تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

وداعاً اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بقلم طه يوسف حسن - سويسرا - جنيف

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
26/11/2005 5:46 ص


شهد قصر الأمم المتحدة بجنيف يومين من المناقشات بخصوص نظرة الدول والمجموعات الإقليمية لشروط إقامة مجلس حقوق الإنسان البديل المرتقب للجنة حقوق الإنسان التي تلتئم فعالياتها سنوياً بجنيف حيث أقرت الجمعية العامة في قمة الألفية، بناءا على اقتراح سويسري إنشاء مجلس لحقوق الإنسان ليحل محل لجنة حقوق الإنسان. وعلى الرغم من تباعد مواقف الدول بخصوص الإطار القانوني والمكونات وطريقة العمل التي على هذا المجلس أن يعمل بموجبها، فإن الكل مجمع على اعتبار أن لجنة حقوق الإنسان قد فشلت بسبب "التسييس والانتقائية والكيل بمكيالين" في معالجة الانتهاكات المرتكبة في مجال حقوق الإنسان. ولاشك أن الغموض الذي تحدث به رئيس الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة السيد يان الياسون للصحفيين يوم الأربعاء 23 نوفمبر الجاري بخصوص نتائج هذه المشاورات يعكس عمق الخلافات التي لازالت قائمة بين الأطراف والمجموعات الإقليمية بخصوص مهمة ومكونات وطرقة عمل هذا المجلس. كما لم تتفق الأطراف المختلفة بعد على المراحل الانتقالية التي يجب اعتمادها في انتظار إقامة المجلس. ولاشك أن صعوبة التوفيق بين كل هذه المواقف هي التي دفعت رئيس الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة لتنظيم هذين اليومين من المشاورات في جنيف، في خطوة نادرة قلما لجأت إليها الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة. في الوقت الذي تطالب فيه دول قليلة وعدة منظمات غير حكومية بمنح مجلس حقوق الإنسان إطارا قانونيا يرقى إلى مستوى مجلس الأمن الدولي، ترى دول أخرى أنه يجب أن يبقى متفرعا عن الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة وخاضعا لإجراءاتها. وترى الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الإطار أن مجلس حقوق الإنسان يجب أن يحظى بصلاحيات رفع توصيات للجمعية العامة ولمجلس الأمن الدولي. وكانت منظمات المجتمع المدني قد لخصت اقتراحاتها في بيان جماعي أعربت فيه عن اعتقادها أن هذا المجلس يجب أن يرقى إلى مستوى مجلس الأمن الدولي. واقترحت أن يبقى تابعا للجمعية العامة خلال المرحلة الانتقالية التي تمتد لخمسة أعوام. في حين طالبت دول مثل الصين وبعض الدول المنتمية لمجموعة عدم الانحياز ومجموعات إقليمية، مثل منظمة المؤتمر الإسلامي، بضرورة تجنب الإقصاء وترك المجال أمام الجميع للمشاركة كأعضاء في المجلس القادم في انتخاب عادي وباقتراح من المجموعات الإقليمية، مثلما كان الحال بالنسبة للجنة حقوق الإنسان، ترى دول أخرى أنه يجب تشديد شروط العضوية وفقا لما اقترحه الأمين العام عند الإعلان عن تبني فكرة إقامة مجلس لحقوق الإنسان. فالولايات المتحدة الأمريكية شددت على ضرورة اختيار الدول الأعضاء بشكل فردي وبتصويت بأغلبية ثلثي الدول الأعضاء في الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة. وهي النقطة التي تساندها منظمات المجتمع المدني، موضحة أنه على المجموعات الإقليمية أن تقدم أكثر من عضو لترك المجال متاحا أمام الجمعية العامة للاختيار. وإذا كانت منظمات المجتمع المدني قد اقترحت أن تراعي المجموعات الإقليمية أثناء ترشيحها أعضاء جدد في أن يكون لهؤلاء الأعضاء سجل مشرف في مجال حقوق الإنسان، وطالبت بأن يتعهد البلد المرشح لعضوية المجلس كتابيا بالالتزام بعدد من الإجراءات أثناء عضويته، فإن الولايات المتحدة اقترحت إقصاء الدول التي لها سوابق في مجال حقوق الإنسان بموجب المواد 41 و42 من ميثاق الأمم المتحدة، من عضوية هذا المجلس. وإذا كانت سويسرا في اقتراحها تشكيل مجلس لحقوق الإنسان قد تركت المجال مفتوحا أمام عدد الدول الأعضاء في هذا المجلس، فإن الآراء لا زالت متضاربة بين من يرغب في تحديد العضوية في حدود 30 عضوا، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن يرغب في الاحتفاظ بعضوية، مثل التي تعرفها لجنة حقوق الإنسان حاليا أي 53 أو أكثر كما جاء في اقتراح الصين وبعض الدول النامية. من النقاط الهامة التي برزت عند اقتراح فكرة استبدال لجنة حقوق الإنسان بمجلس لحقوق الإنسان، احتمال أن يتمتع المجلس الجديد بحق الانعقاد بشكل دوري على طول السنة بدل الاكتفاء بجلسة سنوية لمدة ستة أسابيع. وقد ظهرت أفكار بهذا الخصوص بحيث ترغب الولايات المتحدة الأمريكية في أن يتم انعقاد دورات مجلس حقوق الإنسان الجديد كل شهرين ولمدة أسبوعيين. أما عن الدورات الخاصة لمعالجة قضايا طارئة التي كانت تستغرق وقتا طويلا في المناقشات والإجراءات المعرقلة - مما يجعل انعقاد الدورة يتم بعد فوات الأوان- فقد اقترحت منظمات المجتمع المدني إقرار انعقاد دورات خاصة خارج الدورات العادية التي يتفق عليها للمجلس بدعوة من ثلثي الدول الأعضاء، أو بدعوة من رئيس الدورة، أو من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أو المفوض السامي لحقوق الإنسان. وتجمع غالبية الدول الأعضاء على ضرورة نقل كل الصلاحيات المخولة حاليا للجنة حقوق الإنسان للمجلس القادم، بما في ذلك الإجراءات الخاصة والحفاظ على دور المقررين الخاصين وعلى دور اللجنة الفرعية التي تعتمد على نشاط الخبراء المستقلين. ولكن دولا مثل الصين وبعض الدول النامية رغبت في مراجعة بعض الإجراءات مثل البند التاسع الذي يعالج الانتهاكات في بعض الدول، منتقدة دور اللجنة في النعت والتشهير بالنسبة لبعض التجاوزات ومقترحة استبدال ذلك بالمساعدة التقنية للدول من أجل الرقي باحترام حقوق الإنسان إلى المستوى المطلوب. وهو الجدل الذي أثير منذ سنوات في لجنة حقوق الإنسان حول استبدال البند التاسع بالبند التاسع عشر، أي العدول عن إدانة الدول واستبدال ذلك بالمساعدة التقنية في مجال حقوق الإنسان.

كل هذه الأفكار يجب أن تعرض على الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة خلال الأسابيع القليلة القادمة بغرض التوصل إلي اتفاق قبل نهاية العام. وهذا ما سيقوم به رئيس الجمعية العامة بمجرد عودته إلى نيويورك. وهو ما يترك تساؤلات حول إمكانية انعقاد الدورة الأولى لمجلس حقوق الإنسان مع بداية العام القادم. لكن رئيسة الجمعية العامة رفض الإجابة عن هذا السؤال. لكن السؤال المطروح في حال عدم حصول اتفاق بخصوص تفاصيل هذا المجلس الجديد لحقوق الإنسان، هو هل ستضطر لجنة حقوق الإنسان إلى الانعقاد بشكلها القديم؟ سؤال لم يرغب رئيس الجمعية العامة الفصل فيه، لكن الولايات المتحدة في تدخلها أمام الاجتماع الاستشاري أوضحت بأنها لا ترغب في رؤية انعقاد لجنة حقوق الإنسان بصيغتها القديمة. غير أن الوفد الأمريكية اعترف على كل بأنه "في حال عدم حصول إجماع من هنا حتى نهاية العام فقد تقبل واشنطن انعقاد لجنة حقوق الإنسان، ولكن فقط لمدة أسبوعين بدل الستة".
ولتجنب هذا التعقيد وهذا التأزم، شدد الوفد الأوروبي على ضرورة الاكتفاء بتحديد الإطار العام لهذا المجلس على أن تترك التفاصيل حول طريقة عمله ومكوناته وصلاحياته لكي يتولاها بنفسه بعد تأسيسه



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved