تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

السودان الواحد بقلم صلاح الدين آدم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
12/11/2005 4:57 م


الجميع قد شهد من ما آل إليه الحال في دارفور تحديد والسودان عامة خصوصا التصريح الذي أدلى بها السيد فاقان اموم والذي قال إذا الأمور سارت علي هذه المنوال في السودان فلا شك أهل الجنوب سوف يصوتون إلى جانب الانفصال وبهذا يدرك كل عاقل وحصيف بالرغم من الهالة الإعلامية الضخمة والتي صاحبت اتفاقية نيفاشا للسلام إلا إننا ما زلنا في موقفنا بان السلام كان ناقصا ولا بدا من إشراك الجميع في صنع السلام الحقيقي الذي الشعب السوداني بأسره ينعم به وبالتالي تكون الوحدة خيارنا الأول وخصوصا أن الأمة السودانية أمة ممتزجة من الشرق ألي الغرب ومن الشمال إلى الجنوب بل تعدى امتزاجنا من السودان شبه القارة الأفريقية إلى إفريقيا ابتداء بإرتريا حيث القبائل المشتركة مثل الهدارب او الهدندوة في السودان والبني عامر والرشايدة ومدينة تسني والتي تعتبر أنموذج مصغر لكسلا بطيبة أهلها وتقارب العادات والتقاليد السودانية والحمرة والمتمة الأثيوبية والتي احتمي إليها المك نمر بعد تسببه في اغتيال إسماعيل باشا وقبائل القمز والنوير وكينيا حيث قبائل التركاما والتي في السودان يسمي التبوسا وفي يوغندا والكنغو حيث الكراماجو والاشولي والكاكاوا والشلك والنوبة وأفريقيا الوسطي ونشاد حيث قبائل الزغاوة والسلامات وجمهورية مصر العربية حيث قبائل النوبا اوالحلفاويين وأخيرا العربية السعودية حيث قبيلة الزبيدية او الرشايدة وهي القبيلة الوحيدة في السودان التي لم تمتزج او تختلط بالقبائل السودانية الأخرى بل حافظت علي بيئتها وثقافتها العربية الصرفة ومع ذلك لانها لم تكن من قبائل النخب ايضا حملت السلاح في وجه الحكومة أملا في نيل حقوقها من المواطنة .
ومن كل هذا نشهد بان السودان صورة مصغرة للقارة الأفريقية وبالتالي مشاكله لا تقل ولا تختلف عن مشاكل القارة السمراء وبالتالي أري علي المسئولين الحكوميين والحزبيين ان يعملوا بجهد أيمانهم علي النزول إلى مستوي العقل وان يؤخذ السودان علي حقيقته وذلك لوحدة وتماسك السودان وأيضا انتشاله من الاحتقان القبلي إلى حالة قبول البعض بقلب متفتح ولن يتأتي كل هذا ما لم نتخل عن عقلية النخب الحاكمة و سياسة إقصاء الأخر في زمن ومكان لم يعد ممكنا خم الآخرين وبطريقة الستينات والدكتور منصور خالد هو اكثر الشماليين جرأة في وصف المشكلة السودانية وذلك بقوله ( هناك العديد من الإشارات الغير معلنه تجاه السودانيين ذوو العنصر الغير عربي وذلك يعكس بعض الحقد المختبئ ) وذلك لان ثقافة الرق ما زالت تظهر التحيز الذي ما زال سائدا ولها أثار اقتصادية وسياسية خطيرة وما يثير الغضب ولوان الرق وفقدان الحرية لم يكن ممكنا الان ولكن نكران حق القيمة . وما دام الاختلافات التي تقوم علي الشكل والتباين الثقافي مازالت في اذهان البعض خاصة عند النخب الحاكمة وما الحرب في الجنوب وجبال النوبة والشرق والان في دارفور الا لما اشرت اليه وستظل احتمالات الصراع ممكنه طالما اصبح المسبب موجود الي ان تقوم الساعة . وهذه السياسات الرعناء هي التي تؤدي بالاخوة الجنوبيين ومن بعدهم الدارفوريين الذين يعتبرون اكثر السودانيين الذين قاتلو من اجل وحدة السودان بالمطالبة بالتصويت لصالح الانفصال في الاستفتاء المقبل هذا الحق والتي قبلتها الحكومة السودانية عن مضض ولم تتقبلها التجمع الوطني الديمقراطي إلا للاستهلاك السياسي في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية واغلب أعضاء التجمع هم من الذين شاركو في السلطة وبمراحل مختلفة ولم تمنح ذلك الحق الطبيعي لأهل السودان في اختيار وحدتهم والتي لم يمنحوا الفرصة في يكونوا داخل المربع المسماة السودان واعني المؤتمر الدستوري الجامع والذي يجد الجميع بداخله ويحدد اركان الدولة والتي لم تكتمل بنائه حتى الآن .
أجندة الأحزاب السودانية الشمالية والتي وصلت الي سدنة الحكم الأمة والاتحادي والعسكر هي العروبة والإسلام وان كان الجبهة الإسلامية اكثر جرأة منهم في تطبيقها لبرامجها وأفكارها بوضوح من شريعة إسلامية وتعريب المؤسسات ومن ثم ترك منفذ صغير جدا لآخرين لتتعامل معه بسياسة أمر الواقع (التوالي السياسي ومن ثم الاتفاقات الجزئية من اجل تجزئة القضية ) .
وما اريد قوله ان الأحزاب السودانية التقليدية والتي اعتمدت علي الطائفية في حكمها لبلاد بذلك تكون قد أخطأت أيما خطا وذلك لتعاملها مع الإنسان السوداني كأنه إنسان القرون الوسطي حيث في اروبا كانت هناك ( صكوك الغفران توزع من الكنيسة ) وبنفس القدر أقول بان الأحزاب السودانية اشتركت بشكل او أخر في إيصال الحال في السودان الي وضعة الحالي حيث استغرب في ان أجد زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي يتباكي في ما آل إلية الأوضاع في دارفور بل يدعو الي الخروج في مظاهرات علانية في العاصمة والولايات لتنديد بما يدور الان في دارفور وفي الوقت نفسه نجد السيد الصادق المهدي ضالع من شعر رأسه الي أخمص قدميه في إيصال الأمور في دارفور الي الحال التي عليها الان حيث دارفور تعتبر معقل أنصار الإمام المهدي قدموا المال والرجال لتثبيت أركان المهدية وطرد المستعمر وبذلك التقدير كانت السيدة مقبولة بيت السلطان إبراهيم قرض والدة السيد عبد الرحمن المهدي وبتلك العلاقة الحميمية أهل دارفور في أمد رمان والجزيرة ابا كان بالأحرى لسيد الصادق المهدي العمل الجاد لرد العرفان لأهله الذين ناصرو المهدي وكيان الأنصار وحزب الأمة ولكنه اسهم وبأشكال مختلفة في ميلاد الأزمة التي يعاني منها درفور اليوم ونخلصها بالآتي :
1/ سياسة الاعتماد علي تصدير النواب الي دارفور حيث لم تكن معروفا في النظم البرلمانية بان يترشح شخصا في دائرة لم يكن من قاطنيها بل لا يعرف شيئا والدليل علي ما اقوله ترشيح السيد عبدالله خليل في دائرة ام كدادة لكي ياتي رئيسا لوزراء علما بانه لم يزرها طيلة وجوده في رئاسة الوزارة وبذلك السبب جعل أبناء دارفور بكل أعراقهم والوانهم السياسية الي تكوين جبهة نهضة دارفور لوقف هذا الانحدار السياسي ووقف تلك المهزلة من تصدير النواب والتي كانت من أولويات جبهة نهضة دارفور .
2/ السيد الصادق المهدي كان رئيسا للوزراء عندما قدم له عدد من أبناء القبائل العربية في دارفور بمذكرتهم الشهيرة بان القبائل العربية تمثل الاغلبية الخ ..
وكان عليه وحرصا من اجل المحافظة علي وحدة السودان لعب دور الأب والراعي والعمل بجدية من اجل حماية مصالح حزب الأمة ، تعمد علي إغفال الحقائق وعدم التعامل مع المشكلة بشكل منصف بل ذاد الطينة بلة وذلك بتكوينه مليشيات تسمي المراحيل لارتكاب القتل ضد الاخوة الذين عاشوا علي ذلك البقعة وما لهم من علاقات المصاهرة والاخوة لمئات السنين
3/ الموقف المتحيز من قبل حزب الأمة في الصراع العرقي بين قبيلة الفور وتجمع 28 قبيلة عربية ( والجميع حزب امة ) هذا يعتبر دليلا اخر لضلوع حزب الامة في تدمير النسيج الاجتماعي الكان موجود في دارفور اصلا .
4/ وجود 34 نائب من مجموع التسعة والثلاثين في البرلمان السوداني وتمرير سياسات دخول جيوش أجنبية لتصفية خلافتها في ارض دارفور وتعريض إنسان دارفور للموت واستباحة أرضه للغير للعبث فيها ( الصراع الليبي التشادي ) وجعل دارفور منطقة انتعاش السلاح بدلا من الأمن والسلام والتي كانت موجودة في ربوع دارفور.
وبالطبع في هذه الأدوار لا نستثنى الجبهة القومية حيث انسلاخ أعضائها في البرلمان الوطني في 1988 وانضمامهما لحزب الاتحادي وهما الدكتور فاروق احمد ادم والعائد الي السودان من استراليا والسيد عبد الجبار آدم عبد الكريم معتمد وادي صالح حاليا واللذان انضما إلى الحزب الاتحادي احتجاجا لتصرفات حزبهما من كل ما سبق اود القول بان ما جاء أعلاه تعتبر مقدمة لفهمنا لمشكلة دارفور الحقيقية والسودان عامة ولنا عودة لقناعتنا الحقيقية بان أزمة دارفور ومحنة إنسان دارفور ام تبدأ فقط بظهور الحركات المسلحة في 2003 فحسب بل لها جذورها والتي يتعمد البعض إغفالها وخصوصا الحكومة الحالية
صلاح الدين آدم
التحالف الفدرالي السوداني
مكتب القاهرة
12/11/2005

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved