مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

اعلامنا الرسمى وازمة الوعى التقنى بقلم صلاح الدين حمزة الحسن-هولندا – لاهاى-سفارة جمهورية السودان

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/10/2005 6:10 ص

اعلامنا الرسمى وازمة الوعى التقنى

لقد بدات آليات الاعلام التقليدية تتقهقر امام الاعلام الالكترونى فى هذا العصر الذى صارت فيه السرعة هى السمة الرئيسية التى تميز بين آليات الاعلام التقليدى والالكترونى , هذه حقيقة لم يستطع ادراكها كثير من الناس خاصة القائمين على امر الاعلام الرسمى .

خلال تتبعى لقضية دارفور بالانترنت كباحث فى مجال تقنية المعلومات وجدت ان كلمة " دارفور " قد تكررت فى وسائل الاعلام الالكترونية فى مكائن البحث Searching Engines اكثر من مليون و 370 الف مرة باللغة الانجليزية واكثر من 590 الف مرة باللغة العربية وذلك خلال اسبوع واحد , هذه الاحصائية تدعونا للتفكير فى الحديث عن اهمية الاعلام الالكترونى واثره فى حياتنا خاصة فى تاجيج حدة الصراعات , ففى غضون شهور قليلة كانت ازمة دارفور قد زاع صيتها و اصبحت مادة تتناولها جميع اجهزة الاعلام العالمية كما انها صارت مادة تتناولها ما يسمى بمؤسسات حقوق الانسان فى جميع انحاء العالم من استراليا حتى امريكا الامر الذى لم يحدث لقضية جنوب السودان الا بعد عشرات السنين والسبب فى ذلك ان قضية دارفورقد ساندها فى ذلك الزخم الاعلامى الالكترونى اذ انه لايمر يوم والا نقرأ مجموعة من البيانات والمقالات والمعلومات تكتب وتنشر على اكبر نطاق فى العالم عبر الوسائل التقنية الحديثة التى تمتاز بالسرعة وقلة التكاليف والمجهود والخطير فى ذلك ان معظم المنظمات العالمية والجهات الاعلامية العالمية تعتمد على المعلومات المنشورة فى مثل هذه البيانات كمراجع تنطلق منها لجمع الاموال ان كانت منظمات طوعية او حشد الرأى العام المضاد ان كانت منظمات لها ايدلوجيات وسياسات تختلف عن ايدلوجياتنا وسياساتنا , لكن وللاسف الشديد يقابل كل هذه الاعمال عدم اهتمام وقصور من جانبنا الا الشيئ القليل وعبر القنوات التقليدية .

هناك ازمة فى الوعى التقنى وهذه الازمة للاسف الشديد تنتشر فى قطاع يناط به عكس حال الدولة للمجتمع الدولى , ففى هذه العصر الذى تمثل فيه التقنيات الحديثة عناصر مهمة فى النشر الاعلامى نجد ان اعلامنا فى مواجهة الاعلام الالكترونى يستغل الطرق التقليدية من الصحف محدودة النشر ومحدودة التصفح او الاجهزة المسموعة والمرئية والتى تغطى ايضاً فئات محدودة داخل وخارج السودان .

لم تدرك جهات الاختصاص خطورة الاعلام الالكترونى واهميته ولم تعطيه الاهتمام المطلوب لذلك كان الغياب عن الساحة الدولية فى الشبكة العريضة والذى صارت فيه المعلومات تنشر بلا قيود وليس هناك ضوابط قانونية تحكم النشر الاعلامى الالكترونى ويمكن لأى جهة ان تنشر ما تشاء يحكمها فقط استطاعتها الولوج الى الشبكة , فقد يقوم شخص مغترب و مقيم لوحده فى احدى البلدان النائية بكتابة مقال ثم يمهره باسم مجموعة او قبيلة او جهة يهاجم ما يشاء من القبائل او المجموعات او الجهات او حتى الدولة باكملها ويدعم مقاله بالادلة الكاذبة والمغلوطة وينشر ذلك فى فضاء الانترنت حيث يطلع عليه ملايين البشر الذين لا يعرفون شيئاً عن بلادنا .

لابد للقائمين على امر الاعلام وخاصة الاعلام الرسمى فى كافة الوزارات والمصالح ان يتمتعوا بالوعى التقنى والا سيكون عملهم لا فائدة منه , ويبدا الوعى التقنى اولاً بقناعة الشخص بأهمية وحتمية التعامل بالاجهزة والبرامج والشبكات الحاسوبية ثم بعد ذلك التسلح بالمعرفة التقنية كذلك ضرورة دعم المجهودات التى بدات فى هذا الشأن وعدم وضع العراقيل والاحباطات امامها واشير هنا الى بعض المجهودات فى التعامل بالانظمة الحديثة الامر الذى يجب دعمهمثال تعامل وزارة الخارجية بنظام البريد الالكترونى فى الاتصالات والذى يعتبر النواة الاساسية للعمل الاعلامى التقنى .

ان هذا العصر هو عصر الحرب الاعلامية الالكترونية فالتهديدات التى تواجهنا لم تكن كذلك لولا عدم اهتمامنا بالاعلام الالكترونى فالذين يحملون السلاح فى وجه الحكومات ربما تهزمهم الحكومات ميدانياً لكن مساندة الاعلام الالكترونى لهم يجعل الدوائر العالمية تتعاطف معهم وتؤجج من النيران مرة اخرى , فلا يكاد يمر يوم والا تطالعنا مواقع الانترنت المختلفة ببيان او خبر او معلومة من مصادر معلومة او مجهولة موجهة للراى العام العالمى مع غيابنا التام فى هذا المحيط الكبير من النشر الاعلامى الالكترونى .

من الاهمية بمكان تطوير ادارات الاعلام وتدريب القائمين على امرها لاستيعاب متطلبات العصر الامر الذى يبدا اولاً بازالة ازمة الوعى التقنى التى تنتشر بيننا خاصة فى الوسط الاعلامى وربما تواجهنا بعض الصعوبات فى ذلك , عندها يمكننا التفكير فى انشاء ادارات تكون موازية لادرات الاعلام التقليدية تسمى ادارات الاعلام الالكترونى تخصص لها ميزانيات مقدرة ويوكل امرها لاشخاص يجمع فهمهم بين الوعى الاعلامى والوعى التقنى بحيث يستطيعون استغلال التقنيات الحديثة لخدمة الاعلام , كذلك ضرورة تغذية مثل هذه الادارات بالكوادر الاعلامية المقتدرة التى تستطيع التعامل مع التقنيات الحديثة وبهذا يمكننا على الاقل ان نوصل رأينا لقاعدة عريضة من الرأى العام

صلاح الدين حمزة الحسن

[email protected]

سفارة جمهورية السودان


--

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved