مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

تعدد المنابر والفشل واحد بقلم عبدالغني بريش/ أمريكا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/14/2005 1:04 ص

تعدد المنابر والفشل واحد---- عبدالغني بريش/ أمريكا
عندما لايجد مثقفو وسياسيو دول العالم الثالث شيئا يقدمونه لشعوبهم وقد فرغت حيلهم في العلن والخفاء لإستبداد حكامهم،يلجئون إلى تكوين احزاب ومنظمات جديدة اعتقادا منهم بان زيادة الاحزاب والمنابر السياسية ستأتي بحلول سحرية وستقلع الديكتاتوريين والمستبدين من حكامهم وتعجل بالعملية الديمقراطية التي يحلمون بها،ومثلا بعد سقوط حكومة صدام حسين بلغ عدد الاحزاب والمنظمات التي ظهرت على الساحة السياسية العراقية اكثر من 170 حزبا وتنظيما،اما في السودان فقد بلغ عدد الاحزاب والتنظيمات والحركات والمنابر السياسية حتى اليوم إلى لاعدد،---
السؤال الذي يطرح نفسه دائما خاصة في السودان هو هل هناك حاجة فعلاً لهذه الاحزاب والتنظيمات التي تزداد من وقت لأخر وهل هناك حقاً فروقات حقيقية بين هذه الاحزاب والحركات والتنظيمات والمنابر من حيث الاجندة والبرامج وكيفية إنتشال البلاد من التخلف والفقر والرجعية؟
غير بعيد عن هذا الموضوع طالعتنا صحيفتا سودانايل وسودانيس اون لاين قبل ايام ببيان صادر عن جماعة سودانية تسمي نفسها)بالمنبر الديمقراطي النوبي( والموقعين على البيان الصادر نوبة من جبال النوبة مقيمين في بريطانيا،هولندة،المانيا،كندا،وليس بينهم نوبيا واحدا من الداخل وهذا التنظيم الجديد يضيف اسمه الى التنظيمات النوبية الكثر
1- الحزب القومي السوداني باجنحته المتعددة
2- اتحاد عام جبال النوبة
3- تنظيم أبناء النوبة في الحركة الشعبية
4- الرابطة العالمية لأبناء النوبة وفروعها في دول المهجر
وكما هو واضح من بيان هذه الجماعة النوبية انها تعارض اتفاقية السلام السودانية التي وقعتها الحركة الشعبية وحكومة الانقاذ وربما جاء تأسيس هذا المنبر كرد فعل للتطورات السياسية التي يشهدها البلاد 0 وبما أننا نتفق مع هذه الجماعة جزئياً في ان الاتفاقية لم تأت بما أرادته النوبة بنضالها الطويل في صفوف الحركة الشعبية،كما ان لهذه الجماعة الحق في تكوين أي تنظيم او حزب تريده ومعارضة اتفاق الحركة الشعبية وحكومة الانقاذ الآ ان هناك حقائق يجب على هذه الجماعة فهمها ووعيها
اولا- ان اهلنا النوبة انتظروا وقف القتال بقلق عميق وحمدوا الله وشكروه بوقف الحرب بعد ان كان قد تحولت قراهم الي غابات كثيفة ،وتحولت المدارس الى معسكرات لقوات الدفاع الشعبي واالمجاهدين،واحتلت المدن النوبية من قبل قوات الحكومة،اغتصبت النساء النوباويات أمام اهلهن،تحول ثلثي النوبة الي لاجئين حول ام درمان والخرطوم حدث كل هذه الفظائع والجرائم والغرائب أثناء الحرب وقبل وقف القتال، وبفعل التفهمات الايجابية التي توصلت اليها الاطراف المتصارعة المتقاتلة والامم المتحدة عام 2002 بوقف العدائيات عادت الحياة مرة أخرى للجبال وقراه ومدنه وعاد اللاجئون النوبة من الشمال الى الجبال،وفتحت المدارس مرة أخرى بمساهمة المنظمات الدولية والحركة الشعبية وتم بناء بعض المستشفيات ومراكز صحية في مناطق نوبية عديدة، وبما ان الاتفاقية الموقعة بين الطرفين لم تصل بعد الى مرحلة السلام الحقيقي الآ ان منطقة الجبال استفادت كثيرا من اتفاقية وقف العدائيات بين الاطراف المتقاتلة وعاد الاستقرار والهدوء والاطمئنان واصبحت النوبة تتنقل بين قراها بحرية تامة دون موانع خاصة في المناطق المحررة وهذا التحرك النوبي الملئ بالحيوية ونشاط ان دل على شئ انما يدل على القبول الاولي من النوبة للبرتوكول الخاص بجبال النوبة او على الاقل أرادت النوبة اعطاء فرصة للعملية السلمية التي ستعقب الاتفاقية 0
ثانيا-ً ان هذه الجماعة تخاطب الشعب النوبي عبر الانترنت من اوربا تحديدا وعمليا مثل هذه الخطوات ينظر إليها شعبنا بشكوك وهي لا تقل عن الخطوة التي قام بها نوبة الاغتراب في عام 1997 أي ما عرف حينها باتفاقية السلام من الداخل عندما قدم مجموعة نوبية من هولندا وكينيا والقاهرة ووقعت إتفاقاً مع نظام الجبهة الاسلامية 0
ثالثا-ً ستكون هناك أسئلة او شبهات تحوم حول هذه الجماعة ،فمثلا لماذا لم تنضم هذه الجماعة الى التنظيمات النوبية الموجودة أصلا لاصلاحها وتطويرها وتحويلها الى مؤسسات ديمقراطية ذات أجندة وبرامج بدلا من تكوين تنظيم في الأساس لا يختلف عن سابقاته شكلا وموضوعا ،لماذا لم يقم هؤلاء الناس بالدعوة الى تحويل الرابطة العالمية لأبناء النوبة مثلاً الى تنظيم سياسي متطور متصل بالشعب مباشرة لان كل أبناء النوبة تقريباً يتفقون على ان البرتوكول الخاص بالجبال ماهو الآ خطوة أولية تمهيدية تعقبها خطوات وخطوات عديدة 0
رابعا-ً ان الشعب النوبي قبل بالاتفاقية بعيوبها تقديرا للتضحيات التي قدمه أبناءه في العقدين الماضيين ورفض الاتفاقية من اساسها يعني انكار التضحيات التي قدمها أبناء النوبة في الحركة الشعبية من أجل انسان الجبال والنوبة خاصة،واذا كان الذين قاتلوا في الميدان وضحوا بانفسهم ما يقرب على عشرين عاما قد قبلوا بالاتفاقية مبدئياً وبضبابيتها عسى ان تتحول الى عملية سلمية دائمة ، اذن لم يكن هناك مبررا قوياً وموضوعياً من جماعة الاغتراب لهذه المعارضة وقديما قيل من"زرع حصد" وان هذه الجماعة تخاف من المستقبل والخوف من المستقبل هو احد علامات الضعف والانهزام 0
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه في كل السودان هو هل نحن بحاجة الى المزيد من الاحزاب والتنظيمات والمنابر السياسية لحل قضايانا أم نحن بحاجة الى قلة وجودة هذه الاحزاب والتنظيمات التى تطرح برنامجاً شاملاً وطنياً جاداً لإنقاذ البلاد؟بكل تأكيد السودان يحتاج الى قلة وجودة الاحزاب ويقولون "خير الكلام ما قل ودل " وقد أدت وجود أعداد هائلة من الاحزاب والتنظيمات على الساحة السياسية السودانية الى عدم فوز حزب سياسي بأغلبية تمكنها من تشكيل حكومة لوحدها منذ الاستقلال حيث كانت كل الحكومات ائتلافية في عهود شبه الديمقراطية التي مرت على السودان مما خلقت عدم استقرار وكان الضحية الأولى شعبنا الكادح،ومن أوضح الامثلة على فساد وفوضوية كثرة التنظيمات والحركات ان قائمة الائتلاف العراقية التي قادت الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفاز فيها لم تتمكن من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لاكثر من أربع أشهر من تاريخ اعلان نتائج الانتخابات وكان السبب هو الصراع حول الوزارات والمناصب، بينما اعلن زعيم حزب االعمال البريطاني السيد توني بلير حكومته فور اعلان فوزه أي في ليلة واحدة 0 ما يحدث في السودان شئ يحزن له كثيراً ووجود حزبين او ثلاثة يكفي لانه إذا افترضنا وجود حزبان وطرحا كل مايمكن طرحه من اجندتهما وبرنامجهما لصالح الشعب من/ التعليم،التامين الصحي،الضرائب،التامين الاجتماعي،الأمن القومي،السياسة الخارجية،البطالة---- الخ إذاً ماذا بقي ان يطرحه حزب او تنظيم جديد إذا ظهر --
ان منطقة جبال النوبة التي لاتزيد مساحتها على 300 ألف كيلومتر مربع ولا تزيد عدد سكانها على مليونين شخص ليست بحاجة الى تنظيمات هشة هنا وهناك إنما بحاجة الى تنظيم ذو أجندة وبرنامج واضح شامل لقيادة هذا المجتمع الى بر الامان في هذه الفترة بالذات وأي تغييب لدور هذا الشعب في المرحلة الجديدة القادمة يعني ذبحه وقتله 0
إذا كان سلوك جماعة المنبر النوبي مفهوما وهو خوفهم من المستقبل،الآ ان ثمة ما لايمكن فهمه وهو انخراطهم المحموم في موجة التآمر ضد الحركة الشعبية ومن ثمة الشعب النوبي بل الانهماك والامعان في رسم مخططات جديدة من شأنها استئصال أية بارقة أمل لتحسين واقع الانسان النوبي االذي ذاق الويلات على أرضه،دون ان يقوم أي من هؤلاء باتخاذ موقف عملي أثناء حرب الابادة العرقية التي مورست بحق هذا الشعب المضطهد 0
لا ادري كيف يمكن التوفيق بين موقفين متناقضين لجماعة المنبر النوبي هما/ القول بان الشعب النوبي لم يستشر فيما يتعلق بالاتفاق الموقعة بين الحركة الشعبية والانقاذ وكان ذلك سبب معارضتهم للاتفاق وبين/ تمجيدهم للدور البطولي لأبناء النوبة في الحركة الشعبية الذين أوصلوا القضية النوبية الى االمجتمع الدولي وإتيانهم بالبرتكول الخاص بجبال النوبة والنيل الازرق،أليس كان من المصلحة العامة لهذه الجماعة دعم أخوتهم سياسياً " أي قبول الاتفاق" لانهم حملوا السلاح مايقرب على 20 عاماً من اجل الانسان االنوبي و
إذا كان قبائل النوبة برمتها قد تجاوزت سوء تفاهماتها مع القبائل الاخرى وهي مسألة جيدة وتخدم شعوب المنطقة قاطبة وحصيلة استشعار مفترض باخطار عودة الانسان النوبي الى مسرح الوجود ومن الممكن كسبه الى صالح القضايا المصيرية وان تغييبه القسري نزولاً عندما يخطط له لن يكن الحل الناجح ،وهذا ما يدعو بكل تأكيد-لاعادة النظر في مثل هذه السياسات المبتورة التي تفرق وتشتت النوبة اكثر مما تجمعهم وتوحدهم " سياسة تكوين تنظيم بعد تنظيم" لاننا بحاجة إلى وفاق نوبي حقيقي بعد مرحلة طويلة من لا موضوعية المصطلحات والتنظيمات بحق ابناء الشعب النوبي 0
خلاصة الكلام هي ان كثرة التنظيمات والاحزاب والحركات على الساحة السياسية ظاهرة سلبية تضر بالبلاد أكثر مما تفيده والامثلة كثيرة منها الحرب الاهلية اللبنانية 1975 - 1990 وما لايتفق عليه اثنان لايتفق عليه مائة شخص بالضرورة 0



للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved