مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الجنوب طفل السودان المدلل بقلم د/عمر عبد العزيز المؤيد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/25/2005 1:34 ص

الجنوب طفل السودان المدلل

مرت الأعوام والسنون ثقالا على الشعب السوداني , وتراكبت وتراكمت عليه أخطاء قياداته التي تسلطت عليه, وضاع وقتنا ونحن نبحث عن هويتنا, فاذا ذهب البعض الى كون السودان عربيا رد الآخرون وقالو بأنه أفريقي.

وتاه ااشعب وضاعة هويته بين هذا وذاك.

في العام 1972 وضعت الحرب أوزارها في جنوبنا العزيز الذي كان ولازال وسيظل باذن الله تعالى جزءا لايتجزاْ من السودان, اتفق المايويون بزعامة النميري وحركة الأنانيا على ما سمي أنذاك باتفاقية الحكم الذاتي لجنوب السودان. أتت بعد ذاك أعوام أغيث فيها الناس وبدأت العديد من المشاريع التنموية تظهر الى العيان

. وأضخم هذه المشاريع كانت قناة جونقلي. ومضت السنون تترى بين شد وجذب قصة المرتزقة, والمصالحة مع السيد الصادق المهدي في بورتسودان وبدأ التنقيب عن النفط بواسطة شفرون.....ألخ

وفي العام 1983 صدرت أوامر الى الفرقة 105 في الجيش السوداني العزيز بالتحرك الى الشمال, رفضت الكتيبة تنفيذ القرار وتعللت بأن تنفيذه يعتبر خرقا لاتفاقية أديس أبابا, وللحقيقة فان هذا صحيح تماما.

واعتبر ذلك تمردا وأرسلت وحدة من الجيش لتقاتل هذه الكتيبة وتعيدها الى رشدها وكانت الكتيبة التي أرسلت بقيادة الضابط دومينيك كاسيانو والذي أصبح بعد ذلك عضوا في مجلس قيادة ما يعرف بثورة الانقاذ الوطني

وتم الحاق الهزيمة بدومينيك كاسيانو (الفشل يجري في دماء أهل الانقاذ)

وفي تلك الفترة جرى تقسيم الجنوب الى ثلاث مديريات (الاستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل)

وكانت هذه هي رصاصة الرحمة التي أطلقت على اتفاقية أديس أبابا, وفرضت القوانين المعروفة بقوانين سبتمبر والتي توصف زورا وبهتانا بأنها قوانين اسلامية وهنا تجب الاشارة الى أن المدعو حسن الترابي وأتباعه كانوا هم المحرك الرئيسي لفرض قوانين سبتمبر, وكذلك السبب المباشر في تدبير المؤامرة التي أدت الى اعتقال و اعدام محمود محمد طه, أن القدح المعلى في نسج خيوظ تلك المؤامرة ولف حبل المشنقة حول رقبة محمود محمد طه كان لحسن الترابي, وعلي عثمان, وبدرية سليمان والقاضي المراهق عديم الخبرة السيد المهلاوي

ان مراجعة بسيطة وموضوعية تظهر أن حرب الجنوب لم تكن قائمة أبدا كنتاج لصراع عقدي بين طائفتين مسلمة وغير مسلمة, والا فبماذا يفسر اندلاع الحرب و استمرارها في الفترة مابين عام 1955 الى 1972. في تلك الفترة . ان التفسير الذي نسمعه دوما من الكثير من السياسيين وبالذات من أبناء الجنوب هو انعدام توازن التنمية بين الشمال العربي والجنوب الأفريقي. وهذا التفسير مردود على كل من يدعيه, فلماذا يتم اختزال السودان واختصاره الى شمال وجنوب , ماذا عن دارفور؟ هل هي هي جزء من الشمال بالطبع ؟؟لا. وهل هناك تنمية في دارفور!!!!!!

ماذا عن الشرق والبحر الأحمر هل أهلنا البجا يعتبرون فرعا من الشايقية أو الجعلية؟؟ بالتأكيد لا. وهل هناك تنمية في الشرق!!!!!!!

هل الفور هم من العرب؟؟ هل الزغاوة عرب؟؟؟؟ هل الهدندوة عرب؟؟ هل البني عامر عرب؟؟ هل البرنو عرب؟؟ هل النوبة عرب؟؟؟

ان نسبة القبائل ذات الأوصول العربية في السودان هي 30% فقط.

ان الصراعات القبلية هي أكثر حدة في الجنوب منها في الشمال أو الغرب. والكل وحتى أبناء القبائل الجنوبية الكبيرة كالدينكا والنوير والشلك والزاندي يقرون بذلك. الكل كان يعرف عن الحساسيات والمشاكل التي نشبت رياك مشار ابن النوير من جهة وجون قرنق ابن دينكا بور من جهة أخرى. بل حتى في أوساط الدينكا نفسها نشب الصراع بين كاربينو كوانين دينكا بحر الغزال وجون قرنق من دينكا بور.

لقد قال أحد حكماء الجنوب من قبل ان الشمايين للجنوبيين هم كالقش الذي يوضع بين الزجاج لكي لاينكسر

لقد كانت مشكلة الجنوب على مدى العصور في مثقفيه. الذين خرجوا وتعلموا في الخارج وأتوا وهم يحلمون بالتخلص من سيطرة افتراضية العرب. سيطرة تخيلوها أو نقشت نقشا في عقولهم. ان وجهاء الجنوب ومسؤليه شاركوا في الحكومات المتعاقبة في السودان بدءأ من سانتينو دينق مرورا بجوزيف لاقو بأبيل ألير متعهم الله بالصحة ونهاية بالجيل الحالي. نعم ان كانت حكومات الخرطوم قد ظلمتكم فأبناؤكم أنتم شاركوا في تلك الجريمة, واذا لم يكونوا قادرين على عمل شيئ اذاك لسبب أ لآخر فان الاستقالة والتنحي كانت أشرف لهم ألف مرة.

وتم اطلاق العديد من المصطلحات والتعابير التي قد تفهم بطريقة خاطئة جدا.

ألا يجوز لنا أن نسأل مالذي يعنيه مصطلح المناطق المهمشةMarginalized Areas

أوليس الذي نراه في دارفور هو التهميش بعينه. ان بورتسودان المدينة الثانية في البلاد ترزح تحت وطأة العطش. ان الناس تهرب من الأبيض الآن بسبب الأوضاع المزرية. بل حتى الخرطوم نفسها تحولت الى قرية كبيرة, وبدلا من أن تصبح عاصمة الثقافة العربية, أصبحت بحق وحقيقة عاصمة الوساخة العربية( والبركة في السيد المتعافي 10%)

لقد خسر السودان كثيرا بسبب تمرد الجنوب؟ لقد خسر السودان سنينا ودماءا وأموالا بسبب دلال الجنوب ودلعه.

لقد تم التجني على الجنوب من قبل الحكومات المتعاقبة ولكن باقي أجزاء السودان تم التجني عليها من الحكومات المتعاقبة ومن الجنوب أيضا. لقد قامت أصوات في الشمال تطالب بفصل الجنوب.

نعم لأهل الجنوب مظالم , لايستطيع كائن من كان أن ينكر ذلك, ان مظالمهم كبيرة ولكنهم ليسو الوحيدين. ان لأهل الشرق مظالم ولأهل الغرب مظالم ولأهل الشمال أيضا.

نعم للجنوب خصوصيته. ولكن للغرب كذلك خصوصيته. وللشرق كذلك وللشمال وللوسط.

ان عقلاء الشعب السوداني لن يفرطوا في الوحدة أبدا. فلم يأت انفصال بخير قط؟ ولنا في تجربة الكوريتيين والهند وباكستان خير دليل.

ان زيادة مساحة الوعي بين أفراد الشعب هو صمام الأمان الوحيد الذي يصون الوحدة الوطنية.

على مواطني الجنوب ولا أقول شعب الجنوب لأن الشعب واحد وهو الشعب السوداني,أن يعوا تماما أن أي سوداني لن يقبل أن يكون لهم وضع مميزيعطيهم ماليس لهم. وعليهم الا يطمعوا في حقوق غيرهم من بني جلدتهم من السودانيين

اذا كان أخوتنا الأعزاء في جنوبنا الحبيب يطالبون بالحصول على حقوقهم كأقلية, ورغم التحفظ بل والمعارضة لاستخدام كلمة أقلية . فعليهم أن يحترموا حقوق الأغلبية.

ان المليون ميل مربع هو رقم غير قابل للتقسيم تحت أي ظروف على الأطلاق الا على الواحد الصحيح ,ان كل القوانين الرياضية تسقط عند حديثنا عن الوحدة ألأبدية لأرض السودان الحبيب.

مع تحياتي من لندن

د/عمر عبد العزيز المؤيد.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved