مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مقال منع من النشر بجريدة الايام:ليست دعوة للاستسلام ولكن ..(5) بقلم تاج السر مكي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/9/2005 5:44 ص

أضواء ومفارقات
ليست دعوة للاستسلام ولكن ..(5)
اتفاقية السلام تمثل تحولاً كبيراًَ في حياة السودانيين .. لقد اتخذت الحرب ذريعة لضرائب بلا حدود، الشهيد والجريح،... الخ، وعلقت عليها مشاجب الاخفاق والفشل في الخدمات الضرورية من تعليم وصحة، وتسببوا بها وعطلوا التنمية وتراجعوا من مشروع النهضة .. وتذرع بها الانقلابيون وإدعوا أنهم أكثر فطنة وأكثر وطنية وأحرص على أمن المواطن وعلى حدود الوطن ووحدته.. وما يدعونه من حرص برر لهم مصادرة الحريات وسرقة السلطة والتشبث بأحادية الرؤية.
بسبب تلك الحرب رهنت الحكومات الدخل القومي لاستجلاب السلاح والعتاد وتدمير الشباب السوداني دون مبرر غير إصرار تلك النخب على امتيازاتها غير المبررة ... وبسبب تلك الحرب أصبحت ظاهرة النزوح من ميادينها أمراً طبيعياً فقد هجر أهل تلك الأنحاء قراهم وبيئاتهم التي نشأوا عليها وتراجعت ثقافاتهم قسراً وهم ينتقلون دون رضاهم لبيئات جديدة ويتعاملون مع ثقافة جديدة مفروضة عليهم وبشروط لم يكونوا طرفاً ولم يكن هنالك بديل لها...
تحولت المدن الكبرى إلى عمارة محاطة بأكواخ بائسة وأحزمة للفقر المدقع، وقل الجهد المبذول لتنمية الريف وترقيته وشحت الخدمات الضرورية فلحق بالنازحين هروباً من الحرب نازحون من الريف هروباً من الفقر وندرة الخدمات الصحية والتعليمية وأحياناً بسبب إنعدام السلع الضرورية.. أدى ذلك إلى اتساع أحزمة الفقر حول المدن فتريفت بالفقر والتكدس والعطالة .. فحولت المنتجين "إلى متسكعين ومتبطلين وارتفعت محصلة الجرائم..
الحرب حولت الخدمة الوطنية إلى خدمة إلزامية وأصبحت مهمة الشباب وذويهم تفادي محارقها بالتحايل والتأجيل والهروب وتحول التدريب العسكري إلى تدريب لهزيمة التمرد وليس لحماية البلاد والدستور بل تقويضه أحياناً .. كل الجيوش في العالم أصبحت جزءاً هاماً من القوى المنتجة في مجال التشييد والصناعة والخدمات بكل أنواعها لكن جيشنا المشغول بالحرب الأهلية لم يتسن له أن يلعب ذلك الدور .. أصبح الحديث عن القتل والتدمير والحرق يمثل اللغة اليومية والوسيط في المعاملات .
انتقل العنف للحياة المدنية العامة فأصبح سائداً وسط الطلاب وفي حياة المينة وأصبح الحديث عن الكلاشنكوف والأربجي والقرنوف والقرنيت تعابير يتبادلها الأطفال في الرياض وصفوف الأساس الأولى .. (الاستشهاد والجهاد والدبابين..)وتحولت التجارة إلى اقتصاد حرب وتباينت أسعار السلع بصورة خرافية.
إذن السلام يعني الكثير بالنسبة لأبناء الشعب السوداني، إنه أول شرط للمساواة وبه يكون الطريق سالكاً لاختفاء كل المظاهر غير الطبيعية في الحياة المدنية ومعروف أن وقف الاحتراب كان أساسه اتفاقية السلام والتي وصلت لها كل الأطراف بعد معاناة مريرة استشهد فيها الملايين ووقعت خلالها الانقلابات العسكرية التي سطت على السلطة وصادرت الحريات وتراجعت معها التنمية واتسعت مساحة الفقر...
إن مرجعية استدامة وقف الاحتراب هي بنود الاتفاقية ببرتوكولاتها العديدة.. وهي بالتالي مرجعية لكل المعاملات في عهد ما بعد التوقيع... لكن لنذكر دائماً أن الحقوق لا تمنح في معظم الحالات ولكنها تنتزع بتغيير موازين القوى وهذا يقوم بتعضيد من الشعب والتفافه حول أهدافه ومراميه الإنسانية..

تاج السر مكي
الكاتب والصحفي بجريدة الأيام

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved