تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

متى تكف الأنظمة العربية عن هذا الأسلوب بقلم هاشم بدر الدين

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
11/2/2005 8:23 م


طالعتنا صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة يوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2005 فى صدر صفحتها الأولى بخبر مفاده أن والد السيد محمد عبدالعزيز، زعيم البوليساريو، يعلن تمسكه بمغربية الصحراء. الخبر جاء مرفق بتفاصيل عن جولة يقوم بها السيد عبدالعزيز فى المدن المغربية، وهى جولة بلا شك تنظمها الحكومة المغربية.

قمت بإرفاق تعليق فى موقع الصحيفة فى شبكة الإنترنت لكنه لم ينشر كما هى عادة القائمين على موقع صحيفة الشرق الأوسط فى عدم نشر التعليقات التى تمس بعض الأنظمة العربية.

الجمهورية الصحراوية دولة غنية بالمعادن كانت تستعمرها أسبانيا، لكن عند إنسحاب اسبانيا منها فى عام 1975، فوجئ العالم بتكرار مشهد نامبيا، و دخول القوات المغربية والموريتانية و إعلان الدولتين إقتسامها الصحراء الغربية بوضع اليد. بالرغم من أنه لا يوجد فى أضابير الأمم المتحدة أو منظمة الوحدة الأفريقية أو جامعة الدول العربية مطالبة مغربية أو موريتانية بالصحراء الغربية سبقت عملية الغزو والبلطجة التى أسمتها المغرب المسيرة الخضراء.

حكام موريتانيا، و كعادة الحكام العسكريين عندما يطال السيف أعناقهم، تخلوا عن مزاعمهم فى الصحراء الغربية بعد هجوم البوليساريو الجرئ على عاصمتهم نواكشوط. فطار رئيسهم مرتعد الفرائص إلى الجزائر ليوقع مع البوليساريو إتفاقاً يعلن بموجبه سحب قواته من الصحراء. فما كان من المغرب إلا التمادى فى الغىّ و ضم الجزء الذى إنسحبت منه القوات الموريتانية ايضاً إليه. لكن تحت وطأة هجمات البوليساريو لم يجد ملك المغرب بداً من السفر إلى طرابلس و إعلان الوحدة بينه و بين ليبيا. وهو الإعلان الذى علقت عليه مجلة نيوآفريكان النيجيرية بكاراكتير يصور الملك الحسن فى زى عروس تتأبط ذراع القذافى.

الجمهورية الصحراوية نالت إعتراف معظم الدول الأفريقية، و حصلت على مقعد فى منظمة الوحدة الأفريقية بعد حرب إستبسل فيها شعب الصحراء الغربية، لم تقف إلى جانبه فيها من الدول العربية سوى الجزائر و ليبيا. بينما وقفت الأنظمة الملكية العربية و حلف كامب ديفيد مع الطرف الآخر.

الدول الغربية، وفى سعيها لإيجاد مخرج للنظام المغربى، تبنت إصدار قرار من مجلس الأمن قبلت به المغرب، نص على إعطاء شعب الصحراء الغربية حق تقرير المصير بعد 10 اعوام، وقد إنصرمت هذه الأعوام، ولكن نظام أمير المؤمنين الحاكم فى المغرب، و الذى يعول على علاقته بالغرب، التى إستمداها أصلاً من علاقته بإسرائيل نكس بوعده فى إجراء الإستفتاء.

الآن ومع تهديد البوليساريو بالعودة إلى الحرب، ها هو النظام المغربى يشن حملة تعبئة داخلية يلجأ فيها لأساليب الأنظمة العربية الخسيسة فى إستخدام والد زعيم البوليساريو، كأنما القضايا السياسية يمكن أن تُختزل فى أشخاص و تُصور بسذاجة على أنها نزعات و ميول فردية أو عمالة لدول أجنبية.

لقد أدمن المواطن العراقى فى عهد صدام حسين مشاهدة تسجيلات لطوابير من أقارب معارضيه يتبرؤن فيها منهم أو ينتقدونهم و يعلنون ولاءهم للقائد الذى يفتدى بالروح و الدم. و كذلك قدم صدام فى أواخر عهده للعالم واحدة من مسرحياته الشكسبيرية التى سوف تخلده على مدى الدهر. فقام بتصفية زوجى بنتيه بأيدى بعض أقاربهما، بعد أن أعطاهما الأمان (أشبه بالأمان الذى أعطاه المشير سوار الذهب لشهداء الثامن و العشرين من رمضان).

النظام السعودى أيضاً، و كعادة الأنظمة الحاكمة فى المجتمعات الإسلامية الأبوية، و بعد أن إستنفد أسلوب فتاوى تكفير المعارضين السياسيين، التى يصدرها علماؤه المملوكون للدولة، الذين يصفهم الإمام الغزالى (بالعلماء السوء)، أخذ يتحفنا بين الفينة و الأخرى من خلال وسائل إعلامه بتصريحات لآباء معارضيه الذين يسميهم (مطلوبين)، يتبرؤن فيها منهم أو يطالبونهم بتسليم أنفسهم لجلاديهم.

النظام الروسى ايضاً لم يتوانى عن توظيف ثقافة المجتمعات الإسلامية فى محاربة أعدائه الشيشان ، فقد عرض التلفزيون الروسى تسجيلاً لوالد القائد شاميل بوسايف يتبرأ فيه من إبنه الذى يقاتل المستعمرين الروس. ، وكأنما مبايعة عقيل بن أبى طالب لمعاوية قد قدحت فى إمامة على كرم ألله وجهه، أو جعلت من الفئة الباغية شيئاً غير ما هى.

بعد أسر الرفيق داؤد يحيى بولاد فى دارفور عام 1991، وبعد أن عمت التساؤلات الشارع السودانى عن القيادى فى تنطيم الأخوان المسلمين، والرئيس السابق لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذى إنضم إلى الجيش الشعبى. لجأ الترابيون كعادة أشباه الرجال للكذب والبهتان، و زجوا بإسم طفلته فى فرية ليس لها سابق ولا لاحق فى تأريخ السودان. فكتبت صحيفة الإنقاذ الوطنى أن بولاد قد إرتد عن الإسلام و إعتنق المسيحية، و جاءت بدم كذب، خطاب مفترى (سيجدوه فى صحائفهم يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت) زعموا أنه أرسله إلى إبنته يعدها فيه بالحضور ليحتفل معها بعيد ميلادها وميلاد السيد المسيح. وجاءت صحيفة الرأى العام بعد عقد من الزمان لتزعم أن بولاد قد أُعدم، بينما الحقيقة أنه مات تحت التعذيب، لأنه لم ينكسر ولم يجدوا منه غايتهم.

أن أسلوب إستخدام آباء وأبناء وأقارب المعارضين السياسيين، عن طريق الترهيب أو الإبتزاز أو الإغراء، للتبرأ منهم أو إنتقادهم، لا يضعف من عدالة القضايا التى يناضل من أجلها هؤلاء المعارضون، إنما ينبئ عن إفلاس فكرى وأخلاقى لدى الأنظمة التى تستخدم هذا الأسلوب. وهى ذات الأنظمة التى لا يزال فيها الإبن ينقلب على أبيه و الأخ على أخيه و الحوار على شيخه.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved