مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ماذا تبقى للأمة بعد سب نبيها ؟ بقلم فيصل خالد – صحفي بجريدة الوطن القطرية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/17/2005 9:03 ص

ماذا تبقى للأمة بعد سب نبيها ؟
ارتكب محمد طه محمد احمد صاحب ورئيس تحرير جريدة «الوفاق» السودانية إثما عظيما بنشره ملخصا لكتاب المدعو الدكتور المقريزي‚ مجهول الأصل والفصل وعنوان الكتاب «المجهول في حياة الرسول» والذي تضمن سبا وطعنا في نسب أفضل خلق الله وحوى افتراءات وأكاذيب حول الدين الحنيف‚ ولم يسلم من الطعن الصحابة رضوان الله عليهم وزوجات نبينا الكريم وتزامن النشر مع ذكرى مولد المصطفى 12 ربيع الأول 1426 الموافق 21 ابريل 2005‚ العدد «2568» ولم يورد طه أي استنكار أو نقد لأفكار المدعو المقريزي ولما ثار أهل السودان وغضبوا نصرة لنبي الرحمة نشر طه 3 حلقات هاجم فيها «المقريزي» وعنفه بشدة‚ويحاكم طه الآن بتهمة الطعن في نسب الرسول وتم إيقاف صحيفته وأفتى بعض العلماء والفقهاء بردته‚وهنا لست بصدد مناقشة ذلك لأن الأمر برمته تمام القضاء‚ وإنما أناقش الأمر من ناحية فكرية ومهنية وأبدأ وأقول انه ليست هناك حرية مطلقة‚ بل أن هناك حدودا وخطوطا حمراء ينبغي عدم تجاوزها‚ وتنص جميع الدساتير والقوانين على احترام الأديان والمعتقدات وعدم المساس بها‚ وأرى أن البيان الذي أصدره طه وأعلن فيه توبته وحبه للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بمثابة الاعتراف بالذنب وعودة إلى الحق وممارسة للفضيلة‚وفي تداعيات القضية فان أبو بكر القاضي اخطأ في تناوله ووظف المسألة بما يخدم أجندته الخاصة وكان حريا به‚ وهو القانوني أن يتبين ولم يبد رأيا واضحا في مسألة سب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والطعن في نسبه‚ أما قوله أن رئيس تحرير «الوفاق» تناول وثيقة تاريخية للمؤرخ الإسلامي المقريزي فليس صحيحا وهنا نسأل القاضي: هل قرأت الكتاب؟ وهل تعرف مؤلفه؟ ولماذا تعتبر المقريزي مؤرخا إسلاميا؟ ولأنه لا يتحرى ولا يتبين نهديه الحقائق التالية:- الكتاب نشره موقع مسيحي تنصري على الانترنت عنوانه «مركز الكلمة المسيحي»‚- د‚ المقريزي مؤلف الكتاب ليس مؤرخا إسلاميا‚ وإنما هو مجهول‚ لا نعرف له أصلا ولا فصلا‚ وليس هو احمد بن علي سيد عبد القادر تقي الدين المقريزي أشهر مؤرخي مصر الإسلامية في القرن التاسع الهجري والذي ولد بالقاهرة في حارة «برجوان» بالجمالية سنة 766هـ - 1364م‚ وأصله من بعلبك ثم هاجرت أسرته واستقر بها المقام في مصر وعرفت بالعلم والفضل فحفظ القرآن وتولى وظيفة الحسبة في الدولة المصرية وله مؤلفات عديدة منها «الدرر المضيئة» ويختص بتاريخ الخلفاء حتى نهاية الدولة العباسية و«إمتاع الأسماع فيما للنبي من الحفدة والإتباع» و«الإلمام بمن في ارض الحبشة من ملوك» بالإضافة إلى رسالته في تاريخ النقود وكتاب «المنقض» و«درر العقود الفريدة في تراجم المفيدة» وكتاب «اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة بين الخلفاء» ويختص بتاريخ الدولة الفاطمية‚ وأعظم مؤلفاته «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار»‚- كتاب «المجهول في حياة الرسول» ليست فيه سيرة للمؤلف المدعو الدكتور المقريزي‚ مجهول الأصل والفصل ولا يحوى بيانات مكان وتاريخ الإصدار والطباعة‚- الكتاب ليس من كتب التاريخ الإسلامي أو السيرة وما يدل على قولنا هذا استخدام المؤلف لمصطلحات لم تكن من لغة العصر الإسلامي قبل 14 قرنا‚ ووردت في الكتاب إشارة إلى أحداث 11 سبتمبر مما يعني أن الكتاب جرى تأليفه ونشره خلال السنوات الأربع الماضية وورد فيه ما يلي:«كانت الجالية اليهودية في عصر محمد تقدر بحوالي 40 ألف نسمة‚‚ نعم استأصل محمد شأفتهم بالسيف وتارة بالطرد»‚وبمعنى الكتاب في افتراءاته وأكاذيبه: «هل يقبل المسلمون أن تطرد أميركا وأوروبا العرب والمسلمين بعد أحداث سبتمبر؟ إذا كان طرد النصارى واليهود من جزيرة العرب أمر الله فهل يكون بذلك امرا غير مقبول ومعيبا إذا قامت به دول علمانية مادية‚ويتساءل الكتاب المشبوه «لماذا طرد النصارى واليهود من بلادهم وأرض أجدادهم؟ أليس هذا أول تطهير عرقي عرفه التاريخ؟ هل يستطيع المسلمون في جزيرة العرب مواجهة العالم بذلك التاريخ الأسود؟»‚ما جاء في الكتاب يعتبر كيدا للإسلام وسبا لرسول الإسلام‚ وكان حريا بالقاضي كمسلم أن يتصدى لتلك الافتراءات مثلما وجه نقدا للجمهوريين وكتابهم «خروج الفقه عن الدين» في مقاله «محنة الجمهوريين ومهرجانات حائط المبكى» ولا ينسى أيضا ان شيخه الترابي أنكر حديث الذبابة !قرأت الكتاب ولا أريد أن اذكر الافتراءات التي حواها ولكنها أغضبتني وستغضب كل من يقرأها من المسلمين‚ أن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هو أعظم البشر على الإطلاق وأجلهم مقاما وهو سيد الرسل وإمام الأنبياء إذا وفدوا وخطيبهم إذا اجتمعوا‚ وقد زكى الله عقله «ما ضل صاحبكم وما غوى» وزكى لسانه «وما ينطق عن الهوى» وزكى كلامه «إن هو إلا وحي يوحى» وزكى جليسه «علمه شديد القوى» وزكى فؤاده «ما كذب الفؤاد ما رأى» وزكى بصره «ما زاغ البصر وما طغى» وزكى خلقه «وإنك لعلى خلق عظيم» وزكى نسبه «الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين» وزكاه كله «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»‚وغضب الله على من شتم نبيه محمد أو انتقصه أو الحق به عيبا أعظم من غضبه على من انتقص غيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين‚من أوجب واجبات كل مسلم‚ وكذا الحال لطه والقاضي‚ الدفاع عن نبي الرحمة والغضب من كل ما يمسه وإلا فليتذكروا والتاريخ خير شاهد‚ ماذا صنع الله بأبي جهل الذي أراد خدش رأس الرسول وهو ساجد عند الكعبة وماذا فعل بعتبة بن أبي لهب الذي بصق في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )‚تصدى كبار المفكرين مثل محمود عباس العقاد في كتابه «حقائق الاستلام وأباطيل خصومه» لافتراءات المستشرقين وأيضا فعل ذلك خالد محمد خالد وكبار العلماء مثل الدكتور يوسف القرضاوي فلماذا لا يسير طه والقاضي في درب هؤلاء؟والدكتور المقريزي لن يكون الأخير‚ فقد سبقه خليل عبد الكريم إسلامي مصري انضم لحزب «التجمع» وأصدر كتابا عنوانه «فترة التكوين في حياة الصادق الأمين» واحتوى على افتراءات حول نسب الرسول وزواجه من خديجة بنت خويلد‚ وسبق أن شكك اليهود في ان يكون عيسى بن مريم عليهما السلام هو كلمة الله وقالوا عنه أن ابن يوسف النجار واتهموا أمه في شرفها إلى أن تكلم عيسى في المهد وقهر اليهود بالمعجزة»‚ فمن يقهر «المقريزي» ومن يحاولون الإساءة للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والطعن في نسبه سوى ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه ومن يحبونه من المسلمين‚وإذا كان القانون الوضعي يحمي الإنسان الوضيع ويعاقب كل من يشين سمعته ويسيء إليه أليس من باب أولى أن يغضب الجميع ممن يسيء لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم؟وختاما‚ فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له‚ وبيان طه الذي أعلن فيه التوبة هو بداية الهواية إذ ورد فيه «اللهم إني ما أقدمت على ذلك إلا دفاعا عن نبيك ورسولك وأتوب إليك توبة خالصة إن كان ما أقدمت عليه مما يسيء إلى حب قلبي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )‚ فأنت تعلم ولا اعلم وأنت علام الغيوب»‚ونقول انصروا رسول الله‚ ونتساءل: ماذا يتبقى للأمة بعد سب نبيها ( صلى الله عليه وسلم )‚‚ أو كما قال الإمام مالك

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved