مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

قضية دارفور قديمة قدم تاريخ (السودان الحديث) اي بعد خروج المستعمر بقلم الطيب محمد علي-القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/2/2005 8:09 م

قضية دارفور قديمة قدم تاريخ (السودان الحديث) اي بعد خروج المستعمر الذي لم تتأثر به لأسباب لا يمكن حصرها في المقال, المهم ان السودان نال الأستقلال عام 1956 وبعد الأستقلال كرست الحكومات الوطنية كما تسمى وان كان التسمية اللائقة لها هي (الحكومات الشمالية او حكومات الجلابة) الهيمنة على السلطة والثروة في اطار ضيق جدا بداية بحكومة المحجوب مرورا بحكومة عبود العسكرية ثم حكومة سرالختم الانتقالية الى حكومةالصادق المهدي ومن حكومة الطاغية نميري الذي بدأت شيوعيا وسقطت على يد الشعب ولم يشفى لها الرجوع الى الشريعة الاسلامية الى حكومة سوارالذهب الانتقالية الى حكومة الصادق الثانية الذي كما نلاحظ اما في السلطة اوالمعارضة, ومن هنا بدأت قضية دارفور تأخذ طابع التأزم لاسباب جوهرية حيث قامت حكومة الصادق بتسليح القبائل العربية في دارفور خوفا من تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان لأجزاء من دارفور خاصة حدودها الجنوبية الا ان القبائل العربية استقلت فرصة امدادها بالسلاح للسيطرة على الارض ودارت معارك عنيفة في اجزاء من دارفور(جبل مرة)ولم تكن في ذلك الوقت وعي اعلامي متكامل اضافة الى تخلف تكنولجيا المعلومات والتركيز على ان ما يدور في دارفور ما هي الا عصابات للنهب المسلح . وظلت دارفور على تلك الحالة الى جاء الاسلاميين الى السلطة بانقلاب 30يونيو 89 و(تمت الناقصة) كما يقول المثل.
اعلن الاسلاميين بعد فترة وجيزة من مجيئهم الى السلطة الجهاد على كل خارج وشرعوا في اسلمة الجيش والطلاب وفتحت معسكرات للمليشيات(الدفاع الشعبي) الذي اصبح فيما بعد نواة لما بات يعرف بالجنجويد في دارفور واحيانا يعرف بالفرسان وتارة يعرف بقوات السلام وقد تختلف المسميات ولكن الاصل واحد وهو ما يعرفه كل العالم بالجنجويد.
ولم يغتفر لشعب دارفور ومن الاصل الافريقي انهم كانوا الدعامة الاساسية للجيش السوداني الذي يقاتل في جنوب السودان وان
75% من الجيش من الغرب وتحديدا من دارفور, حيث فشلت حكومة الاسلاميين في ايجاد رؤية واقعية لادارة الدولة السودانية المتباينة والمتعددة ثقافيا ودينيا وعرقيا,والرؤية التي جاءت بها نظام الانقاذ هي رؤية احادية مركزية عملت على تكريس السلطة والثروة والتعبير الثقافي في ايدي مجموعات محددة دون غيرها وعملت من ناحية اخرى على تهميش الاخرين سلطويا وتنمويا وثقافيا, حتى الذين تربوا داخل تنظيم الاسلاميين الانقاذيين من ابناء دارفور خرجوا من (بخفي حنين) اما مقتولا كما في حالة المهندس داؤود يحى بولاد اما متمردا ومطارد بواسطة الانتربول كما يدعي النظام كما في حالة الدكتور خليل ابراهيم حيث يشعر الفرد من هولاء انه مهمش من جميع النواحي حيث لا ينفع الا ان تاخذ حقك بلاقوة كما فعلها دكتور قرنق وان كانت لنا مخاوف كبيرة من تواجده في الخرطوم في المستقبل مع (الجلابة)و(هاك من دار جعل) وفي ظل نبرة اهدار الدم من مسئولي النظام بعد كل تصريح من جهة معارض له في الرأي كما اهدر شخص يدعى (الخضر)دم الصادق المهدي لتصريحاته الاخيرة بشان محاكمة مجرمي حرب دارفور في لاهاي.
وبعد ان اتخذ ابناء دارفور وسيلة السلاح لتحقيق مطالبهم الدستورية والقانونية كما صرح خروفهم بانه لا يفاوض الا من يحمل السلاح وصفتهم الانقاذيين بقطاع الطرق والهمباتة الى ان دخل الثوار مدينة الفاشر وتدمير مطارها بم فيه من طائرات التي اعدت مسبقا لضربهم بها كانت(القشة التي قصمت ظهر البعير) حيث احدثت خسائر للنظام ما لم تحدثه الحكة الشعبية طوال العشرين عاما في حربها مع حكومات الشمال وعلمت الرأي العالمي ما يحدث في دارفور وقامت الحكومة الانقاذ انتقاما من شعب دارفور الذين ينجبون الثوار بتدمير القرى وتهجير ما تبقى ومن اهلها الى تشاد والمدن الكبيرة وطبقت سياسة الارض المحروقة بحزافيرها وخلال هذه الفترة ارتكبت الانقاذيين جرائم حرب وابادة جماعية وكارثة انسانية لا يمكن وصفها كما قال الامين العام كوفي أنان وجاءت القرارات واحد تلو الاخر نصرة لشعب دارفور من جانب مجلس الامن الى اخر قرار وهو1593 الذي يقضي بملاحقة رموزالانقاذ وارسالهم لمحاكمتهم في لاهاي.
نحن شعب دارفور لا يهدأ لنا بال الا بعد رؤية رموز النظام وعلى رأسهم السفاح علي عثمان طه والخروف عمر البشير الي العريبي موسى هلال داخل اسوار لاهاي بذلك يكون اهلنا من ضحايا دارفور استراح ضمائرهم وينامون مرتاحون في قبورهم ويحيا العدل ويحيا النضال.

الطيب محمد علي
القاهرة
[email protected]


للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved