تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الجــــفاء يســــود بينهما الانقـاذ لزولك: الوداع, لا تعد ثانية بقلم د. أبومحمد ابوآمنة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
20/11/2005 6:59 ص

الجــــفاء يســــود بينهما
الانقـاذ لزولك: الوداع, لا تعد ثانية
The Land Of No Return
NIF: Zoellick Unwanted
د. أبومحمد ابوآمنة
الجفاء بلغ قمته هذه المرة بين زوليك وجماعة الانقاذ. فالضيف لم يحصر نفسه داخل السفارة ولم تقتصر مقابلاته علي رجال الدولة. وتصريحاته لم تكن هذه المرة بتلك اللغة الدبلوماسية المنغمة التي الفتها الانقاذ.
الرجل جاء مدفوعا هذه المرة من جماعات حقوق الانسان الامريكية ومن منظمات الكنائس وفعاليات داخل الكونقرس الامريكي وعلي راسها جماعة سودان قوقاز وبعد ان فرض الكونقرس قانون عقوباته علي السودان.
جاء هذه المرة والادارة الامريكية نفسها تتعرض لنقد عنيف وتتهم بالتواطئ مع السلطات الارهابية في الخرطوم ومحاولة احتوئها كما هي دون ان تغير جلدها الخارجي. جاء هذه المرة ليخاطب الفعاليات السودانية الاخري وليذكرها بدورها في تحقيق السلام. فكان عقد المؤتمرات الصحفية واللقاء بالمعارضة ومحاولات توحيد جبهة تحرير السودان ومناشدته للحركة الشعبية بان تتحرك وتجعل من نفسها حزبا سياسيا فعالا, حتي تستطيع ان تلعب دورها في تحقيق السلام والاستقرار. اتصل بالقيادات القبلية في دارفور ليعرف ما يجري علي ارض الواقع.
جاء هذه المرة والانقاذ نائمة كابي الهول علي اتفاقية السلام.
فكان لابد له ان يكون واضحا.
فقالها وكررها بوضوح ان السلام والاستقرار والامن والديقراطية والمشاركة في السلطة وسحب الجيش من الجنوب والتمية لم تتحقق. وان المليشات التي تدعمها سلطة الانقاذ لازالت كما هي من دفاع شعبي وجيش رب وجنجويد في الغرب وجماعة جهاد في الشرق.
اما السلطة فوجدها تفسر تلكؤها في تنفيذ الاتفاقية بوفاة جون قرنق تارة, وبالشهر الكريم تارة اخري, وتارة بعدم وجود مواصلات لسحب الجيش من الجنوب ألخ من التبريرات.
حتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية بطوله وعرضه يتعرض لمضايقات وتحرشات من الاجهزة الامنية ومن كبار المسئولين. ففي زيارته الاخيرة لدارفور, كما روت وكالة اب في العاشر من نوفمبر, منع من زيارات مواقع قري كان قد تم حرقها تماما وازلتها من الوجود. وعندما اصر زولك علي زيارة تلك المواقع تحرش به الوالي عبد النبي وحذره من التحرك وان عليه ان يقبل المعلومات التي تمدها به السلطة. ورد عليه زولك بغضب بانه لايثق باقوال المسئولين ولابد ان يستمع لاطراف اخري وبانه سيرفع الامر وما يتعرض له من مضايقات لعمر البشير,فرد الوالي بانه هو عمر بشير دارفور.
احتد النقاش وعلا الصياح وازداد الموقف توترا, وكاد ان يقع الاشتباك ولكن الضيف استعمل مرة اخري دبلوماسيته وتراجع.
عندما يزور مسئول كبير في مقام كوفي عنان او كولن باول او زولك دارفور يحضر بلبسة عادية للغاية لاتتعدي البنطلون والقميص ويصر هذا المسئول علي الحديث مع بسطاء الناس والاستماع الي مشاكلهم ومعاناتهم ومسح الدمع الذي ينهمر من عيونهم . بل وعلي الجلوس معهم علي البرش. ويتناول الشاي والماء معهم ويتبادل الحديث.
هل يحدث هذا عندما يحضر مسئول سوداني كبير للفاشر؟ طبعا لآ.
فلنبدا باللبسة. مسئولونا يستعملون من الملابس افخرها , ومن العطور اقيمها فلابد من ملفحة, وعباءة وجلاليب وعمائم كبيرة تليق بالمقام ولاكمال صورة الفخفخة والنفخة الكذابة لابد من حمل العصا. ولابد للوجه ان يلمع.. فهاكي يا كريمات وحتي لاتفوح الرائحة الكريهة فهاكي يا عطور باريس.
بمجرد نزوله من الطائرة لابد من التلويح بالعصا, الله اكبر! الله اكبر! ويحاط بسياج من المسئولين المنعمين المترفين ورجالات التنظيم ووجهاء المدينة وجيش من رجالات الامن غير الذي حضر معه بالطائرة. ثم الي عربات اللاند كروز المكندشة ثم الي سرادق الاحتفتال, حيث الخطب المنمقة المعدة سلفا,, الله اكبر! الله اكبر! ثم بعد ذلك مباشرة تقع معركة التهام ما لذ وطاب. وبمجرد ان تمتلئ الكروش يتوجه الي المطار مودعا دارفور دون يضع يده في يد دارفوري حقيقي. و دون ان يشاهد اشلاء قرية حرقت, ودون ان يمسح دمعة امراة اغتصبت ودون ان يحتضن طفل قد يتم ودون ان يري معاناة الملايين في معسكرات النازحين.
يعود الي الخرطوم وكل ما يعرفه عن المشكلة هي تلك التقارير التي تكتبها سلطات امنه المتحالفة مع الجنجويد والمشاركة في الاجرام.
هذا هو الفرق بين زيارة وزيارة.
فرق اخر بيننا وبينهم. فبينما الادارة الامريكية معرضة للمسائلة , فالانقاذ تفعل ما تشاء , تلتزم بشئ ولا تنفذه, ولا تتعرض للمسائلة. هذا هو الفرق بين وضع ديكتاتوري غاشم ووضع ديموقراطي.
جاء زولك وقال في مناسبات متكررة ان اتفاقية الســلام تترنح وبل ان مســتقبل الســودان كقطر يترنح. واخيرا توصلت حتي امريكا لتلك الحقيقة. ان سلطة الانقاذ لغاضبة علي تصرفات زولك هذه المرة, فزيارته تزامنت هذه المرة مع تمديد فرض العقوبات, كما كان زولك نشطا في مخاطبة الطلاب وكل الفعاليات لتقوم بدورها في عملية السلام وكانت له محاولاته لتوحيد جبهة التحرير في دارفور ودفعه للحركة الشعبية لتتحرك شعبيا لتفرض عملية السلام. كل هذه التصرفات لا تصب في صالح سلطة الانقاذ.
وفي مؤتمره الاخير صرح:
"كل ما يمكنني قوله هو إن كل ما أحاول عمله يهدف إلى تحقيق تنفيذ الاتفاق والى دفع مختلف الفرقاء إليه، لكن واحدة من رسائلي الأخرى هنا، سواء كان ذلك إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان ، أو إلى الحكومة أو في الخطاب، على الســودانيين، في نهاية المطاف، أن يكونوا مسؤولين عن مشاكل السودان. فلا أميركا ولا الأمم المتحدة ولا أي جهة أخرى بإمكانها حل جميع هذه الأمور"
بمجرد صعوده للطائرة للمغادرة النهائية تنفست الانقاذ الصعداء وصرح البشيربانه لايحتاج لزولك لحل مشاكله, فالوداع يا زولك ولا عودة لك.
نعم لا امريكا ولا الامم المتحدة ولا اي اي جهة اخري تستطيع حل مشاكل السودان. الشعب السوداني وحده هو الذي سيحل هذه المشاكل... وان طال الزمن.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved