تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

خلفيات المسرح الدارفورى قبيل الجولة السابعة بقلم آدم خاطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
11/11/2005 8:44 ص

خلفيات المسرح الدارفورى قبيل الجولة السابعة
الجمعة 11/11/2005 م آدم خاطر
تابع الجميع وقائع الجولة السادسة بابوجا وما آلت إليه من نتائج تعتبر بكل المقاييس ناجحة فيما قادت إليه من تفاهمات واختراقات في القضايا الجوهرية ونقاط الالتقاء التي توصلت إليها الأطراف رغم ما أصابها من مكدرات ، لجهة صورية مشاركة وفد مناوى في المفاوضات واحتدام الخلافات داخل حركة تحرير دارفورعلى خلفية مؤتمر الحركة و ما قامت به مجموعة مناوى من خروقات واعتداءات على بعض المدن والفرقان وعلى أعضاء بعثة الاتحاد الافريقى رمت من خلالها لإضعاف الجناح الذي يفاوض باسمها وكذلك لا ثبات سيطرتها على الميدان عمليا ، وكذا المساهمة الاستكشافية غير الرسمية للحركة الشعبية الشريك الحاكم في تلكم الجولة بحجة أنها لم تتفق بعد والحكومة على ثوابت الحل لقضية دارفور حتى تشارك رسميا وانه يستعصى عليها في ذات الوقت المشاركة كمراقب تلبية لطلب الحركات وهى قد أصبحت شريكا أصيلا في الحكم . كل ذلك لا يقلل من أهمية النجاح والدفعة القوية والموجبة التي قادت إليها جولة ابوجا السادسة والروح المبشرة التي تولدت عنها وعبرت عنها الأطراف وهى تنفض بسبب عطلة العيد للمزيد من الوقت والتحضير للاستمرار في الحوار السلمي واستكمال مطلوباته وصولا إلى الغايات التي ينتظرها أهل دارفور بعد هذه المعاناة . ففي الوقت الذي كنا نبصر فيه بالصراعات التي ظلت تعصف بهذه الحركات ونحيط بأسبابها وملابساتها ونتكهن بتبعاتها على مسار الحلول المطروحة وقتها، كانت المكابرة من قادة التمرد وإصرارهم على عدم وجود خلافات فيما بينهم وان الذي يعكس إعلاميا إنما هو محض تخرصات و امانى خصومهم ومعارضيهم للنيل منهم باى كيف و ثمن لوأد ثورتهم المزعومة في دارفور ، وظللنا بالمقابل نوصف من قبلهم بشتى النعوت والصفات ليدرك الناس بعد حين عمق الأزمة التي تلفهم وحجم الخلافات والانشطارات التي تحدث ومرد ذلك على اتفاق السلام الشامل في الجنوب الذي أصابه الإبطاء وتعطل دعم المجتمع الدولي له بسبب تصاعد الأوضاع في دارفور ومن ثم إعاقة العملية السلمية في دارفور برمتها بسبب تباين مواقف هذه الفصائل وكثرة الألسن والأفكار التي تصدر عنها .
انتهت جولة ابوجا السادسة إلى ما أفضت إليه وفق ما أعلن وسجال الزعامة الشرعية بين مناوى وعبد الواحد كان على أشده ، وان الدعوة للمؤتمر العام لم تكن في جوهرها إلا ستارا للإقصاء والتهميش بعد إن بلغت الاتهامات والشكوك بينهم هذا المبلغ ، واحتدمت الخلافات وأصبح كل طرف يصر على مواقفه دون تنازل ، فكان مؤتمر حسكنيتة وصراع الارادات والمصالح الخارجية ، ولم تفلح جهود الأمم المتحدة وأمريكا وليبيا وتشاد واريتريا وغيرهم من أن تردم الهوة بينهم وتوحد فصيلى تحرير دارفور . لذا جاءت نتائجه لمصلحة مناوى ومجموعته وعبد الواحد هو من يفاوض بابوجا ، لتعود هذه النتيجة خصما على أجواء التفاوض بمزيد من التعقيد والصراعات القادمة وتكريس روح القبلية لفتنة قادمة بين الفور والزغاوة . ليس هنالك فيما خرج به هذا المؤتمر الصوري ما يطمئن أهل دارفور على قرب الحل وانفراج أزمتهم لان القادة منهمكين ومستغرقين في تصفية حساباتهم ومصالحهم الشخصية ، فانقلب السحر على الساحر وعوضا عن الكفاح المشترك عادوا إلى المواجهة والانقسام ، وارتدت تحالفاتهم سلبا على الأوضاع في تشاد لينشق أكثر من 40 ضابطا ويلوذوا هربا إلى الحدود السودانية ، وليبيا التي لم تفلح في إطفاء نار الفتنة في دارفور وهى تغذيها بطريقة أو أخرى تسعى لان تتوسط وتخوض في ملف الشرق وفصائله وهى بعيدة عنه جغرافيا وغير مؤهلة للاحاطة بقضاياه ولا يلامس أمنها القومي بمثل ماهو الحال في نزاع دارفور .
في هذا الأثناء تقحم الولايات المتحدة نفسها عنوة للمصالحة بين الحركات المسلحة وعقوباتها على السودان في ذات التوقيت تجدد لعام آخر ، فيسعى زوليك لتوحيد فصيلى تحرير دارفور من نيروبي ربما تيمنا بما أنجزته إيقاد دون تحضير جيد ، ولكن سرعان ما تفشل جهوده رغم تمكنه من حشدهم في قاعة واحدة وجها لوجه . تعي الارداة الأمريكية أهمية وحدة البلاد وتقول بها ولكنها تعمل على النقيض منها، فنائب وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت زوليك يقول إن ( اتفاقية السلام الشامل تمثل أنموذجا لحل أزمة دارفور ، ويضيف بان المجتمع الدولي قد لا يساعد الحركات المسلحة في الإقليم حال استمرارها في الصراعات بينها لان ذلك يهدد عملية السلام في دارفور ) يقول بذلك وبلاده تعطل سلام الجنوب وتمضى في عقوباتها ومعاييرها المزدوجة بالضغط على الحكومة ومساندة المتمردين ودعمهم . بل يقول الناطق الرسمي باسم بعثة الأمم المتحدة في السودان السيدة راضية عاشورى ( إن خلافات المتمردين تؤثر على الأوضاع الأمنية في دارفور ) ، ويمضى وزير التنمية الدولية البريطاني هيلارى بين آن أكثر دقة وتحديدا بقوله ( المتمردين هم العقبة الرئيسية على طريق إنجاح العملية السلمية في دارفور وليست الحكومة التي كانت مستعدة للتفاوض ، ولفت إلى أن الخرطوم قد حققت قدرا من التقدم لجهة تنفيذ التزاماتها الدولية ) . هذه شهادات بعض الأطراف الدولية الراعية لعملية السلام هناك تقول بان التمرد وفصائله هم من يقفون عقبة في طريق النجاح فكيف يتوقع إحراز اى تقدم اواختراق والخلافات بينهم مستمرة ، والعنف من قبلهم يزداد ، وتقلب الرئاسة والمكائد التي تضمرها يطفو على السطح !! .
كل هذه الخلفية حاضرة في لوحة الجولة السابعة بظلامياتها على صعيد التمرد وصدقيته وجديته في الوصول إلى تسوية تراوح مكانها ، بينما الوضع على صعيد حكومة الوحدة الوطنية أكثر استقامة وتماسكا ، طالما أن الدولة تمسك بزمام المبادرة وتنهض بمسئولياتها وتنسق مع الأطراف الراعية لعملية السلام كانت الاتحاد الافريقى أو الأمم المتحدة أو الأطراف الدولية والإقليمية الأخرى دون تفريط أو مساومة . يزيد من فرص تماسكها توحيد الوفد الحكومي ليضم الحركة الشعبية وفق رؤية وآلية ومبادىء متفق عليها إزاء مستحقات الحل السلمي للازمة هناك ، وتباشير مشاركة التجمع الوطني الديمقراطي باتت في حكم اليقين ، وولاة دارفور الثلاث ينسقون فيما بينهم بآليات وسياسات تحاول جهدها في الإبقاء على حالة الأمن والاستقرار متماسكة ومستقرة لتمضى إلى الأحسن وتسهم في إنجاح الجولة ، والحراك الداخلي يضيف إيجابا لرؤى الحل واتساع دائرته ، أما رهان التمرد ومن خلفه على زعزعة الأمن والاستقرار وإحداث المزيد من البلبلة والانتهاكات سترتد خبالا عليه بعد أن وقفت الأطراف كافة على حقيقته فيما يطحنهم من صراع مرير يصعب احتواءه وتضميد جراحه الغائرة .

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved