تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

جاء لانقاذها فوجدها تلفظ أنفاسها الاخيرة زوليك: يحذر مستقبل السودان يتأرجح بقلم Dr. Abu Amna

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
12/11/2005 5:26 م


جاء لانقاذها فوجدها تلفظ أنفاسها الاخيرة
زوليك: يحذر مستقبل السودان يتأرجح

ZOELLICK , MORIBUND CPA AND NIF

Dr. Abu Amna


كان واضحا هذه المرة عندما طالب زولك نائب ـ وزيرة الخارجية الامريكية ـ سلطة الانقاذ بالالتزام باتفاقية السلام والوفاء بنصوصها. ان ادارة الرئيس بوش تتعرض لضغوط هائلة من قبل مجموعات سودان قوقاز بالكونقرس الامريكي ومن قبل المنظمات الانسانية لتواصل ضغوطها لارغام حكومة الخرطوم لتطبيق اتفاقية السلام, ونشر الامن والديموقراطية والاستقرار في ربوع السودان. وتهتم ادارة الرئيس اهتماما بالغا بسودان البترول الذي تنوي ان تندفع في الاستثمار فيه ولكن قبل ذلك يجب ان يتوفر الامن والاستقرار. فهاهي ترسل بشكل مكثف كبار مسئوليها لتحقيق ذلك الهدف.

الا ان الادارة الامريكية كانت تدرك بان الانقاذ تتلكأ ولاتبدي اي جدية في تنفيذ اتفاقية السلام , فتحت الضغوط المتواصلة عليها استمرت ادارة بوش في سياستها في اعتبار الخرطوم دولة راعية للارهاب. وارسلت السيد زولك لتقصي الاوضاع والتهديد بفرض المزيد من العقوبات.

جاء زولك لانقاذها فوجد الاتفاقية تلفظ انفاسها الاخيرة. هذه الاتفاقية التي كانت الادارة الامريكية تفخر بانجازها. الا ان زولك كان واضحا للغاية عندما حمل سلطة الانقاذ مسئولية عدم الالتزام بالاتفاقية, وتهميشها للحركة الشعبية وعدم معاملتها كشريك فعال في السلطة, والتلكأ في تشكيل حكومة قومية, وفي تشكيل لجان تنفيذ الاتفاقية , وفي الاحتفاظ بمليشياتها المعروفة من دفاع شعبي, وجنجويد في الغرب, وجيش رب في الجنوب, وعدم وجود ديموقراطية, وانتقد بشد ممارساتها في دارفور من اعتدآت متواصلة علي المدنيين والمنظمات الانسانية , واغتصاب النساء , وحذر من ان الصراعات في الغرب والشرق والجنوب قد تهدد الاوضاع الامنية في كل دول الجوار.
نعم كان زولك واضحا كل الوضوع عندما وجه نقده اللاذع لسلطة الانقاذ. قالها بعد ان وجدها تلفظ الانفاس:
( يجب أن تدب الحياة في اتفاقية السلام الشامل وفي تقاسم مسؤوليات الحكم. إن نجاح أو إخفاق اتفاقية السلام الشامل ما زال يتأرجح في الهواء. ويتأرجح معه مستقبل السودان. - على الحكومة المركزية أن تتخذ خطوات مقنعة لبناء الثقة والبرهان في التزامها الأكيد باتفاق السلام الشامل وبالتوصل إلى حل سلمي في دارفور. لقد انحدر السودان نحو ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة جماعية، يجب أن تكون هناك محاسبة للمسؤولين عنها)
وعن شرق السودان يقول ( علي الحكومة ان تتفاوض مع البجا وتعالج مشاكلهم ضمن اطار اتفاقية السلام الشامل)
يعكس اهتمام الادارة الامريكية بمصير اتفاقية السلام وتوجيهها النقد العنيف لسلطة الانقاذ مدي الضغوط والانتقادات التي تتعرض لها الادارة من قبل بعض المشرعين وخاصة الجماعات ذات الاصول الافريقية وجماعات حقوق الانسان الذين يعتبرون ان واشنطن تتتساهل للغاية مع الخرطوم ولا توجه دعما كافيا لبعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي تضم سبعة الاف فرد.
يوما بعد يوم يتضح للعالم ان اتفاقية السلام الشامل لن تؤدي الي ذلك السلام المنشود, أو الي الاستقرار أوالديموقراطية أوالازدهار في ربوع السودان. فالجماعة الاسلامية المسيطرة علي الاوضاع الاقتصادية والسلطة السياسية لاتريد اي تغييرفي الساحة السياسية, فهي تفرض منذ استيلائها علي السلطة تفرض دكتاتورية بشعة وكل جرائم التعذيب والاغتصاب والابادة البشرية التي تتواصل في السودان يوميا ــ تحت مرآ ومسمع الولايات المتحدة ومجاس الامن وكل دول العالم ــ هي مشتركة فيها سواء كان ذلك في الجنوب , او الغرب , او الشرق, او في بيوت الاشباح , بل انها صفت خيرة ضباط القوات المسلحة, وشردت الآف منهم. كما تنتظر قياداتهم دعوي التوجه لمحكمة الجنايات الدولية ينتظر الاخرون منهم التوجه لمحكمة الشعب عندما ينتصر الشعب.
وعليه فهم لن يفرطوا في السلطة.
كما انها غرقت في مستنقع الفساد وصارت تنهب اموال الشعب وصارت تكدسها لحساباتها في البنوك الاجنبية من ايرادات البترول وذهب ارياب والموارد الاخري , بل صار البعض من رموزها من اثرياء العالم . هذه الحقائق لاتغيب عن الولايات المتحدة. وكما زاد الفساد وكثر مال الحرام كما ازداد عنف القبضة الحديدية. ويوما ستتم المحاسبة.
وعليه فهم لن يفرطوا في السلطة, فالموضوع بالنسبة لهم موضوع حياة او موت.
ان الانقاذ لن تصفي نفسها بنفسها , ساذج من يظن عكس ذلك. التاريخ يعلمنا بان الشعب هو الذي يزيح الديكتاتوريات ويرمي بها في مزبلة التاريخ.
صحيح ان الضغوط الدولية تلعب دورا كبيرا في تلجيم دولة الارهاب, الا انها لن تزيلها من الوجود. وكان زولك مدركا لهذا عندما خاطب الطلاب في جامعة الخرطوم مشيدا بدورهم في الساحة السياسية السودانية وكذلك عندما طلب من الحركة الشعبية ان تجعل من نفسها حزبا فعالا علي الساحة الشعبية. بهذا التوجه يمكن ان تكون الحركة اكبر حزب سياسي في السودان , كما اتضح ذلك يوم استقبال القائد التاريخي د. جون قرنق في الخرطوم. ان انكماش الحركة من العمل الشعبي سيجعلها فريسة سهلة تلتهمها ألانقاذيين وتقع فريسة للمتربصين. بالتوجه الجماهيري الصحيح وبضخامة تاييدها الشعبي يمكن للحركة ان تلعب دورها التاريخي المنشود بدل القوقعة في المكاتب.
ان الشعب السوداني هو وحده الذي يمكن ان يطيح بالديكتاتوريات, وله خبرة في ذلك. ان التوجه الشعبي الذي يقوم به السيد الصادق المهدي يصب في الاتجاه الصحيح, ولكن يجب ان تتحد كل قوي المعارضة حتى يكون لاي حركة ابعادها الفعالة وتأثيراتها العميقة علي الساحة السياسية.
ان اي اتفاق يوقعه أبناء الشرق سيكون مصيره مصير اتفاقية السلام ما لم ينجحوا في مطالبتهم بتحقيق حكومة ديموقراطية ذات قاعدة عريضة تشترك فيها كل الفعاليات السياسية بحجمها الحقيقي.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved