مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل خانت المعارضة الشرقية عهد شهداءها؟!بقلم ابو فاطمة احمد اونور

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/14/2005 12:56 ص

هل خانت المعارضة الشرقية عهد شهداءها؟!

حملت المعارضة الشرقية السلاح منذ عقدين من الزمان في وجه الإنقاذ انتصارا
لارادة منطقة تقاذفتها امواج الحكومات المركزية بشقيها العسكري والديمقراطي منذ
الاستقلال ! واستبشر اهلها خيرا بالجناح المسلح عشما منهم ان يغير من موازين
القوي السياسية والثقافية المختلة وفي خضم المعارك المشتعلة خلال النصف
الثاني من التسعينات في شرق السودان لم تتمكن المعارضة من ابراز ذاتيتها
وخصوصيتها لطغيان هدف الاطياف السياسية مجتمعة بما فيها الحركة الشعبية لاسقاط
الانقاذ في اسرع وقت بضربها في اكثر المناطق حساسية وتاثيرا علي الدولة !
وعندما لاحت الفرصة المناسبة تشتت الرفقاء الي دوري السلام لان علم السياسة ليس
فيه صداقة وعداوة دائمين ! وانتشروا في ميادين جديدة للتفاوض في كل من نيفاشا
وابوجا وابشي وجدة والقاهرة ...! تاركين للمعارضة الشرقية ارضها بعد ان قضوا
منها وطرا وطربوا وترا ! وعندما علمت جماهير الشرق ان فريقها اصبح خارج دوري
التصفيات النهائية الموزع علي عواصم شرق ووسط افريقيا رغم استضافتها للدور
التمهيدي والاخطر علي ارضه ووسط جماهيره! فانتفض جمهور الشرق ومشجعوه دون ان
يتهموا لعيبتهم بالتقصير او رجمهم بالحجارة او مطالبة اقصاء الادارة ! ولكن هذه
الجماهير خرجت في مظاهرات عفوية غاضبة وصاخبة ومرددة هتافاتها ضد الحكومة
(التحكيم فاشل)! خاصة جماهير الثغر المشهورة بالغيرة الرياضية والسياسية!
فانهالت عليها شرطة الشغب بالرصاص المسيل للدماء ! فسقط منهم مائتا قتيل وجريح
وسجين !! فداءا لفريقهم ليلتحق بدوري السلام القومي ! وكان عذر الحكومة ان هذا
الفريق مستواه في الليق وليس جديرا بالتواجد بالمنديال القومي ! وكما زعمت ان
مدربه الاجنبي يسيطر عليه اكثر من مجلس الادارة !ولكنها انكسفت بشدة نتيجة
الخطأ الجسيم الذي ارتكبته في مجزرة بورتسودان الغير مبررة ! فاضطرت بالموافقة
علي اللعب معه في محطات القاهرة او جدة او صنعاء وذلك بعد ضغط من الفيفا
العالمي الذي روعته حادثة الثغر الاليمة ! وكذلك نزولا للرغبة العارمة لجماهير
الشرق التي نجحت في انتزاع الكورة ووضعتها في خط صفر! ولكن ما لم نستطع فهمه
حتي الآن ان احدا من الفريق لم يتمكن من ركلها في الشبكة ! رغم التشجيع
الجماهيري الداوي باعلي صوتها وإستمرار صفارة الحكم الأوروبي الذي جاء بطلب من
مجلس الادارة !. اليس التفاوض غاية اي مشكلة مهما تباعدت اجندة الطرفين ؟ الم
تكن امنية التفاوض مع المعارضة الشرقية اخر كلمات شهداء بورتسودان وفي مقدمة
المذكرة التي ادت الي المجزرة ؟ ولقد سمعنا موافقة الحكومة علي لسان القصر
الجمهوري دون شروط مسبقة فهل حنثت المعارضة بعهد شهداءها بالجلوس علي مائدة
التفاوض ؟! وهل تخشي المعارضة منازلة الحكومة جلوسا حول المائدة المستديرة ؟!
علما بانها لم تخش نزال الحروب والذي هو اشد وقعا وإيلاما ؟! واذا كانت
المعارضة تري ان الحكومة رافضة للجلوس علي التفاوض فلماذا لم تشهر بها علي
الملأ وخاصة الاتجاه الاقليمي والعالمي السائد لاعلاء صوت السلام !؟ مع العلم
ان الحكومة ليس من مصلحتها فتح منبر تفاوضي للشرق علي الاقل خلال هذه الفترة
لانها تمثل الطرف المدعي عليه ولا يعقل ان نتوقع منها تحريك الركود مادام صاحب
الدعوي في سباته ! والغريب ان الحكومة تظهر احيانا براءة الاطفال زاعمة ان
المعارضة هي الرافضة للسلام ! وان اريتريا مسيطرة علي التنظيم ! ورغم ما في ذلك
من شهادة تحامل مجروحة لكن المتعاطفين مع المعارضة لا يجدون حيثيات يقنعوا بها
انفسهم دعك من الاخرين! ويفندوا بها تلك المزاعم ! ورغم ان ايماننا بان اريتريا
لها اهدافها المشروعة بحكم الدم والثقافة والجوار مع الشرق لكن يجب ان تكون
هنالك خطوط حمراء خارج ارادة المعارضة بحيث لا تتجاوزها ! كما رفضت الانزواء
تحت راية الميرغني بطلب من جماهيرها! وهذه الخطوط تمثل ضرورة التعامل بقدر من
الشفافية والموضوعية والواقعية مع الجبهة الداخلية لانها تتعرض لاستقطابات حادة
بالاغراء والاغواء والتهديد والوعيد ! في ظروف قاسية وغير طبيعية من فقر وجوع
ومرض وهلع وشرزمة سياسية واجتماعية واسرية ! وفي ظل الارهاصات الضبابية عن مصير
الجبهة الشرقية وخمول ملفها السياسي كلها عوامل كفيلة بصدمة القاعدة الداخلية
من رتابة موقف ابناءها في المعارضة وخاصة قدمت لهم هذه الجماهير الغالي والنفيس
في تضحيات اقرب ما تكون لانتفاضة الشعب الفلسطيني ! . وعليه نعتقد ان اريتريا
اجدر من يحترم هذه الخطوط لانها ادري بها من غيرها ! وكما ان مراعاتها لحرمة
المعارضة لن يكون خصم منها ولا من رصيدها النضالي والثقافي.وهنالك الكثير من
الغموض الذي ارهق اهل السودان قاطبة فيما يخص منبر الشرق الذي ظل محتفظا بالكرة
في ملعبه اكثر من اللازم رغم تكدس مشاعر جماهيره تحت هجير الانتظار الممل!
فهلا وضحت لنا المعارضة ما هية اللبس فيما لم يسعفنا فيه الاستقراء التحليلي !
والناس في فهمها مذاهب ! فنتمني من المعارضة ان تستجلي الغموض لموقفها من
السلام الجاري وان تجيب علي سيل الاسئلة السابقة والمتعطشة للبيان ! قبل ان
يسرح الشمات في الاضافة والحذف علي هواهم في ظل البكم الاعلامي الغير مبرر
والذي اصاب الجبهة الشرقية!

ونواصل !

ابو فاطمة احمد اونور

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved