مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

توحيد الثورة في دارفور .. الضرورة و الغايات بقلم حامد حجر – بيروت

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/19/2005 8:23 ص

توحيد الثورة في دارفور .. الضرورة و الغايات

حامد حجر – بيروت

[email protected]

ثمة سببان يدعوان الي توحيد الحركات المسلحة في دارفور ، في هذا الظرف الدقيق من عمر الثورة ، التي دخلت عامها الثالث بزخم كبير من التعاطف الدولي و الشعبي من المواطنين ، مما جعل النظام في الخرطوم في موقف لا يحسد عليه فيسرع وتائر محاولات شرزمة قوي الثورة وتفتيت عراها الي كيانات أصغر حجماً وتأثيراً ، وذلك بأستخدام بعض من أبناء دارفور للقيام بدور ( من دقنو وأفتل له ) ، كإعادة إنتاج لنفس الأساليب القديمة التي أبتكرتها ( الأنقاذ) للنيل من الأحزاب المنضوية تحت جسم ( التجمع الوطني) فخلقت ما عرفت في حينها بأحزاب ( الفكة ) والتوالي . أو إسهامات متكررة لخلق أطر تفاوضية بديلة لمنبر أبوجا ، أو الأيحاء للرأي العام السوداني و العالمي في أنه يبحث عن أفق سياسي لأزمة دارفور . كما أن النظام يسوق لجهة تباين رؤية الحركتين لحل المشكلة ، الأمر الذي يجعله في حل من الألتزام بنصوص تفاهمات أبوجا ، وذلك بخروقات عدة لجبهات القتال ، وأخرها الهجوم علي شرق عين سرو في شهر مايو الحالي .

ففي ظل هذه المراوغات التي ينتهجها نظام الخرطوم ، في تعاطيه مع قضية دارفور الأخلاقية ، يتوقع المراقبون ، الأقدام من قبل الحركتين المسلحتين في دارفور الي توحيد جسم الثورة (حركة تحرير السودان و حركة العدل و المساوأة السودانية ) وذلك لسببين أثنتين :

السبب الأول – عسكري :

لمبدأ الأقتصاد بالجهد ، وهي مبدأ من مبادي الحرب الأساسية العشرة التي وردت في كل كراسات التعبية العسكرية و التي يتم تدريسها في كافة الأكاديميات العسكرية في جميع أنحاء العالم ، لأنه نتاج بشري ممهور بدم الألاف من ضحايا الحروب ، و خاصة الحربين العالميتين ، الأولي 1913 – 1918 ، 1939 – 1945 ، وهي خلاصة التجارب البشرية في العلوم العسكرية يلخص أهمية توحيد الممكنات المادية من فوهات بنادق ، و قوي قتالية و توجيه معنوي ليكون لها القدرة الكافية للردع علي مستوي الميدان ، و الذي بدوره يسرع أمكانية الجلوس الجاد الي طاولة المفاوضات - أبوجا - مستقبلا لإستثمار الفوز الذي حققتها الحركتين طيلة العامين المنصرمين في الميدان ضد أرتال النظام و المليشيات المتجحفلة معها ، من خلال الموقف القوي تفاوضياً و مسنوداً بوقائع النصر علي الأرض . ليكون نتائج الحوار السياسي ، معبراً عن مطالب الثوار منذ ملتقي الفاشر التفاوضي (قبل أندلاع القتال) و الذي لم يلتزم به الرئيس البشير ، و انما لجأ سيادته الي أسهل الحلول بالنسبة له (لأنه عسكري) وهو قصف قري المدنيين بالطائرات الحربية وحرق القري بالأستعانة بالجانجويد (عناصر من بعض القبائل العربية) المغرر بهم .

هذه التوطئة ضرورية لتبيان الهدف والتي تتمثل في :

1 - تركيز الأمكانات المتاحة من مادية و بشرية ، للتاثير الإيجابي علي مستوي [السّوق] – تشديد السين – وتعني بلغة العسكر الأستراتيجية ، فالمعركة مع النظام لم تنتهي بالجلوس علي طاولة المفاوضات في أبوجا ، لسبب وجيه و هو عدم جدية النظام لجهة حل مشكلة دارفور الذي هو كان مستعير نيرانها ، وبالتالي لا يمكن التنبؤ بنهاية المفاوضات أو تخلي الخرطوم عنها فجأة ، ولأي سبب ينتج عن قرأءت خاطئة لتقدير الموقف الميداني والتي تخص الثوار ، الأمر الذي يتطلب مجدداً مواصلة القتال كخيار مفروض علي ثوار دارفور .

2 - في حال توحيد الحركتين ، يمكن الأستفادة من الفائض اللوجستي [تموين] للستفادة منها في أماكن تستفيد منها مجموعات من الثوار يكونوا بحكم الجغرافيا بعيدين نسبياً ، وهي طبيعة حرب العصابات [غوريلا] التي ينتهجها الثوار في تكتيكاتهم التي أحدثت [المبادءة] الناجحة في معارك عديدة ومنها مطار الفاشر أبو ذكريا في مارس من عام 2003 ، فالجيوش تمشي علي بطونا ، لذلك يتطلب الأهتمام بالترتيبات الأدارية لكسب الحرب بالمناورة المدروسة لأستخدام فائض العتاد [الزخيرة] و الأسلحة لمصلحة التواذن ، و جاهزية الثوار و المقاتلين للزود دوما بمواطئ القدم التي أجبروا فيها مليشيات النظام من التخلي عنها و الأكتفاء بالمدن الرئيسية في دارفور .

3 - الهدف من التوحيد إداري و معنوي- ضمن سياق تلبية حاجات الثوار في الميدان ، والإهتمام بشوؤن الأفراد ، و التعايش من قبل القيادات الميدانية و السياسية للثوار مع المقاتلين ، بالإضافة الي الأهتمام بالجرحي و جثامين الشهداء و مراقبة المقابر الجماعية التي أحدثها و تحدثها قطاعات النظام و مليشياتها الجانجويد .

4 - توحيد الثوار – يعني تجديد الحوار الداخلي لأستيعاب المجموعات التي تشظت في وقت سابق من كل من الحركتين الأساسيتين ، أو تلك التي حولت البندقية من كتف الي كتف ، ورأت فيما بعد خطأ إتجاه تسديد فوهة البندقية فيكون لزاماً علي الثوار أن يكبروا فوق الجراح في سبيل قيامة نهضة دارفور .

السبب الثاني – سياسي :

أن حالة الحرب في دارفور ، هو- إستثناء - و الطبيعي هو أن يكون هناك سلاماً ، يتعزز بأفق سياسي لا يعيد الوضع في دارفور الي سابق عهده فحسب و أنما يكون فيه نتيجة مرضية يتحصل عليها أهل دارفور من ألية الحوار و من خلال( برتكول) ناجز يتم التوصل فيه الي رؤية لمطالب الثوار ، التي أدت رفضها من قبل الرئيس البشير في بداية العام 2003 الي أندلاع المعارك في كل مساحة دارفور ، وتم تدويل المشكلة لأن النظام في الخرطوم لم يستوعب حجم التطور الذي حدث لجهة الأتصالات و صحة أن العالم أصبحت قريه إلكترونية ، و أن ما يحدث في دارفور بالطبع تهم المجتمع الدولي و خاصة مؤسسة الأمم المتحدة الذي يعترف السودان ووافق علي ميثاقه بعد الأستقلال مباشرة ، أذن ما الذي يمكن أن يستفيده الثوار من توحيد الرؤي السياسية و العسكرية و الأعلامية ، حتي ولو مرحياً :

1 - التوحيد السياسي أن جاز التعبير يقلل من ظاهرة – البيانات الفردية - التي تطل برءسها عبر السايبر [الفضاء الأكتروني] بين كل فينة و اخري ، يدعي فيها كاتبه الي عزل (فلاناً) من القيادات وجمدوا فيها نشاط (علاناً) منهم ، فوحد الأليات السياسية و التنظيمية أنما تمنع الأجتهاد المخل بفكرة المرحلة وهي – الوحدة – رغم التباينات الفكرية و الجزور الأيديولوجية لثوار دارفور ، و الذي حتماً ليست عنصر ضعف في المكون الفكري للثورة ، وأنما وعي بأستحالة تزييف أرادة المجموع لصالح فكرة مجتزئة يقول بها بعض من سياسيي دارفور ومن قيادات الحركتين ، بينما يقف الكثيرون علي ضفة اللامنتمي الي أي من الحركتين (أيديولوجياً) ، في الوقت الذي يتمني فيه نفسه أنتصار إرادة الثورة التي أنطلقت من أجل القيم الأنسانية التي تتلخص في المساوأة و ببناء السودان الجديد .

2 - تقليل وتيرة السجال السياسي ، لكل الأطراف وخاصة الذين يغمزون من قناة الأنتماء - الماضوي - لقيادات حركة العدل و المساوأة في أن تكون عائقاً وقيام الوحدة المرحلية أو الكلية مع حركة تحرير السودان ، أنما هم مخطئون ( لجدية الأخطار المحدقة بالثورة ) فقراءة متأنية الي مؤسسات الوصاية في الشمال السياسي ( قوي السودان القديم ) ، فأنهم لا يختلفون كثيرا في الأتفاق علي - طريقة حكم - و التصرف بدونية سياسية و ثقافية الي الهامش و دارفور ، بينما يكون نتيجة السجال أعلاه ، هو عدم القدرة علي المناورة لجهة التسليم بمعرفية الأيديولوجيا التي يلتزم كل من مثقفيها ، ولذلك يأتي عقلية رفض الأخر المتمايز عنه حزبياً أو عقائدياً من أبناء دارفور أنفسهم في حالة من (ترف فكري) يمتعض لها البسطاء من الناس في مخيمات اللأجئين ، ليكونوا في لحظة حسن نية معادياً لللأمال ، وبالتالي الفشل في الأتفاق الذي يقارب الفهم الصحيح لكيفية تعاطي نظام الأنقاذ مع أبناء دارفور بغض النظر عن الي أي الحركتين ينتمي أو حتي يسارياً كان أم يمينياً ، لأن بقاء دكتاتورية الأنقاذ أهم من أي مأخذٍ لنبي .

سأذكر هنا المشادأة التي حدثت عبر السايبر * بين السيد محجوب حسين ( الناطق بأسم حركة تحرير السودان ) لجهة تصريحه بأن [ دارفور ليست مكة ] الأمر الذي أثار حفيظة السيد محمدين محمد أسحاق الذي رد بمرارة من بلجيكا بأن [ دارفور ليست بالطبع هافانا ] سجال سياسي مقبول لو كانت تجري في ظروف لم يكن قد حدثت فيها كل تلك الفظائع ظلماً في حق أهلنا في دارفور ، وبالتالي يصعب علي الكثيرين فهم أستدعاء خلفية أيديولوجية لعقل باطني ظلت في حال كمون طوال فترة العامين المنصرمين من عمر الثورة ، قبل أن تجد طريقها الي الفضاء الأكتروني ( الأنترنت )

مؤخراً .

3 - التوحيد سياسي هو ردٌ - برغماتي – علي تحركات النظام في دارفور علي مستوي الأدارات الأهلية ، و القبائلية و المواطنين الداعمين للثورة ، لجهة زعزعة الثقة بين هذه المكونات الفئوية و الثورة أملاً بالطبع في التمكّن منها ، لتكون التوحيد في وجه مؤمرات النظام واجب بشرعنه الحق التأريخي لثورة دارفور المنتصرة ، بعيداً عن المنابر المتعددة التي يتم صناعة بعضها بمعرفة جهات طامعة في واد الثورة أصلاً .

4 – التوحيد و الحشد وسائل الأعلام و الدعاية ، وأن يتبني ناطقاً رسمياً واحداً علي أن يصار الي توحيد الوفد المفاوض ، وعلي ان يدار أزاعة الثوار بسياسة أعلامية و معرفية ينتهي الي خدمة أهداف الثورة ، و الأستمرار في توعية الأنصار في قري و بوادي دارفور .

5 – الهدف من التوحيد ، هو بالدرجة الأولي شحذ همة أنصار الثورة من مواطني دارفور و رفع معنوياتهم في مقابل أتخاذ (النظام) وسائله المعروفه من ( تلفاز ، إزاعة ، صحف و أجاويد ) للعمل علي تثبيت همم الناس ، كما أن الوحدة – يعطي الأمل بالمستقبل و بجهود أبناء دارفور أولاً و السودان ثانياً ، للخروج الي واقع أفضل نري فيه سلاماً حقيقياً وبلد أأمن ومزدهر .

6/ الوحدة يمنح الثوار الفرصة و الوقت للإستفادة من الكم الهائل من المؤيدين لها في الداخل و الخارج ، لأستشراف برنامج مرحلة ما بعد الثورة المسلحة ، بتصور أليات بناء دارفور وتنميته .

لربما لم يشك أحد في دارفوروالسودان مطلقاً ، في أن معركة (كسر العظم) مع النظام قد بدأت منذ أن أصدرت مجلس الأمن الدولي قراره المرقم - 1993 - ، القاضي بتسليم أركان النظام الي محكمة الجزاء الدولية في لأهاي ، كمجرمي حرب ، ومسوؤلون عن الفظائع التي تمت هنا و بأشراف مباشر من قيادات الجيش ، لذا يكون حسم هذه المعركة حري بكيفية تصرف الحركتين أمام قوة الدفع العاصف الذي يناور فيه النظام ، لأقتلاع الثورة من جزورها ، مع ان ذلك من سابع المستحيلات و خاصة بعد القرارات الأممية ، إلا أن كل الحادبين علي أستمرار ونصر الثورة يرون في وحدة الثوار ركناً أساسياً لوضع هذه الحرب أوزارها وبشكل مشرف وملبي لطموحات كل أهل دارفور و السودان للخلاص الأبدي من نظام الأنقاذ .

............................................................................................

.. موقع سودانيزاونلاين الأكترونية مارس 1005 ................*


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved