السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لقاوا والدستور بقلم م/محمود جودات

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/28/2005 2:02 م


معظم الشعب السوداني يتمنى الخير لوطنه ولأهله في أمن ورخاء وتقدم وازدهار
وسلام دائم ينعم به جميع المقيمين على أرض السودان في ظل نظام محكم يضع على
عاتقه تحمل المسؤوليات الجسام ناصباً ميزان العدل والمساواة مجداً في السهر على
أمن المواطن ومعافاته من الأمراض والأوبئة بمختلف مستوياتها الصحية والفكرية
والاقتصادية.
أن لكل نجاح ثمن لقد دفع أبناء السودان ثمناً باهظا للوصول إلى السلام المنشود
ومازال أخوتنا في دارفور يقاتلون ويجاهدون من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة
ولن يهنأ الشعب السوداني بأنجازات السلام الجارية حاليا مالم يأخذ في الحسبان
حتمية إنهاء مشكلة دارفور والقضاء على كل بؤر الصراع وعلى الحكومة التي تشرع
الآن في إجراءات السلام تحمل المسئولية تجاه قضية دار فور والتجاوب مع المجتمع
الدولي الرافض لما يجري في دارفور وهذا إذا كانت الحكومة صادقة ومؤمنة بمصلحة
الوطن والمواطن وإلا أن الحديث عن السلام العادل الشامل كلام فارغ من مضمونه
ومعناه .
وقبل أن تنتهي مشكلة دارفور لقد سمعنا بأن هناك مجموعة مما يسمون أنفسهم
الجنجويد أقاموا لهم معسكرات ويتحركون في أنحاء من مناطق جبال النوبة والآن
بدأت دبرة تتورم في لقاوا بجبال النوبة وهي المشكلة التي عرفنا عنها أن مجموعة
من عرب البقارة استولوا على أراض مواطنين من النوبة وأقاموا عليها منازل وحفروا
أبار المياه للاستفادة منها ذلك ما أستفز المواطنين الأصليين من النوبة وأحتجوا
على وجود البقار على أراضيهم الزراعية فقام أعيان النوبة بالتفاوض مع هوءلا
العرب ( البقارة ) وإقناعهم بالرحيل عن أراض النوبة ومزارعهم استجاب العرب
فرحلوا ولكن سرعان ما عادوا إلى نفس المكان الذي رحلوا عنه وسكنوا فيه من جديد
الأمر الذي أثار غضب المواطنين وكان من حقهم الدفاع عن حقوقهم وأراضيهم وبذلك
نشبت معركة راح ضحيتها عدد من الجناة وواحد من مواطنين المنطقة وبعد ذلك تجمع
أكثر من ستمائة عربي بقاري مدججين بالسلاح وقصدوا محاصرة النوبة وإبادتهم
وبسرعة تحركت الجي أم سي وقوات الحركة إلى المنطقة وكان قد سبقهم إليها سكان
الجبال المجاورة بأعداد كبيرة فظل الوضع متورم والنفوس مشحونة بالغضب لا سبب لا
موضوع يستوجب حدوث مثل هذا الحادث لو لا أن هناك أياد خفية تعبث بشعوب المنطقة
وتستغل جهل بعض الناس واستثماره في مآرب خبيثة يجب أن ينتبه أبناء المنطقة
جميعهم أن أحد منهم لن يستفيد مما يحاك حولهم من مؤامرات أن يتصافوا وينبذوا
الخلافات وينتبهوا لبناء وطنهم في أمن واستقرار وما حدث في لقاوا يشير على أنه
وبالرغم من هذه التدابير والأجراءات بخصوص إرساء دعائم السلام ونشر ثقافة
التعايش السلمي في المنطقة بين جميع أبنائها إلا أنه مازال هناك مجموعة وليس
الكل بل نحسبها مجموعة مستغلة عن طريق أجهزة في عمق سلطة الدولة تغذى بالأفكار
العنصرية والتعالي عن الأخرين وتعمل علي استمرار السيناريو المخطط لترحيل
النوبة عن أرضيهم والإستلاء عليها بتوطين أناس أخرين مكانهم إلا ان أولئك العرب
مواطنين يعيشون في المنطقة بحرية يتنقلون في أرجائها بماشيتهم دون أن يعترضهم
أحد وذلك منذ زمن بعيد ولقد كان العرب ( البقارة ) في عهد حكومة المشير نميري
لم يمتلك العرب سلاحا ناريا غير الفؤوس والحراب والكوكاب وغيرها من الأسلحة
البيضاء كما يسمونها وفي ما كان النوبة يمتلكون السلاح وإن كان بسيط مثل أبو
جقرة والقردينة وابو خمسة وغيرها من الأسلحة النارية لأن النوبة كانوا هم عمود
الجيش السوداني ولقد اقتنوا السلاح منذ العهد التركي مرورا بعهد الإنجليز
والحكم الثنائي وصولا إلى الحكومات الوطنية وفي كل الظروف كان العرب موجودين
يتجولون في مناطق جبال النوبة ولم يعتدي أي نوباوي على عربي ولم يشهر أي نوباوي
سلاحه في وجه عربي على الرغم من أن بعض العرب كانوا يغزو مزارع النوبة بماشيتهم
وإتلاف المزروعات فيها وكان النوبة بتعاملون مع جمبع الأحداث كتلك بالحكمة
باللجوء إلى المشايخ وعقد الجوديات والمصالحات الأخوية ولأن الإنسان النوباوي
بطبعه مسالم كان يقبل بالخسارة في مقابل عدم إراقة الدماء بين ما يعتبرهم اخوة
له ( العرب ) لأن هنالك قاسم مشترك يجمعهم ألا وهو التخلف والمعناة في هامش
الدولة ولكن بعد أن جاءت حكومة الصادق المهدي وفيها مجموع من القيادات لهم صلة
بالعرب في تلك المناطق حصل العرب على السلاح الناري المتطور فشعروا بالتفوق على
النوبة وبدأ البرنامج العنصري الذي مازل ساري المفعول يجري تنفيذه عبر قنوات
سلطوية منذ أحداث الضعين وتلشي والقردود ومما يعني أن مشكلة دارفور لو تم حلها
بقوة وضغوط المجتمع الدولي فأن الكرو سينزف في جبال النوبة ومنطقة جبال النوبة
خط أحمر يفصل بين السودان الدولة الموحدة المستقرة وأي شيء أخر ولأتها تقع ضمن
اتفاقات السلام الموقعة في نيفاشا وقبلها إنفاقية جبال النوبة لوقف إطلاق النار
والتي أصبحت الأساس لمواصلة عمليات السلام في جنوب السودان.
وكنتيجة طبيعية لما يجري الآن في أروقة الحكم في السودان يتفاءل الخيرين من
أبناء هذا الشعب الصابر بغدا مشرق يبشر بالخير للوطن والمواطن والإنسان قد سئم
الهجرة والغربة عن وطنه ناهيك عن مزلاتها والجميع يعيش حساسية الساعة ويراقب
الفعاليات السياسية الناضجة والتي تحمل فكره المتفاعل مع القضايا الوطنية
والقومية السودانية ويضع معظم همه فيها رغبة منه في حل المشكل السوداني ككل من
نمولي إلى حلفا ومن الجنينة إلى بورتسودان والعمل على النهوض بالسودان ليواكب
عجلة الحضارة والتقدم والازدهار وينعم أهله بالأمن والاستقرار والحفاظ على وجود
دولة سودانية واحدة حول التواجد التاريخي لشعب السودان كله بدون تفريق بين فئة
وأخرى أو جنس وأخر عملاً بجمع جميع أبناء الشعب السوداني في دولة سودانية
موحدة، ويحدوه الأمل بأن تتماسك الدولة السودانية وتترابط أطرافها حتى تنصهر في
بوتقة واحدة والمناشدة لجميع أبناء الوطن الغالي بأن يتكالبوا ضد أي مكيدة تحاك
وترمي إلى تفتيت وحدة هذا الوطن وأن تتصدى لجميع المتآمرين ودعاة الانفصال بشتى
الوسائل حتى يبقى السودان دولة شامخة عظيمة بوحدة ترابه وشعبه.
ولكي لا تتكرر الحوادث المأساوية لابد من دستور يتصف بالشمولية ويكون الخيار
الأوحد هو:
دولة سودانية واحدة في ظل نظام حزبي ديمقراطي حر تعددي ، والاتفاق حول دستور
موثق بإجماع الشعب السوداني أو أغلبية ساحقة وفقاً لمؤتمر الدستوري يكفل
العدالة لكافة الشعب السوداني في جميع أوجه الحياة ويلبي جميع تطلعات الشعب
السوداني بتقدير المساواة لجميع السودانيين في الدولة الواحدة في كل أركانها
شمال، جنوب، غرب، شرق، تعمم نصوص الدستور ليعرف كل إنسان ما له وما عليه وأن
تكون فقراته وبنوده ومواده واضحة وصريحة لا غموض فيها ولا مجال لمراوغات وألا
تترك تفاسيره على حسب أهواء العاملين به حتى لا يكون عرضة للاستغلال بسوء النية
أو طمس عدالته، دستور يلف حوله جميع ألوان الطيف السوداني بتعدده العرقي
والأثني والتنوع الثقافي بمجمل معطياته ومورثاته التاريخية لشعوب السودان
ويحترم الأديان السماوية الثلاثة والأعراف الحميدة الخلاقة ويحترم مشاعر
الآخرين، لا يتعدى على حقوق أي كائن كان أو يسخر منه ولا يعمل على إكراه أي
إنسان أو جماعة لإتباع أو الخضوع لأي دين أو مذهب أو عصبة، ويحفظ كرامة الإنسان
السوداني في أي مكان من الكرة الأرضية ويصون حقوق الإنسان والحريات الأساسية
للجميع دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين، وفي المقابل يوجد
العقاب الرادع ضد كل من يستغل نفوذه أوسلطانه في ممارسات عكسية خارج إطار
القانون في أن يصادر حقوق الأخرين أو يعاقب ويستهتر أو يستهين بأي إنسان أو
جماعة من الناس في أي جزء من السودان، ويعمل على رٌقي الإنسان السوداني وتقدمه
في كل المجالات الحضارية، وأن يعتمد الديمقراطية وحرية الرأي أسلوباً أمثل في
تسيير أمور الدولة والحزم في فض المنازعات وقضايا الخلاف بين أبناء الشعب
السوداني سلمياً وأن يحرم استخدام الصدام المسلح كوسيلة لذلك.
أن السودان ومنذ أن نال أستقلاله لم يكتب له دستور دأئم مما جعله دولة تعاني
كثيرا من الفوضى وعدم الاتزان وكان ذلك الفراغ الدستوري هو الثغرة التي ينفذ
منها كل مغرض وذوي المصالح الخاصة مرضى السلطة والتسلط تارة بأسم الوطنية وتارة
اخرى وباسم الحفاظ على الدين وكل له أجندته القمعية وبرنامجه لإقصاء الأخرين
وجميع الحكومات المدنية والعسكرية قامت على وتيرة وحدة وهو الإستيلاء هي السلطة
إلا ان الفرق بين العسكر والأخرين هو أن العسكر يستولى على البلاد خلسة ويسرق
من الشعب كل شيء ويحلو لهم تسمية ذلك بالثورة ثم يعتقل ويسجن ويقتل ببشاعة
ويوصم السابقين له بالجور والتقصير في حق الدولة والشعب وهو بذلك ينزه نفسه
ويستعلى على الجميع ولأن العسكر جاهل بأمور السياسة نجده دائما يستورد العقول
النيرة ويستخدمها وفق سلطانه لرسم الصورة المشرقة التي تلهب عقول الشعب وتجعله
مشدوه لفترة من الزمن ثم تبدأ المتاعب بين العسكر أنفسهم وبين الشعب والعسكر .
أما الحكومات المنتخبة في حكومة شرعية جاءت بموافقة أغلبية من الشعب ألا أن ذلك
أيضا لا يعدو أن كان خدعة انطلت على ذلك الشعب من خلال الخطب النارية والوعود
المكذوبة ذلك بالنسبة للشعب الواعي الرشيد وسرعان ما يكتشف الشعب أن الحكومة
وأفرادها منشغلة في أمور لا تمد بصلة بمعانات الشعب وغالبا ما تنصرف الحكومة في
صراعات جانبية حول نفسها وتخلق لنفسها نسيج من الفوضى والفساد مما يخيب أمال
الشعب والآن جاء الوقت الذي يمكن أن يكون للسودان دستور دائما كما يتمناه
الجميع وهذا الدستور الذي خرج من فوهات البنادق يجب أن تشمل بنوده كل ما يحتاجه
الشعب السوداني وكذلك نأمل أن يوضع فيه وبكل صراحة ما يحرم على العسكر اغتصاب
السلطة أو على اي مجموع أنتهازية الأستيلاء على السلطة بأي شكل من الأشكال
ويضمن ديمومة التداول للسلطة سلميا وفي الختام نتمنى أن نكون قد اسهمنا بما
يجيش في خواطر غالبية الشعب السوداني وكفى الله السودان شر القتال والتهالك.
e-mail:[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved