مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ما بين الكمونية* والديموقراطية؟؟ بقلم هشام هباني

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/25/2005 1:32 ص

ما بين الكمونية* والديموقراطية؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كثيرا ما يشطح بالانسان خياله بعيدا وهو يسوق الامثلة والادلة والبراهين والاثباتات وهو يأخذها مستنبطا اياها مما يدور حوله في حياته سواء من راهنها المعاش او يستلفها من الماضي البعيد أوالقريب مستخلصا منها الحكم والدروس والمواعظ وهو يعضد بها افكاره ومبادئه مبرهنا صحتها وصلاحها وجدارتها واحقيتها من عدمها وهو في مواجهة الرأي الاخر وهو ايضا راي يسوق ايضا براهينه وحججه ومنطقه الخاص به لاثبات صحة نظرياته وافكاره كداحضة لافكار الاول . ولكن ذات الانسان احيانا في هذا المعمعان تعميه بصيرته من الالتفات الى تفاصيل صغيرة في الحياة يهملها دوما باعتبارها من توافه الاشياء وصغائرها ودائما يرنو ببصيرته الى اشياء كبيرة وواضحة لا تجهده ادنى جهد للتفكير والتمعن فيها وقد طرقها غيره من الكثيرين واستهلكوها حد الاسراف ورغما عن ذلك لم توصل اصحابها الى الحق والحقيقة الكاملة والحكمة التي ينشدون الا بمقادير نسبية ربما لم تقارب ابدا سقف الحقيقة او هوامش الحكمة احيانا. ولكنه اى هذا الانسان لو تمعن ودقق بتواضع الى تراكيب وتفاصيل تلكم (التوافه) التي تحت نظره من الاشياء لوجد في ثناياها الحكمة والحلول النهائية لازماته (فالحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو اولى الناس بها) فقد كانت يومها الحكمة قدخرجت من تفاحة( نيوتن) الفضولي المفكر سببا عظيما لكل هذه الثورة العلمية العظيمة في علوم الجاذبية والفضاء وبفضلها وصل الانسان الفضاء وبلغ المجرات العظام باحثا عن اسباب عيش جديد فوق الثريات وايضا كانت الحكمة نائمة تحت عورة ارخميدس (الكويفر) وماء (جنابته) برغم شوائب وادران صاحبه حيث لا يهمنا ان كان يغتسل غسل جنابة اويأخذ ( دشا) عاديا حيث اكتشفها ووجدها وخرج ( ام فكو) مجنونا بها وبفضلها كانت سببا اصيلا في ولوج البشرية مؤمنوها ومشركوها الى نظرية الطفو والازاحة والتي اوصلتنا الى سبر اغوارعوالم البحاروخفاياها واسرارها وكنوزها ونحن بفضل هذ ا (العاري الحافي حالق ) قد صنعنا السفن العظيمة فكانت بفضلها الاسفار ورحلات الاستكشاف العظيمة وايضا صنعناالغواصات العملاقة وليست الغواصات البشرية كما يصنع العراة البغاة الغلاة الرساليون الحضاريون في سوداننا البئيس اليوم وهي غواصات سودانية بشرية قد تخصصت في اذى العباد وفساد البلاد وقد عجزت هذه الغواصات حينها في يوم غزوة ( الشفاء) وهم في عزة اثمهم واوهامهم بمشروعهم (الفشنك) عجزت في تحديد طبيعة سلاح ( المشركين )الذي قصف مصنع (الشفاء)اكان منجنيقا او( سفروقا) او صاروخا او طائرة ولكن عند امير المؤمنين كان الخبر اليقين وهو يصرح امام كل وسائل الاعلام العالمية قاسما بالله فقط بأنهم اكتشفوا نوعية السلاح ومن اي جهة انطلق وكان مصدر الدولة الرسالية في هذا الكشف الرهيب هو مجموعة غواصات رساليين كانوا في تأدية واجب عزاء في مدينة ( بربر) واثناء العزاء تنزل عليهم وحي عظيم يلهمهم بالكشف العظيم من غير الاحتياج للرادار وعتاد الكفار وقد خبروا وعرفوا طبيعة سلاح العدو ( من اول نظرة) ووجهوا السهام وحددوا المهام واعلنوا الاتهام وضاعت ( حلايب) في غمرة الزحام ولله الحمد؟؟
مدعاة تناول هذا الموضوع واستهلاله بهذه المقدمة وبعنوانها الغريب والساخر هي حالة الاحباط والقنوط التي صارت تلازم المواطن السوداني اليوم بالذات وبشكل ملحوظ جاعلة منه انسانا قدريا يتقبل اي علة باعتبارها امرا مقدرا ومسطرا وبلية ابتلى بها الله عباده الصالحين حيث لاعاد في الامكان لديه احسن مما كان واي محاولات لترتيق وترميم هذا الواقع البئيس لهي حرث في الماء بل كفر لانه انكار لركن اصيل في الدين الا وهو ركن الايمان بالقضاء والقدر حيث لن نشاء الا ان يشاء الله رب العالمين ولا داعي للاجتهاد في هكذا مدار. وتم بكل السبل الشيطانية في هذه الفترة الظلامية الراهنة في بلادنا المنكوبة بهؤلاء الاباليس برمجة هذا الانسان التعيس لتقبل كل مكروه حامدا وشاكرا رب العالمين علي خيره وشره وان لا يسأل ولاة الامر ورعاتنا والتي طاعتنا اياهم من طاعة الرحمن لا يسألون عن الاسباب والمسببات ولا كلام عن حساب وعقاب وجزاء و(عند الله الجزاء) ليتقبلوا (الانقاذ) بشرورها امرا الهيا مقدرا ومسطرا . فقد اسرف البغاةالظلاميون في افقاروقهر وكسرالشخصية السودانية وامعنوا في تدجينها واستلابها وحشرها طيلة الستة عشر عاما الكالحة وهم في سدة القهر في زاوية ضيقة لتتقبل كل مكروه وخطب باسم الدين بايمان موغل في القدرية وبشكل مبرمج في هذا الراهن الظليم وهم لايستنكفون حالة الفشل والخطايا والرذايا بل لا يجرمون اصحابها احيانا ويتقبلون ايضا باريحية دينية كسيرة ظاهرة اعادة انتاج الازمات في واقعنا السياسي المعاصر بل انتحال الاعذار لاي فشل او تقاعس سواء كان من جانب الجناة البغاة الرسميين او حتى (متثاقفينا ومداميك الفكر السياسي السوداني) وهم قد عبروا بتقاعسهم وكسلهم عن عدم جديتهم للغوص بافكارهم في تفاصيل الواقع السوداني ويبدو انهم مصابون بذات الحالة القدرية التي اصابت العباد من العوام حيث جعلتهم يتقاعسون عن انتاج الافكار مثل سائر مفكري الشعوب العظيمة والتي عبرت بفضل اجتهاداتهم وافكارهم الى بر الامان بينما (مفكراتيونا ومثقفاتيونا) لا زالوا يتلكأون في البحث عن حلول ولو( رزق اليوم باليوم) لواقعنا الازيم حيث دلفوا كسالىالى خارجه يستلفون لنا الحلول المعلبة والجاهزة في قوالب جامدة تارة يستدعونها من الماضي السحيق وتارة اخرى يستلفونها من الحاضر المأزوم بافكار اتت فاقدة صلاحيتها منذ ميلادها حيث لم يكتب لها النجاح بعد اما لعدم نجاعتها اولاواقعيتها وظل هذا الراهن سببا اصيلا في كل الاحباطات هذا لو افترضنا جدلا لدينا مفكرون وفلاسفة سياسيون هميمون وموجوعون بقدر تحديات الامة والوطن الراهنة وهو امر مشكوك فيه حيث الراهن بفشله والامه واحباطاته يدلل على انتفاء هذا الوهم حيث ما عادت ردود الافعال المستنيرة والمفكرة في هذا الواقع الظليم تعادل الفعل الظلامي في وزنه وتمارس ضدية الاتجاه المطلوبة في مواجهته بل مطلق الموات والاستكانة وادقاع في السلبية وانصرافية مهينة واحيانا الاصطفاف الى جانبه بلا ادنى حياء وبمواقف خجولة تفتقر الى ادنى منطق من التبرير تحت ستر دللت على وهن اصحابها وانعدام الاخلاقية والمبدئية برغم ابداعاتهم الماضية والتي لن تشفع لهم هذا السقوط والانحدار في ارذل العمر. وايضا اثبات اخر لهذا الوهم المتثاقف وهو جدب المكتبة السودانية بالكتابات المفكرة فقط خصيصا لسودان وهو اكبردليل على هذا الافلاس وهو امر يشكك حقيقة في الاجندة التي بموجبها تم اختيار الخرطوم عاصمة للثقافة العربية وهي التي لم تثري المكتبة العربية الا (بفرمالة) اديبنا الرائع الطيب صالح واشياء اخر وهي هدية لشعب طيب وصالح ولا ادري اين (حمصها في المولد) حواضر الثقافة والحضارة العربية العربية القحة في القاهرة و بيروت ودمشق وبغداد والكويت والدوحة وصنعاء لكن نحن دوما ( اجدع ناس واطيب ناس ) ولذلك يحسن الينا المحسنون والمتصدقون بمثل هكذا عطايا والقاب واوهام ولكنها في حقيقة الامر( فرجة ومضحكة) كبرى ومهينة تخدم اجندة ليست في صالح بلادنا(المثقفة جدا) والتي وزراء ثقافتها في هذا الزمان التفيه يتبوأون هذا المنصب الرفيع وفي رصيد الوزير وعقله ليس اكثر من ( حجوة ام ضبيبينة) وشهادة حسن سير وسلوك من الندامى وبعض التنابلة المحترمين . وهو واقع يدلل على حالة مرضية و اسراف سوداني مفرط في تضخيم الذات السودانية (المفكرة )
لتظل فقط مجرد (بارانويا) مزمنة وبها اصبحنا نحن السودانيين في هذا الراهن البئيس مجرد ظاهرة صوتية تسرف في رغاء وخواء اصبحا ملازمين للشخصية السودانية الراهنة وهي لا تجيد غير انتاج الكلام حيث نحن تارة اشرف العرب ورواد عروبتهم وتارة اخرىاهل الحكمة في افريقيا السمراء ونحن ونحن ( الشرف الباذخ) ونحن ونحن وهلم جرا وكانت المحصلة بعد كل هذه الفرقعات هذا الوطن الازيم الكسير الكسيح اكبر (زيرو) وهو يعيش اليوم اسوأ مراحل انحطاطه وهوانه وازماته على مر تاريخه البعيد والقريب اي مرحلة ( الفزرة او الفنيسةالكبرى) بفضل ( اهل التأصيل والمشروع الحضاري ) المحتضر في قلب الخرطوم تحت رماح الفاتحين الاقليميين والدوليين فوحدهم الرساليون الجدد هم الذين اخذوا وحدهم نصيب الاسد بل نصيب الفيل في هذا الفشل الوطني الكبيروبأكبر من نسبة نيفاشا حيث اوصلوا الراهن الوطني لحالة التقيح بل (ايدز) دمر كل مناعة هذا الوطن العظيم الىالحد الذي صارفيه الوطن ضعيفا مهانا ذليلاو( ملطشة) يبحث عن امن وطمأنية وسلام تكفلها له جيوش من رواندا وبوروندي وهي جيوش من القتلة والمجرمين ومرتكبي المذابح وفي ذات الوقت امعانا في الكذب والتضليل العاهر تقرأ اخبارا مضحكة ومبكية عن الجيش السوداني الرسالي قبل اسبوع قرر انه سيرسل قوة لحفظ السلام من ضمن قوات الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في الصومال بينما السودان التعيس يعج اليوم بالقوات الاجنبية من كل حدب وصوب لحماية اهل السودان من جيش السودان والذي تحول الى عصابة نهب مسلح كبرى ترعب مواطني البلاد في كل اركانها بشكل اثار شفقة الاغيار والاجانب على عباد السودان المظلومين ولله الحمد . وهؤلاء الظلاميون الاوغاد هم وحدهم اليوم اس بلاء وشقاء هذا الوطن التعيس وفيهم تجلت اسوأ مظاهر هذا المرض العضال وظلوا مثالا سيئا مهينا لاسم هذا الوطن العظيم حيث عهروا بكذبهم وضلالهم المباديء والمقدسات والقيم في اشنع صور التشويه حتى بتنا شعبا سيء الصيت ونحتاج لشهادة حسن سير وسلوك جديدة لتثبت تمسكنا بذات الشخصية الرائعة التى عرفنا بها العالم الخارجي قبل التشويه ( الانقاذي) وايضا لنثبت صدقية توجهاتنا في مزاعم السلام والديموقراطية وحسن الجوار مع اشقائنا الجيران الذين حضنا ديننا الحنيف على الاحسان اليهم من حولنا في الاقليم المحيط وهم قد انخدعوا فينا بعد ان كنا نمثل لهم رمزا للاستنارة والتحرر والهداية وذلك من خلال رصيد السمعة الحسنة والصيت الطيب الذي كان ملازما لهذا الوطن ومواطنه في ايامه الخوالي بفضل الرائعين من قياداته الوطنية المشرفة واما اليوم فقد اصبحنا مصدرا مهددا لامنهم وسلامهم واستقرارهم ولله الحمد ؟؟

لندلف الان بعد المقدمة الطويلة الى موضوعنا الاهم ونظريتنا الجديدة وكشفنا المبارك حول (الكمونية) وما ادراك ما الكمونية هذه الوجبة الغذائية السودانية الرائعة وكغيرى من اشباه المتثاقفين لا ادعي معرفة ولا علما نابغا قد طال او قارب ثريات مثقفاتيتنا الجهابذة ولكني ادعي وازعم بملء فمي اني من افضل اكلي ( الكمونية ) في السودان ومعذرة للرفاق اليتامي حيث اني لا اقصد (الكوميونيزم) بل اقصد حالة سودانية خالصة مائة بالمائة تشابه لفظا اسم عنقائهم وتتساوق معها في بعض التفاصيل الحمراء الصغيرة وهو اسم سابق لاسم عنقائهم ماركة سودانية مسجلة لا تحتمل اي نوع من ( اللبط) مستقبلا و(الله اكضب الشينة). وارتباطي بالكمونيةهو شرف افاخر به هنا في المنافي حيث ظلت السيدة ( كمونية) ليست مجرد طبق غذائي بل وطنا كبيرا لدي يشبع في الكثير حيث المنافي تضخم التفاصيل الصغيرة والاشياء التفيهة في وجدانك وشعورك وتجعل من الحبة قبة ومن النبقة وطنا وانت تبحث عن وطن وسط الضباب والزحام فأحيانا تجده في نشقة(تمباك عماري) ات من البلد الحبيب واحيانا تستطعمه في حبة فول( سوداني) هاجر الى هذه البلاد حين كان
(فستقا للعبيد) وظل فولا بلا هوية حتى الان مثله ومثل اهله وتتكرف الوطن في عطر امراة وطنية هائمة عبرت من هنا و هناك بحثا عن ملاذ آمن غير الوطن الجريح وقد تجد الوطن ايضا كله في هيئة (ود ابرق) الاليف دنجوان ( عشوشة) الشهير والذي وجدته هنا في تكساس ( نفس الملامح والشبه والقدلة ذاتها قدلتو ) ولكنه يبدو مشغولا هنا في بلاد العم سام مثله ومثل سائر اهله بفواتير الاعاشة والسكن وتسديد فواتير( الفياجرا) بعد ان عجز عن اداء مهامه المشهورة في هذا اللهاث العظيم ويبدو انه عاذب وعاجز .. ليس كذاك (ود ابرق) السوداني الحبيب والملتزم بواجباته الوطنية والذي كان افضل استاذ لنا في مادة الحساب البسيط ونحن اطفال نعد له صولاته وجولاته في (السباليق وفي المواسير) ما طاب له مثنى وثلاثا متجاوزا المائة جولة وبعد المائة نقف عن العد لاستحالة ذلك الا بعد امتحان النقل الى السنة الثانية لنواصل بعدها ولله في خلقه شئون؟؟
لقد انتفضت في ذلك النهار (التكساسي) بعد رزق وفير ساقه الينا رب العالمين من خلال هذا ( التاكسي) الماخور كانتفاضة ارخميدس صائحا ( وجدتها وجدتها) وانا قد فرغت من اداء مهمتي الوطنية الاسبوعية وهي عمل ( حلة الكمونية) والتي لا اثق حتى في مشاركة ( ام احمد) وبل كل اهل السودان في مساعدتي في ادائها وطبخها لثقتى المفرطة في نفسي فقط حيث انا المؤهل وحدي بحكمتي وفطنتي لاداء هذه المهمة الوطنية العظيمة وقد وجدت العذر ايضا هناك في وطني لصناع ( الطبخة الدستورية) في ادائهما منفردين لانهما وحدهما من يستطعمانها ويستفيدان من غذائها وبقية الشعب ( اياكل نارو)؟؟
انتفضت صائحا بصوت عال ومزعج مناديا ( ام احمد) لدرجة انها من الخوف حسبت ان مكروها الم ببعلها في المطبخ وهو يؤدي مهمته الوطنية المعتادة بجد وهمة منقطعة النظير فاسرعت مباشرة الى الهاتف لتطلب المدد والنجدة (911) حيث رقيب وعتيد هنا في بلاد العم سام جاهزون لحماية ( الدين) اسف لحماية المواطنين بينما رقيب وعتيد في بلادنا جاهزون لترويع امن المواطنين وقد فاقوا جدتهم ( عجوبة ) في خراب سوبا؟؟
اندهشت ( ام احمد) حين وجدت بعلها ( ارخميدس عصره) امام الموقد ممسكا بأم التلافيف والكرش وام مالبينة والفشفاش والمصارين والحلقوم والطوحال والضنب والكلاوي والكبدة ( بت العز) وهو يقول لها :(ابشري بالخير السودان مشاكلو انحلت تب ويانا راجعين راجعين قدونا الافندية والمتفلهمين بكلام الطير في الباقير.مرة ديموقرطية عند اللزوم ومرة مستدامة واشتراكية وقومية واسلامية ونظرية تالتة ورابعة وليبرالية وكمان سودان جديد ..؟؟) وهنا طار صوابها وصرخت ( ووب علي اب احمد فوت وا فليلي؟؟).
نعم لقد وجدت الحكمة والحلول الناجعة لانقاذ وطني التعيس من سلطة ( الانقاذ) اخيرا في الكمونية والتي لم يعرها مفكراتيونا ادنى اهتمام بل فقط اعتبروها طبخة غذائية لا تصلح حتى اضافة في كتب تعليم الطهي المغمورة كصنف من صنوف الطعام السوداني الردىء لاحتوائها هوامش الامعاء ومهمشيها مع الكبدة والكلاوي ( بنات العز) والسيدة الجليلة الكرشة و المصارين البيض واولادها ولكنهم في ذات الوقت يستطعمونها بشراهة منقطعة النظير حين تتوسط اي مائدة سودانية حيث الكمونية وحدها تجد القبول الشعبي والرضا التام بين مختلف اهل السودان بمختلف طوائفهم ومللهم ونحلهم واديانهم والوانهم السياسية كأم الاطباق وافضل شيء يمكن ان يتمحور حوله السودانيون اليوم حين عجز الدين والايديولوجيا وكريم المعتقدات في توحيد اهل السودان وايضا عجزت ( بنت وستمنستر) في اشباعهم ديموقراطيا وسياسيا ولكن بفضل كشفنا العظيم يمكن ان تصلح الكمونية من نظرية غذائية الى نظرية سياسية تخرج هذا الوطن التعيس من الظلمات الى النورفهي مشروع نظرية وطنية سياسية تتجاوز الديموقراطية الوافدة شكلا وموضوعا وتمتد الى ما بعد سقفها لتصهر الكل فيها بلا ادنى اقصاء او الغاء بينما تعترف الديموقراطية الوافدة بالائتلافات الثنائية او الثلاثية وهو امر يغمط الاقليات اشياءها ويهمشها باسم الديموقراطية وهو ما ادى ثلاث مرات الى اسقاط الاطروحة الديموقراطية والتآمر عليها وذلك لعجزها في اشباع حاجيات الاخرين بل تحولت الى دكتاتوريات مدنية تستمد شرعيتها من داخل الطروادة الديموقراطية ذاتها لا بقوة طرحها وحجتها وبرامجها بل بتأثير الموروثات الثقافية والاجتماعية وايضا البيولوجية عندما يصبح التناسل وسيلة لكسب اعضاء جدد للاحزاب والقوى الوطنية وتجد لها المسوغات والحجج القانونية والدستورية التي تحميها في داخل السياق الطروادي الديموقراطي؟؟؟
اما في نظريتنا ( الكمونية) فالكل موجود في ( الحلة) المهمشون والكبار من حواشي الامعاء وايضا ( الضنب والحلقوم) وحتى رفيقتنا( الشطة الحمراء ) رغم انها شيء ضار بالصحة ولكنها لها دورها الرائع في اضفاء الطعم الساحر والشهي رغم حرارتها وضررها فنظرية
( الكمونية) لا تعترف بالائتلافات مطلقا حيث يستحيل ان تقيم الجليلة ( الكرشة والمصارين البيض) وجبة كمونية لوحدهما بذات الطعم الرائع والمعتاد الذي نتفق حوله وقد تصير شيئا اخر غير ( الكمونية) وايضا ( الكبدة والكلاوي بنات العز) لن تستطيعا وحدهما ان تقيما
( حلة كمونية) وهكذا دواليك فالكمونية كنظرية تتساوق شكلا وموضوعا مع التركيبة الاثنية والدينية والاجتماعية والثقافية السودانية الفريدة حيث تستوعب كل هذا التنوع الرائع محيلة اياه الى وحدة رائعة بل مصدر قوة تقطع الطريق امام كل دعاوي الانفصال وشعارات تقرير المصيروالفيدراليات والكونفدراليات وبغاث الفكر الفطير وهنا تجاوزت المفهوم الديموقراطي شكلا ومضمونا وطعما؟؟؟
هنا انا ارخميدس ( الكموني) الاغبش البسيط بعد هذا الكشف والذي هو اصلا صنيعة جداتنا السودانيات اكون قد اختصرت الطريق على مثقفاتيتنا وجهابذة الفكر في بلادي بدلا من اضاعة وقتهم الثمين في الغوص في ملايين الكتب والافكار بحثا عن الحكمة والدواء ان يتواضعوا قليلا وينظروا فقط بلا ادنى تعب الى ما تحت بطونهم وارجلهم وفي
( الكمونية) المخرج العظيم ولكن هنالك سؤال ظل ( حسكنة) يؤرقني وذلك ناجم من تمعني في (حلة الكمونية) فقد وجدت شيئا وحيد غائبا عنها من دون كل حواشي البطن ولماذا مورس الاقصاء له وهل كان اقصاء متعمدا ام سهوا من قبل جدادتنا وامهاتنا واللائي بفضلهن كان هذا الكشف العظيم حيث اقصي عنها ( كبير اخوانو) وهو المصران الغليظ مصران السلح والذي حسب افتراضي وتخميني بطبيعته السلحية والشمولية الضارة لا يصلح عضوا صالحا في هذا السياق ( الكموني) فاذا دخلها افسدها واحالها الى حالة خرائية ولذلك كان دوما مآله الاقصاء الي باطن التراب غير مأسوف عليه ولذلك اطلب من مفكراتيتنا ومثقفاتيتنا الميامين ان يبحثوا لنا عن امكانية استيعاب ( كبير اخوانو) في هذه النظرية الكمونية بالطريقة التي تجعله عضوا صالحا وفالحا غير مضر بالمجتمع الكموني المنشود حيث استطعنا استيعاب الكرش والمصارين بعد غسلها والفشفاش بعد تهذيبه وترويضه والمصارين بعد ضفرها وتجميلها ولو تحقق استيعاب ( كبير اخوانو) واشك في ذلك لا ستحالة تنظيفه وتعقيمه لقامت (اليتوبيا ) في ارض السودان المحتار وهي حتما جنة الله في العالمين ولله الحمد ؟
وهنا اخلص اعزائي الى ان ( الكمونية) تصلح مصطلحا سياسيا وهوحالة ما بعد الديموقراطية وبالتأكيد ستأخذ حيزا عالميا من الاعتراف بها لو تواضع علماؤنا ومفكراتيونا لله (وختوا الرحمن في قلوبهم) وبدأوا في البحث الجاد حول تاطير هذه النظرية السودانية ووضعها في اطارها العلمي الصحيح قبل ( ان يتلبط المتلبطون) وستكون مساهمة شعب السودان في الالفية الثالثة بهذا الانجاز الحضاري الرائع غير المسبوق وهنا سيكون المشروع الحضاري السوداني حقيقة ماثلة و(على بالطلاق ما بتندموا ولي قدام )؟؟


هشام هباني
* الكمونية هي طبق غذائي سوداني مشهور



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved