تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رسائل مدينة الطيور و الاساطير (4 بقلم أ . احمد يوسف حمد النيل - الرياض

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
21/11/2005 7:41 ص

رسائل مدينة الطيور و الاساطير. (4)
الرســــــــــــالة الرابعة .

عزيزتي / بنت الدر,,,,,,, بائعة البخور

لقد جئتك في مدينة الاساطير متعللا بما الم بي . ربما لم تكن الايام هي نفس
التي كانت تطوف بخواطرنا , و لم تكن نفس الايام التي نعشق فيها رائحة المطر و
الدعاش. كنت احس بمسحة من النعومة و كنت اراهن على الايام على ما ستاتيني به
كاي شاب قوي يقاوم الواقع بك احاسيسه القوية . فافرطت في هذا الاحساس . ثم
تجهمت في خاطري الظنون و سكنتني الهواجس و تقلبت بي الاحوال و اغترب عن خاطري
كل احساس نبيل ذو سمة انسانية عالية النقاء و كل مثل نبيل . فاصبحت قوي فظ كاي
رجل تتدفق في شرايينه سمات الفحولة و الصبينة ليس كانسان تتدفق من دواخله اسطر
متوازنة تحمل جملا ابداعية و انسانية . و سرعان ما انقرضت الاسطر فتلاقت و
تشابكت مع فظاظة الحس الاخر . فاصبحت لا اعي و لا ادري من اين ياتي الانسان
فيّ. و اصبحت لا اتكهن ولا ادري مفاتيح حروفها فضجت في دواخلي فحولة الزمان و
همجيته . و عقلية الارض التي احس فيها نسمات الرجولة . فلم يجدر بي الا ان
ااتيك الا مدججا باسطح كرتونية و ملامح فرعونية و اجداس الشيطان . و هذه
الاسلحة ذات حدود كثيرة اقلها فتاك . لكي تحرقي لي البخور و تبللي لي الاعشاب
فما اصف نفسي الا عاجزا قد وصلي بي العجز الى هذا الطريق المسدود . و بينما انا
بين يديك تثور ثائرتي و تنضح تحت ما يسمى بالانتصار للذات فاحرق ما بي من احساس
بتلك الاعشاب و اخرج عنك و انا متوتر . وهناك في الشارع ارى من هرج ومرج و خلط
لكل جميل بما هو قبيح تعود لي نفس الافكار فاعود لمغالطة نفسي من جديد واجدها
تدور بي مرة اخرى تجاه محرابك ولكنني يبدو عليّ القلق .

التوقيع,,,,,,,,,,,,, ود محريب – عراف المدينة .

الــــــــــــــــــــرد (4)

عزيـــــــــــــــــــــــــــــــزي / ود محريب .
الدجاجة تبيض تفقس و
يكبر صغارها فتبيض و تفقس هي هكذا دورتها منذ ان خلقت . لكن اهل بيزنطة اخذوا
يتجادلون في ما الذي اتى اولا اهي الدجاجة ام البيضة ؟! لا علينا بجدل بيزنطة
فلناخذها كحقيقة مسلمة و لا داعي لهدر الوقت لان هذا المنطق منطق الخلق لا شان
لنا فيه بل علينا ما بعد منطق الخلق . ما دفعني لهذه المقدمة هو هل ان الفكرة
وليدة الانسان تحت ظروف معينة ام ان الانسان هو وليد تلك الفكرة المعينة ؟
لاثبات هذه الفكرة المعقدة علينا احضار كوب او اي اناء زجاجي ساخن ثم نصب فيه
ماء بارد بالطبع ستتشقق الزجاجة و اذا اتينا بزجاجة اخرى ساخنة و وضعناها على
لوح من الثلج ستتشقق هذه الزجاجة . اذا اثبتت التجربة ان الانسان لا يحتمل
بيئة غير لائقة به . و اذا كانت الفكرة غير سليمة لا تتماشى مع الانسان و اذا
كان هو غير سليم لا يتماشى مع افكار ما سليمة و لا يحدث تطابق على الاطلاق . و
انا كاي انثى خرجت من رحم امي افرح لما تفرح له و احزن لما تحزن له . فاي
منطق يدعني ان اصبح مثل الزجاجة و الثلج و ما لي و الجدل البيزنطي . و مالي
اعادي اهل اليونان لاخسر كياني و انوثتي المترعة بافكار رحم امي ؟ فلتكن امي
مهدي ومثوى خلدي . و لا اهتم من بعد ذلك بؤدي مجتمعيا لا لشي الا انني اصبحت
في كنف امي . و ان فعل المجتمع فليخسف بي الارض ما دامت امي قد وئدت مجتمعيا
وهاهي ترعاني اليوم . فلتتخذ امي من بعد ذلك فضيلة الاسكيمو و تقدمني لضيفها
الذي جاءها ليلا ما دامت هي ترضى عن ذلك بعدما رايت الجرح يدمي و لن يكتب له
الاندمال . نصبت لي "راكوبة" تغطيني من حرارة الشمس لا يفصل بيني وبينها الا
تلك الجوالات المهترئة الاوصال في طرف المدينة . تحت هذا المخبر خبرت المدينة
الماجنة المخادعة . و حينها فارقت امي و هي لا شك راضية عني لاني امارس طقس
هام في الحياة هي اول من آمن به من النساء و اول من يموت في سبيله . و اصبح سيل
المدينة الجارف يدلف تجاهي بكل بهاء المدينة و نتنها و في موكبه جملة سكان
المدينة من مثقفين و سائقين و مراكبيه و خضرجية و عربجيه و في بعض الامسيات
ياتيني اصحاب اللحى المكتنزة يحملون المسابح . و لهذه الاسباب كرهت الحديث عن
الجدل البيزنطي و مثل هذه الاسئلة . هل خلق الانسان اولا ام هذه الافكار؟ و
حتى لو سالنا هابيل و قابيل من المخطيء و هل خلق الخطا اولا ام الانسان فلا
يجاوبان . لذا فلا جناح عليّ فاذا سالت فساطلب من احد ما ان يحل معضلة الدجاجة
و البيضة . و ان خرجنا من الجدل البيزنطي حينها ساخرج على امي وسيكون لي تفسير
اخر لهذا السؤال هل هذه الافكار لي ام لامي ؟ و هل امي جاءت قبل هذه الافكار ام
انها ورثتها ؟ و حتى ذلك الحين فسوف امارس تجارتي و اروج لها .


التــــــــــوقيع / بنت الدر – بائعة البخور .

بقلم / أ . احمد يوسف حمد النيل - الرياض

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved