الأول من عام 2005 إلا أنها بدأت تتفجر مرة أخرى منذ شهر أغسطس من العام الجاري. ولم تحقق الجولة السادسة من مفاوضات أبوجا بين الحكومة من جهه وحركة جيش تحرير السوادن وحركة العدل والمساواه من جهه أخرى أي نجاح يذكر بسبب تعنت حكومة الخرطوم ، ونقضها لالتزاماتها بتفكيك مليشيات الجنجويد, بل زادت في تحديها للمجتمع الدولي والمجتمع المحلي بإعادة تفعيل نشاط الجنجويد غير الإنساني وغير الأخلاقي,وأيضاً بسبب الخلافات التي استفحلت بين الحركات المسلحه من جهه وبين بعضها البعض من جهة أخرى, وعلى وجه الخصوص حركة جيش تحرير السودان بين جناحي كل من السيد عبد الواحد محمد نور رئيس الحركة والسيد مني آركوري مناوي الأمين العام للحركة والذي تم تعيينه مؤخراً رئيساً للحركة بمؤتمر عقد بقرية حسكنيته بالأراضي المحررة . ولم يعترف عبد الواحد محمد نور وأنصاره بما يعرف بمؤتمر حسكنيته الذي عقد بواسطة منى اركوري مناوي وأنصاره .

وكان نتيجة ذلك المؤتمر هو انشقاق الحركة الى فصيلين وهما فصيل عبد الواحد محمد نور –الفصيل الرئيسي- وفيصل منى اركوري مناوي –الفصيل المنشق- ويتمتع فصيل عبد الواحد بالسند الشعي والجماهيري الواسع وخاصة بين أنصار الحركة من المثقفين بالداخل والخارج ، بينما يفتقد فصيل منى الى مثل ذلك السند الشعبي باعتباره الفصيل المنشق من الفصيل الرئيسي بقيادة عبد الواحد محمد نور ، علاوه على أن منى اركوري بترشيح نفسه رئيساً للحركة قد جلب على نفسه سخط الفالييه العظى من أهل دارفور الذين يرون أن مثل هذا التصرف ينطوي على قدر كبير من عدم الإرتقاء الى مستوى المسئولية وعدم التبصر بطبيعة المرحلة والتي تتطلب تضاعف الجهود من أجل الحفاظ على وحدة الحركة والإسراع في التوصل الى تسويه سلميه تعيد الملايين من أهل دارفور النازحين واللاجئين الذين يفترشون الثرى ويلتحفون السماء يتوقون للعودة الى قراهم المدمرة لأعمارها والى أراضيهم المحروقة لإصلاحها وزراعتها.
ويسيطر جناح منى اركوري على قوة عسكرية أكثر تنظيماً وتجهيزاً وتدريباً من القوة العسكرية التي تتبع لعبد الواحد محمد نور رغم أن القوة العسكرية التي تتبع لعبد الواحد هي الأكثر عدداً والأوسع انتشاراً على امتداد أراضي دارفور من الناحية الجغرافية والديمقراطية .

وإذا كان انشقاق منى من شأنه أن يفقد الحركة قوة عسكرية لإيستهان بها رغم صغر حجمها بالنسبة لقوات الحركة الأخرى التابعة لعبد الواحد محمد نور فإن مثل ذلك الانشقاق لاشك يشكل خسارة كبيرة للحركة.

وقد سعى المجتمع الدولي الى محاولة توحيد الفصيلين بغرض توحيد رؤى الحركة في مفاوضات ابوجا القادمة - والتي تم تأجيلها الى 29/200511- بغرض تسريع انهاء المفاوضات والتوصل الى حل سلمي مقبول لجميع الأطراف، ولذلك الغرض تم عقد اجتماع في نيروبي 8/11/2005 حضره ممثلون عن الفصيلين وممثلون عن المجتمع الدولي بقيادة نائب وزيرة الخارجية الأمريكيه السيد/ زوليك ، إلا أن تلك المحاولة لم تكلل بالنجاح. ولا زالت المساعي الدولية والمحلية لتوحيد الفصيلين جارية، وهناك مساعي في ذات الاتجاه ايضاً مبذولة من دولة تشاد، وتلاها الإجتماع الذي عقد بمقر بعثة الاتحاد الافريقي بمدينة الفاشر بتاريخ 19/11 الجاري بحضور عبدالواحد ومني والسيد/بابا غانا كينغي رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي بالسودان والسيدة/ جرانداي فرايزر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية والذي فشل بدوره في تحقيق الوحدة بين جناحي الحركة.
والتطور الإيجابي الذي حدث هو تمخض إجتماعات الفصيلين بتاريخ26/11 الجاري بدولة تشاد عن توحد الرؤيا حول الجولة السابعة لمفاوضات أبوجا, وفي ذلك أخف الضررين حيث أن توحد الرؤيا من خلال وفدين خير لمصلحة المفاوضات من إختلاف الرؤيا داخل الوفد الواحد.

ومجمل القول هو أن الانشقاق داخل الحركة قد بات أمراً واقعاً وأن المساعي الداخلية والخارجية لتوحيد الفصيلين لا زالت جارية.

وفي إطار المساعي لتوحيد الفصيلين قد برز رأي من داخل الحركة ومن خارجها يدعو الى إقامة مجلس رئاسي يتكون من خمسة أعضاء من بينهم عبد الواحد محمد نور ومنى اركوري وان تكون رئاسة المجلس بالتناوب بين أعضائه وان تكون القيادة جماعية,والرئاسة دورية.

وفي تقديري أن هذا الرأي من شأنه أن يؤدي الى توحيد الحركة وحفاظها على تأييد غالبية أهل دارفور بكافة قبائلهم .
أما في حالة اصرار كل من عبد الواحد ومنى اركوري على عدم تقديم تنازلات لأجل التوحد فإن الانشقاق سوف يتعمق وربما فقدت الحركة جانب الدعم والتأييد الدوليين وايضاً التأييد الداخلي من معظم قبائل دارفور وربما تنزلق الحركة الى القبلية الضيقة بدلاً عن القومية التي لازالت تتمتع بها,بل اكثر من ذلك قد يتحول سلاح الحركات الموجه نحو الحكومة الى صدور افراد الحركات نفسها، ستكون تلك الطامة الكبرى علىالحركات وعلى اهل دارفور وعلى كل المناضلين الشرفاء من الشعب السوداني .

وعندها ستكون حكومة الإنقاذ هي الرابح الأول وستسعى الحكومة وقد بدأت فعلاً بواسطة عناصرها الأمنية في بث الشائعات للترويج للفتنة القبلية داخل الحركات وتجريدها من بعدها القومي .

ولتفويت الفرصة على حكومة الخرطوم في النجاح في ممارسة سياساتها القذره والمعهودة في تفتييت مكونات الشعب السوداني وتنظيماته المختلفة، على انصار حركة جيش تحرير السودان بجناحية وعلى شعب دارفور عامة التسلح بالوعي التام بأن الخلاف داخل الحركة ليس خلافاً قبلياً، وانما هو خلاف شخصي بين كل من عبد الواحد ومنى. وعلى الجميع وخاصة عناصر الحركة عدم الوقوع في الفخ المنصوب لهم من حكومة الخرطوم وعدم التعامل مع عبد الواحد أو منى على أساس قبلي . ووقف التراشق بالكلمات وهجوم كل فريق على آخر عبر وسائل الاعلام وخاصة المواقع والصحف الالكترونية. فإذا كان الانشقاق قد وقع فعلاً وإذا لم يتم التوحد فالتعاون الفصيلين من اجل الهدف المشترك وهو ازالة التهميش عن اهل دارفور والعمل من أجل سودان ديمقراطي فدرالي تسوده الحرية وتحترم فيه حقوق الانسان ويتخذ فيه المواطنة معياراً لإكتساب الحقوق واداء الواجبات دون تميز بين المواطنين على اساس الدين او العرق او الثقافة .

وعلى الجميع الوعي بأن العدو المشترك والذي يجب أن يتوحد الجميع ضده هو حكومة الانقاذ .

وقبل كل ذلك على قادة حركة جيش تحرير السودان ان يتساموا بأنفسهم عن الطموحات الشخصية وان يضعوا في حدقات اعينهم معاناة مليونين ونصف المليون نازح تشرئب اعناقهم المنهكة لرؤية أبطال الحركة عائدين اليهم بالنصر والسلام والأمن والإعمار والتنمية.
المحامي/ عبدالمنعم أبو تفه
الدوحة – قطر
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved