مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

نريد أكثر من اعتذار يا محمد طه محمد أحمد بقلم ساره عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/7/2005 5:22 م

كان فيصل حسن عمر طالبا بكلية الاداب بجامعة الخرطوم قسم الفلسفة ، وبما أنه كان محبا للعنف ومهوسا بسفك الدماء لم يجد تنظيم الاتجاه الاسلامي صعوبة كبيرة في تجنيده، كان الاتجاه الاسلامي بعد نجاح انقلاب عمر البشير في حاجة ماسة الي من يحملون السلاح لأنه كان يري أن المعركة الفكرية قد حسمت بنجاح الانقلاب وتبقت فقط معركة التمكين التي تحتاج الي سواعد قوية تحمل الخنجر وتغرسه بعمق في فؤاد أعداء الثورة ، كان فيصل حسن عمر عند حسن ظن الاتجاه الاسلامي فكان يحمل خنجره في وسطه باستمرار كأنه الصحابي ابو دجانة وهو يختال بين صفوف المشركين ، ووقعت الواقعة في ليلة أربعة ديسمبر من عام 1989 حيث استطاع المجاهد فيصل حسن عمر أن يترصد زميله الطالب بكلية الاداب بشير محمد الطيب في الممر الذي يفصل بين كلية الاداب وكلية الاقتصاد حيث تنخفض الاضاءة والرؤية استطاع مجاهدنا فيصل حسن عمر أن يستل خنجره ويباغت الشهيد بشير الطيب من الخلف ويغرس في جسده طعنات قاتلة ، ام يكن المجاهد فيصل حسن في حاجة الي فضيلة الشجاعة ولكنه أحتاج الي الغدر ليقوم بمهمته النبيلة التي تقربه الي الحور الحسان ، كان الشهيد بشير محمد الطيب هو أول دم برئ أراقته الانقاذ في ايامها الاولي ، وبشير ينتمي لأهل الهامش في سوداننا الحبيب من منطقة أبو جبيهة في كردفان ، وفيصل حسن عمر ينتمي الي منطقة الدامر المجذوب في شمال السودان ، قام الطلاب باسعاف الشهيد وتم نقله الي المستشفي ولكن الجرح كان غائرا وفقد الشهيد الكثير من الدماء فمات وأسلم روحه الي بارئها وسط ذهول الطلاب الذين أحاطوا بجسمانه ، نعود للقاتل الجبان والذي تخلص من سلاح الجريمة بأن رماه في مكب نفايات الجامعة ثم تواري عن الانظار لايام ، فوفر له الاتجاه الاسلامي مخبئا حصينا ، كان الاتجاه الاسلامي بقيادة حمدي خليل يسيطر علي اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ولكنه لم يصدر بيانا يدين فيه هذه الجريمة البشعة ولكنه اثر التستر وحماية الجاني الفار من وجه العدالة ، بعد أيام اعلنت السلطات اعتقالها للقاتل فيصل حسن عمر ، ففرح أهل القتيل والطلاب لأن فرصة القصاص قد أتت ، وان العدالة لن ترحم القاتل الجبان الذي غدر بزميله الاعزل وطعنه من الخلف ، كانت الجريمة تحمل صفات الوحشية ولؤم الغدر الجبان ، ولكن فؤجي الناس بقرار المحكمة والتي برأت القاتل فيصل حسن عمر من جريمة القتل من الدرجة الاولي تحت الاصرار والترصد بأن ألزمته بدفع دية القتيل علي اساس أن جريمة القتل لم تكن متعمدة ، وبررت المحكمة أن القاتل كان يقصد أن يخيف زميله بالسكين ولكنه (القاتل ) كان يعاني من اضطراب نفسي فانفلتت السكين من يده واخترقت جسد القتيل ، وطلبت المحكمة من أهل الشهيد بشير محمد الطيب قبول الدية والبالغة خمسة الاف جنيه ثمنا لقيمة ولدهم ، واشهرت الاجهزة الامنية سلاح التهديد في وجه أهل الشهيد ولكنهم رفضوا هذا العرض المزري وفضلوا أن يتركوا الامر لله حتي يقتص لهم من قاتل قرة أعينهم الشهيد بشير محمد الطيب ، كانت قاعة المحكمة مليئة بالحضور من قيادات الاتجاه الاسلامي كأنها حفلة عرس ، وكان كل من هولاء الحضور يحمل معه دفتر شيكات من أجل تحريره لاهل الشهيد بمبلغ قيمة الدية الرخيصة أملا في كسب الاجر والصواب ، وكانت هذه الحادثة هي البداية لانهيار القضاء السوداني والذي اختار أن يلطخ سمعته بالوقوف مع قاتل جبان لا ينفذ جريمته الا تحت جنح الظلام ، جن جنون الطلاب بعد أن عرفوا أن الجاني خرج من السجن وهو يؤدي صلواته الخمس بمسجد الجامعة كأنه لم يقتل كائنا بشريا وانما ذبابة رخيصة طنت في اذنه ، غضب الطلاب وخرجوا في مظاهرة سلمية الي مكتب القضاء وهم يحملون مذكرة تطلب من رئيس القضاء أن يعيد المحاكمة من جديد ، ولكن جيش السلطة كان في الانتظار ولم يفوت الفرصة من أجل ارتكاب مجزرة جديدة تحمل معني واحدا أن السلطة لن تتهاون مع الذين يعارضونها ، وكان شعارها ان ما عجزت ان تكتبه الاقلام في سنين تستطيع الدبابة أن تحققه في ثواني ، اصدر الاتجاه الاسلامي اشارة البدء وطلب من القوات الامنية أن تقتحم الحرم الجامعي ، واستطاعت عيون الاتجاه الاسلامي أن تدل العناصر الامنية علي المخارج التي يسلكها الطلاب في حالة هربهم من الرصاص الغزير المنهمر الذي امتطرتهم بهم قوات الامن ، ومن قيادات الاتجاه الاسلامي والي كان لها شرف مساعدة رجال الامن في اجتياحهم للحرم الجامعي في تلك الفترة كل من هولاء :
1-دكتور التيجاني المشرف
2- علي عبد الفتاح
3-ابراهيم الكناني
4-محمد أحمد حاج ماجد
5-حاج ماجد سوار
6-صديق عثمان
7- عبد الملك وهو الان يشغل منصبا كبيرا بعمادة الطلاب جامعة الخرطوم
لقد قام الاتحاد الذي سيطر عليه طلاب الاتجاه الاسلامي ببناء بوابة ضخمة أشبه بالحصن في شارع النشاط ، ولا زالت هذه البوابة موجودة الي اليوم وكنا نتندر ونطلق عليها بوابه عبد القيوم ، واذا تأملت الجزء العلوي من هذه البوابة فسوف تلاحظ أنها مثقوبة بطلقات الرصاص ، وان لم تجري لهما عملية صيانة أو ترميم فسوف تكون تلك الرصاصات هي الشاهد الحي علي مجزرة ديسمبر عام 1989 ، ولقد حسمت هذه البوابة نتيجة المعركة حيث أختارها قناصة الامن من أجل رمي اهدافهم ، ونجح هولاء الاشاوس في ان يصطادوا طرائدهم من البشر ، فقاموا باغتيال الطالبة التاية أبو عاقلة وهي أيضا من بنات الهامش في منطقة الدندر ، سقطت التاية وهي جريحة في شارع النشاط وهي تنزف دمائها الطاهرة ، وكان الامن يطلق الرصاص علي كل من يحاول اسعافها ، وبعد ثوان سقط الطالب سليم أبو بكر بعد أن اصابته احدي رصاصات الغدر ، ولقد جازف بعض الطلاب الاوفياء بحياتهم وقاموا بسحب جسده الجريح الي داخل كلية الاداب ، فتضرجت ممرات كلية الاداب بدماء الشهيد الغزيرة ولكنه فارق الحياة قبل أن تصل اليه يد الاسعاف ، وصعق اساتذة كلية الاداب ومن بينهم الراحل عبد الله الطيب من بشاعة الجريمة وفتحوا مكاتبهم من أجل حماية الطلاب ،
لم يحصد رصاص الجبهة الارواح البريئة ولكنه حصد الطموح والاماني ، الطالب عبد الملك كان يدرس الهندسة المدنية أصابته الرصاصة في يده اليمني ففقد بعض أطراف اصابعه ، باركنا للاخ عبد الملك العمر الجديد ولكنني التقيته بعد ايام وهو شاحب الوجه ولما سألت عن السبب عرفت أن قسم الهندسة المدنية قرر أن يحيله الي كلية نظرية لأن اعاقته تمنعه من مواصلة دراسة الهندسة المدنية والتي تتطلب ممارسة الرسم باستمرار ، أن الرصاص الطائش حدد لعبد الملك مصيره ومستقبله المهني ليبقي محروما من تحقيق حلم العمر وهو دراسة الهندسة .
انتهت المعركة أن صح التعبير ، وهي ليست معركة ستالينغراد عندما ضحي الروس بثلاثة ملايين من أجل الدفاع عن المدينة ودحر الغزاة الالمان ، وليست كمعركة (فورتصومتر ) حيث نجح الجيش الاتحادي الشمالي بقيادة الجنرال شارلمان من هزيمة جيش الجنوب الامريكي تحت قيادة الجنرال ( لي ) ، وليست كمعركة ( واترلو ) الشهيرة حيث انهزم الامبراطور نابليون بسبب الوعكة الصحية التي ألمت به وضيعت عليه النصر وأكسبته هزيمة قبع بسببها في السجن بعيدا عن أرض الوطن .
انها معركة بين القلم والبندقية ، وفي مستشفي الخرطوم استغرب الاطباء لاستخدام السلطات لهذا النوع من الرصاص القاتل ، حيث كانت الرصاصة تخترق جسد القتيل فتحدث ثقبا صغيرا عند دخولها الجسم ولكنها تنفجر في الداخل محدثة تسمما كاملا في انسجة الجسم ، ولقد أخذنا عينة من ذلك الرصاص وعرضناها علي بعض ضباط القوات المسلحة السابقين والذين أكدوا لنا خلو مستودعات الجيش السوداني من مثل هذا النوع من الذخيرة ، ولكنهم يعتقدون أن هذه الشحنة من الذخائر قدمت الي السودان من ايران ، وذكروا أيضا أن هذا الرصاص أشبه بالقذيفة المصغرة ويمكن حشوه في بندقية ( عوزي ) الاسرائيلية .
ولكن ما هو موقف الاتجاه الاسلامي من هذه المجزرة ؟؟
كان موقف الشماته والتشفي، ونقلوا للطلاب وعيد السلطة بأنها سوف تغرق الجامعة في المزيد من الدماء اذا اقدموا علي تسيير مظاهرة للمرة الثانية ، ولكن جريدة (اخر لحظة) الناطقة بلسان الاتجاه الاسلامي كان لها رأي مختلف ، فقلد زعمت أن الطالبة التاية أبو عاقلة قد اغتالها طالب جنوبي اسمه ( مادوت دينق ) والدليل علي ذلك أن مادوت عندما اعتقلته قوات الامن وجدت في حوزته سكين ومن المحتمل أن تكون هذه السكين هي سلاح الجريمة ،
من هو مادوت دينق ؟؟
طالب من ابناء الاقليم الجنوبي وعضو في الجبهة الافريقية الوطنية ، وهو كان أول دفعته في الشهادة التجارية وهو ضليع باللغة العربية ويكتب الشعر والنثر ، وهو كان وطنيا ونظم قصيدة رثاء في شهداء حركة 28 رمضان ، وهو كان من القوي الوطنية النشطة بجامعة الخرطوم ، لقد كان الاتجاه الاسلامي يحمل ضغينة علي مادوت دينق وحاولوا اغتياله أكثر من مرة ، وبعد اغتيال بشير الطيب كان مادوت يحمل مطواه صغيرة من أجل حماية نفسه اذا تعرض لهجوم ، وبسبب وشاية الاتجاه الاسلامي قامت قوات الامن باعتقال مادوت دينق وعذبته حتي شارف علي الموت ، وحاولت أيضا أن تصفي حساباتها معه بأن تلبسه جريمة قتل التاية أبو عاقلة ، ولكن تقرير الطبيب الشرعي بمستشفي الخرطوم أكد موت التاية ابو عاقلة عن طريق تعرضها لطلق ناري سبب لها نزيفا حادا في الرأس . تم اطلاق مادوت دينق من المعتقل ولقد أستغرب للخبر الذي فبركته أجهزة اعلام السلطة والذي اتهمته فيه باغتيال زميلته الطالبة التاية أبو عاقلة .
غضب الطلاب لموقف الاتجاه الاسلامي وعمد أحدهم الي تمزيق مانشيت الخبر الذي نشرته جريدة ( اخر لحظة ) والخاص باغتيال الطالبة التاية أبو عاقلة . ولكن الاتجاه الاسلامي تمادي في غيه واستحضر كتائبه العسكرية وأحتل مظلة النشاط الطلابي بعد أن سلح كوادره بالسيخ والسكاكين ، واصدر الطالب صديق محمد عثمان بيانا جاء فيه كما يلي (( ان الاتجاه الاسلامي قرر قطع اليد التي مزقت الصحيفة )) ، هكذا كان حال الجبهة الاسلامية تصدر الاحكام وتنفذها وتدعي ان قضائها مستقل ويقتص للمظلومين، وهذه هي نفس المحكمة التي قضت بحكمها في الشهيد بشير الطيب عندما أصدرت أمر اغتياله وتسترت علي قاتله.
وفي صباح ذلك اليوم دخل الي حرم الجامعة الاستاذ/محمد طه محمد أحمد وهو محاط بحرس من كتيبة الخرساء ، وزعم محمد طه أنه جاء من أجل أعطاء الطلاب درسا قيما في ثقافة الانقاذ ، وكان معه في تلك الندوة الاستاذ /صديق محمد عثمان وهو الان يعارض النظام من الخارج ، وأذكر عندها أن محمد طه بدأ حواره مع الطلاب بهذا الحديث (( أسمعوا أن وزير الداخلية ليس سيد أحمد الحسين ولكنه سوف نضربكم بيد من حديد حتي تقولوا أنج سعد فقد هلك سعيد وان ما يقيمه السلطان بسيفه أكثر مما يقيمه بحجته ولسانه ))
هذا هو محمد طه محمد أحمد نصير أهل البيت والباكي علي مذابحهم ومظالمهم كان أول من شجع القتل والظلم والطغيان ، لن يفيد محمد طه شيئا أن يخفي تشيعه ويعمل بفقه ( التقية ) حتي لا تنطلي حيل مذهبه الباطني علي الجميع ، والان ما هو السبب الذي دعاه الي نشر كتاب المقريزي والذي يشكك في نسب الرسول وأهل بيته ، هل شبع قلم محمد طه الذي طالما ذبح به الطلاب ورموز السياسة السودانية ، هل توقفت عجلة الكتابة في السودان حتي يجد محمد طه الوقت والورق والمال من أجل الاساءة الي الرسول الكريم ، هل كتب كل ما يعرفه عن دستور التكامل بين الحركة والانقاذ ؟؟ أم الحرب في دارفور لا تصلح كموضوع للكتابة ؟؟ لماذا لا تكتب صحيفته عن التدخل الاجنبي والذي بدأت طلائع قواته تتوافد الي بلد المليون ميل مربع ؟؟ فليكتب عن الساسة وظلمهم بدلا أن يغوص في محيط التاريخ ويجلب لنا كتابا مغمورا كنا لا نعرف عنه شيئا قبل أن تنشره صحيفة محمد طه، وعندما أقدم الخليفي علي قتل اربعة وعشرين سودانيا كانوا يؤدون فريضة صلاة الجمعة في مسجد الثورة الحارة الاولي زعم محمد طه أن دافع الجريمه سببه خلاف نشأ بين جماعة أنصار السنة حول تأجير بعض العقارات ، هذه هو محمد طه نصير الانسانية والمولع بحب آل البيت لا يعيش الا علي المصائب ، ويسكب يراعه ليحيل الباطل حقا والحق باطلا ، لم ترعه الدماء ولا الارواح التي قتلت بغير ذنب سوي تأديتها شعيرة الصلاة في يوم الجمعة ولكن التشيع الاعمي للاثني عشرية الايرانية هو الذي دفعه الي نفي التهمة عن القاتل ، والان يريد محمد طه أن يعتذر للمسلمين عن ما بدر منه بعد أن نشر أراء المقريزي وهو يتهجم علي ال البيت في ثلاثة أعداد متتالية أصدرتها صحيفته ، ان محمد طه محمد أحمد يملك لسانا كلسان الحطيئة في تناوله لأشخاص الناس وأعراضهم ولكن ما الذي دفعه الي التهجم علي ال بيت النبي ؟؟ أن محمد طه مريض بالشهرة وان تطلب منه ذلك الدوس علي عقائد الناس ومقدساتهم ، وهو الان لا يختلف عن سلمان رشدي صاحب الايات الشيطانية في شئ ، فكلاهما صوب سهامه وسمومه الي ال البيت الشرفاء طمعا في الشهرة واذاعة الصيت ، ونريد أكثر من كلمة اعتذار مقتضب ولا نريد ان تلقي التهمة علي متصفح هاوي للشبكة العنكبوتية فمحمد طه هو رئيس التحرير ويعلم ما تكتب صحيفته ، ولكن هل يريد محمد طه الانتقال من الشيعة السياسية الي الشيعة الروحية ، عندئذ عليه الذهاب الي النجف ويضرب نفسه بالحديد والسلاسل حتي يشعر بحرقة الالم الذي سببته حكومته لأهل السودان وشعبه .
ولنا عودة


ساره عيسي

[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved