تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ردا على الاستاذ ابوبكرالقاضى بقلم يحيى اسماعيل

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
13/11/2005 8:27 ص

الإخوة / أسرة تحرير سودانيس اون لاين الأجلاء
أرجو أن تسمحوا لي باستغلال دوحتكم للرد وتصويب مغالطات
وافتراءات الأستاذ ابوبكر القاضي على المتمة والتى لا
تفيدة كثيرا فى طرح رؤيته وافكارة السياسية .خاصة ان
استهداف اثنية بعينها يندرج تحت موبقات العنصرية
.والجهوية .ونقدى لكاتب المقال لمعرفتى به كرجل ينادى
بمشروع قومى لا اعتقد انه يقصى بيلة بعينها او ينتقى
افرادا بعينهم .كما ان الخلاف السياسى ينبغى ان لا يتعدى
الافراد .لجرد حسابات ليسو طرفا مباشرا فيها .كما ان
القبيلة هى رابطة اجتماعية واستهدافها يؤدى الى اتساع
دائرة الصراع وتمددة .كما انه لا يعقل ان تتبرى القبائل
من ابناؤها لمجرد وجودهم فىسدة الحكم او يتنازل السياسى
عن انتماؤة القبلى حين يتقلد منصبا سياسيا .فالعزف على
وتر القبلية ومحاولة ايجاد تفسيرات مزاجية للتاريخ امر
يحتاج الى وقفة .
طالعت مقالا للأستاذ / ابوبكر القاضي فى موقع سودانيز
اون لاين وتألمت جدا من ذاك المقال الذي تحامل فيه
تحاملا لا مبرر له على النيليين عامة والجعليين على وجه
الخصوص حينما قال أن المتمة كانت سببا رئيسيا لانتكاسة
دولة المهدية وان عبد الله ود سعد قد فضل حكم المستعمر
المصري على حكم الغرابة ممثلا فى حكم الخليفة عبد الله
التعايشى مؤسس دولة المهدية .وقد تريثت وصبرت على الكاتب
الذي كنت اعتقد انه من الأقلام الجريئة التي تعتمد
الموضوعية فى التعاطي مع قضايا الوطن وخاصة تلك التي تمس
مسا مباشرا مكونات النسيج الاجتماعي . ومنحته فرصة كافيه
عسى أن يكون تحامله لزلة قلم أو كبوة فارس ليصحح هفوته
ويعتذر ويكفيني مشقة رد تلك السهام الصدئة التي أصابت
قوم بلا جريرة . وبعيدا عن عصبية القبيلة والجاهلية
سانبرى للرد على تلك التهم الجزاف . فالمتمة الأولى قد
تصدت للمستعمر الدخيل أبان فترة الفتح التركي المصري
الذي كان الغرض الاساسى لتلك الحملات العسكرية ( الرقيق
والذهب ) فانتقم نمر لكرامة أهل السودان جميعا رغم
محاولات البعض تبخيس وتقزيم فعلته .... والمتمة الثانية
لم تتعدى كونها اختلافا بين قائد سياسي مع القائد الأعلى
ومحاولة الربط بين خلاف عبد الله ود سعد والخليفة عبد
الله التعايشى على انه رفض لحكم الغرابة فهي محاولة
تفتقر للموضوعية وتتنافى كلية مع طبائع الأشياء . وعارية
تماما من الحقيقة . لان ود سعد كان قائدا من قواد
المهدية الذين أسسوا لتلك الانتصارات وهو دون شك ضممته
إلى قائمة المظاليم من الأفذاذ مثل ( الخليفة عبد الله
– والسلطان على دينار .... والذين تعمد البعض نسج
حكايات وروايات مغلوطة تقلل من شانهم مكانتهم. فتاريخنا
السياسي يحتاج إلى إعادة تنقيح إنصافا للكواكب والثريات
من القادة الأفذاذ من الذين ظلموا .. كما لا يعقل أن
نعتمد على مراجع كتبها الأجانب من أصحاب المصالح
والأجندة السرية من أمثال ( سلاطين باشا صاحب السيف
والنار والذي يصف الثورة المهدية بأنها ثورة دراويش )
ونعوم شقير اللبناني الصليبي كمراجع يعتد بها وان ما
كتبوه حقائق ومسلمات ...اننى لست بصدد الدفاع عن المتمة
والجعليين ولا عن النيليين . فالجعليين لهم بصمات واضحة
فى حركة التحرر الوطني شانهم فى ذلك شان العديد من
القبائل السودانية . ولكن ما أهدف إليه هو اعتماد
الموضوعية والشفافية فى طرح ومعالجة الموضوعات والابتعاد
عن رمى الناس بالباطل خاصة أن الواقع المعاش فى السودان
يتطلب العمل على تأسيس ثقافة تعايش وتصالح تضمد الجراحات
وتخمد نار الفتنة .
وما تريد أن تؤسس عليه من حقيقة الصراع بين أولاد الغرب
وأولاد البحر وارجاعة إلى حكم الخليفة عبد الله أولا
الخليفة عاش وتربى فى الشمال النيلى وتحديدا فى أوساط
قبيلة الجمع وان قبر والدة الفقيه محمد موجود الآن
بمنطقة ابوركبة المركز الادارى لنظارة الجمع بالنيل
الأبيض وهى فرع من فروع الجعليين وشاءت الأقدار أن
يستشهد الخليفة فى مراتع صباه وعلى مقربة من ضريح والدة
بأم دبيكرات
والحقيقة الثانية أن أركان حكم الخليفة ليس جلهم من
الغرب بل انه اعتمد تركيبة متجانسة جمعت كل أهل السودان
ولنعدد مثلا القيادات النافذة التي يعتقد البعض إنها من
الغرب ( الخليفة على ود حلو من قبيلة دغيم بالنيل الأبيض
– الأمير عبد الرحمن أبو قرجة من قبيلة الدناقلة التي
استوطنت النيل الأبيض وتحديدا قرية أم غنيم – أمير الشرق
عثمان دقنة – عبد القادر ود حبوبة من الحلاوين –الخ
كما أن محاولتك البحث عن نسب نيلي للأنظمة السياسية أو
ربطها ببعض القبائل محاولة غير صائبة لان الأنظمة
السياسية تجمع أصحاب المصالح وليس التحالفات القبلية
فالفريق عمر البشير حينما قام بالانقلاب لم يستأذن شيوخ
الجعليين أو يطلب دعمهم ومساندتهم وكذلك جعفر نميرى لم
يفوضة الدناقلة . والمناصب السياسية يشترط فيها الولاء
للتنظيم وليس الانتماء القبلي . ولم نسمع يوما أن قبيلة
من القبائل النيلية وغير النيلية فى السودان قد خططت
لقلب نظام الحكم . كما يندر أن نجد قبيلة بكاملها منضوية
تحت مظلة تنظيم سياسي بعينة بل أن الأسرة الواحدة قد تجد
فيها مختلف ألوان الطيف السياسي . وحيرتي انك من دعاة
العدل والمساواة ومالي أرى ميزان العدالة عندك مختلا .
كما اننى أكن الود والتقدير لقيادات هذه الحركة القومية
ولا أخفى اعجابى بتناولهم لأمهات القضايا ونظرتهم
الموضوعية للحل الشامل لتلك القضايا متجاوزين اطر
القبيلة الضيقة . ليتعمقوا فى رحاب الوطن .شرقا وغربا
وجنوبا وشمالا ووسطا . فمالي أراك تغرد خارج السرب وتعزف
على وتر نشاز

وكم تمنيت أن يلتزم كتابنا بنهجهم السياسي والعقائدي
ويشكلوا انموزجا يحتذي به ونؤسس للعدل منهجا والمساواة
مسلكا .فالتطرف منقصة ويقود صاحبه إلى دروب المهالك .
وختاما لك منى التحية والود


يحيى اسماعيل
صحفى مهاجر



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved