مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

نداء ... وتضامن منبر جبال النوبة الديمقراطي من أجل العدالة والمساواة في ميزان العقل بقلم آدم جمال أحمد -- استراليا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/17/2005 9:21 ص

تعتبر منطقة جبال النوبة سودان مصغر بكل ما تحمله الكلمة من معاني ومدلولات ، فشعب جبال النوبة مثالاً جيداً لما يسميه الباحثان شيفليه وبليكس بالمجتمع ( متنوع الثقافة ) .. وهذا يجسد لنا مثالاُ حياً للتعايش السلمي والديني والتآخي والتواصل الحضاري والاجتماعي ، وهم علي وعي بالمصير المشترك والقيم التي توحد بينهم ومدركون لحجم المؤامرات التي تحاك ضدهم علي مر التاريخ والعصور , ورغم ذلك لقد ساهمت المنطقة في تشكيل السودان بجملة ثورات وانتفاضات تاريخية .. فقد كانوا أبكار الثورة المهدية ووقوداً للوحدة الوطنية والاستقلال ومن رموزها السلطان عجبنا والفكي علي الميرواي وغيرهم .

ورغم ذلك لم تحظي المنطقة بأي نوع من الاهتمام علي شتي الجوانب المختلفة عبر كل الحكومات المتعاقبة مدنية كانت أم عسكرية والتي فشلت في إزالة المظالم التي عانتها المنطقة والمتمثلة في التخلف وانعدام البنيات الأساسية وتدني الخدمات الصحية والتعليمية والتنمية وطرق النقل والمواصلات والنزوح والهجرة .

لقد بات واضحاً أن المشهد السياسي النوبي في السودان يمر بمرحلة مخاض عسيرة ونخشى أن تنتج عنها خريطة جديدة لقيادات وفصائل سياسية وأحزاب تنظيمية متناحرة ومختلفة دوماً لا تحكمها أي محددات أيديولوجية أو رؤية مستقبلية واستراتيجيات واضحة عبر خطاب سياسي موحد .. بل قد تحكمها حالة من الاختلاف وعدم توحيد الصف والكلمة تؤدي بها إلي الضعف والانقسام والانشقاق والتباعد .

وفي ظل هذه المتغيرات المتلاحقة والسريعة التي تعتري الساحة السياسية السودانية يوماً بعد يوم , لقد أصبحت قضية جبال النوبة في طي النسيان .. بعد خذلانهم من رفقاء الدرب والنضال ( الحركة الشعبية ) وتعمد ( الحكومة ) في سلب الاسم التاريخي ( جبال النوبة ) وارثها الحضاري بجنوب كردفان لترضي مطالب حلفائها من المجموعات والاثنيات الأخرى بالمنطقة , مما أدي إلي إصابة جموع أبناء النوبة بحالة من الإحباط العام الذي تم تكريسه منذ توقيع عملية التسوية السياسية للأزمة السودانية في طورها الراهن والساحة السياسية تمور بالحراك السياسي الذي يشتد إيقاعه .. فالحركة الشعبية والحكومة في محاولات محمومة لاستقطاب الدعم والحشد وتعبئة المؤيدين والمساندين لهما في وعاء ( المؤتمر الوطني ) لإعادة ترتيب الأوراق ورص الصفوف في ظل وضع الدستور للمرحلة الانتقالية والذي يجري الأعداد له علي عجل وسياسة الإقصاء والتهميش التي بدأت تمارسها كل من الحكومة والحركة الشعبية وصارت تلعب دور الشرطي التي تدافع وتحمي عرين ( الحكومة ) وتنكرت لحلفائها من القوي السياسية أي ما يسمي ( التجمع الوطني ) من خلال لجنة مفوضية إعداد الدستور .

النوبة وحديون ولقد تنادوا بالتأمين علي وحدة السودان والمطالبة بالحكم الذاتي لإقليم جبال النوبة وحق تقرير المصير بنهاية الفترة الانتقالية , إلا أن الاتفاق لم يتضمن هذه الحقوق الأساسية لسكان المنطقة التي تتمثل في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقضية ملكية الأرض وتوزيع الثروة بعدالة مبنية علي أسس ونسب واضحة .. وهما أساس النزاع في منطقة جبال النوبة . ورغم كل الجهود الكبيرة التي بذلت والتضحيات الجسام إلا أن قضية جبال النوبة لم تتم معالجتها بالصورة التي ترضي طموحات أبناء المنطقة من خلال بروتوكولات السلام التي تم التوقيع عليها بين الحكومة والحركة الشعبية .. ولم تكن هنالك مكاسب واضحة وحقيقية رغم بعض الايجابيات التي لم ترقي إلي مستوي المطلوب تتمثل في وقف الحرب بالمنطقة وإدارة سلطة المنطقة بواسطة أهلها مع المشاركة في السلطة القومية إلا أنها جاءت ضعيفة جداً وكذلك ضعف حصة المنطقة من الثروة المحلية والقومية .. والحفاظ علي الإرث الثقافي واللغة والتقاليد الذي جاءت في الاتفاقية يعتبر إثباتا لذاتية هذه المنطقة وأهلها الذين ظلوا ينادون بها . وبالرغم من ذلك فان التحديات القادمة كبيرة الأمر الذي يتطلب منا الوحدة ووقوف شعب جبال النوبة صفاً واحداً للتصدي بكل قوة لأي اتجاه يهدف إلي تهميش دور النوبة أو إضعافهم وتقسيم منطقتهم ما بين دولة الشمال ودولة الجنوب . لأن هنالك عقبات وتعقيدات وتحديات عديدة سوف تواجه أبناء منطقة جبال النوبة الآن وخلال الفترة الانتقالية تتمثل في :

1- الحكومة والحركة الشعبية التي كانت أمل كل الشعب السوداني أصبحت حليفة للحكومة ويمثلان وجهان لعملة واحدة وهي المؤتمر الوطني الحاكم سوف لم يوليا أي اهتمام بالشأن النوبي .

2- عدم إعطاء جبال النوبة الاسم التاريخي لها هو سلب للحق التاريخي للنوبة لأن الاسم ارث ورمز تاريخي للنوبة مما يعني تذويبهم قسراً .

3- الاتفاقية قضت بأن تكون هنالك مشورة شعبية عن طريق لجان تتكون من أعضاء المجالس التشريعية ولجان أخري من المركز تقوم بتقديم وتقييم تنفيذ الاتفاقية وإجازتها ورفع تقاريرها للمركز والدخول معه في مفاوضات أخري لتقييم تنفيذ الاتفاقية بدلاً عن حق تقرير المصير الذي ظل يطالب به أبناء جبال النوبة وكانت ضمن توصيات مؤتمر ( كاودا ) التي ذهبت مع أدراج الرياح .

واستشعاراً بالمسئولية الملقاة علي عاتقنا جمعياً ونسبة للمنعطف الخطير والهام الذي يمر به السودان الآن وجبال النوبة بصفة خاصة من تطورات سريعة ومتلاحقة.. وحتى لا تخلق كثيراً من التعقيدات وأن تضيع حقوق أبناء جبال النوبة أكثر .. كان لزاماً علي أبناء المنطقة مواكبة الأحداث والتفاعل معها والسعي بجدية لجمع الصف النوبي والوحدة وأن نضع أيادي بعضنا فوق بعض وتناسي الخلافات لإثبات وجودنا والبحث عن منبر يكون بمثابة وعاء جامع لنا جمعياً بمختلف ألوان طيفنا السياسي ومشاربنا وآراؤنا وأفكارنا أسوة بأخوتنا المهمشين في دارفور والشرق الذين أصبحت لهم منابر خاصة بهم للتفاوض وطرح قضاياهم .. ولا بد من الاستفادة من هذا المنبر الذي قام بتأسيسه أخوة أفاضل لنا .. قلوبهم علي جبال النوبة ولهم تراكم وتجارب وخبرات عديدة في العمل السياسي وطرح القضية النوبية وحقوق شعب جبال النوبة وتوحيد الصف ورأب الصدى .. فهذا نداء .. لكل أبناء جبال النوبة من السياسيين والمثقفين وقطاع الشباب والطلاب وقطاع المرأة وكل المهتمين بالشأن النوبي من كتاب وصحفيين وباحثين ونقاد من أبناء المنطقة بمختلف ألوانهم السياسية والفكرية بأن يعلنوا انضمامهم إلي ( منبر جبال النوبة الديمقراطي من أجل العدل والمساواة ) .. ليكون لنا وعاء حر وملتقي للحوار النوبي – النوبي نطرح من خلاله قضايانا بكل شفافية وتجرد بأمل الاستفادة من الفرص المتاحة لنا من خلال المنبر وكذلك الفرص المطروحة من خلال اتفاق السلام رغم ضآلتها والتفكير الجاد سوياً لإيجاد الحلول الناجعة لمشاكلنا المستعصية واسترداد حقوقنا المسلوبة وهذا يتطلب منا أن نحكم عقولنا وأن نضع هذا المنبر في ميزان العقل .. حتى نهتدي ونتمسك به .

ومنبر جبال النوبة الديمقراطي هو تنظيم سياسي وليس حزب تم تأسيسه في عام 1999 باتفاق ما بين المرحوم يوسف كوة والأستاذ سليمان رحال لكنه لم يكتب له التوفيق في ذلك الحين وإلا لكانت تغير موقف قضية جبال النوبة الآن . ويعمل كوعاء جامع لكل مواطني جبال النوبة بمختلف أعراقهم ودياناتهم وألوانهم السياسية والاجتماعية والثقافية وهو يسعى لتوحيد الكلمة والرؤية السياسية وجمع أراء شعب جبال النوبة في بوتقة واحدة لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين واسترداد حقوقهم المسلوبة بما فيها استرجاع الاسم التاريخي ( جبال النوبة ) للمنطقة .

ومن أهداف المنبر أن يكون المنبر مكاناً للحوار وجمع الشمل بين المواطنين وخاصة في ظل هذه الأيام العصيبة التي نمر بها حيث توجد خلافات جمة بين أبناء المنطقة نتيجة لسياسات أطراف خارجية كثيرة مقصودة تهدف إلي إضعاف الصف النوبي وتفتيت وحدة إقليم جبال النوبة . لذلك فان هذا المنبر سيتيح الفرصة لمناقشة كافة القضايا العالقة والهامة التي تهم مواطني المنطقة بصورة علمية وديمقراطية وسوف يكون المنبر مكاناً للحوار النوبي ونأمل أن يفكر الأخوة في المنبر السعي في تكوين اتحاد أو رابطة للكتاب والصحفيين من أبناء المنطقة لتوحيد الخطاب للمرحلة القادمة والخروج برؤية مشتركة .

ومن هذا المنطلق نوجه نداؤنا إلي كافة أبناء جبال النوبة أينما وجدوا لتنظيم أنفسهم والانتظام صفاً واحداً خلف هذا المنبر ليكونوا سنداً قوياً وقوة فاعلة في تحريك الحوار النوبي – النوبي .. وعليه نأمل مشاركة ومساهمة الجميع بالانتظام والانضمام لهذا المنبر وخاصة القيادات والسياسيين والروابط والشباب والطلاب والكتاب والصحفيين من أجل توحيد الصف والكلمة والرؤية السياسية والخطاب السياسي والصحفي لخدمة القضية النوبية بدلاً من توجيه أقلامنا لبعضنا البعض .

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ....



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved